أول خطبة بعد رمضان( مختصرة)

راشد الناصر
1437/10/03 - 2016/07/08 04:09AM
الخطبة الاولى
أما بعد: أيها المسلمون: إن كان شهر رمضان قد مضى، فإن في باقي السنة لمن أحياه الله ووفقه وعافاه مجال رحب للعمل الصالح، والتزود من أعمال البر، والصيام مشروع بعد رمضان في أشكالٍ كثيرة، أولها صيام ست من شوال، ومتى صامها العبد كانت له مثل صيام الدهر، وكل شوال وقت لها، ويصح صيامها متتابعة أو متفرقة، ومن كان عليه أيام من رمضان فليبدأ بصيام الأيام التي عليه، ثم يصوم الست.
عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى اللهم عليه وسلم قال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر" رواه مسلم. وفي معاودة الصيام بعد رمضان فوائد عديدة:
منها: أن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله كما سبق الحديث.
ومنها: أن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل المفروضة وبعدها، فيكمّل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص.
ومنها: أن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان، فإن الله إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده.
ومنها: أن صيام رمضان يوجب مغفرة الذنوب، والصائمون يوفون أجورهم يوم الفطر فتكون معاودة الصيام بعد الفطر شكراً لهذه النعمة.
ولكن الذي ينبغي التنبيه اليه أنه لاينبغ أن يؤنب من لم يصمها أو ينكر عليه فهي تظل سنة من السنن فإن بعض الناس هداهم الله يكاد يوجبها بعد رمضان مباشرة او ينكر على من لم يصمها , كما ينبغي التنبيه الى ان ايام العيد أيام تزاور وإجتماعات وليس من اللآئق أن يتعذر الانسان عن حضور الاجتماعات بحجة صيام الست أما من كانت إجتماعاتهم بالمساء وليس لديه متسع غير هذه الأيام لصيامها ولايترتب حرج من صيامها فلابأس بصيامها
فلا تحرم نفسك أخي المسلم من نيل أجور الصيام، في بقية أيام العام.

بارك الله لي ولكم في القران العظيم



الخطبة الثانية
اما بعد : احذر أخي المسلم من أن تكون ممن وفقه الله لفعل الخيرات في رمضان، ثم تنكُص على عقبيك، فتهدم ما بنيت، وتنقض ما غزلت، فتتهاون في صلاتك، ولا يكون لك حظ من صيام أو صدقة أو نسك، فتفلس بعد غنى، نعوذ بالله من ذلك. يا حسرتا على دموع سكبت في المساجد، ويا حسرتا على دعوات رفعت من أجلها الأيادي إلى السماء، ويا حسرتا على حضور مع الجماعة وتلاوة للقرآن طوال الشهر، فأعقب ذلك كله عودة إلى المعاصي، وتفريط للصلوات، وهجر للقرآن، واستهانة بالمحرمات، وإهمال للمسئوليات، اللهم إنا نعوذ بك أن نبدل نعمتك كفرًا ونحن نستقبل أيام العيد، ونعوذ بك من الحور بعد الكور.
فداوم على طاعة الله، واستمر في العمل في مرضاته، واترك ما اعتدت تركه في رمضان، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين، وربما كان هذا آخر رمضان تدركه، وتكون أنت ممن يتذكرهم أهلوهم ويترحمون عليهم، فإياك والكسل بعد الجد وحسن العمل، وإياك والتواني
بعد العزم، واحذر بعد أن ذقت حلاوة الطاعة أن تعود إلى الإثم، فما أعظم البشرى من الله للطائعين.
ايها الموفق وهآ أنت وقد اعتدت الجلوس بعد صلاة الفجر حتى الإشراق ورأيت سلاسته وسهولته فما الذي يمنعك أن تواصل حسب استطاعتك وأجعل لك فرضا تفرضه على نفسك من اذكار أو حزب من القران وستجد ان الوقت ينتهي قبل ان تنتهي مما فرضته على نفسك
اللهم وفقنا لعمارة الأوقات، واغتنام الباقيات الصالحات، وأعنّا على فعل الخيرات، وترك المنكرات، واجعلنا ممن أعتقت رقابهم من النار، وفازوا بأعلى الدرجات، واغفر لنا ولوالدينا ولعموم المسلمين.

الجمعة 3/10/1437هـ


المشاهدات 1390 | التعليقات 0