أول جمعة بعد العودة-13-10-1441هـ-مستفادة من خطبة الشيخ عبدالله اليابس

محمد بن سامر
1441/10/12 - 2020/06/04 21:55PM
الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وليُ الصالحينَ، وأشهدُ أنَّ محمدًا رسولُه الأمينُ، عليه وآلهِ الصلاةُ وأتمُ التسليمِ.
"يا أيها الذينَ آمنوا اتقوا اللهَ حقَ تقاتِه ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون".
أما بعد: فيا إخواني الكرام:
عُدْتُمْ لِبَيْتِ اللهِ والعَوْدُ أَحْمَدُ*مِنْ بَعْدَ مَا فَارَقْتُمُوهَا فَاسْعَدُوا
هَذِي بُيُوتُ اللهِ أَيُّ مَنَازِلٍ*تَهْفُو عَلَى قَلْبِ المُحِبِّ وَتُنْجِدُ
بشارةٌ لمَنْ كَانَ مُواظِبًا عَلَى الجُمَعِ وَالجَمَاعَاتِ فَقَدْ ثَبَتَ أَجْرُهُ-إِنْ شَاءَ اللهُ-، وَكُتِبَتْ لَهُ صَلَوَاتُهُ مُنْفَرِدًا كَأَنَّمَا صَلَاهَا فِي المَسْجِدِ مَعَ الجَمَاعَةِ، قال رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا مَرِضَ العَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيْمًا صَحِيْحًا".
وَبِشَارَةٌ أُخْرَى لِكْلِّ مَنْ تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بَبُيُوتِ اللهِ، أَبْشِرِ بظِلِّ اللهِ الوَارَفِ فِي يَوْمٍ شَدِيْدِ الحَرِّ تَدْنُو فِيْهِ الشَمْسُ مِنَ الخَلَائِقِ، قال رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ"، وذكرَ منهم: "ورَجُلٌ مُعَلَّقٌ بالمَسْجِدِ، إذا خَرَجَ منه حتَّى يَعُودَ إلَيْهِ".
أهلُ المساجدِ قُلُوبُهم حيَّةُ تَتَنَعَمُ فِي الدُّنْيَا بِرَاحَةِ البَالِ وَالأُنْسِ بِاللهِ، وَتَتَنَعَمُ فِي الآخِرَةِ بِالأَمْنِ وَالنَّعِيْمِ المُقَيْمِ، قالَ اللهُ-سبحانه- فيهم: "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ*رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ".
أَهْلُ المَسَاجِدِ خَافُوا مِنْ ذَلِكَ اليَومِ فَأمَنَّهُمُ اللهُ فِيْهِ، فَاللَّهُمَ إِنَّا نَسْأَلُكَ لنا وللمسلمينَ الأَمْنَ والعافيةَ فِي الدُّنْيَا والآَخِرَةِ.
لَعَلَّ بَعْضَكم قَدْ تَعَوَّدَ أَنْ يُصَلِيَ في بيته مَتَى شَاءَ في أولِ وقتِ الصلاةِ أو وسطهِ أو آخرِهِ فهو أميرُ نفسِه، ولكن بعدَ العودةِ إِلَى الصلاةِ في المَسَاجِدِ أَصْبَحْنَا مُرْتَبِطِيْنَ بِوَقْتٍ وَاحِدٍ: عَشْرِ دَقَائِقَ مِنْ بَعْدِ الأَذَانِ، فما أجملَ أَنْ يُبَادِرَ المسلمُ إِلَى المَسْجِدِ قَبْلَ سَمَاعِ الأَذَانِ أَوْ عندَ سماعِه حَتَى لَا تَفُوتَهُ تكبيرةُ الإحرامِ، ويستثمرَ تِلْكَ الدَقَائِقَ النَّفِيْسَةَ بِالذِّكْر وَالدُّعَاءِ، فقد مدحَ اللهَ-تَعَالَى-الأَنْبِيَاءَ فَقَال: "أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ"، وقالَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-: "الدُّعَاءُ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ".
وَلَا تُبْقِ فِعْلَ الصَّالِحَاتِ إِلَى غَدٍ*لَعَلَّ غَدًا يَأْتِي وَأَنْتَ فَقِيدُ
أستغفرُ اللهَ لي ولكم وللمسلمينَ...
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ كما يحبُ ربُنا ويرضى، أَمَّا بَعْدُ:
فإِنَّ مِنْ بَرَكَةِ الحَسَنَةِ وقبولِها الحَسَنَةَ بَعْدَهَا، فشَرَعَ الله-تَعَالَى-لَنَا بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صيامَ ستةِ أيامٍ من شوالَ، قالَ النبيُ-عَلَيهِ وآلِهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ بِسِتّةٍ مِنْ شَوَالٍ كَانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ"، لأن الحسنةَ بعشرِ أمثالِها: فصيامُ رمضانَ بأجرِ عشرةِ أشهرٍ، وصيام ُستةِ أيامٍ من شوال بأجرِ ستين يومًا: بشهرينِ.
أحبابي الكرامِ: مَا أَحْوَجَنَا فِيْ كُلِّ وَقْتٍ لِلْتَوْبَةٍ وَالرُّجُوعِ إِلَى اللهِ-تَعَالَى-، وَيَزْدَادُ هَذَا الأَمْرُ تَأْكِيْدًا فِي أَزْمِنَةِ البَلَاءِ، وَالغَفْلَةُ عَنِ التَّوبَةِ فِيْ مِثْلِ هَذَا الوَقْتِ مِنْ عَلَامَاتِ قَسْوَةِ القَلْبِ، وِمِنْ أَسْبَابِ وُقُوعِ العَذَابِ عَلَى الأُمَمِ، "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ*فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ*فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ*فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ".
فَمهما غلبتْك نفسُك وهواك وشيطانُك فعصيت اللهَ، فسارعْ بِالتَّوبَةِ، ولا تُؤجلْها فيفاجِئُك الموتُ ويختم لك بخاتمةِ السوءِ عياذًا بالله.
يَا سَاهِيًا لَاهِيًا عَمَّا يُرَادُ بِهِ*آَنَ الرَّحِيْلُ وَمَا قَدَّمْتَ مِنْ زَادِ
تَرْجُو البَقَاءَ صَحِيْحًا سَالِمًا أَبَدًا*هَيْهَاتَ أَنْتَ غَدًا فِيمَنْ غَدَا غَادِي
لا إله إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ، لا إله إلا اللهُ ربُ العرشِ العظيمِ، لا إله إلا اللهُ ربُ السماواتِ وربُ الأرضِ وربُ العرشِ الكريمِ، لا إله إلا أنتَ سبحانَك إنَّا كنا من الظالمينَ، اللهم اهدنا والمسلمينَ لأحسنِ الأخلاقِ والأعمالِ، واصرفْ عنا والمسلمينَ سيِئ الأخلاقِ والأعمالِ، اللهم أصلحْ ولاةَ أُمورِنا وولاةَ أُمورِ المسلمينِ، وارزقهمْ البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ، ووفقهمْ لما تحبُ وترضى، وانصرْ جنودَنا المرابطينَ، ورُدَّهُم سالمينَ غانمينَ، اللهم اغفرْ لنا ولوالدينا وللمسلمينَ، أسألُك لي ولهم من كلِّ خيرٍ، وأعوذُ وأُعيذُهم بك من كلِّ شرٍ، اللهم اشفنا واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم اجعلنا والمسلمينَ ممن نصرَك فنصرْته، وحفظَك فحفظتْه، اللهم عليك بأعداءِ المسلمينَ فإنهم لا يعجزونَك، اكفنا واكفِ المسلمين شرَّهم بما شئتَ يا قويُ يا عزيزُ.
المرفقات

أول-جمعة-بعد-العودة-13-10-1441هـ-مستفادة-من-خطب

أول-جمعة-بعد-العودة-13-10-1441هـ-مستفادة-من-خطب

المشاهدات 1118 | التعليقات 0