أهمية وحدة الصف، والتحذير من الفرق والجماعات (السرورية أنموذجًا)
إبراهيم بن سلطان العريفان
1443/03/16 - 2021/10/22 08:10AM
الحمد لله رب العالمين ...
إخوة الإيمان والعقيدة ... لَقَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْنَا فِي هَذِهِ البِلَادِ بِنَعَمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ تُحْصَى كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا﴾ وَإِنَّ من أجلِّ النِّعَمِ عَلَيْنَا فِي هَذِهِ البِلَادِ الطَّاهِرَةِ، نِعْمَةُ الإسْلَامِ وَاجْتِمَاعِ الكَلِمَةِ وَوَحْدَةِ الصَّفِّ، فَنَحْنُ وَللهِ الحَمْدُ نَعِيْشُ فِي أَمْنٍ وَأَمَانٍ، فِيْ ظِلِّ قِيَادَةٍ رَشِيْدَةٍ تَحْكُمُ بِشَرْعِ اللهِ، وَبِلَادُنَا الـمَمْلَكَةُ العَرَبِيَّةُ السُّعُوْدِيَّةُ هِيَ أَرْضُ الحَرَمَيْنِ وَمَهْبِطُ الوَحْيِ وَمَهْوَى أَفْئِدَةِ الـمُسْلِمِيْنَ فِي شَتَّى أَصْقَاعِ الأَرْضِ؛ فَحَرِيٌّ بِنَا أَنْ نَحْمَدَ اللهَ تَعَالَى عَلَى مَا هَيَّأَ لَنَا فِيْ هَذِهِ البِلَادِ الـمُبَارَكَةِ الـمَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السُّعُوْدِيَّةِ مِنْ أَحْدَاثٍ وَرِجَالٍ جَعَلَهُمْ اللهُ بِفَضْلِهِ وَكَرَمِهِ أَسْبَابًا لِحُصُوْلِ هَذِهِ النِّعَمِ، فَهَذِهِ البِلَادِ أسِّسَتْ – بِفَضْلِ اللهِ - عَلَى التَّقْوَى مُنْذُ نَشْأَتِهَا الأُوْلَى .
أَيُّهَا المؤمنون .. إن مِنْ أَعْظَمِ مَقَاصِدِ الشَّرِيعة، وَمَحَاسِنِها البَدِيعَة: الدَّعْوَةُ إلى الاجْتِمَاعِ والوِفاق، والتَّحْذِيرُ من الاختلافِ الذي يُوْجِبُ الشِّقَاق، ويُسَبِّبُ الافْتِرَاق. وأَسَاسُ الاِجْتِمَاع: هو الاعْتِصَامُ بِكِتَابِ اللهِ، وسُنَّةِ رَسُوْلِهِ ﷺ؛ قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾
والمُرَادُ بِلُزُومِ الْجَمَاعَة: لُزُومُ الْحَقّ واتِّبَاعُه، وإنْ كَانَ المتمسِّكُ بالحقِّ قَلِيْلًا، والمُخَالِفُ كثيرًا؛ لأنَّه الحقُّ الذي كانتْ عليهِ الجَمَاعةُ الأُولى: مِنَ النَّبيِّ ﷺ وأصحابِه، ولا يُنْظَرُ إلى كَثْرَةِ أَهلِ الباطلِ بَعْدَهُم. ومِنْ لُزُومِ الجماعةِ التي دَعَتْ إِلَيْهَا الشريعة: الاجْتِمَاعُ على إِمَامِ المسلمين، وأَهْلِ العِلْمِ الراسخين؛ وَعَدَمُ الخُرُوجِ عَنْ أَمْرِهِمْ وَرَأْيِهِمْ، لا سِيِّما مَا يَتَعَلَّقُ بسياسةِ الناسِ العامّة، وأَمْنِهِمْ وخَوْفِهِم؛ قال تعالى:﴿ وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَو رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُول وَإِلَى أولى الْأَمر مِنْهُم لعلمه الَّذين يستنبطونه مِنْهُم ﴾
ومِنْ بَرَكَةِ لُزُومِ الجماعة: نُزُوْلُ الرَّحَمَات، والتَّنَافُسُ في الخَيْرَات، والنَّجَاةُ مِنَ الفِتَنِ المُدْلَهِمَّات، قال ﷺ: (الجمَاعَةُ رَحْمَةٌ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ). وسُئِلَ النبيُّ ﷺ عن المَخْرَجِ مِنَ الفِتَن؛ فقال: (تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ).
وتوحيدُ الكَلِمَة؛ لا يكونُ إلا على كَلِمَةِ التوحيد، قال تعالى:﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ يعني: فَوَحِّدُوني.
وإذا لَمْ تَجْتَمِع الأُمَّةُ على الكِتَابِ والسُنّة: فمآلُهَا إلى الزَّوَالِ والفُرْقَة، قال ﷺ:(سَتَفْتَرِقُ أمتي على ثلاثٍ وسبعين فِرْقَة، كُلّها في النارِ إلا واحدة)، قالوا: (مَنْ هِيَ يا رسولَ الله؟)، قال:(هي الجماعة). وأهلُ الجماعة، هم أَهْلُ الحَوْضِ المَوْرُود، وَمَنْ سِوَاهُم عنه مَطْرُود، قال ﷺ: (أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ، لَيُرْفَعَنَّ إِلَيَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ، حَتَّى إِذَا أَهْوَيْتُ لِأُنَاوِلَهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي-أَي اجتُذِبُوا واقتُطِعُوا- فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي، يَقُولُ: لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ) رواه البخاري. قال القُرْطُبِي رَحِمَهُ اللهُ: (فَكُلُّ مَنِ ارتدَّ عَنْ دِينِ اللهِ، أو أَحْدَثَ فِيْهِ ما لا يَرْضَاهُ الله؛ فَهُوَ مِنَ المَطْرُوْدِينَ عَنْ الحَوض، وكَذَلِكَ جَمَاعَةُ أَهْلِ الزَّيْغِ والأَهْوَاءِ والبِدَع).
ومِنْ بَرَكَةِ التوحيد: الائْتِلافُ والاجتماع، ونَبْذُ الشِّرْكِ والابتداع،﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾
فحافِظُوا على نِعْمَةِ الأَمْنِ والأُلفة، والمَحَبَّةِ والمَوَدَّة؛ بالاِجْتِمَاعِ على الكتابِ والسُنَّة، والحَذَرِ مِن الشِّرْكِ والمعصيةِ والبِدْعَة، والشُّذُوْذِ والاختلافِ والفُرْقة؛ والانتماءِ للجماعات الكُفْرِيِّةِ والشِّرْكِيَّةِ والبِدْعِيَّة، والتعصُّبِ للحِزْبِيَّةِ التي تُوْغِرُ الصُّدُورَ، أو تُؤَلِّبُ على وُلَاةِ الأُمُوْر.
قال ﷺ: (فإِنَّ يَدَ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ)
أيها المسلمون .. إنَّنَا نَعِيشُ فِي نِعَمٍ عَظِيْمَةٍ وَللهِ الحَمْدُ وَالمِنَّةُ، فبِلَادُنَا هِيَ مَنَارَةُ الإِسْلَامِ وَفِيْهَا قِبْلَةُ المسْلِمِينَ ومَأْرِزُ الإيمانِ، يَشْهَدُ بِذَلِكَ القَاصِيْ وَالدَّانِيْ». وَلَا رَيْبَ أَنَّ كُلَّ ذِيْ نِعْمَةٍ مَحْسُوْدٌ، وَلَا شَكَّ يَا عِبَادَ اللهِ أَنَّ مَا نَحْنُ فِيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ وَأَمْنٍ وَلُحْمَةٍ اجْتِمَاعِيَّةٍ فَرِيْدَةٍ وَاجْتِمَاعِنَا عَلَى طَاعَةِ وَلِيِّ أَمْرِنَا لَا يَرُوْقُ لِلْأَعْدَاءِ بَلْ يَقُضُّ مَضَاجِعَهُمْ.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ.
أقولُ قُولِيْ هَذا.. واستَغْفِرُ اللهَ العظيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فاستغفِرُوهُ، إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيْمُ.
اَلْحَمْدُ للهِ عَلىَ إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلىَ تَوْفِيْقِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ اِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْماً لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الدَّاعِى إلىَ رِضْوَانِهِ. مَعَاشِرُ الْمؤْمِنِينَ .. احْذَرُوا الجَمَاعَاتِ الَّتِي تَدْعُو إِلى الخِلافِ والفُرْقَة، وتُخَالِفُ الاِجْتِمَاعَ والأُلْفَة؛ فَلَقَدْ نَبَتَتْ فِي مُجْتَمَعَاتِ الْمُسْلِمِينَ نَبْتَةٌ مَنْهَجِيَّةٌ حِزْبِيَّةٌ ، إِرْهَابِيَّةٌ تَـخْرِيِبِيَّةٌ تُدْعَى بِالتَّنْظِيمِ السَّرُورِيِّ الَّذِي يَنْتَهِجُ تَحْرِيْضَ النَّاسِ على الخُرُوجِ على وُلَاةِ الأُمُور، وَتَفْرِيقِ جَمَاعَةِ المسلمين، وَبَثِّ الفُرْقَةِ بَيْنَهُمْ، وَنَشْرِ الحُرُوْبِ في بُلْدَانِهِم. وَهَذَا التَّنْظِيمُ؛ وَجْهٌ مِنْ وُجُوْهِ (جَمَاعَةَ الإِخْوَانِ) ولَهَا عَلاَمَاتٍ يعرف بِهَا وَمِنْهَا: تَأْيِيدُ مَا يُسَمَّى بِالثَّوْرَاتِ وَالرَّبِيعِ اَلْعَرَبِيِّ وَتَحْرِيضِ اَلشُّعُوبِ عَلَى حُكَّامِهَا. اَلِانْحِرَاف فِي جَانِبِ اَلْوَلَاءِ وَالْبَرَاءِ حَتَّى آلَ بِهُمْ اَلْأَمْرُ إِلَى اَلتَّآمُرِ مَعَ اَلْجِهَاتِ اَلْخَارِجِيَّةِ اَلْمُعَادِيَةِ لِبِلَادِنَا عَلَى دَعْمِ كُلِّ مَا يُزَعْزِعُ اَلْأَمْن فِي بِلَادِنَا حَرَسهَا اَللَّه. تَكْفِيرُ اَلْحُكَّامِ وَوَصَفهمْ بِالطَّوَاغِيتِ وَالتَّأْلِيبِ عَلَيْهِمْ وَنَشَر مَعَايبهمْ عَلَى رُؤُوسِ اَلْأَشْهَادِ. رَبْطُ اَلشَّبَابِ بِالْكُتُبِ اَلْفِكْرِيَّةِ اَلَّتِي تَشْتَمِلُ عَلَى اَلْمُخَالَفَاتِ اَلعقَدِيَّةِ فِي بَابِ اَلسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَغَيْرِهِ. تَنْقُص اَلْعُلَمَاء وَرَمْيِهِمْ بِمُدَاهَنَةِ اَلْحَاكِمِ حَتَّى يُنَفِّرَ اَلشَّبَابُ مِنْهُمْ وَيَرْتَبِطُونَ بِدُعَاةِ فِقْهِ اَلْوَاقِعِ اَلْمَزْعُومِ. إِضْفَاء أَلْقَابِ اَلْمَدْحِ وَالثَّنَاءِ غَيْرِ اَلْمُسْتَحَقِّ مِنْ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضِ إِمْعَانًا مِنْهُمْ فِي اَلتَّلْبِيسِ عَلَى مَنْ لَا يَعْرِفُ وَاقعهمْ حَتَّى يَأْخُذَ مَقَالَاتِهِمْ عَلَى سَبِيلِ اَلتَّسْلِيمِ وَالرِّضَى. اَلْافْتِيَات عَلَى اَلسُّلْطَانِ وَتَحْرِيضِ اَلشَّبَابِ عَلَى اَلْجِهَادِ اَلَّذِي لَمْ تَتَوَافَرْ شُرُوطَهُ حَتَّى زُجُّوا بِهُمْ فِي مَحَاضِن اَلْجَمَاعَات اَلتَّكْفِيرِيَّة كَتَنْظِيمِ اَلْقَاعِدَةِ وَدَاعِش وَالنُّصْرَة وَغَيْرُهَا. فَاحْذَرُوا تِلْكَ الجِمَاعَاتِ والتَّنْظِيْمَاتِ الَّتِي تَتَغَطَّى بِغِطَاءِ الدِّيْن؛ لِبَثِّ الفُرْقَةِ والفِتْنَةِ بَيْنَ المُسْلِمِين. وَتَمَسَّكُوا بِمَنْهَجِ الوَسَطِيَّةِ والاِعْتِدَال؛ ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإسْلَامَ وَأَهْلَهُ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَأَهْلَهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَأَدِمْ عَلَينَا نِعْمَةَ الأَمْنِ وَالإيْمَانِ، وَاحْفَظْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُوْرِنَا، وَارْزُقْهُمْ طَاعَتَكَ وَمَخَافَتَكَ فِي السِّرِّ والإعْلَانِ، وَاصْرِفْ عَنَّا وَعَنْهُمْ شَرَّ الأَشْرَارِ وَكَيْدَ الفُجَّارِ يَا رَبَّ العَالَمِينَ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيْفَيْنِ لِكُلِّ خَيْرٍ وَتَقْوَى وَرَشَادٍ، وَأَعَنْهُ وَوليَّ عَهْدِهِ وَوُزَرَاءَهُ عَلَى مَا فِيهِ صَلَاحُ العِبَادِ وَالبِلَادِ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْألُكَ مِنْ الخَيرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَم، وَنَعُوْذُ بِكَ مِن الشَّرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَم، وَنَسْألُكَ الجَنَّةَ وَمَا يُقَرِّبُ إلَيْهَا مِن قَوْلٍ وَعَمَلٍ، وَنَعُوْذُ بِكَ مِنْ النَّارِ وَمَا يُقَرِّبُ إليْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ. ربَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَام ٌعَلَى الـمُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمينَ.
اَلْحَمْدُ للهِ عَلىَ إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلىَ تَوْفِيْقِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ اِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْماً لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الدَّاعِى إلىَ رِضْوَانِهِ. مَعَاشِرُ الْمؤْمِنِينَ .. احْذَرُوا الجَمَاعَاتِ الَّتِي تَدْعُو إِلى الخِلافِ والفُرْقَة، وتُخَالِفُ الاِجْتِمَاعَ والأُلْفَة؛ فَلَقَدْ نَبَتَتْ فِي مُجْتَمَعَاتِ الْمُسْلِمِينَ نَبْتَةٌ مَنْهَجِيَّةٌ حِزْبِيَّةٌ ، إِرْهَابِيَّةٌ تَـخْرِيِبِيَّةٌ تُدْعَى بِالتَّنْظِيمِ السَّرُورِيِّ الَّذِي يَنْتَهِجُ تَحْرِيْضَ النَّاسِ على الخُرُوجِ على وُلَاةِ الأُمُور، وَتَفْرِيقِ جَمَاعَةِ المسلمين، وَبَثِّ الفُرْقَةِ بَيْنَهُمْ، وَنَشْرِ الحُرُوْبِ في بُلْدَانِهِم. وَهَذَا التَّنْظِيمُ؛ وَجْهٌ مِنْ وُجُوْهِ (جَمَاعَةَ الإِخْوَانِ) ولَهَا عَلاَمَاتٍ يعرف بِهَا وَمِنْهَا: تَأْيِيدُ مَا يُسَمَّى بِالثَّوْرَاتِ وَالرَّبِيعِ اَلْعَرَبِيِّ وَتَحْرِيضِ اَلشُّعُوبِ عَلَى حُكَّامِهَا. اَلِانْحِرَاف فِي جَانِبِ اَلْوَلَاءِ وَالْبَرَاءِ حَتَّى آلَ بِهُمْ اَلْأَمْرُ إِلَى اَلتَّآمُرِ مَعَ اَلْجِهَاتِ اَلْخَارِجِيَّةِ اَلْمُعَادِيَةِ لِبِلَادِنَا عَلَى دَعْمِ كُلِّ مَا يُزَعْزِعُ اَلْأَمْن فِي بِلَادِنَا حَرَسهَا اَللَّه. تَكْفِيرُ اَلْحُكَّامِ وَوَصَفهمْ بِالطَّوَاغِيتِ وَالتَّأْلِيبِ عَلَيْهِمْ وَنَشَر مَعَايبهمْ عَلَى رُؤُوسِ اَلْأَشْهَادِ. رَبْطُ اَلشَّبَابِ بِالْكُتُبِ اَلْفِكْرِيَّةِ اَلَّتِي تَشْتَمِلُ عَلَى اَلْمُخَالَفَاتِ اَلعقَدِيَّةِ فِي بَابِ اَلسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَغَيْرِهِ. تَنْقُص اَلْعُلَمَاء وَرَمْيِهِمْ بِمُدَاهَنَةِ اَلْحَاكِمِ حَتَّى يُنَفِّرَ اَلشَّبَابُ مِنْهُمْ وَيَرْتَبِطُونَ بِدُعَاةِ فِقْهِ اَلْوَاقِعِ اَلْمَزْعُومِ. إِضْفَاء أَلْقَابِ اَلْمَدْحِ وَالثَّنَاءِ غَيْرِ اَلْمُسْتَحَقِّ مِنْ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضِ إِمْعَانًا مِنْهُمْ فِي اَلتَّلْبِيسِ عَلَى مَنْ لَا يَعْرِفُ وَاقعهمْ حَتَّى يَأْخُذَ مَقَالَاتِهِمْ عَلَى سَبِيلِ اَلتَّسْلِيمِ وَالرِّضَى. اَلْافْتِيَات عَلَى اَلسُّلْطَانِ وَتَحْرِيضِ اَلشَّبَابِ عَلَى اَلْجِهَادِ اَلَّذِي لَمْ تَتَوَافَرْ شُرُوطَهُ حَتَّى زُجُّوا بِهُمْ فِي مَحَاضِن اَلْجَمَاعَات اَلتَّكْفِيرِيَّة كَتَنْظِيمِ اَلْقَاعِدَةِ وَدَاعِش وَالنُّصْرَة وَغَيْرُهَا. فَاحْذَرُوا تِلْكَ الجِمَاعَاتِ والتَّنْظِيْمَاتِ الَّتِي تَتَغَطَّى بِغِطَاءِ الدِّيْن؛ لِبَثِّ الفُرْقَةِ والفِتْنَةِ بَيْنَ المُسْلِمِين. وَتَمَسَّكُوا بِمَنْهَجِ الوَسَطِيَّةِ والاِعْتِدَال؛ ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإسْلَامَ وَأَهْلَهُ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَأَهْلَهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَأَدِمْ عَلَينَا نِعْمَةَ الأَمْنِ وَالإيْمَانِ، وَاحْفَظْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُوْرِنَا، وَارْزُقْهُمْ طَاعَتَكَ وَمَخَافَتَكَ فِي السِّرِّ والإعْلَانِ، وَاصْرِفْ عَنَّا وَعَنْهُمْ شَرَّ الأَشْرَارِ وَكَيْدَ الفُجَّارِ يَا رَبَّ العَالَمِينَ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيْفَيْنِ لِكُلِّ خَيْرٍ وَتَقْوَى وَرَشَادٍ، وَأَعَنْهُ وَوليَّ عَهْدِهِ وَوُزَرَاءَهُ عَلَى مَا فِيهِ صَلَاحُ العِبَادِ وَالبِلَادِ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْألُكَ مِنْ الخَيرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَم، وَنَعُوْذُ بِكَ مِن الشَّرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَم، وَنَسْألُكَ الجَنَّةَ وَمَا يُقَرِّبُ إلَيْهَا مِن قَوْلٍ وَعَمَلٍ، وَنَعُوْذُ بِكَ مِنْ النَّارِ وَمَا يُقَرِّبُ إليْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ. ربَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَام ٌعَلَى الـمُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمينَ.
المرفقات
1634890211_وحدة الصف والتحذير من الفرق والجماعات (السرورية أنموذجًا).docx
1634890218_وحدة الصف والتحذير من الفرق والجماعات (السرورية أنموذجًا).pdf
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق