أهمية عِلاقة العبد بِرَبِّه

عايد القزلان التميمي
1446/05/20 - 2024/11/22 06:49AM
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً كما يحب ربنا ويرضى، والشكر له على ما أولى من نِعَمٍ وأَسْدَى. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صفيه وخليله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجهم واقتفى إلى يوم الدين.
 أما بعد: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾
عباد الله
إنّ  هُناك  عِلاقةً مُهِمَّة يُحِقِّق بِها الإنسانُ هَدَفَ وُجُودِه، في هذه الحياة الدنيا ، ويَرْقَى بِهَا أرْفَع الدَّرجات في الدُّنْيا والآخِرة،
إنَّها العِلاقةُ مع الله؛ و الصِّلة بالله، والارْتِبَاط بِه، والاعْتِصَام والقُرْب مِنْه، والّْلجُوء إليه.  
فيجبُ علينا  أن نُصْلِح علاقتنا بِرَبِّنا و هو مَنْ لا يخْفَى عليه شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماء، يَعْلمُ الظَّاهِرَ والباطن، ويَعْلَمُ مَا نَعْلَم وما لا نعلم، وما نُخفِي وما نُعلِن، ويعلمُ سِرَّنا وعلانيتنا ونِيَّاتِنا وخَوَاطِرَنَا قال سبحانه: ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا﴾ وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ﴾ وقال سبحانه ﴿ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ﴾ ، وقال ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير ﴾ وقال    ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور ﴾ وقال ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمُ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾
 
فالعلاقةُ مع اللهِ جلّ وعلا هي أهمُّ ما يجبُ على العبدِ أنْ يَهْتَمَّ بِإصْلاحِها وتَقْويَتِها، فَبِصَلاحِها يصلحُ كلّ شيء، قال الله تعالى ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون ﴾
عباد الله

‏العلاقةُ بالله هي العلاقةَ الوحيدة الناجحة والمستمرة، وهي علاقةٌ مطمئنةٌ مريحةٌ وهي العلاقةُ الوحيدةُ الباقيةُ والدائمة، لا تَنْقَطِع أوْ تَزُول إلاَّ بِمَوْتِ العبدِ ومُفَارَقَتِه هذه الحياة, قال تعالى (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)
وقال سبحانه ﴿ مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون ﴾
ومهما أشْغَلَتْك الدُّنيا يا عبدالله ، فلا تنسَ عِلاقَتَك مع الله، حَافِظْ عليها كَما تُحافِظ على رُوحِك؛
فَمَن صَلَحَت عِلاقته بالله، صَلَحت عِلاقته بَمَنْ حَوْلَه، وصَلَحت كُلّ أَحْوَالِه، ومن صلحت عِلاقته بالله، تَيَسَّرَت أُمُورَه، وانْفَرَجت هُمًومَه، وأُجيبت دعوته؛
وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم (( تعرَّفْ إلى اللهِ في الرخاءِ يعرفُك في الشدَّة ))ِ
أيها المسلمون، وإن من أهم ما يزيد علاقة المسلم بربه اعتقاده الجازم بأنه ما وُجِدَ في هذه الحياة إلا لعبادة ربه، وأن يتمثل العبودية الكاملة لله قال الله تعالى (( وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ))
 ومن أهم وأوجب ما يُقوي عِلاقة المسلم بِرَبِّه أداؤه للفرائض والأركان، وإكمال ما ينقص منها بالنوافل، وفي مُقَدَّمة هذهِ الأركان بعد تحقيق التوحيد والشهادتين، الصلوات الخمس،
فالمسلم الذي يُريد أن يُقَوي عِلاقته بربه، عليه أن يُقيم الصلوات الخمس بأوقاتها في مساجد المسلمين، فمن أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين، وهي أجلُّ الأعمال وأفضلها.
أيها المسلمون، فإذا أدى المسلم أركانه الخمس، وصلى صلواته، وصام شهره، وزكَّى ماله، وحَجَّ بيت ربه إن استطاع إليه سبيلاً، فبعد أن يُؤدي هذه الواجبات. عليه أن لا يغفل عن النَّوافِل فيها كُلَّها، فإن المسلم وهو يحاسب يوم القيامة، فإذا وُجِد خلل ونقص وتقصير في عِبادته، ومن مِنَّا لا يسلم مِنَ الخلل والنقص والتقصير، فإنه يُنظَر في تَطَوُّعِهِ إنْ كانَ لهُ تَطَوُّع، فيُكْمِل بها نَقْصه وتقصِيره، وهذا من رحمة الله عز وجل بنا.
عباد الله وفي علاقتنا مع ربنا يجب علينا أن نُؤمن بربنا ونوحده ولا نشرك به شيئا ونُكْثِر من ذكره ، قال الله عز وجل: ﴿ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ ٱللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ ﴾، وقال (( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾
وفي علاقتنا مع ربنا يجب علينا أن نُطيع أمر ربنا وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن نرضى ونُؤمن باليوم الآخر وبالقدر خيره وشره .
اللهم اجعل قُلوبنا مُتعلِّقَة بِك فإنه لا حول لنا ولا قوة لنا إلا بك.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
الخطبة الثانية
الحمد لله أتم الحمد وأكمله ، وأعمّه وأشمله . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، خير الخلق ، صلى الله عليه ، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد.
فيا أيّها المسلمون، وفي علاقتنا مع ربنا علينا أنْ نَتَدَبَّر هذا الحديث ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ )) أخرجه الترمذي ،
عباد الله لِتَكُنْ تَقْوَى اللهِ مُصَاحبةً لَنَا في أَحْوَالِنا كُلّها:
فنتَّقي الله في عِبادَتِنا وأعْمَالِنا ، ودَوامُ المراقبةِ لله  في جميع أمورنا.
واجعل شِعَاَرك أيها المسلم قولُه تبارك وتعالى  ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾
و اجعلوا نَصْبَ عينيكم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال (قُلْ: آمَنْتُ باللَّهِ، ثم اسْتَقِمْ )
ومن أراد الفوز في الدُّنْيَا والآخرة فَعَلَيْهِ الالتزام بِوَصِيَةِ خَالِقِه العظيم في قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله .....
المرفقات

1732247352_أهمية علاقة العبد بربه.docx

المشاهدات 517 | التعليقات 0