أهمية تحقيق آثار العلماء المحققين ودعمها ونشرها لتيسيرها لطلاب العلم للعلامة عبد المح
احمد ابوبكر
1435/02/19 - 2013/12/22 12:04PM
أهمية تحقيق آثار العلماء المحققين ودعمها ونشرها لتيسيرها لطلاب العلم للعلامة عبد المحسن العباد البدر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فقد اطلعت على النشرة المتعلقة بمشروع نشر وتحقيق الكتب العلمية التي كتب على طرتها ما يلي: «التعريف بمشروع نشر آثار العلماء ومنهج تحقيقها:
آثار شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، آثار الإمام ابن قيم الجوزية، آثار العلامة الأمين الشنقيطي، آثار العلامة عبدالرحمن المعلمي.
إعداد: علي بن محمد العمران.
أحد المشروعات النوعية التي ترعاها مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية».
وقد تعاون على خدمة هذا المشروع وتيسيره لطلاب العلم إشرافاً وتحقيقاً وتمويلاً ونشراً جهات أربع ذُكرت في الصفحة الثالثة عشرة من هذه النشرة التعريفية كما يلي:
«فاجتمعت في صيف عام 1421هـ ـ بفضل من الله تعالى ـ أركان المشروع الأربعة:
ـ الإشراف العام على المشروعات (الشيخ بكر أبو زيد).
ـ الباحثون المتفرغون (محمد عزيز شمس، علي بن محمد العمران ومن التحق بهما).
ـ الداعم الملتزم (مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية).
ـ الجهة الإدارية (دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع)».
وكان إخراج هذه النشرة التعريفية في عام 1434هـ، وقد تم قبل هذا التاريخ طباعة ونشر آثار شيخنا العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله كاملة في تسعة عشر مجلداً، وآثار الشيخ العلامة عبدالرحمن المعلمي رحمه الله كاملة في خمسة وعشرين مجلداً، وطُبع من آثار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله واحد وعشرون مجلداً، وطُبع من آثار الإمام ابن القيم رحمه الله ثمانية وثلاثون مجلداً، وأسأل الله أن يوفق لإتمام آثار هذين الإمامين الجليلين وما يتلوها من مشروعات لآثار أهل العلم والمحققين.
ولا شك أن في نشر هذه الآثار العلمية لهؤلاء العلماء الأربعة تمكيناً للاستفادة منها على نطاق واسع يجري ثوابه لهؤلاء المؤلفين بعد موتهم؛ كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» رواه مسلم (4223).
ولا شك أيضاً أن لهذه الجهات الأربع التي تعاونت على إخراج هذا المشروع نصيباً من الأجر والثواب؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» رواه مسلم (4899).
وما أكثر الذين آتاهم الله مالاً في هذا الزمن؛ وكثير منهم لم يقدموا لأنفسهم منه شيئاً يجدون ثوابه بعد موتهم، بل يتركونه لوارثهم، وإن كان هذا الوارث صرفه في وجوه غير مشروعة ذهبت منفعته عن المورِّث والوارث، وكل صاحب مال مسئول عنه: من أين أخذه وفيم صرفه؟ والموفق من أخذه من حلال وصرفه في حلال، وقد قال الله عز وجل: {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ}، وقال صلى الله عليه وسلم: «أيكم مال وراثه أحب إليه من ماله؟ قالوا: يا رسول الله! ما منا أحد إلا ماله أحب إليه، قال: فإن ماله ما قدم، ومال وارثه ما أخر» رواه البخاري (6442).
ومن توفيق الله للوجيه السخي السري سليمان بن عبدالعزيز الراجحي حفظه الله من كل سوء ووفقه لكل خير دعمه ـ عبر مؤسسته الخيرية ـ لهذه المشروعات الأربعة لتيسير وصولها لطلبة العلم واستفادتهم منها، وكذا بذله المال في وجوه الخير المختلفة ولاسيما في عمارة المساجد الكبيرة في مدن كثيرة في بلاد الحرمين.
وإني بهذه المناسبة أذكِّر ـ والذكرى تنفع المؤمنين ـ من آتاهم الله المال أن يحرصوا على البذل منه في وجوه الخير المختلفة في حال صحتهم وعافيتهم شكراً لله على نعمة المال؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز» الحديث رواه مسلم (6774)، وخير ما يذكَّر به في ذلك وأبلغه قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
وأسأل الله عز وجل أن يجزل الأجر والمثوبة للشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبوزيد صاحب فكرة هذه المشروعات الأربعة على ذلك وعلى جهوده الطيبة في الاشتغال بالعلم الشرعي ونشره، وأن يجزل الأجر والمثوبة لداعم هذه المشروعات عبر مؤسسته الخيرية، ومن قام بتحقيقها ونشرها، وأسأله تعالى أن يوفق المسلمين للفقه في الدين والثبات على الحق، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فقد اطلعت على النشرة المتعلقة بمشروع نشر وتحقيق الكتب العلمية التي كتب على طرتها ما يلي: «التعريف بمشروع نشر آثار العلماء ومنهج تحقيقها:
آثار شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، آثار الإمام ابن قيم الجوزية، آثار العلامة الأمين الشنقيطي، آثار العلامة عبدالرحمن المعلمي.
إعداد: علي بن محمد العمران.
أحد المشروعات النوعية التي ترعاها مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية».
وقد تعاون على خدمة هذا المشروع وتيسيره لطلاب العلم إشرافاً وتحقيقاً وتمويلاً ونشراً جهات أربع ذُكرت في الصفحة الثالثة عشرة من هذه النشرة التعريفية كما يلي:
«فاجتمعت في صيف عام 1421هـ ـ بفضل من الله تعالى ـ أركان المشروع الأربعة:
ـ الإشراف العام على المشروعات (الشيخ بكر أبو زيد).
ـ الباحثون المتفرغون (محمد عزيز شمس، علي بن محمد العمران ومن التحق بهما).
ـ الداعم الملتزم (مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية).
ـ الجهة الإدارية (دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع)».
وكان إخراج هذه النشرة التعريفية في عام 1434هـ، وقد تم قبل هذا التاريخ طباعة ونشر آثار شيخنا العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله كاملة في تسعة عشر مجلداً، وآثار الشيخ العلامة عبدالرحمن المعلمي رحمه الله كاملة في خمسة وعشرين مجلداً، وطُبع من آثار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله واحد وعشرون مجلداً، وطُبع من آثار الإمام ابن القيم رحمه الله ثمانية وثلاثون مجلداً، وأسأل الله أن يوفق لإتمام آثار هذين الإمامين الجليلين وما يتلوها من مشروعات لآثار أهل العلم والمحققين.
ولا شك أن في نشر هذه الآثار العلمية لهؤلاء العلماء الأربعة تمكيناً للاستفادة منها على نطاق واسع يجري ثوابه لهؤلاء المؤلفين بعد موتهم؛ كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» رواه مسلم (4223).
ولا شك أيضاً أن لهذه الجهات الأربع التي تعاونت على إخراج هذا المشروع نصيباً من الأجر والثواب؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» رواه مسلم (4899).
وما أكثر الذين آتاهم الله مالاً في هذا الزمن؛ وكثير منهم لم يقدموا لأنفسهم منه شيئاً يجدون ثوابه بعد موتهم، بل يتركونه لوارثهم، وإن كان هذا الوارث صرفه في وجوه غير مشروعة ذهبت منفعته عن المورِّث والوارث، وكل صاحب مال مسئول عنه: من أين أخذه وفيم صرفه؟ والموفق من أخذه من حلال وصرفه في حلال، وقد قال الله عز وجل: {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ}، وقال صلى الله عليه وسلم: «أيكم مال وراثه أحب إليه من ماله؟ قالوا: يا رسول الله! ما منا أحد إلا ماله أحب إليه، قال: فإن ماله ما قدم، ومال وارثه ما أخر» رواه البخاري (6442).
ومن توفيق الله للوجيه السخي السري سليمان بن عبدالعزيز الراجحي حفظه الله من كل سوء ووفقه لكل خير دعمه ـ عبر مؤسسته الخيرية ـ لهذه المشروعات الأربعة لتيسير وصولها لطلبة العلم واستفادتهم منها، وكذا بذله المال في وجوه الخير المختلفة ولاسيما في عمارة المساجد الكبيرة في مدن كثيرة في بلاد الحرمين.
وإني بهذه المناسبة أذكِّر ـ والذكرى تنفع المؤمنين ـ من آتاهم الله المال أن يحرصوا على البذل منه في وجوه الخير المختلفة في حال صحتهم وعافيتهم شكراً لله على نعمة المال؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز» الحديث رواه مسلم (6774)، وخير ما يذكَّر به في ذلك وأبلغه قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
وأسأل الله عز وجل أن يجزل الأجر والمثوبة للشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبوزيد صاحب فكرة هذه المشروعات الأربعة على ذلك وعلى جهوده الطيبة في الاشتغال بالعلم الشرعي ونشره، وأن يجزل الأجر والمثوبة لداعم هذه المشروعات عبر مؤسسته الخيرية، ومن قام بتحقيقها ونشرها، وأسأله تعالى أن يوفق المسلمين للفقه في الدين والثبات على الحق، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.