أهمية الموعظة في تقويم السلوك ومحاربة الانحراف
rebii rebii
1439/06/28 - 2018/03/16 10:50AM
لا يسلم أحد في هذه الحياة الدنيا من فتن في نفسه وأهله وماله وولده وجاره. فلا بد له من مواعظ تذكره إذا نسي وتعلمه إذا جهل وتوقظه إذا غفل، مواعظ تخوفه بما خوف الله به عباده وحذرهم منه، فتذرف منها العيون وتلين لها القلوب ويستقيم بها السلوك. فتعاهدوا قلوبكم بالمواعظ فإن المؤمن خلق مفتنا توابا نسيا إذا ذكر ذكر.
1/ الحض على حضور المواعظ والتحذير من تركها.
أنس بن مالك: إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا. قَالُوا وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: حِلَقُ الذِّكْرِ. ت.ح.
سمرة بن جندب: احْضُرُوا الذِّكْرَ وَادْنُوا مِنَ الإِمَامِ فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَزَالُ يَتَبَاعَدُ حَتَّى يُؤَخَّرَ فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ دَخَلَهَا. د.ح.ب.
أبو واقد اليثي: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ فِي الْمَسْجِدِ فَأَقْبَلَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ، فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَذَهَبَ وَاحِدٌ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فَجَلَسَ، وَأَمَّا الآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَنِ الثَّلاَثَةِ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ فَآوَاهُ اللَّهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ. متفق عليه.
عبد الله بن عمر : لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ. م.ة.ن.ح.مي.ب.
2/ منزلة الموعظة وثمارها
الموعظة دأب الأنبياء وشرف هذه الأمة.
قال الله تعالى: فَذَكِّرِ اِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ. الغاشية 21.
عبد الله بن مسعود: كَانَ النَّبِيُّ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ، كَرَاهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا. متفق عليه.
قال الله سبحانه: وَلْتَكُن مِّنكُمُ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى اَلْخَيْرِ وَيَامُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ اِلْمُنكَرِ. وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. آل عمران 104.
قال الله تعالى: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَامُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ اِلْمُنكَرِ وَتُومِنُونَ بِاللَّهِ. آل عمران 110.
الموعظة واحة إيمان: تعرض الإنسان لنكسات بانغماسه في الدنيا واقتراف الذنوب
عبد الله بن عمرو: إنَّ الإيمَانَ لَيَخْلَقُ في جَوْفِ أحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْبُ، فَاسْألُوا اللهَ أنْ يُجَدِّدَ الإيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ. ط.
أبو هريرة: لاَ يَزْنِي الزَّانِى حِينَ يَزْنِي وَهْوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهْوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهْوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ وَهْوَ مُؤْمِنٌ. متفق عليه.
أنس بن مالك: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ إِذَا لَقِيَ الرَّجُلَ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولُ تَعَالَ نُؤْمِنُ بِرَبِّنَا سَاعَةً. فَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ لِرَجُلٍ فَغَضِبَ الرَّجُلُ فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَ يَرَسُولَ اللَّهِ أَلاَ تَرَى إِلَى ابْنِ رَوَاحَةَ يَرْغَبُ عَنْ إِيمَانِكَ إِلَى إِيمَانِ سَاعَةٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ: يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ رَوَاحَةَ إِنَّهُ يُحِبُّ الْمَجَالِسَ الَّتِي تَتَبَاهَى بِهَا الْمَلاَئِكَةُ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ. ح.
حنظلة الأُسَيِّدي: قُلْتُ نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَرَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: وَمَا ذَاكَ؟ قُلْتُ يَرَسُولَ اللَّهِ نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْىَ عَيْنٍ فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ وَالأَوْلاَدَ وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا. م.ت.ح.
الموعظة جلاء القلوب وشفاؤها
عبد الله بن عمر: إنَّ هذِهِ القلوبَ تَصدأُ كما يَصدأُ الحديدُ إذا أصابَهُ الماءُ. قيلَ وما جِلاؤُها؟ قالَ: كثرةُ ذِكْرِ الموتِ وتلاوةِ القرآنِ. ب.ض.
قال الله تعالى: يَأَيُّهَا اَلنَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي اِلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُومِنِينَ. يونس 57.
قال الله سبحانه: وَإِذَا قُرِئَ اَلْقُرْءَانُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ. الأعراف 204.
الموعظة مهبط السكينة والرحمة ومنزل الملائكة
أبو هريرة: مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ. وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ. م.د.ت.ة.ح.مي.