أهمية الصلاة وفضلها

أنشر تؤجر
1446/02/18 - 2024/08/22 16:57PM

الْحَمْدُ للهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ، يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم ، وَيُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ بِعَدْلِهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ ، أَحْمَدُ رَبِّي وَأَشْكُرُهُ عَلَى فَضْلِهِ الْعَمِيم ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيم ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمَبْعُوثُ بِالْهَدْيِ الْقَوِيم ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذَوِي الْخُلُقِ الْكَرِيم .

أمّا بعد : فيا أيّها المسلمون ، اتَّقوا الله فإنّ تقواه أفضلُ مكتَسَب ، وطاعتَه أعلى نسب ، :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ).

عباد الله : لقد أنعَم الله عليكم بنعمٍ سابغة ، وآلاء بالغة ، وإنّ أعظمَ نعمةٍ وأكبرَ مِنّة هي نعمةُ الإسلام والإيمان ، يقول الله تبارك وتعالى :( بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَانِ  ) ألا وإنَّ من أظهرِ معالمِ الإسلام وأعظمِ شعائره الصلاة ، فهي ثاني أركانه ؛ وهي بعد الشهادتين آكَدُ العبادات ، وأعظم الطاعات وأجلُّ الواجبات ، قال ﷺ :" رأسُ الأمر الإسلام، وعمودُه الصلاة ".

هذه الصلوات المباركات جعلها الله قرّةً للعيون ، ومفزعًا للمحزون ، فقد كان رسول الله ﷺ إذا حزَبه أمرٌ فزع إلى الصلاة ، وكان يقول عليه الصلاة والسلام :"وجُعِلت قرّةُ عيني في الصلاة " فكانت سرورَ قلبه وسعادةَ فؤادِه .

الصلاةُ هي سرُّ النجاح ، وأصلُ الفلاح ، وأوّلُ ما يحاسب عليه العبدُ يومَ القيامة ، فإن صلَحت صلاته فقد أفلح وأنجح ، وإن فسَدت فقد خاب وخسِر . ومن حافظ على الصلاة كانت له نورًا وبرهانًا ونجاةً يوم القيامة ، ومن لم يحافِظ عليها لم يكن له نورٌ ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة .

ومن حفِظ هذه الصلوات فقد حفِظ دينَه ، ومن أضاعها فهو لما سواها أضيَع .

الصلاة يا مسلمون : نفحاتٌ ورحمات ، بها تَكفَّر السيئات، وترفَع الدرجات ، يقول رسول الهدى ﷺ :" أرأيتم لو أنَّ نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كلَّ يوم خمسَ مرّات، هل يبقى من درنه شيء؟!" قالوا : لا يبقى من درنه ، قال ﷺ :" فذلك مَثَل الصلوات الخمس ؛ يمحو الله بهنّ الخطايا "متفق عليه.

والله تعالى يقول: "وَأَقِمِ الصلاةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ الَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيّئَاتِ "

الصلاة هي أحسنُ ما قصده المرءُ في كلّ مهِمّ ، وأولى ما قام به العبد عند كلِّ خطبٍ مدلهِمّ ، فهي صلة بين العبد وربه ، ومناجاة لله ، يقول رسول الهدى ﷺ :" إنَّ أحدَكم إذا كان في الصلاة فإنّه يناجي ربّه "متفق عليه .

أيها المؤمنون : لقد جاءت الأدلّة الصحيحة الصريحة متكاثرةً متضافرة على فضيلة صلاة الجماعة ، مما يجعل المسلم يَثِبُ إليها شوقا وحبا ، وإن من أعظم الفضائل أن من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل , ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله , ومن غدا  إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح ، وإسباغ الوضوء على المكارة وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة رباطُ يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات , ومن توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة فصلاها جماعة غفرت له ذنوبه ولم يخطُ خطوة إلا رُفعت له بها درجة وحطت عنه بها خطيئة ’ فإذا صلى لم تنزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه .

هذه الفضائل يا عباد الله وغيرها موعود بها من أقام الصلاة مع المسلمين جماعة في المسجد , أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :( أتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر  )

بارك الله لي ولكم في القرآن .....

الخطبة الثانية :

الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إله الأولين والآخرين ، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله ، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين ، أما بعد :

أيها المسلمون : اتقوا الله تعالى ، وأقيموا صلاتكم ، كما أمركم الله بذلك ، فقال سبحانه :{ وأقيموا الصلاة }، وكما أمركم رسولكم – صلى الله عليه وسلم – بقوله :( صلوا كما رأيتموني أصلي ) رواه البخاري .

واحرصوا على أن تكونوا ممن أثنى الله عليهم في كتابه، فقال سبحانه: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.

واحذروا - رحمكم الله -  أن تكونوا ممن أضاعوا الصلاة ، وتهاونوا بالجمع والجماعات، فإنَّ ذلك من أكبر الكبائر ، يقول النبي ﷺ :" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقَد كفر ".

واعلموا - رحمكم الله - أنّ تفويت الصلوات من أعظم المصائب ، بل هو أعظم من مصيبةِ سلب الأموال والضّيعات ، وفَقد الزوجة والبنين والبنات ؛  واسمعوا إلى قول النبي ﷺ  :(( من فاتته صلاة فكأنما وُتر أهله وماله )) صححه ابن حبان . ولاحظوا أن هذا في صلاة واحدة فكيف بمن يُضَيِّعُ كثيرا من الصلوات !؟ وَقَالَ ـ ﷺ: " مَن تَرَكَ صَلاةَ العَصرِ فَقَد حَبِطَ عَمَلُهُ " رَوَاهُ البُخَارِيُّ .

يقول الزهري رحمه الله تعالى : دخلتُ على أنسِ بن مالك رضي الله تعالى عنه وهو يبكي ، فقلت له : ما يبكيك؟ فقال : لا أعرفُ شيئًا مما أدركتُ على عهدِ رسول الله إلاّ هذه الصلاة ، وهذه الصلاةُ قد ضُيِّعت.

ألا فاتقوا الله أيها المسلمون : أقيموا الصلاةَ لوقتِها ، وأسبغوا لها وضوءَها ، وأتمّوا لها أركانها وخشوعَها ، تغفر لكم ذنوبكم ، وتنالوا من الصلاة ثمرتَها وبركتها ، وأمروا  أبنائكم بالمحافظة على الصّلوات وحضور الجُمَع والجماعات، رغِّبوهم ورهّبوهم ، وشجّعوهم وحفزوهم ، نشِّئوهم منذ الصغر على حبِّ الدين وشعائر الإسلام وعلى طلب رضوان الله والدار الآخرة ، قال تعالى :(( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ))

 اللهمّ أقِرَّ عيوننا وأسعِد قلوبَنا وأبهج نفوسَنا بصلاحنا وصلاح أهلينا وأبنائنا وبناتنا ، اللهم اجعلنا وذريّاتنا من المقيمين للصلاة، ربنا وتقبل دعاء.

ثم صلوا وسلموا على نبينا محمد ، فقد أمركم الله بذلك ، فقال سبحانه :( إنّ الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا ) اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وارض اللهم عن الصحابة و التابعين ، ومن تبعهم ، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واخذل من خذل الدين.

اللهم احفظ ولاة أمرنا، ووفقهم بتوفيقك وأيدهم بتأييدك .

اللهم أصلح قلوبنا ، واشرح صدورنا ، ويسر أمورنا ، واغفر ذنوبنا ، واشف مرضانا ، وارحم موتانا .

اللهم أعنا على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك .

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا؛ إنك أنت التواب الرحيم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .

المرفقات

1724335054_أهمية الصلاة وفضلها.docx

المشاهدات 377 | التعليقات 0