أهلُ المساجد

                                              أهلُ المساجد                   13/10/1441هـ

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ لِلْإِسْلَام هَدَيْتَنَا ، وَلِلْقِرَان عَلَّمْتَنَا ، ولصيامِ وَقِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَفَّقْتَنَا ، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ فَرَّقَتْنَا وجمعتنا ، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أبعدتنا وقاربتنا ، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حفظتنا وآويتنا ، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عافيتنا ، ولبيوتِك أعدتنا ، لَكَ الْحَمْدُ يَا اللَّهُ مرَّاً وتِكراراً ، لَكَ الْحَمْدُ يَا اللَّهُ سراً وجهاراً ، لَكَ الْحَمْدُ يَا اللَّهُ ليلاً ونهاراً ، مَنْ لَهُ الْحَمْدُ الْمُطْلَقُ عداك ؟! وَمَنْ هُوَ الْحُقَيْق بِالثَّنَاء الْعَظِيم سِوَاك ؟! ابتَليتَ فرحِمت ، وَقَطَعَتَ فوصَلت ، وحرَمتَ فَأَعْطَيْت ، وَأَبْعَدْتَ فآويت ، فَضْلُك عَلَيْنَا كَبِيرٌ ، وَخَيْرُك السّابِقِ وَاللّاحِقِ كَثِير ، فاللهُمَّ رَبَّنَا أَوْزِعْنَا شُكْرَ نِعْمَتِكَ ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَوْزِعْنَا شُكْرَ نِعْمَتِكَ ، اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا لَك ذكَّارين لَك شكَّارين لَك أوَّاهين لَك مُخْبِتِين لَك مُنيبين ، اللَّهُمّ أِنَّنَا نُشهدك وَنُشْهِد مَلَائِكَتَك وَحَمَلَةَ عَرْشِك وَنُشْهِد مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ أنَّك أَنْتَ اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَك ، وَنَشْهَدُ أَنَّ محمداً عَبْدُك ورسولُك، ومصطفاكَ وَخِيرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى صَاحِبِ اللِّوَاءِ الْمَعْقُودِ وَالْحَوْضَ الْمَوْرُودِ رَبَّنَا صلِّ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تسليماً كثيراً .

يَا أهلاً بِأَهْلِ الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَةِ ، يَا أهلاً بالمشتاقين لِلْمَسْجِد وَالطَّاعَة ، أَلَا وَإِنَّ أَرْبَحَ الْبِضَاعَةِ تَقْوَى اللَّهِ فِي كُلِّ سَاعَةٍ ، ( ومَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلُ لَهُ مخرجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ )

هَل اشتقتم لِلْمَسَاجِد ؟ ! فمَنْ ذَا اللَّائِم ؟ ! وَاَللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ يَقُول ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةَ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يوماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ) .

هَل حزنتم عَلَى فِرَاقِ الْمَسَاجِد ؟ ! فمَنْ ذَا الْمُتَعَجِّب ؟ ! وَهِيَ بُيُوتٌ الْأَتْقِيَاء قَالَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ: كَتَبَ سَلْمَانُ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ : « يَا أَخِي ، عَلَيْكَ بِالْمَسْجِدِ فَالْزَمْهُ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : الْمَسْجِدُ بَيْتُ كُلِّ تَقِيٍّ » رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَحَسَّنَهُ الْمُنْذِرِيُّ .

أَمَا وَإِنَّ الرَّحْمَنَ الرَّحِيمَ يفرَحُ بعودةِ أهل المساجد ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي لَا يَفْرَح بِفَرَحِ اللَّهِ لَهُ ؟ ! فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « مَا مِنْ رَجُلٍ كَانَ يُوَطِّنُ الْمَسَاجِدَ فَشَغَلَهُ أَمْرٌ أَوْ عِلَّةٌ ، ثُمَّ عَادَ إِلَى مَا كَانَ إِلَّا تَبَشْبَشَ اللَّهُ إِلَيْهِ كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِغَائِبِهِمْ إِذَا قَدِم» رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ .

وَأَبْشِرُوا يَا أَهْلَ الْمَسَاجِد بنُزُل الْجَنَّة فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ رَاحَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ .

فاللهم لَكَ الْحَمْدُ باطناً وظاهراً ، وأولاً وَآخِرًا .

الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَبَعْد :

لِلَّهِ الْحَمْدُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَفَضْلِه فِي هَذِهِ الْجَائِحَة بِأَنْ جَعَلَ بِلَادَنَا أُنموذجاً أَسْمَى مِنْ بَيْنِ بُلْدانِ العالَمِ أَظْهَرَت فِيه عَظْمَةَ الْإِسْلَامِ فِي عِنَايَتِه بِالْإِنْسَان ، وَأَنَّ حَيَاتَهُ وَصِحَّتَهُ عِنْدَه بعظيم ِالمكَان .

فَجَزَى اللَّهُ وَلَّاةَ أَمرِنَا وَالْقَائِمِينَ عَلَى الْأَمْنِ وَالصِّحَّةِ وَفِي كُلِّ القطاعات وَمَن ساعدهم خَيْرَ الْجَزَاءِ وأوفاه، وَأَسْبَغَ عَلَيْهِم نِعْمَتَهُ وَتَوْفِيقَهُ وَهُدَاه .

يَا أَهْلَ الْمَسَاجِد : لَا أَحْكَمَ مِنْ اللَّهِ ( يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُم ويهديكم سُنَنُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُم وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) .

يَا أَهْلَ الْمَسَاجِد : اللَّهَ اللَّهَ فِي صِدْقِ التَّوْبَة ، وَحُسْن الْأَوْبَة ، كُونُوا لِرَبِّكُم رجَّاعين ، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْذِرُ فِي الْقُرْآنِ من تولَّى عنه ( فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خيراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ عذاباً أليماً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ومالهم فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيَ وَلَا نَصِيرٍ ) .

يَا أَهْلَ الْمَسَاجِد : لَا أرْحَمَ مَنَ اللَّهِ . (واستغفروا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إلَيْهِ إنَّ رَبِّي رَحِيمٌ ودود) .

وَيَا عِبَادَ اللَّهِ : لنكن عوناً لَوْلَاةِ الْأَمْرِ وللقائمينَ عَلَى الْأَمْنِ وَالصِّحَّةِ وَالرِّعَايَةِ وَالْعِنَايَة ، خُذُوا حِذْرَكُمْ ِ، ودونَكم الإجْرَاءات الْوِقَايَة فالزموا منها حَظَّكُم ، وَلَا تستهينوا بحياتكم وَلَا حَيَاةِ أحبابِكم وَمَن حوَلَكم، فَكَمْ مِنْ اسْتِخْفَافٍ أعْقَبَهُ فِي الْبَلَاءِ اِنْجِراف ، فتقطَّع قلبٌ بالأسى أَن إلَى وَالِدَيْهِ وَبَنِيهِ كَانَ سبباً فِي الْأَذَى .

اللَّهُمَّ ارْفَعْ عنَّا الْبَلَاء ، وَأَدْفَع عنَّا الْوَبَاء ، اللَّهُمَّ اشْفِ الْمَرْضَى وَارْحَم الْمَوْتَى ، وَأَخْلَف عَلَيْنَا وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ بِحُسْن الْعَاقِبَة وَالْمَأْوَى . اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ . . .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المرفقات

أهل-المساجد

المشاهدات 1669 | التعليقات 0