أهل السنة في العراق..لا بواكي لهم
احمد ابوبكر
1434/07/04 - 2013/05/14 02:29AM
إذا كان مستغرباً عند عامة أهل السنة في العراق ما حصل من الشيعة ضد أهل السنة بعد الاحتلال، فانه لم يكن مستغرباً من عقلاء أهل السنة؛ لما اطلعوا عليه من خطط لساسة القوم، من بروتوكولات مدروسة بيت الشر وأعدت العدة للهيمنة على البلد بأسره عند أول سانحة، ومن ذلك الخطة الخمسينية التي تهدف إلى تشييع إيران برمتها، والعراق والدول المجاورة؛ لذلك فان مستقبل أهل السنة في العراق إن استمر الوضع على ما هو عليه لا يبشر بخير.
ويمكن أن نتكلم عن ذلك وفق الآتي:
1- هيمنة الميليشيات الطائفية على جميع مرافق الدولة وسيطرتهم على الوزارات كافة وطردهم لأهل السنة منها، إما بالفصل أو بالتهديد أو بالقتل أو بالخطف، مما يخل بوضع أهل السنة وقوتهم وجعل قرار إدارة البلد بيدهم، مما ينجم عنه عزل السنة وإبعادهم عن المشاركة في إدارة بلدهم، ويمكن الإشارة إلى ثلاث وزارات على سبيل التذكير لا الحصر وهي:
أ- وزارة التعليم العالي ونسبة أهل السنة 36% والشيعة 70%، إذ نجم عن هيمنة القوى الأمنية والمليشيات على الجامعات العراقية اغتيال العديد من الأساتذة والطلبة، فبلغ عدد الأساتذة الجامعيين الذين قتلوا (185) والذين اعتقلوا (142) والذين خطفوا (52)، حسب إحصائيات 2006، مما اضطر الباقين من أساتذة وطلبة إلى ترك الجامعات والتدريس أو الدراسة فيها كما حصل في الجامعة المستنصرية التي تحولت إلى ما يشبه الحسينية، وهكذا في بعض كليات جامعة بغداد ولا سيما مجمع باب المعظم الذي يضم العديد من الكليات، إذ تحت وطأة التهديد ترك الأساتذة كراسيهم في كلية الآداب العريقة وكلية اللغات وكلية الإعلام وكلية التربية، ومثلهم فعل الطلبة؛ لهيمنة المليشيات عليها؛ وحصل مثل هذا في كلية طب الكندي.
ب- وزارة التربية والمؤسسات التابعة لها ونسبة أهل السنة 8% ونسبة الشيعة 85%، إذ هيمنوا على هذه الوزارة وأقصوا جميع أهل السنة من مرافقها المهمة وغيروا المناهج الدراسية ولا سيما التربية الدينية والتاريخ؛ ليكتب وفق رؤيتهم ومنهجهم، وقد وظفوا مؤخراً ما يزيد على مئة ألف معلم ومدرس من الشيعة في المدارس الابتدائية والإعدادية، في حين يحرم أهل السنة من التعيين ولا سيما في محافظة الأنبار والموصل وصلاح الدين وديالى بحجة عدم استقرار الوضع الأمني.
ج- وزارة الصحة فقد أقصوا جميع المدراء العامين ومدراء المستشفيات وتحولت المستشفيات إلى مصائد لأهل السنة ممن يراجعها للاستشفاء فيقع فيما هو أعظم منه؛ الخطف ثم القتل، مما سيؤدي في المستقبل إلى انحسار الكفاءات عند أهل السنة وهذا مما يزيد من تهميش السنة وإقصائهم حتى بلغت نسبة أهل السنة حسب إحصائيات 2009 إلى 29% والشيعة 65%.
2- إن سيطرة الشيعة على الأجهزة الأمنية والعسكرية - كالجيش والشرطة والأمن الوطني وغيرها- جعل أهل السنة عرضة للاعتقال والتعذيب والقتل، حتى بلغ عدد المعتقلين في سجون الداخلية والدفاع أكثر من(350001) معتقل، و(300000) في عداد المفقودين، علماً أن في السجون ما لا يقل عن (5001) معتقل من ذوي الكفاءات العلمية، مما حدا بأغلبهم إلى الهجرة من مناطق التماس والنزوح عنها وتركها للشيعة، مما سيؤدي إلى اختلال المعادلة الديموغرافية.
فخطتهم الآن السيطرة على بغداد، وقد ابتدأت عبر محاولة الهيمنة على طوق بغداد السني كالمدائن والمحمودية واليوسفية والطارمية وأبي غريب والتاجي والرضوانية وغيرها.. والأمر نفسه جارٍ للسيطرة على محافظة ديالى وتهجير السنة منها، وقد سيطروا على الطرق الموصلة بينها وبين بغداد ونصبوا السيطرات التي تخطف أهل السنة وتقتلهم.
3- في المجال الاقتصادي قامت الحكومات الشيعية المتعاقبة على الحكم بعد الاحتلال بتحويل كافة المشاريع الاقتصادية العملاقة من مناطق السنة إلى مناطق الشيعة، مثل مصفى جرف الصخر الذي ابتدأ العمل به عام 1990 وتوقف بسبب غزو العراق للكويت، إذ قاموا بتحويله إلى منطقة الكفل في العمارة، وقاموا بإقرار بناء محطات توليد الطاقة في مناطق النجف والديوانية وغيرها من مناطق الجنوب. ومن هذا استهداف تجارهم وطردهم من متاجرهم وإخلاء الأسواق الرئيسة منهم، وقد تم إخلاء كل من سوق الشورجة وسوق جميلة وهما اكبر سوقين في بغداد من هؤلاء التجار، بل إن الأمريكيين كانوا يتخذون خطوات تصب في الاتجاه نفسه، كما ذكر بعض التجار أنهم اجتمعوا مع مدير في شركة حاسوب ibmفي دولة عربية، وكان لديه عقد للحكومة العراقية بملايين الدولارات، فاشترط أن ألا يكون التاجر أو الوسيط من أهل السنة!!
4- إن الدورة الاقتصادية اليومية لحياة المواطنين في المحافظات السنية تكاد تكون متوقفة بصورة تامة وهذا يعني توقف المصادر الممولة لأرزاق أصحاب المهن الصناعية والحرفية والتجارية ومن ثم حرمان العوائل من مدخولاتهم اليومية التي تديم معيشتهم، فضلاً عن ارتباط النشاط الاقتصادي للمحافظات السنية بالعاصمة بغداد والذي أصبح شبه معدوم بسبب عمليات المليشيات الطائفية، مما يعني زيادة نسبة البطالة.. وحرمان المحافظات السنية من البنى التحتية سواء التي كانت موجودة وتم تدميرها أو التي كان مقررا أن تنفذ فيها، ولنأخذ مثلا على ذلك محافظة الأنبار التي تم تخصص مبلغ (168) مليار دينار لها لعام 2006 للبنى التحتية فيها ولم تتمكن الأجهزة المعنية فيها من استثمار المبلغ لزيادة النمو الاقتصادي وإنما أصبح الموضوع ذا تأثير سلبي. وأصبح ذلك حجة للعملاء والطائفيين من حكومة المنطقة الخضراء للمطالبة بتحويل تخصيصات المحافظات المضطربة (السنية) إلى المحافظات الجنوبية، التي يطالبون بان تصبح منطقة آومنة لهم.
5- استهداف المساجد بالحرق والتدمير والاستيلاء، وقد تم في بغداد استهداف أكثر من (224) مسجد وجامع، في سنة 2006، بعد تفجير المرقدين في سامراء بينها أربعون أحرقت بالكامل، وما يزال استهداف المساجد قائما حتى اليوم من قبل الميليشيات الطائفية، ويستهدف ـ كل أسبوع ـ كمعدل من مسجد إلى ثلاثة مساجد، إما حرقا أو هدما، أو استهدافا بأسلحة الآربي جي أو الأسلحة الرشاشة. كما لا يزال قسم كبير من هذه المساجد مغتصبا، يمنع أهل الحي من قصدها للصلاة فيها، وبعضها يستغل مكاتب للميليشيات من اجل جمع المعلومات عن الشخصيات الوطنية في الحي الذي يتواجد فيه الجامع بغية تصفيتهم، أو حملهم على الهجرة قسراً.
6- قتل الأئمة والخطباء وتعذيبهم بطريقة مقصودة في البشاعة لإلقاء الرعب في نفوس الآخرين على نحو يحملهم على ترك مساجدهم، وقد قتل حتى الآن أكثر من (180) إماماً وخطيباً وفيهم علماء أركان لا يعوضون، وقد سحبت جثث بعضهم بالأزقة والطرقات العامة، ويوجد ضعف هذا العدد في سجون الحكومة وسجون الميليشيات، والطريقة التي يعذب فيها هؤلاء العلماء الأجلاء، ربما لا تخطر على بال الشيطان نفسه، مثل غرس المثاقب الكهربائية في الأجساد عامة والرأس خاصة، أو كي المعتقلين بالمكواة، أو غمسهم في أحواض ماء النار، أو شد الأكف بمسامير الحديد إلى الجدران، أو رضخ الرؤوس بين كتل الحديد، وغير ذلك مما لا يحتمل ذكره.
7- ضرب البنى التحتية لهذا المكون من مدارس ومستشفيات تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، وهذا ما تفعله الحكومات المتعاقبة، فماضية بتخطيط مدروس في هذا الاتجاه، فوزارة الصحة ـ على سبيل المثال ـ التابعة للتيار الصدري لا تقدم في الغالب دعما للمستشفيات في المناطق السنية بحجة عدم وجود الأمن في المنطقة أو أنها مستشفيات تدعم الإرهاب، أما مستشفيات بغداد فمسيطر عليها اليوم من قبل التكتلات والميليشيات الطائفية، والمريض الذي يسوقه قدره إلى إحدى هذه المستشفيات يؤول مصيره إلى برادة الأموات، وحتى الطب العدلي الذي يقوم بتسليم جثث الموتى غدا مصائد لذويهم، فكل من جاء يتسلم جثث موتاه يجد الميليشيات بانتظاره لتلحقه بمن سبقه، إن الواقع الطبي والصحي والخدمي في المحافظات السنية يمر بمرحلة خطيرة وهي مرحلة الإهمال المتعمد لمناطق معينة دون أخرى، فمحافظة الأنبار التي تعدل مساحتها ثلث العراق وتزيد نسماتها على مليون ونصف نسمة لا يوجد في مركز محافظتها سوى مستشفى واحد، ومدينة الفلوجة والقرى التابعة لها ذات الكثافة السكانية العالية لا تمتلك سوى مستشفى قديم تعرض للدمار مرتين خلال الهجوم العسكري الأمريكي في نيسان وتشرين الثاني من سنة 2004. وهذه حال مستشفيات أخرى دمرت عن عمد في مناطق معينة مثل القائم وحديثة وعانة وهيت وغيرها، وهذه الحال نفسها في محافظات أخرى مثل ديالى وصلاح الدين والموصل، ومناطق أخرى.
8- استهداف القادة العسكريين والطيارين ورجال السياسة الذين يمكن أن يكون لهم دور ايجابي في مستقبل العراق من قبل جهات عديدة، في مقدمتها منظمات معروفة طائفية التوجه دخلت بعد الاحتلال، من إيران والتي تجاوزت 32 مليشيا (على رأسها منظمة بدر التابعة للمجلس الأعلى الذي يتزعمه الحكيم)، وقد بدأت هذه الميليشيات تصفيات جسدية في وقت مبكر، ومازالت، وهي تمتلك قاعدة معلوماتية كبيرة بسبب الدعم الذي تتلقاه من قبل أجهزة مخابراتها ذات الخبرة في مثل هذه المهام.
لكن من لم يبت والبين يصدع قلبه *** لم يدر كيف تفتت الأكباد
9- وليست شريحة الطلبة بمعزل عن حراب الطائفية، حيث تفاجأ طلبة العراق - لاسيما أهل السنة - في المرحلة الإعدادية بفرعيها العلمي والأدبي للسنة الدراسي 2009- 2010 مرتين: أما الأولى: فبصعوبة الأسئلة للامتحانات التي أدوها، والثانية بنتائج تلك الامتحانات ونسب النجاح المتدنية التي تكاد أن تكون معدومة والتي يخجل البعض من ذكرها، فلمحافظة الأنبار السنية - الدور الأبرز في هذه المفاجئة حيث أعلنت مديرية تربية الأنبار النتائج النهائية للصفوف المنتهية للدراسة الإعدادية والتي بلغت نسبة النجاح فيها 25. 85، هذه المفاجئة التي سببت دهشة الطلبة وأهاليهم هناك والذين عبروا عن نسبة نجاح هذا العام بأنها (غير مقنعة) وهي الأسوأ في تاريخ المحافظة منذ سنين، أما منطقة الأعظمية السنية - وتحديداً في إعدادية الأعظمية للبنين فكارثة كبيرة حلت بها هي الأخرى بعد أن حققت نسبة نجاح لم تتجاوز ال 8% لعدد طلبتها الذي يفوق ال500 طالب والتاريخ يشهد لهذه المدرسة العريقة الأجيال الكثيرة التي تخرجت، وكذلك في محافظات الموصل وصلاح الدين وديالى والتي قد جاءت متدنية أيضاً، أما في محافظات جنوب فالصورة مختلفة تماما وان نسب النجاح قد تجاوزت الخيال ولا يمكن إن يكون هناك تصور يصف ما يجري إلا أن يكون هناك عملية فلترة وتصفية ذات هدف طائفي مقصود لمحاربة العقل العراقي أما بتهجيره أو بمعاقبته بأسئلة الامتحانات الانتقامية.
فشريحة تحرم وشريحة تكون لها حصة الأسد سيما وان البعثات الدراسية التي جاءت كدعم للطلبة العراقيين في الجامعات العالمية والتي بلغت 10.000 مقعد ولم يتلق أهل السنة ولا مقعد واحد منها، فيا ترى بعد تخرج هذه الدفعة فإنها ستغزوا الساحة العراقية محققة أهدافها، ويبقى الطالب السني المسكين عاجز أمام أدنى حقوقه كطالب، ويبقى أسير أحلامه التي طالما راودته منذ الصغر، ناهيك عن التعيينات التي هي حق لكل شخص عراقي يحمل شهادة، ومع هذا يبقى السني محروم حتى من التعيين.
10- وحكومة نوري المالكي التي تحتظن أكثر من 32 مليشيا طائفية تعمل في العراق وتعمل لصالح إيران، وهناك 11 نائب في البرلمان العراقي هم من أصل إيراني من بينهم أحمد المهندس المتهم بالتخطيط لاغتيال ملك الكويت عام 1983، أما بغداد وحدها فتظم الآن (65.000) ألف جندي إيراني، وتم إلقاء القبض على (11.000) إلف إيراني وتم إحالتهم إلى وزارة الداخلية العراقية التي يسيطر عليها فيلق القدس الإيراني ويشرف عليها إشرافاً مباشراً، وتم تفليتهم فيما بعد، ناهيك عن مليشيا أحمد الجلبي التي يقدر تعدادها (5.000) آلاف، وهناك أكثر من (17) فضائية إيرانية تعمل في العراق لخدمة المشاريع الطائفية، في الوقت الذي تغلق فيه الفضائيات التابعة لأهل السنة وتمنع من تغطية أي حدث تقوم به الحكومة الطائفية.
ولم تتوقف حكومة نوري المالكي عند هذا الحد بل تجاوزتها إلى أمور يندى لها جبين الأحرار، والقائمة تطول لو أردنا العد.
وهكذا دواليك يبقى أهل السنة في العراق بين مطرقة المليشيات وسندان الحكومة الطائفية التي جاء بها المحتل، ولكن لا نملك إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل.
سعد عواد الحلبوسي
ويمكن أن نتكلم عن ذلك وفق الآتي:
1- هيمنة الميليشيات الطائفية على جميع مرافق الدولة وسيطرتهم على الوزارات كافة وطردهم لأهل السنة منها، إما بالفصل أو بالتهديد أو بالقتل أو بالخطف، مما يخل بوضع أهل السنة وقوتهم وجعل قرار إدارة البلد بيدهم، مما ينجم عنه عزل السنة وإبعادهم عن المشاركة في إدارة بلدهم، ويمكن الإشارة إلى ثلاث وزارات على سبيل التذكير لا الحصر وهي:
أ- وزارة التعليم العالي ونسبة أهل السنة 36% والشيعة 70%، إذ نجم عن هيمنة القوى الأمنية والمليشيات على الجامعات العراقية اغتيال العديد من الأساتذة والطلبة، فبلغ عدد الأساتذة الجامعيين الذين قتلوا (185) والذين اعتقلوا (142) والذين خطفوا (52)، حسب إحصائيات 2006، مما اضطر الباقين من أساتذة وطلبة إلى ترك الجامعات والتدريس أو الدراسة فيها كما حصل في الجامعة المستنصرية التي تحولت إلى ما يشبه الحسينية، وهكذا في بعض كليات جامعة بغداد ولا سيما مجمع باب المعظم الذي يضم العديد من الكليات، إذ تحت وطأة التهديد ترك الأساتذة كراسيهم في كلية الآداب العريقة وكلية اللغات وكلية الإعلام وكلية التربية، ومثلهم فعل الطلبة؛ لهيمنة المليشيات عليها؛ وحصل مثل هذا في كلية طب الكندي.
ب- وزارة التربية والمؤسسات التابعة لها ونسبة أهل السنة 8% ونسبة الشيعة 85%، إذ هيمنوا على هذه الوزارة وأقصوا جميع أهل السنة من مرافقها المهمة وغيروا المناهج الدراسية ولا سيما التربية الدينية والتاريخ؛ ليكتب وفق رؤيتهم ومنهجهم، وقد وظفوا مؤخراً ما يزيد على مئة ألف معلم ومدرس من الشيعة في المدارس الابتدائية والإعدادية، في حين يحرم أهل السنة من التعيين ولا سيما في محافظة الأنبار والموصل وصلاح الدين وديالى بحجة عدم استقرار الوضع الأمني.
ج- وزارة الصحة فقد أقصوا جميع المدراء العامين ومدراء المستشفيات وتحولت المستشفيات إلى مصائد لأهل السنة ممن يراجعها للاستشفاء فيقع فيما هو أعظم منه؛ الخطف ثم القتل، مما سيؤدي في المستقبل إلى انحسار الكفاءات عند أهل السنة وهذا مما يزيد من تهميش السنة وإقصائهم حتى بلغت نسبة أهل السنة حسب إحصائيات 2009 إلى 29% والشيعة 65%.
2- إن سيطرة الشيعة على الأجهزة الأمنية والعسكرية - كالجيش والشرطة والأمن الوطني وغيرها- جعل أهل السنة عرضة للاعتقال والتعذيب والقتل، حتى بلغ عدد المعتقلين في سجون الداخلية والدفاع أكثر من(350001) معتقل، و(300000) في عداد المفقودين، علماً أن في السجون ما لا يقل عن (5001) معتقل من ذوي الكفاءات العلمية، مما حدا بأغلبهم إلى الهجرة من مناطق التماس والنزوح عنها وتركها للشيعة، مما سيؤدي إلى اختلال المعادلة الديموغرافية.
فخطتهم الآن السيطرة على بغداد، وقد ابتدأت عبر محاولة الهيمنة على طوق بغداد السني كالمدائن والمحمودية واليوسفية والطارمية وأبي غريب والتاجي والرضوانية وغيرها.. والأمر نفسه جارٍ للسيطرة على محافظة ديالى وتهجير السنة منها، وقد سيطروا على الطرق الموصلة بينها وبين بغداد ونصبوا السيطرات التي تخطف أهل السنة وتقتلهم.
3- في المجال الاقتصادي قامت الحكومات الشيعية المتعاقبة على الحكم بعد الاحتلال بتحويل كافة المشاريع الاقتصادية العملاقة من مناطق السنة إلى مناطق الشيعة، مثل مصفى جرف الصخر الذي ابتدأ العمل به عام 1990 وتوقف بسبب غزو العراق للكويت، إذ قاموا بتحويله إلى منطقة الكفل في العمارة، وقاموا بإقرار بناء محطات توليد الطاقة في مناطق النجف والديوانية وغيرها من مناطق الجنوب. ومن هذا استهداف تجارهم وطردهم من متاجرهم وإخلاء الأسواق الرئيسة منهم، وقد تم إخلاء كل من سوق الشورجة وسوق جميلة وهما اكبر سوقين في بغداد من هؤلاء التجار، بل إن الأمريكيين كانوا يتخذون خطوات تصب في الاتجاه نفسه، كما ذكر بعض التجار أنهم اجتمعوا مع مدير في شركة حاسوب ibmفي دولة عربية، وكان لديه عقد للحكومة العراقية بملايين الدولارات، فاشترط أن ألا يكون التاجر أو الوسيط من أهل السنة!!
4- إن الدورة الاقتصادية اليومية لحياة المواطنين في المحافظات السنية تكاد تكون متوقفة بصورة تامة وهذا يعني توقف المصادر الممولة لأرزاق أصحاب المهن الصناعية والحرفية والتجارية ومن ثم حرمان العوائل من مدخولاتهم اليومية التي تديم معيشتهم، فضلاً عن ارتباط النشاط الاقتصادي للمحافظات السنية بالعاصمة بغداد والذي أصبح شبه معدوم بسبب عمليات المليشيات الطائفية، مما يعني زيادة نسبة البطالة.. وحرمان المحافظات السنية من البنى التحتية سواء التي كانت موجودة وتم تدميرها أو التي كان مقررا أن تنفذ فيها، ولنأخذ مثلا على ذلك محافظة الأنبار التي تم تخصص مبلغ (168) مليار دينار لها لعام 2006 للبنى التحتية فيها ولم تتمكن الأجهزة المعنية فيها من استثمار المبلغ لزيادة النمو الاقتصادي وإنما أصبح الموضوع ذا تأثير سلبي. وأصبح ذلك حجة للعملاء والطائفيين من حكومة المنطقة الخضراء للمطالبة بتحويل تخصيصات المحافظات المضطربة (السنية) إلى المحافظات الجنوبية، التي يطالبون بان تصبح منطقة آومنة لهم.
5- استهداف المساجد بالحرق والتدمير والاستيلاء، وقد تم في بغداد استهداف أكثر من (224) مسجد وجامع، في سنة 2006، بعد تفجير المرقدين في سامراء بينها أربعون أحرقت بالكامل، وما يزال استهداف المساجد قائما حتى اليوم من قبل الميليشيات الطائفية، ويستهدف ـ كل أسبوع ـ كمعدل من مسجد إلى ثلاثة مساجد، إما حرقا أو هدما، أو استهدافا بأسلحة الآربي جي أو الأسلحة الرشاشة. كما لا يزال قسم كبير من هذه المساجد مغتصبا، يمنع أهل الحي من قصدها للصلاة فيها، وبعضها يستغل مكاتب للميليشيات من اجل جمع المعلومات عن الشخصيات الوطنية في الحي الذي يتواجد فيه الجامع بغية تصفيتهم، أو حملهم على الهجرة قسراً.
6- قتل الأئمة والخطباء وتعذيبهم بطريقة مقصودة في البشاعة لإلقاء الرعب في نفوس الآخرين على نحو يحملهم على ترك مساجدهم، وقد قتل حتى الآن أكثر من (180) إماماً وخطيباً وفيهم علماء أركان لا يعوضون، وقد سحبت جثث بعضهم بالأزقة والطرقات العامة، ويوجد ضعف هذا العدد في سجون الحكومة وسجون الميليشيات، والطريقة التي يعذب فيها هؤلاء العلماء الأجلاء، ربما لا تخطر على بال الشيطان نفسه، مثل غرس المثاقب الكهربائية في الأجساد عامة والرأس خاصة، أو كي المعتقلين بالمكواة، أو غمسهم في أحواض ماء النار، أو شد الأكف بمسامير الحديد إلى الجدران، أو رضخ الرؤوس بين كتل الحديد، وغير ذلك مما لا يحتمل ذكره.
7- ضرب البنى التحتية لهذا المكون من مدارس ومستشفيات تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، وهذا ما تفعله الحكومات المتعاقبة، فماضية بتخطيط مدروس في هذا الاتجاه، فوزارة الصحة ـ على سبيل المثال ـ التابعة للتيار الصدري لا تقدم في الغالب دعما للمستشفيات في المناطق السنية بحجة عدم وجود الأمن في المنطقة أو أنها مستشفيات تدعم الإرهاب، أما مستشفيات بغداد فمسيطر عليها اليوم من قبل التكتلات والميليشيات الطائفية، والمريض الذي يسوقه قدره إلى إحدى هذه المستشفيات يؤول مصيره إلى برادة الأموات، وحتى الطب العدلي الذي يقوم بتسليم جثث الموتى غدا مصائد لذويهم، فكل من جاء يتسلم جثث موتاه يجد الميليشيات بانتظاره لتلحقه بمن سبقه، إن الواقع الطبي والصحي والخدمي في المحافظات السنية يمر بمرحلة خطيرة وهي مرحلة الإهمال المتعمد لمناطق معينة دون أخرى، فمحافظة الأنبار التي تعدل مساحتها ثلث العراق وتزيد نسماتها على مليون ونصف نسمة لا يوجد في مركز محافظتها سوى مستشفى واحد، ومدينة الفلوجة والقرى التابعة لها ذات الكثافة السكانية العالية لا تمتلك سوى مستشفى قديم تعرض للدمار مرتين خلال الهجوم العسكري الأمريكي في نيسان وتشرين الثاني من سنة 2004. وهذه حال مستشفيات أخرى دمرت عن عمد في مناطق معينة مثل القائم وحديثة وعانة وهيت وغيرها، وهذه الحال نفسها في محافظات أخرى مثل ديالى وصلاح الدين والموصل، ومناطق أخرى.
8- استهداف القادة العسكريين والطيارين ورجال السياسة الذين يمكن أن يكون لهم دور ايجابي في مستقبل العراق من قبل جهات عديدة، في مقدمتها منظمات معروفة طائفية التوجه دخلت بعد الاحتلال، من إيران والتي تجاوزت 32 مليشيا (على رأسها منظمة بدر التابعة للمجلس الأعلى الذي يتزعمه الحكيم)، وقد بدأت هذه الميليشيات تصفيات جسدية في وقت مبكر، ومازالت، وهي تمتلك قاعدة معلوماتية كبيرة بسبب الدعم الذي تتلقاه من قبل أجهزة مخابراتها ذات الخبرة في مثل هذه المهام.
لكن من لم يبت والبين يصدع قلبه *** لم يدر كيف تفتت الأكباد
9- وليست شريحة الطلبة بمعزل عن حراب الطائفية، حيث تفاجأ طلبة العراق - لاسيما أهل السنة - في المرحلة الإعدادية بفرعيها العلمي والأدبي للسنة الدراسي 2009- 2010 مرتين: أما الأولى: فبصعوبة الأسئلة للامتحانات التي أدوها، والثانية بنتائج تلك الامتحانات ونسب النجاح المتدنية التي تكاد أن تكون معدومة والتي يخجل البعض من ذكرها، فلمحافظة الأنبار السنية - الدور الأبرز في هذه المفاجئة حيث أعلنت مديرية تربية الأنبار النتائج النهائية للصفوف المنتهية للدراسة الإعدادية والتي بلغت نسبة النجاح فيها 25. 85، هذه المفاجئة التي سببت دهشة الطلبة وأهاليهم هناك والذين عبروا عن نسبة نجاح هذا العام بأنها (غير مقنعة) وهي الأسوأ في تاريخ المحافظة منذ سنين، أما منطقة الأعظمية السنية - وتحديداً في إعدادية الأعظمية للبنين فكارثة كبيرة حلت بها هي الأخرى بعد أن حققت نسبة نجاح لم تتجاوز ال 8% لعدد طلبتها الذي يفوق ال500 طالب والتاريخ يشهد لهذه المدرسة العريقة الأجيال الكثيرة التي تخرجت، وكذلك في محافظات الموصل وصلاح الدين وديالى والتي قد جاءت متدنية أيضاً، أما في محافظات جنوب فالصورة مختلفة تماما وان نسب النجاح قد تجاوزت الخيال ولا يمكن إن يكون هناك تصور يصف ما يجري إلا أن يكون هناك عملية فلترة وتصفية ذات هدف طائفي مقصود لمحاربة العقل العراقي أما بتهجيره أو بمعاقبته بأسئلة الامتحانات الانتقامية.
فشريحة تحرم وشريحة تكون لها حصة الأسد سيما وان البعثات الدراسية التي جاءت كدعم للطلبة العراقيين في الجامعات العالمية والتي بلغت 10.000 مقعد ولم يتلق أهل السنة ولا مقعد واحد منها، فيا ترى بعد تخرج هذه الدفعة فإنها ستغزوا الساحة العراقية محققة أهدافها، ويبقى الطالب السني المسكين عاجز أمام أدنى حقوقه كطالب، ويبقى أسير أحلامه التي طالما راودته منذ الصغر، ناهيك عن التعيينات التي هي حق لكل شخص عراقي يحمل شهادة، ومع هذا يبقى السني محروم حتى من التعيين.
10- وحكومة نوري المالكي التي تحتظن أكثر من 32 مليشيا طائفية تعمل في العراق وتعمل لصالح إيران، وهناك 11 نائب في البرلمان العراقي هم من أصل إيراني من بينهم أحمد المهندس المتهم بالتخطيط لاغتيال ملك الكويت عام 1983، أما بغداد وحدها فتظم الآن (65.000) ألف جندي إيراني، وتم إلقاء القبض على (11.000) إلف إيراني وتم إحالتهم إلى وزارة الداخلية العراقية التي يسيطر عليها فيلق القدس الإيراني ويشرف عليها إشرافاً مباشراً، وتم تفليتهم فيما بعد، ناهيك عن مليشيا أحمد الجلبي التي يقدر تعدادها (5.000) آلاف، وهناك أكثر من (17) فضائية إيرانية تعمل في العراق لخدمة المشاريع الطائفية، في الوقت الذي تغلق فيه الفضائيات التابعة لأهل السنة وتمنع من تغطية أي حدث تقوم به الحكومة الطائفية.
ولم تتوقف حكومة نوري المالكي عند هذا الحد بل تجاوزتها إلى أمور يندى لها جبين الأحرار، والقائمة تطول لو أردنا العد.
وهكذا دواليك يبقى أهل السنة في العراق بين مطرقة المليشيات وسندان الحكومة الطائفية التي جاء بها المحتل، ولكن لا نملك إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل.
سعد عواد الحلبوسي
رشيد بن ابراهيم بوعافية
الروافض و الصهاينة في المكر والتخطيط الاستراتيجي وجهان لعملةٍ واحدة و طرفان لمنظومة واحدة ، و تختفي عندهم المبادئ الأخلاقيّة عندما تتزاحمُ مع المصالح الذّاتية و الطائفيّة .
وأما أهل السنّة فإنهم يتعبّدُون الله تعالى باحترام المبادئ الأخلاقيّة ، ولا ينظرون لأنفسهم نظرةً طائفيّةً أبدًا ، لأنهم هم أهل الدّين الحق وغيرُهم هم الطوائف ، و لا تنقُصُهُم الحِنكةُ ولا يعوزُهم التخطيط الاستراتيجي ، إنّما يعانُون منذُ أمدٍ من فقدان الإرادة والإدارة السياسيّة الصّادقة الناضجة الشّجاعة التي يمحو اللهُ بها و يُثبّتُ ما لا يحصُلُ بالوعظِ والإرشادِ و الجهودِ الشعبيّة .
وصدق من قال : السنّةُ ضحيّةُ سياسيّيهم ! . ولكن في العراق وغيره اليوم وعيٌ سُنّي لا مثيل له ، هو الكفيل بإذن الله بإرجاع العراق إلى الصورة الصحيحةِ بعدما طال غيابُه . فيا ربّ يسّر و أعن يا معين ! .
تعديل التعليق