أَهَكَذَا يُخْتَمُ العَامُ ؟ 30 ذي الحجة 1435هـ
محمد بن مبارك الشرافي
1435/12/28 - 2014/10/22 12:51PM
أَهَكَذَا يُخْتَمُ العَامُ ؟ 30 ذي الحجة 1435هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ*مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ , الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ , الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ! أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ البَرَرَةِ الكِرَامِ , وَعَلَى التَّابِعِيْنَ لَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدَّيْنِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْماً كَثِيْراً .
أَمَّا بَعْدُ : فَلا تَزَالُ الأَيَّامُ واللَيَالِي تَتْرَى , والشُّهُورُ والسُنُونُ تُطْوَى , والأَعْمَارُ تَتَقَضَّى , حتىَّ يَأْتِيَ يَوْمٌ فَيَأْذَنَ اللهُ بِخَرَابِ العَالَمِ , وَتَقُومُ السَّاعَةُ , وَتَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ! وَلَكِنْ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ! أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : هَا نَحْنُ فِي نِهَايَةِ السَّنَةِ , نُوَدِّعُ عَامَّاً وَنَسْتَقْبِلُ آخَرَ , فَلَيْتَ شِعْرِي : مَنْ مِنَّا يُدْرِكُهُ هَذَا الْوَقْتُ فِي العَامِ القَادِمِ وَهُوَ حَيٌّ يُرْزَقُ ؟ وَمَنْ مِنَّا يَأْتِي عَلَيْهِ ذَلِكَ الزَّمَنُ وَهُوَ حَبِيسُ القَبْرِ تَحْتَ أَطْبِاقِ الثَّرَى ؟ قَدْ فَارَقَ الدُّنْيَا وَتَرَكَهَا لأَهْلِهَا يَتَنَاهَبُونَهَا حتَّى تُفْنِيَهُم وَاحِداً بَعْدَ الآخَرِ وَحتَّى تَلْتَهِمَهُم جَمِيعَاً , قَالَ اللهُ تَعَالَى (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : لَقَدْ كَثُرَتْ فِي السَّنَوَاتِ الأَخِيرَةِ بَعْضُ الأُمُورِ الْمُحْدَثَةِ التِي يَقُولُهَا أَوْ يَفْعَلُهَا بَعْضُ النَّاسِ بِمُنَاسَبَةِ نِهَايَةِ السَّنَةِ , وَالْغَالِبُ عَلَى هَؤُلاءِ أَنَّ غَايَاتِهِمُ جَمِيلَةٌ وَمَقَاصِدَهُم حَسَنَةٌ , وَلَكِنَّ هَذَا لا يَكْفِي لِتَكُونَ تِلْكَ الأَقْوَالُ صَحِيحَةً أَوْ تِلْكَ الأَفْعَالُ مَقْبُولَةً .
وَلِهَذَا فَاعْلَمُوا أَيَّهَا الإِخْوَةُ : أَنَّ كُلَّ عَمَلٍ يُرَادُ بِهِ التَّقَرُّبُ إِلى اللهِ لابُدَّ فِيهِ مِنْ شَرْطَيْنِ لِيَكُونَ عِنْدَ اللهِ مَقْبُولا : وَهُمَا الإِخْلاصُ للهِ وَالْمُتَابَعَةُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)
فَالْعَمُلُ إِذَا فُقِدَ فِيهٍ الإِخْلاصُ كَانَ شِرْكَاً , وَإِذَا فُقِدَتِ الْمُتَابَعَةُ كَانَ بِدْعَةً , وَالشِّرْكُ ثُمَّ الْبِدْعَةُ هُمَا أَعْظَمُ الذُنُوبِ وَأَشَرُّ العُيُوبِ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
وَبَعْضُ النَّاسِ يَعْتَقِدُ أَنَّ صِدْقَ نِيَّتِهِ وَحُبَّهُ للْخَيْرِ مُسَوِّغٌ لِكِلِّ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ ! فَيُقَالُ لَهُ : لا , هَذَا لا يَكْفِي !!!بَلْ لابُدَّ مَعَ صِدْقِ النِّيَّةِ مِن صِحَّةِ الطَّرِيقَةِ , وَهِي الْمُتَابَعَةُ لِرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلِذَا كَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ مِن الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم وَمَنْ بَعْدَهُمْ يَحْرِصُونَ أَشَدَّ الْحِرْصِ عَلَى تَحَرِّي السُّنَّةِ فِي كُلِّ شَيْءٍ , قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُودٍ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ : اتَّبِعُوا وَلا تَبْتَدِعُوا فَقَدْ كُفُيتُمْ .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ : تَعَالَوْا نَنْظُرُ فِي بَعْضِ مَا أَحْدَثَهُ النَّاسُ فِي آخِرِ الْعَامِ الْهِجْرِيِّ ثُمَّ نَعْرِضُهُ عَلَى السُّنَّةِ فَمَا وَافَقَهَا قَبِلْنَاهُ وَعَمِلْنَا بِهِ , وَمَا خَالَفَهَا رَدَدْنَاهُ وَنَاصَحْنَا مَنْ يَفْعَلُهُ أَوْ يَقُولُهُ !!!
فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ بَعْضِهِم : اخْتِمْ سَنَتَكَ بِالاسْتِغْفَارِ , أَوْ اجْعَلْ فِي آَخِرِ صَحِيفَةِ هَذَا الْعَامِ عَمَلاً صَالِحَاً , وَرُبَّمَا أَمَرُوا بِالصَّدَقَةِ أَوْ الصَّيَامِ أَوْ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ !!! وَنَقُول ُلِهَؤُلاءِ : أَثَابَكُم اللهُ عَلَى حُسْنِ قَصْدِكُمْ وَلَكِنْ هَلْ عِنْدَكُمْ دَلِيلُ عَلَى مَا تَقُولُونَ ؟
هَلْ أرشد النَّبِيُّ صَلَىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَحَابَتَهُ وَحَثَّهُمْ عَلَى مِثْلِ مَا تَقُولُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ ؟ هَلْ سَمِعْتُمْ عَنْ أَحَدٍ مِن الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَوْ سَلَفِ الأُمَّةِ مِن الْعُلَمَاءِ الْمُعْتَبَرِينَ أَنَّهُمْ رَغَّبُوا النَّاسَ فِيهَا مِثْلَمَا أَنْتُمْ تَفْعَلُونَ ؟
الْجَوَابُ طَبْعَاً : لا
إِذَنْ : فَلْيَسَعْنَا مَا وَسِعَهُم وَلْنَقِفْ مَع هَدْيِهِم فَلَنْ يُصْلِحَ آخِرَ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلا مَا أصَلَحَ أَوَّلَهَا .
أَيَّهَا الْمُؤْمِنُونَ : وَمِن الْمُحْدَثَاتِ آخِرَ العَامِ قَوْلُ بَعْضِهِم : حَلِّلُونِي أَوْ بِيحُوا مِنِّي إِنْ حَصَلَ مِنِّي خَطَأ ! وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : إِنَّ صَحِيفَةَ العَمَلِ تُطْوَى آخِرَ العَامِ ! وَمِن الْمُنْكَرَاتِ : الاحْتِفَالُ بِرَأْسِ السَّنَةِ الْهِجْرِيَّةِ !
فَنَسْأَلُ اللهَ الْهِدَايَةَ لَنَا وَلإِخْوانِنَا الْمُسْلِمِينَ وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِن الذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ وَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ .
أَعُوذُ بِاللهِ مِن الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ)
أَمَّا بَعْدُ : فَلا تَزَالُ الأَيَّامُ واللَيَالِي تَتْرَى , والشُّهُورُ والسُنُونُ تُطْوَى , والأَعْمَارُ تَتَقَضَّى , حتىَّ يَأْتِيَ يَوْمٌ فَيَأْذَنَ اللهُ بِخَرَابِ العَالَمِ , وَتَقُومُ السَّاعَةُ , وَتَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ! وَلَكِنْ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ! أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : هَا نَحْنُ فِي نِهَايَةِ السَّنَةِ , نُوَدِّعُ عَامَّاً وَنَسْتَقْبِلُ آخَرَ , فَلَيْتَ شِعْرِي : مَنْ مِنَّا يُدْرِكُهُ هَذَا الْوَقْتُ فِي العَامِ القَادِمِ وَهُوَ حَيٌّ يُرْزَقُ ؟ وَمَنْ مِنَّا يَأْتِي عَلَيْهِ ذَلِكَ الزَّمَنُ وَهُوَ حَبِيسُ القَبْرِ تَحْتَ أَطْبِاقِ الثَّرَى ؟ قَدْ فَارَقَ الدُّنْيَا وَتَرَكَهَا لأَهْلِهَا يَتَنَاهَبُونَهَا حتَّى تُفْنِيَهُم وَاحِداً بَعْدَ الآخَرِ وَحتَّى تَلْتَهِمَهُم جَمِيعَاً , قَالَ اللهُ تَعَالَى (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : لَقَدْ كَثُرَتْ فِي السَّنَوَاتِ الأَخِيرَةِ بَعْضُ الأُمُورِ الْمُحْدَثَةِ التِي يَقُولُهَا أَوْ يَفْعَلُهَا بَعْضُ النَّاسِ بِمُنَاسَبَةِ نِهَايَةِ السَّنَةِ , وَالْغَالِبُ عَلَى هَؤُلاءِ أَنَّ غَايَاتِهِمُ جَمِيلَةٌ وَمَقَاصِدَهُم حَسَنَةٌ , وَلَكِنَّ هَذَا لا يَكْفِي لِتَكُونَ تِلْكَ الأَقْوَالُ صَحِيحَةً أَوْ تِلْكَ الأَفْعَالُ مَقْبُولَةً .
وَلِهَذَا فَاعْلَمُوا أَيَّهَا الإِخْوَةُ : أَنَّ كُلَّ عَمَلٍ يُرَادُ بِهِ التَّقَرُّبُ إِلى اللهِ لابُدَّ فِيهِ مِنْ شَرْطَيْنِ لِيَكُونَ عِنْدَ اللهِ مَقْبُولا : وَهُمَا الإِخْلاصُ للهِ وَالْمُتَابَعَةُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)
فَالْعَمُلُ إِذَا فُقِدَ فِيهٍ الإِخْلاصُ كَانَ شِرْكَاً , وَإِذَا فُقِدَتِ الْمُتَابَعَةُ كَانَ بِدْعَةً , وَالشِّرْكُ ثُمَّ الْبِدْعَةُ هُمَا أَعْظَمُ الذُنُوبِ وَأَشَرُّ العُيُوبِ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
وَبَعْضُ النَّاسِ يَعْتَقِدُ أَنَّ صِدْقَ نِيَّتِهِ وَحُبَّهُ للْخَيْرِ مُسَوِّغٌ لِكِلِّ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ ! فَيُقَالُ لَهُ : لا , هَذَا لا يَكْفِي !!!بَلْ لابُدَّ مَعَ صِدْقِ النِّيَّةِ مِن صِحَّةِ الطَّرِيقَةِ , وَهِي الْمُتَابَعَةُ لِرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلِذَا كَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ مِن الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم وَمَنْ بَعْدَهُمْ يَحْرِصُونَ أَشَدَّ الْحِرْصِ عَلَى تَحَرِّي السُّنَّةِ فِي كُلِّ شَيْءٍ , قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُودٍ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ : اتَّبِعُوا وَلا تَبْتَدِعُوا فَقَدْ كُفُيتُمْ .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ : تَعَالَوْا نَنْظُرُ فِي بَعْضِ مَا أَحْدَثَهُ النَّاسُ فِي آخِرِ الْعَامِ الْهِجْرِيِّ ثُمَّ نَعْرِضُهُ عَلَى السُّنَّةِ فَمَا وَافَقَهَا قَبِلْنَاهُ وَعَمِلْنَا بِهِ , وَمَا خَالَفَهَا رَدَدْنَاهُ وَنَاصَحْنَا مَنْ يَفْعَلُهُ أَوْ يَقُولُهُ !!!
فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ بَعْضِهِم : اخْتِمْ سَنَتَكَ بِالاسْتِغْفَارِ , أَوْ اجْعَلْ فِي آَخِرِ صَحِيفَةِ هَذَا الْعَامِ عَمَلاً صَالِحَاً , وَرُبَّمَا أَمَرُوا بِالصَّدَقَةِ أَوْ الصَّيَامِ أَوْ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ !!! وَنَقُول ُلِهَؤُلاءِ : أَثَابَكُم اللهُ عَلَى حُسْنِ قَصْدِكُمْ وَلَكِنْ هَلْ عِنْدَكُمْ دَلِيلُ عَلَى مَا تَقُولُونَ ؟
هَلْ أرشد النَّبِيُّ صَلَىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَحَابَتَهُ وَحَثَّهُمْ عَلَى مِثْلِ مَا تَقُولُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ ؟ هَلْ سَمِعْتُمْ عَنْ أَحَدٍ مِن الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَوْ سَلَفِ الأُمَّةِ مِن الْعُلَمَاءِ الْمُعْتَبَرِينَ أَنَّهُمْ رَغَّبُوا النَّاسَ فِيهَا مِثْلَمَا أَنْتُمْ تَفْعَلُونَ ؟
الْجَوَابُ طَبْعَاً : لا
إِذَنْ : فَلْيَسَعْنَا مَا وَسِعَهُم وَلْنَقِفْ مَع هَدْيِهِم فَلَنْ يُصْلِحَ آخِرَ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلا مَا أصَلَحَ أَوَّلَهَا .
أَيَّهَا الْمُؤْمِنُونَ : وَمِن الْمُحْدَثَاتِ آخِرَ العَامِ قَوْلُ بَعْضِهِم : حَلِّلُونِي أَوْ بِيحُوا مِنِّي إِنْ حَصَلَ مِنِّي خَطَأ ! وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : إِنَّ صَحِيفَةَ العَمَلِ تُطْوَى آخِرَ العَامِ ! وَمِن الْمُنْكَرَاتِ : الاحْتِفَالُ بِرَأْسِ السَّنَةِ الْهِجْرِيَّةِ !
فَنَسْأَلُ اللهَ الْهِدَايَةَ لَنَا وَلإِخْوانِنَا الْمُسْلِمِينَ وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِن الذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ وَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ .
أَعُوذُ بِاللهِ مِن الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ)
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ , وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى مَنْ أَرْسَلَهُ رَبُّهُ هَادِيَاً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرَاً , وَدَاعِيَاً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجَاً مُنِيرَاً .
أَمَّا بَعْدُ فيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ : إِنَّ صِحَّةَ النَّيِّةِ وَتَلَمُّسَ الشَّخْصِ للْخَيْرِ لا يَعْنِي أَنَّ كُلَّ مَا يَفْعَلُهُ يَكُونُ صَحِيحاً , بَلْ لابُدَّ مِن اتِّبَاعٍ وَسُنَّةٍ وَإِلا صَارَ العَمَلُ وَبَالاً عَلَى صَاحِبِهِ وَدَخَلَ فِي بَابِ الْبِدْعَةِ , واسْتَمِعُوا لِهَذِهِ القِصَّةِ الْعَجِيبَةِ الْغَرِيبَةِ : عَنْ عِمَارَةَ بنِ أَبِي حَسَن الْمَازِنِيِّ قَالَ : كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَبْلَ صَلاةِ الغَدَاةِ , فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ , فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , فَقَالَ : أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدُ ؟ قُلْنَا : لا , فَجَلَسَ مَعَنَا حتَّى خَرَجَ , فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعَاً , فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى : يَا أَبَا عَبْدِ الرّحْمَنِ إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفَاً أَمْرَاً أَنْكَرْتُهُ , وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ للهِ إِلا خَيْرَاً ! قَالَ : فَمَا هُوَ ؟ فَقَالَ : إِنْ عِشَتَ فَسَتَرَاهُ ! قَالَ : رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمَاً حِلَقَاً جُلُوسَاً , يَنْتَظِرُونَ الصَّلاةَ , فِي كِلَّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ , وَفِي أَيْدِيهِمْ حَصَىً , فَيَقُولُ : كَبِّرُوا مِائَةً ! فُيُكَبِّرُونَ مِائَةً , فَيَقُولُ : هَلَّلُوا مِائَةً ! فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً , وَيَقُولُ : سَبِّحُوا مِائَةً ! فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً , قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضَيَ اللهُ عَنْهَ : فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ ؟ قَالَ : مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئَاً , انْتَظَارَ رَأَيِكَ أَوْ انْتِظَارَ أَمْرِكَ !!! قَالَ : أَفَلا أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ شَيءٌ ؟
ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ , حتَّى أَتَى حَلْقَةً مِن تِلْكَ الْحِلَقِ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ : مَا هَذَا الذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ ؟ قَالُوا : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَصَى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ والتَّهْلِيلَ والتَّسْبِيحَ ! قَالَ : فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكِم , فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لا يَضِيعَ مِن حَسَنَاتِكُم شَيْءٌ !
وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ! مَا أَسْرَعَ هَلَكَتِكُمْ ؟ هَؤُلاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ , وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ , وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ ! والذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلِّةٍ هِيَ أَهْدَى مِن مِلَّةِ مُحَمَّدٍ , أَوْ مُفْتَتِحُوا بَابِ ضَلالَةٍ !؟!؟
قَالُوا : وَاللهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ !
قَالَ : وَكَمْ مِنْ مُرْيدٍ للْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ ! رَوَاهُ الدَارمِيُّ قَالَ الأَلْبَانِيُ هَذَا إِسْنَادُ صَحِيحٌ
فَانْظُرُوا أَيُّهَا الْمُسْلِمُون : كَيْفَ أَنَّ هَؤُلاءِ يَذْكُرُونَ اللهَ وَمَعَ ذَلِكَ وَصَفَهُم هَذَا الصَّحَابِيُّ العَالِمُ بِالضَّلالَةِ , لأَنَّهُم فَعَلُوا شَيْئاً لَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن التَّحَلُّقِ جَمَاعَاتٍ وَمِن وُجُودِ مُوَجِّهٍ عَلَى كُلِّ حَلْقَهٍ يَأْمُرُهُمْ وَيَنْهَاهُمْ , وَمِن عَدِّ التَّسْبِيحِ بِالحَصَى !
فَهُمْ أَرَادُوا الْخَيْرَ لكَنْ لَمَّا لَمْ يَكُونُوا عَلَى سُنَّةٍ وَقَعُوا فِي الْبِدْعَةِ , فَهَلْ نَأْمَنُ أَنْفُسَنَا نَحْن ؟ الْجَوَابُ كَلَّا , لا سِيَّمَا وَأُولَئِكَ فِي عَصْرِ التَّابِعِينَ الذِي هُوَ ثَانِي خَيْرِ القُرُونِ وَمَع هَذَا قَدِرَ الشَّيْطَانُ عَلَيْهِم , فَفِي هَذَا العَصْرِ مِنْ بِابِ أَوْلَى فَاحْذَرْ يَامُسْلِم وَأَنْقِذْ نَفْسَكَ مِن البِدْعَةِ !
عِبَادَ اللهِ : صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى رَسِولِ اللهِ , فَإِنَّ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَاً , اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّد , اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا مَحَبَّتَهُ واتِّبَاعَهُ ظَاهِراً وَبَاطِناً , اللَّهُمَّ احْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ وَأَسْقِنَا مِنْ حَوْضِهِ , وَأَدْخِلْنَا فِي شَفَاعَتِهِ وَاجْمَعْنَا بِهِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَوَالِدِينَا وَجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ . اللَّهُمَّ أَعَزَّ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِينَ وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ . اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَحْوَالَ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ يَا حَيُّ يَا قَيُّوم . اللَّهُمَّ وَحِّدْ صُفُوفَهُم وَاجْمَعْ كَلِمَتَهُم عَلَى الْقُرْآنِ والسُّنَّةِ يَا رَبَّ العَالَمِينَ . اللَّهُمَّ أَصْلِحْ شَبَابَ الْمُسْلِمِينَ وَاحْفَظْهُم مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ , اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِم للْحَقِّ واهْدِهِم صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيم .
رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا . رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ . رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار .
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ , وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى مَنْ أَرْسَلَهُ رَبُّهُ هَادِيَاً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرَاً , وَدَاعِيَاً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجَاً مُنِيرَاً .
أَمَّا بَعْدُ فيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ : إِنَّ صِحَّةَ النَّيِّةِ وَتَلَمُّسَ الشَّخْصِ للْخَيْرِ لا يَعْنِي أَنَّ كُلَّ مَا يَفْعَلُهُ يَكُونُ صَحِيحاً , بَلْ لابُدَّ مِن اتِّبَاعٍ وَسُنَّةٍ وَإِلا صَارَ العَمَلُ وَبَالاً عَلَى صَاحِبِهِ وَدَخَلَ فِي بَابِ الْبِدْعَةِ , واسْتَمِعُوا لِهَذِهِ القِصَّةِ الْعَجِيبَةِ الْغَرِيبَةِ : عَنْ عِمَارَةَ بنِ أَبِي حَسَن الْمَازِنِيِّ قَالَ : كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَبْلَ صَلاةِ الغَدَاةِ , فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ , فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , فَقَالَ : أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدُ ؟ قُلْنَا : لا , فَجَلَسَ مَعَنَا حتَّى خَرَجَ , فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعَاً , فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى : يَا أَبَا عَبْدِ الرّحْمَنِ إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفَاً أَمْرَاً أَنْكَرْتُهُ , وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ للهِ إِلا خَيْرَاً ! قَالَ : فَمَا هُوَ ؟ فَقَالَ : إِنْ عِشَتَ فَسَتَرَاهُ ! قَالَ : رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمَاً حِلَقَاً جُلُوسَاً , يَنْتَظِرُونَ الصَّلاةَ , فِي كِلَّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ , وَفِي أَيْدِيهِمْ حَصَىً , فَيَقُولُ : كَبِّرُوا مِائَةً ! فُيُكَبِّرُونَ مِائَةً , فَيَقُولُ : هَلَّلُوا مِائَةً ! فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً , وَيَقُولُ : سَبِّحُوا مِائَةً ! فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً , قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضَيَ اللهُ عَنْهَ : فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ ؟ قَالَ : مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئَاً , انْتَظَارَ رَأَيِكَ أَوْ انْتِظَارَ أَمْرِكَ !!! قَالَ : أَفَلا أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ شَيءٌ ؟
ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ , حتَّى أَتَى حَلْقَةً مِن تِلْكَ الْحِلَقِ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ : مَا هَذَا الذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ ؟ قَالُوا : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَصَى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ والتَّهْلِيلَ والتَّسْبِيحَ ! قَالَ : فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكِم , فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لا يَضِيعَ مِن حَسَنَاتِكُم شَيْءٌ !
وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ! مَا أَسْرَعَ هَلَكَتِكُمْ ؟ هَؤُلاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ , وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ , وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ ! والذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلِّةٍ هِيَ أَهْدَى مِن مِلَّةِ مُحَمَّدٍ , أَوْ مُفْتَتِحُوا بَابِ ضَلالَةٍ !؟!؟
قَالُوا : وَاللهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ !
قَالَ : وَكَمْ مِنْ مُرْيدٍ للْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ ! رَوَاهُ الدَارمِيُّ قَالَ الأَلْبَانِيُ هَذَا إِسْنَادُ صَحِيحٌ
فَانْظُرُوا أَيُّهَا الْمُسْلِمُون : كَيْفَ أَنَّ هَؤُلاءِ يَذْكُرُونَ اللهَ وَمَعَ ذَلِكَ وَصَفَهُم هَذَا الصَّحَابِيُّ العَالِمُ بِالضَّلالَةِ , لأَنَّهُم فَعَلُوا شَيْئاً لَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن التَّحَلُّقِ جَمَاعَاتٍ وَمِن وُجُودِ مُوَجِّهٍ عَلَى كُلِّ حَلْقَهٍ يَأْمُرُهُمْ وَيَنْهَاهُمْ , وَمِن عَدِّ التَّسْبِيحِ بِالحَصَى !
فَهُمْ أَرَادُوا الْخَيْرَ لكَنْ لَمَّا لَمْ يَكُونُوا عَلَى سُنَّةٍ وَقَعُوا فِي الْبِدْعَةِ , فَهَلْ نَأْمَنُ أَنْفُسَنَا نَحْن ؟ الْجَوَابُ كَلَّا , لا سِيَّمَا وَأُولَئِكَ فِي عَصْرِ التَّابِعِينَ الذِي هُوَ ثَانِي خَيْرِ القُرُونِ وَمَع هَذَا قَدِرَ الشَّيْطَانُ عَلَيْهِم , فَفِي هَذَا العَصْرِ مِنْ بِابِ أَوْلَى فَاحْذَرْ يَامُسْلِم وَأَنْقِذْ نَفْسَكَ مِن البِدْعَةِ !
عِبَادَ اللهِ : صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى رَسِولِ اللهِ , فَإِنَّ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَاً , اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّد , اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا مَحَبَّتَهُ واتِّبَاعَهُ ظَاهِراً وَبَاطِناً , اللَّهُمَّ احْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ وَأَسْقِنَا مِنْ حَوْضِهِ , وَأَدْخِلْنَا فِي شَفَاعَتِهِ وَاجْمَعْنَا بِهِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَوَالِدِينَا وَجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ . اللَّهُمَّ أَعَزَّ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِينَ وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ . اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَحْوَالَ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ يَا حَيُّ يَا قَيُّوم . اللَّهُمَّ وَحِّدْ صُفُوفَهُم وَاجْمَعْ كَلِمَتَهُم عَلَى الْقُرْآنِ والسُّنَّةِ يَا رَبَّ العَالَمِينَ . اللَّهُمَّ أَصْلِحْ شَبَابَ الْمُسْلِمِينَ وَاحْفَظْهُم مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ , اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِم للْحَقِّ واهْدِهِم صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيم .
رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا . رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ . رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار .
المرفقات
أهكذا يختم العام ؟ 30 ذي الحجة 1435هـ.docx
أهكذا يختم العام ؟ 30 ذي الحجة 1435هـ.docx
المشاهدات 3792 | التعليقات 3
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
جزاك الله خير ونفع بعلمك ،،
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا ونفع بعلمك
تعديل التعليق