أنعم وأكرم بالصيام والقرآن شفيعان لصاحبهما

محسن الشامي
1433/08/29 - 2012/07/19 20:28PM
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ شَهْرَ رَمَضَانَ مَوْسِماً لِلطَّاعَاتِ, وَأَفَاضَ عَلَى الصَّائِمِينَ نَعِيمَ الرِّضْوَانِ وَالنَّفَحَاتِ أحمده سبحانه وأشكره أن من علينا بإدراك الصيام والقيام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المتفرد بالكمال والتمام .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بدر التمام وشفيع الناس يوم الزحام صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الكرام أما بعد عباد الله اوصيكم ونفسي بتقوى الله u } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ {
إخوة الايمان لقد أظَلَّنَا شهرٌ كريم وموسمٌ عظيم يُعَظِّمُ اللهُ فيه الأجرَ ويُجْزلُ المواهبَ ويَفْتَحُ أبوابَ الخيرِ فيه لكلِ راغب شهر وهبه الله لهذه الأمة هبة ربانية فمن فاته الخيرُ فيه فقد فاته من الخير أوفره شهرٌ أوَّلُهُ رحمة وأوْسطُه مغفرةٌ وآخِرُه عِتق من النار شهرٌ خصه الله بنزول القرآن فيه أو ببدء نزول القرآن فيه فهنيئا لكم بلوغ شهر رمضان وبارك الله لكم في شهر الصيام والقرآن(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)
أيها المسلمون ونحن في باكورة أيام هذا الضيف الكريم فلا بدأن نقبل بعزيمة صادقة على فعل الخيرات وتوبةٍ صادقة يكفرُ اللهُ بها السيئات واحمدوا الله عباد الله واشكروه على أن وفقكم لبلوغ هذا الشّهر فكم من قلوب اشتاقت وحنّت للقاء هذا الشّهر فانقطع بها القدر صاروا اليوم في القبورواللّحود فيامن كان يجول في المعاصي قبل رمضان ها قد أعطاك الله الفرصة فلا تكن كمن كلما زاد عمره زاد إثمه فلعل الله تعالى أراد أن تكون هذه السّنة ممّن يزدادون تقرّبا منه تعالى بصوم شهر رمضان وقيام ليله فوالله لوقيل لأهل القبور تمنّوا لتمنوا يوماً من رمضان وأنت كلما خرجت من ذنب دخلت في آخر فأنت الآن بين يدي رمضان تب إلى ربك ومولاك يَا ذَا الَّذي ماكفاهُ الذَّنْبُ في رَجـبٍ حَتَّى عَصَى ربَّه في شهر شعبـانِ
لَقَدْ أظَـلَّكَ شهرُ الصَّـومِ بَعْدَهُمَ فَلا تُصَيِّرْهُ أَيْضاً شَهْـرَ عِصْيـانِ

قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ , فَقَالَ رَغِمَ أَنْفُ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ , فَقُلْتُ : آمِينَ أي لصق أنفه بالتراب معاشر الصائمين ونحن نتفيأ ظلالَ هذا الشهر الكريم اوصيكم ونفسي بالتعرّض إلى نفحات الله تعالى بالأعمال الصالحة التي تقربنا الى الله عز وجل واعلموا أن الله غني عنا وعن أعمالنا {يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) فمن الأعمال الصالحة في هذا الشهر الكريم الصيام شرعه الله تربية لأجسامكم وترويضاً لها على الصبر والتحمل ، شرعه تقويماً للأخلاق وتهذيباً للنفوس وتعويداً لها على ترك الشهوات ومجانبة المنهيات شرعه ليبلوكم أيكم أحسن عملا اذ أنه لم يتقرب العباد إلى الله بشيء أحب إليه مما فرض عليهم وإن فريضة الصيام من أفضل العبادات وأعظم القربات[font="] [/font]يقول[font="] [/font]الله تعالى« يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا[font="] [/font]كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» وعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ فإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ولِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ)) فأدوا هذه الفريضة عباد الله واحفظوها مما يشينها فالصوم الحقيقي ليس مجرد الإمساك عن الأكل والشرب والاستمتاع ولكنه مع ذلكم إمساك وكف عن اللغو والرفث والصخب والجدال في غير الحق وكف عن الكذب والبهتان والهمز واللمز والأيمان الكاذبة إمسـاك عن السباب إمساك عن إرسال النظر إلى المحرمات فاحذر يا عبدالله أن تدخل تحت وعيد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم القائل( رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ والعطش، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ ) ومن الأعمال الصالحة في هذا الشهر الكريم أداء صلاة التراويح والقيام فمن فضائل صلاة التراويح أنها سبب لمغفرة سالف الذنوب[font="] [/font]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم[font="] [/font](من قام رمضان[font="] [/font]إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)[font="]
[/font]
ومن فضائل صلاة التراويح أن المصلي للتراويح[font="] [/font]يستحق اسم الصديقين والشهداء، جاء رجل إلى النبي[font="] [/font]صلى الله عليه وسلم فقال يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ شَهِدْتُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ وَصَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ وَأَدَّيْتُ الزَّكَاةَ وَصُمْتُ رَمَضَانَ وَقُمْتُهُ ، فمِمَّنْ أَنَا ؟ قَالَ : أَنْتَ مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ)) صححه الألباني ومن فضائل صلاة التراويح أن من قام مع إمامه كتب له قيام[font="] [/font]ليلة.عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ)ولعلي أقف هنيهة عند هذا الحديث مذكراً أحبابي الذين ينصرفون من صلاة التراويح قبل إتمامها أنّه ينبغي لمن أراد أن يُكتبَ له قيام ليلة كاملة أن يُكمل الصّلاة مع الإمام إلى الوتر،فبادر يا عبدالله ولايغلبنك الشيطان وانظر إلى سلفك الصالح كيف كان اجتهادهم عن السائب[font="] [/font]بن يزيد أنه قال أمر عمر بن الخطاب أُبي بن كعب وتميماً الداري أن يقوما بالناس[font="] [/font]بإحدى عشرة ركعة، قال وقد كان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصى من طول[font="] [/font]القيام وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر[font="] [/font]خشية أن يفوتنا الفلاح أي السحور فبادر يا أخي ولا تكن من المحرومين المفتونين الذين يجعلون وقت السحر ووقت الاستغفار وقت النزول الإلهي فرصةً للعب واللهو ومشاهدة القنوات وتقليب الأبصار في
الغانياتِ والمومساتِ نسأل الله السلامة والعافية !!ألا فأتقوا الله عباد الله وأروا الله من أنفسكم خيرا وجاهدوا أنفسكم على فعل الطاعات وترك المنكرات(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) بارك الله لي ولكم في القرآن
الحمد لله الذي هدانا للإسلام ووفقنا لإدراك شهر الصيام والقيام ، أحمده سبحانه وله الحمد في البدء والختام والصلاة والسلام على خير من صلى وصام وعلى آله وصحبه الكرام أما بعد فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واعلموا ان من الأعمال الصالحة في هذا الشهر الكريم أن شهر رمضان هو شهر القرآن فينبغي أن يكثر المسلم من قراءة القرآن فيه ألا فأكرم بشهر رمضان والقرآن شفيعان لصاحبهما يوم القيامة قال عليه الصلاةُ والسلامُ "الصِّيَامُ وَالقُرآنُ يَشفَعَانِ لِلعَبدِ يَومَ القِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ، مَنَعتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهوَةَ فَشَفِّعْني فِيهِ، وَيَقُولُ القُرآنُ: مَنَعتُهُ النَّومَ بِاللَّيلِ فَشَفِّعْني فِيهِ" قَال "فَيُشَفَّعَانِ"وقد كان من حال السلف في هذا الشهرِ العنايةُ بكتاب الله تعالى فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان وكان عثمان يختم القرآن في كل يوم مرة وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع ليال وبعضهم في كل عشر ليال. وكان الامام الشافعي في رمضان يختم القرآن60مرة أي في اليوم ختمتين هذا حال رجال لا تليهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وأما نحن فالكريم على نفسه منا من يختم مرة واحدة في رمضان الامارحم ربي
ومن الأعمال الصالحة في هذا الشهر الكريم: الجود والكرم والانفاق كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس وكان أجودَ ما يكونُ في رمضان، فلقد كان أجود بالخير من الريح المرسلة فأنفق يا عبدالله من مالك فأنت في ظل صدقتك
كما قال صلى الله عليه وسلم " كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ " وكان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا " فلا يشترط أن يكون الصائمُ فقيرا
أيها المباركون ثمة بعض السنن في هذا الشهر الكريم نذكر بها ومنها أكلة السحور فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((تسحّروا فإنّ في السّحور بركة)) وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِين"ويُسَنّ تأخير السحور ما لم يطلع الفجر، ويُسَنّ تعجيل الفِطر لقوله : ((لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ))
ألا فاجتهدوا رحمكم الله فيما يقرّبكم إلى الجنّة { وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاواتُ وَالأرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } جعلني الله وإياكم من عباده المتقين والله أسأل أن يوفقنا جميعا لصيام رمضان وقيامه إيمانا واحتسابا ألا وصلوا رحمكم الله

المشاهدات 2858 | التعليقات 0