ألم هنا وهناك
الخطيب المفوه
1433/03/18 - 2012/02/10 07:27AM
أل
إنَّ الحمدَ لله ، نحمدُه ونستعينه ونستغفره ، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا . من يهده الله ؛ فلا مضلَّ له ، ومن يضللْ؛ فلا هاديَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعدُ : فإنَّ أصدق الحديث كتابُ الله ، وخيرَ الهدي هديُ محمد ، وشرَّ الأمور مُحـدثاتُها ، وكلَّ محـدثةٍ بدعــةٌ ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ ، وكلَّ ضلالةٍ في النار .
أيها الأحبةُ في الله ، أنى قلبتموا الطرف لن تجدوا إلا ما يُحزِنُكم ويسوؤكم ، ويقضُّ منكم المضاجع ؛ فبالأمس كان جرحاً واحداً ، واليوم أضحت جراحنا تثخن جسد أمتنا ، وتنال من قوتها وعزيمتها ، وأضحت أمتُنا حيرى ذاهلة لا تدري ماذا تفعل ؟ ولو أرادت ليس لها ذلك ؛ لأن الفعل منزوع منها ، وإن تكلمت فماذا عساها أن تقول ؟! ليس لها وهذه حالها إلا الدعاء ! وأنعم به والله من عون إن أُحْسِنَ استعماله وإِبلاغُه لمن بيده تغيير الحال والمآل سبحانه وتعالى ..
أيها المحب ، صوِّب الطرف نحو الأرض المباركة أرضِ الشام ؛ أرضِ النبوة والرسالات ؛ سترى ما لا خطر على قلبك من الإجرام ؛ فهناك الذبح والقتل ، وهناك تهتك الأعراض ، وهناك تدك البيوتُ على أهلها ، ويهلك الحرثُ والنسل ، ولا يفرق هناك من قبل قوى الكفر النصيرية بين شيخ كبير أو امرأة مسنة ، أو طفلٍ رضيع . فالكل عرضةٌ لنيران الفتك الغاشمة، لقد رأينا من أجرموا في الأمم الأخرى ، لكننا لم نر إجراماً كإجرام الرافضة لعنهم الله أنى يؤفكون ! إنك لتعجب وتتدثر بالعجب من سوء الصنيع ؛ بل إنك لتكاد تتميز غيظاً من ذلك ، بل إنك لتطأطئ الرأس خجلاً ، وأنت تسمع كلام تلك المرأة وهي تقول : إن أحجمتم عن نصرتنا أيها المسلمون ؛ فلا أقل من أن تعطونا حبوب منع الحمل ؛ لأن جنود البغي قد عاثوا فينا . أبعد هذا الكلام من مقال ؟! وهل بعد هذا الخطاب من بيان ؟! إنه لا أبلغ ولا أسمع من هذا الخطاب لو كانت القلوبُ تعي وتستشعر ، ولو كان ثمة غيرةٌ عند حكام المسلمين ، ولكن ماتت وكُبِّرَ عليها في محراب العزة والنخوة وإغاثة الملهوف ؛ إنه أيها الأحبة ، ليس في يدي ولا في أيديكم إلا الدعاء نزجيه لنصير المظلومين ومغيث الملهوفين وقاصم الجبابرة والمجرمين ؛ إنه الله القوي العزيز ؛ إنه رب العرش العظيم ؛ إنه الواحد الأحد الحقُّ المبين ؛ فنسألك اللهم يا ربنا بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً ، نسألك يا حليم يا عليم يا علي يا عظيم ؛ نسألك يا مجري السحاب ، ويا هازم الأحزاب ويا خالق الخلق من تراب ؛ نسألك يا من أنت النصير ، وأنت المغيث ، وأنت الذي بيدك تفريجُ الأمور وتنفيسُها ؛ نسألك يا من لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء ؛ نسألك يا من أمره بين الكاف والنون يا من يقول للشيء كن فيكون ؛ نسألك وندعوك ونرجوك ونتوسل إليك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت ، أن ترفع عن إخواننا في سوريا ما يجدون من مرارة الظلم والقهر ، اللهم ارفع عنهم القتل ، اللهم عليك بمن ظلمهم وقهرهم واستبد بدمائهم وأعراضهم وأموالهم ، اللهم سلط على الرافضة والنصيريين والبعثيين من يجتثهم ويهلكُهم ويستأصل شأفتهم ، ويجعلُهم أثراً بعد عين وعبرة لمن بعدهم ، اللهم واجعل لمن أعانهم مصيراً كمصيرهم ، اللهم عليك ببشارٍ رأسِ العصابة ؛ اللهم وفي هذا اليوم ، وفي هذه الساعة ، اغسل حرقة قلوبنا بهلاك المجرمين ، اللهم واجعلهم غنيمة لعبادك الصالحين ، اللهم عاجلاً غير آجل يا قوي يا عزيز ..
أيها الأحبة في الله ، وإنه لمن قولِ الحق والشكرِ لمن يستحق الشكر ، التنويه بما قامت به هذه الدولة المباركة من وقفات شريفة تجاه إخواننا في سوريا ؛ فمنذ البداية استهجنت ما يُفْعَلُ ، وطالبت بالإصلاح ، ثم طالبت باتخاذ مواقفَ أكثر جدية من قبل المجتمع الدَّولي تجاه حكام سوريا ؛ ثم سحبت مراقبيها ، وتلا ذلك سحب السفراء ، وطلبت كذلك من سفراء سوريا المغادرة ، وكانت الخاتمةُ إلغاء احتفالات الجنادرية تعاطفاً مع إخواننا هناك ؛ إنها لمواقف جيدة ؛ لأن من هناك إخوانٌ لنا ؛ يجمع بيننا وبينهم الدين والدم ؛ كما أن الشام تستحق منا الكثير ؛ فهي أرض مباركة ؛ فقد كانت ولمئات السنين مهوى أفئدة الأمة في طلب الخير ، كما أن سياسة الأمة ومجابهةَ قوى الشر النصرانية كانت تجابه من قبل أهل الشام ؛ فالشام ثغر الأمة وفيها الرباط ، ومنها تنبعث ملاحم آخر الزمان ، وفيها يُدَكُّ الصليب النصراني ؛ فلا تقوم له قائمة بعد ذلك ، والشامُ هي البعد الاستراتيجي لمهبط الرسالة الجزيرةِ العربية ؛ فإذا خُلِصَ للشام فالدور على الجزيرة العربية ؛ لذا فالدفاع عن الشام دفاعٌ عن الجزيرة ، وفي الشام ودمشق ينزل عيسى ؛ أرأيتم كيف أن الفضل يترى على بلاد الشام . يقول النبي : « يا طوبى للشام ، يا طوبى للشام ، يا طوبى للشام ، قالوا يا رسول الله ، وبم ؟ قال : تلك ملائكة الله باسطو أجنحتها على الشام » ، وقال : « إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي ؛ فنظرت فإذا هو نور عُمِدَ به إلى الشام ، ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتنُ في الشام » ، وقال : « إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم » ، ولو قمتُ بسرد ما ورد في الشام من فضل ، لطال بي وبكم المقام ، ولكن حسبنا أنها خِيْرَةُ الأرض بعد مكة والمدينة ، أرأيتم كيف أن الشامَ تستحق منا الدعاء وتستحقُ من العون ، وتستحقُ منا أن نطهرها من الرِّجْسِ النَّجَسِ الرافضة ؛ فألحوا يا رعاكم الله في الدعاء للشام وأهله ، وسلوا الله أن يسلِّمَه وأهلَه من كل شر ..
أيها الجمع الكريم ، وبينما كنا في جمعتنا الماضية ، ومن هذا المنبر نذكر بعضاً من مآثر النبي ؛ كان هناك من يتنقص النبي ، ويذكرُه بسوء ، ومن خلال منبر من منابر التقنية « تويتر » ، ويستخف بجناب النبي حتى لقد بلغ مبلغاً يخرج صاحبه من الملة ، ويلحقه بأهل الجحود والكفران ! ألم أقل لكم أيها الأحبة في الله ، في بداية خطبتي هذه أن الإنسان أنى التفت هذه الأيام سيجد ما يسوؤه ، ولي هنا وقفة ، ولعلها تكتمل في الخطبة الثانية إن شاء الله ..
أقول قولي هذا ، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب ؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الحمد ُلله على آلائه، وصلـواتُه على محمَّدٍ خاتمِ أنبيائه، وعلى آله وأصحابه وأصفيائه، وسلَّم تسليماً كثيراً.
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ عباد الله ، فَإِنَّ تَقوَاهُ خَيرُ زَادٍ ، وَاستَعِدُّوا بِالأَعمَالِ الصَّالِحَةِ لِيَومِ المَعَادِ .
أَيُّهَا الأَحِبَّةُ في الله ، مما هو مقرر نصاً وعقيدة : أن الإنسان لا يستكمل الإيمان حتى يكون النبي أحبَّ إليه من نفسه ووالديه وولده والناس أجمعين ، وأن حبَّ النبي ش إيمان وبغضه كفر ونفاق ، كما أن من عاب النبي أو قلل من قدره ومما جاء به ، فهو كافر ، وتوبته بينه وبين ربه ، ويقتل تعزيراً ، لا يحق لأحد أن يصرفَ الحد عنه أو يتنازلَ ، وما قام به ذلك المسخ وما صرَّح به عبر تويتر ضربٌ من ضروب الكفر ، وقد قرر ذلك علماؤنا الأفاضل في اللجنة الدائمة للإفتاء ، ومن نظر وتأمل وجد أن الفعل واقع والصارف منتفٍ ، ولم يبق هنا إلا أن يطاح بالرأس النخر ، الذي سوَّل لصاحبه أن يقول هذا القول المنكر ..
ولفداحة الأمر وعظمه ، ولأنه يمس خِيْرَة الله من خلقه ، وشفيعَ الناس يوم المحشر؛ رأينا تفاعلاً كبيراً بين الناس ذكوراً وإناثاً صغاراً وكباراً، بل المجتمع كلُّه توجه توجهاً واحداً في الإنكار عليه ، وطلب محاكمته ؛ بل إن ولي الأمر ، وهو المعروف بغيرته أمر بالأخذ على يده ، وهو كائن إن شاء الله ، وهنا أيها الجمع الكريم ، لا بد أن نتآزر ونتعاضد في المطالبة بتطبيق الحد على هذا التافه وغيره من الفسقة من الليبراليين والعلمانيين ؛ فكتاباتهم تفوح بنتن السب وانتقاص الدين ورموزه ، ومع ذلك لا زالوا يتفيأون أرضنا ويُكرَّمون من قبل بعض الجهات ، بل إن هؤلاء الفسقة يتآمرون على البلد وأهله ، وفي سبيل تنفيذ مخططاتهم يتلقون العون من قوى الشر الخارجية ..
لقد صدق الشاعر أيها الأحبة في الله ، عندما قال :
من بد صهيون بذتنا صهاينا
حقاً لقد استلم الدور في الإيضاع في الأمة ، أبناؤها بدلاً من أعدائها ؛ فغدوا يحطمون مآثرها ، ويسفهون عقائدها ، ويزرون على كل أمر جاء عن ربها ، ولقد انتقلوا من السر إلى المجاهرة ، فهاهم ينفثون سمومهم عبر صحفنا ومنابرنا ، ولم يبق إلا قلعة الإسلام هنا ، ولو استبيحت ، وأعوذ بالله أن تستباح ، لكان هذا مؤذناً بشر عظيم ؛ فاثبتوا يا أهل التوحيد ، واعلموا أن أعظم الجهاد جهاد المنافقين المندسين بيننا ، لابد أن يُسكتوا ، ولا بد أن يُؤخذ على أيديهم ، وهم والله أذل وأحقر ، ولعل ما وقع منهم دليل على ذلتهم وحقارتهم ، فما إن علموا بوقفة الناس ووقفة العلماء ووقفة ولي الأمر ؛ حتى رأيناهم يقومون بوأد ما كتبوه ، ويسارعون في حذفه ؛ فأتبعوهم أيها الأحبة في الله لعنا ، وادحروهم حتى تلجئوهم إلى جحورهم خاسئين .. وهنا أيها الجمع الكريم ، تناقض يلحظ عند هؤلاء المنافقين ؛ فعندما تكون الدائرة عليهم ؛ تراهم يجنحون إلى طلب التسامح ، واتساع الصدر مع الخصوم ، وهكذا يفعلون ، وعندما يكون المستهدفَ أهلُ الخير ؛ ترى الصوت منهم مرتفعاً نشازاً ؛ لا تكاد ترى كلمة في قاموس الإقذاع إلا واستعملوها ، لا يتورعون ولا يستحون ، وتكون الموضوعية هناك هباء منثوراً ألا ساء ما يزرون ، فاللهم إنا نسألك عزاً لدينك ونصرة لنبيك ، اللهم انصر من نصر الدين ، واخذل من خذل الدين ، اللهم من أمد هؤلاء الظلمة بعون أو سهل لهم مرتقى اللهم عليك به وأبدل نعمته نقمة عليه ، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين ، اللهم إنا نبرأ إليك مما قيل ؛ فخذ يا ربنا من دمائنا حتى ترضى ، اللهم إنا نشهدك أننا نحب نبيك محمداً أكثر من حبنا لأنفسنا ووالدينا وأهلنا ومن الناس أجمعين ، اللهم واجعلنا على ذلك حتى نلقاك ، وشفعه فينا يا ربنا .
أيها الأحبة ، صلوا على من صلى الله عليه في السماوات العلى ؛ صلوا على محمد فقد أمركم الله بذلك في قوله :
ألم هنا وهناك
خطبة ألقيت في جامع أبي عبيدة بحي الشفا
ألقاها : د / سعد بن عبد العزيز الدريهم .
خطبة ألقيت في جامع أبي عبيدة بحي الشفا
ألقاها : د / سعد بن عبد العزيز الدريهم .
إنَّ الحمدَ لله ، نحمدُه ونستعينه ونستغفره ، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا . من يهده الله ؛ فلا مضلَّ له ، ومن يضللْ؛ فلا هاديَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعدُ : فإنَّ أصدق الحديث كتابُ الله ، وخيرَ الهدي هديُ محمد ، وشرَّ الأمور مُحـدثاتُها ، وكلَّ محـدثةٍ بدعــةٌ ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ ، وكلَّ ضلالةٍ في النار .
أيها الأحبةُ في الله ، أنى قلبتموا الطرف لن تجدوا إلا ما يُحزِنُكم ويسوؤكم ، ويقضُّ منكم المضاجع ؛ فبالأمس كان جرحاً واحداً ، واليوم أضحت جراحنا تثخن جسد أمتنا ، وتنال من قوتها وعزيمتها ، وأضحت أمتُنا حيرى ذاهلة لا تدري ماذا تفعل ؟ ولو أرادت ليس لها ذلك ؛ لأن الفعل منزوع منها ، وإن تكلمت فماذا عساها أن تقول ؟! ليس لها وهذه حالها إلا الدعاء ! وأنعم به والله من عون إن أُحْسِنَ استعماله وإِبلاغُه لمن بيده تغيير الحال والمآل سبحانه وتعالى ..
أيها المحب ، صوِّب الطرف نحو الأرض المباركة أرضِ الشام ؛ أرضِ النبوة والرسالات ؛ سترى ما لا خطر على قلبك من الإجرام ؛ فهناك الذبح والقتل ، وهناك تهتك الأعراض ، وهناك تدك البيوتُ على أهلها ، ويهلك الحرثُ والنسل ، ولا يفرق هناك من قبل قوى الكفر النصيرية بين شيخ كبير أو امرأة مسنة ، أو طفلٍ رضيع . فالكل عرضةٌ لنيران الفتك الغاشمة، لقد رأينا من أجرموا في الأمم الأخرى ، لكننا لم نر إجراماً كإجرام الرافضة لعنهم الله أنى يؤفكون ! إنك لتعجب وتتدثر بالعجب من سوء الصنيع ؛ بل إنك لتكاد تتميز غيظاً من ذلك ، بل إنك لتطأطئ الرأس خجلاً ، وأنت تسمع كلام تلك المرأة وهي تقول : إن أحجمتم عن نصرتنا أيها المسلمون ؛ فلا أقل من أن تعطونا حبوب منع الحمل ؛ لأن جنود البغي قد عاثوا فينا . أبعد هذا الكلام من مقال ؟! وهل بعد هذا الخطاب من بيان ؟! إنه لا أبلغ ولا أسمع من هذا الخطاب لو كانت القلوبُ تعي وتستشعر ، ولو كان ثمة غيرةٌ عند حكام المسلمين ، ولكن ماتت وكُبِّرَ عليها في محراب العزة والنخوة وإغاثة الملهوف ؛ إنه أيها الأحبة ، ليس في يدي ولا في أيديكم إلا الدعاء نزجيه لنصير المظلومين ومغيث الملهوفين وقاصم الجبابرة والمجرمين ؛ إنه الله القوي العزيز ؛ إنه رب العرش العظيم ؛ إنه الواحد الأحد الحقُّ المبين ؛ فنسألك اللهم يا ربنا بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً ، نسألك يا حليم يا عليم يا علي يا عظيم ؛ نسألك يا مجري السحاب ، ويا هازم الأحزاب ويا خالق الخلق من تراب ؛ نسألك يا من أنت النصير ، وأنت المغيث ، وأنت الذي بيدك تفريجُ الأمور وتنفيسُها ؛ نسألك يا من لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء ؛ نسألك يا من أمره بين الكاف والنون يا من يقول للشيء كن فيكون ؛ نسألك وندعوك ونرجوك ونتوسل إليك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت ، أن ترفع عن إخواننا في سوريا ما يجدون من مرارة الظلم والقهر ، اللهم ارفع عنهم القتل ، اللهم عليك بمن ظلمهم وقهرهم واستبد بدمائهم وأعراضهم وأموالهم ، اللهم سلط على الرافضة والنصيريين والبعثيين من يجتثهم ويهلكُهم ويستأصل شأفتهم ، ويجعلُهم أثراً بعد عين وعبرة لمن بعدهم ، اللهم واجعل لمن أعانهم مصيراً كمصيرهم ، اللهم عليك ببشارٍ رأسِ العصابة ؛ اللهم وفي هذا اليوم ، وفي هذه الساعة ، اغسل حرقة قلوبنا بهلاك المجرمين ، اللهم واجعلهم غنيمة لعبادك الصالحين ، اللهم عاجلاً غير آجل يا قوي يا عزيز ..
أيها الأحبة في الله ، وإنه لمن قولِ الحق والشكرِ لمن يستحق الشكر ، التنويه بما قامت به هذه الدولة المباركة من وقفات شريفة تجاه إخواننا في سوريا ؛ فمنذ البداية استهجنت ما يُفْعَلُ ، وطالبت بالإصلاح ، ثم طالبت باتخاذ مواقفَ أكثر جدية من قبل المجتمع الدَّولي تجاه حكام سوريا ؛ ثم سحبت مراقبيها ، وتلا ذلك سحب السفراء ، وطلبت كذلك من سفراء سوريا المغادرة ، وكانت الخاتمةُ إلغاء احتفالات الجنادرية تعاطفاً مع إخواننا هناك ؛ إنها لمواقف جيدة ؛ لأن من هناك إخوانٌ لنا ؛ يجمع بيننا وبينهم الدين والدم ؛ كما أن الشام تستحق منا الكثير ؛ فهي أرض مباركة ؛ فقد كانت ولمئات السنين مهوى أفئدة الأمة في طلب الخير ، كما أن سياسة الأمة ومجابهةَ قوى الشر النصرانية كانت تجابه من قبل أهل الشام ؛ فالشام ثغر الأمة وفيها الرباط ، ومنها تنبعث ملاحم آخر الزمان ، وفيها يُدَكُّ الصليب النصراني ؛ فلا تقوم له قائمة بعد ذلك ، والشامُ هي البعد الاستراتيجي لمهبط الرسالة الجزيرةِ العربية ؛ فإذا خُلِصَ للشام فالدور على الجزيرة العربية ؛ لذا فالدفاع عن الشام دفاعٌ عن الجزيرة ، وفي الشام ودمشق ينزل عيسى ؛ أرأيتم كيف أن الفضل يترى على بلاد الشام . يقول النبي : « يا طوبى للشام ، يا طوبى للشام ، يا طوبى للشام ، قالوا يا رسول الله ، وبم ؟ قال : تلك ملائكة الله باسطو أجنحتها على الشام » ، وقال : « إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي ؛ فنظرت فإذا هو نور عُمِدَ به إلى الشام ، ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتنُ في الشام » ، وقال : « إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم » ، ولو قمتُ بسرد ما ورد في الشام من فضل ، لطال بي وبكم المقام ، ولكن حسبنا أنها خِيْرَةُ الأرض بعد مكة والمدينة ، أرأيتم كيف أن الشامَ تستحق منا الدعاء وتستحقُ من العون ، وتستحقُ منا أن نطهرها من الرِّجْسِ النَّجَسِ الرافضة ؛ فألحوا يا رعاكم الله في الدعاء للشام وأهله ، وسلوا الله أن يسلِّمَه وأهلَه من كل شر ..
أيها الجمع الكريم ، وبينما كنا في جمعتنا الماضية ، ومن هذا المنبر نذكر بعضاً من مآثر النبي ؛ كان هناك من يتنقص النبي ، ويذكرُه بسوء ، ومن خلال منبر من منابر التقنية « تويتر » ، ويستخف بجناب النبي حتى لقد بلغ مبلغاً يخرج صاحبه من الملة ، ويلحقه بأهل الجحود والكفران ! ألم أقل لكم أيها الأحبة في الله ، في بداية خطبتي هذه أن الإنسان أنى التفت هذه الأيام سيجد ما يسوؤه ، ولي هنا وقفة ، ولعلها تكتمل في الخطبة الثانية إن شاء الله ..
أقول قولي هذا ، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب ؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الحمد ُلله على آلائه، وصلـواتُه على محمَّدٍ خاتمِ أنبيائه، وعلى آله وأصحابه وأصفيائه، وسلَّم تسليماً كثيراً.
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ عباد الله ، فَإِنَّ تَقوَاهُ خَيرُ زَادٍ ، وَاستَعِدُّوا بِالأَعمَالِ الصَّالِحَةِ لِيَومِ المَعَادِ .
أَيُّهَا الأَحِبَّةُ في الله ، مما هو مقرر نصاً وعقيدة : أن الإنسان لا يستكمل الإيمان حتى يكون النبي أحبَّ إليه من نفسه ووالديه وولده والناس أجمعين ، وأن حبَّ النبي ش إيمان وبغضه كفر ونفاق ، كما أن من عاب النبي أو قلل من قدره ومما جاء به ، فهو كافر ، وتوبته بينه وبين ربه ، ويقتل تعزيراً ، لا يحق لأحد أن يصرفَ الحد عنه أو يتنازلَ ، وما قام به ذلك المسخ وما صرَّح به عبر تويتر ضربٌ من ضروب الكفر ، وقد قرر ذلك علماؤنا الأفاضل في اللجنة الدائمة للإفتاء ، ومن نظر وتأمل وجد أن الفعل واقع والصارف منتفٍ ، ولم يبق هنا إلا أن يطاح بالرأس النخر ، الذي سوَّل لصاحبه أن يقول هذا القول المنكر ..
ولفداحة الأمر وعظمه ، ولأنه يمس خِيْرَة الله من خلقه ، وشفيعَ الناس يوم المحشر؛ رأينا تفاعلاً كبيراً بين الناس ذكوراً وإناثاً صغاراً وكباراً، بل المجتمع كلُّه توجه توجهاً واحداً في الإنكار عليه ، وطلب محاكمته ؛ بل إن ولي الأمر ، وهو المعروف بغيرته أمر بالأخذ على يده ، وهو كائن إن شاء الله ، وهنا أيها الجمع الكريم ، لا بد أن نتآزر ونتعاضد في المطالبة بتطبيق الحد على هذا التافه وغيره من الفسقة من الليبراليين والعلمانيين ؛ فكتاباتهم تفوح بنتن السب وانتقاص الدين ورموزه ، ومع ذلك لا زالوا يتفيأون أرضنا ويُكرَّمون من قبل بعض الجهات ، بل إن هؤلاء الفسقة يتآمرون على البلد وأهله ، وفي سبيل تنفيذ مخططاتهم يتلقون العون من قوى الشر الخارجية ..
لقد صدق الشاعر أيها الأحبة في الله ، عندما قال :
من بد صهيون بذتنا صهاينا
حقاً لقد استلم الدور في الإيضاع في الأمة ، أبناؤها بدلاً من أعدائها ؛ فغدوا يحطمون مآثرها ، ويسفهون عقائدها ، ويزرون على كل أمر جاء عن ربها ، ولقد انتقلوا من السر إلى المجاهرة ، فهاهم ينفثون سمومهم عبر صحفنا ومنابرنا ، ولم يبق إلا قلعة الإسلام هنا ، ولو استبيحت ، وأعوذ بالله أن تستباح ، لكان هذا مؤذناً بشر عظيم ؛ فاثبتوا يا أهل التوحيد ، واعلموا أن أعظم الجهاد جهاد المنافقين المندسين بيننا ، لابد أن يُسكتوا ، ولا بد أن يُؤخذ على أيديهم ، وهم والله أذل وأحقر ، ولعل ما وقع منهم دليل على ذلتهم وحقارتهم ، فما إن علموا بوقفة الناس ووقفة العلماء ووقفة ولي الأمر ؛ حتى رأيناهم يقومون بوأد ما كتبوه ، ويسارعون في حذفه ؛ فأتبعوهم أيها الأحبة في الله لعنا ، وادحروهم حتى تلجئوهم إلى جحورهم خاسئين .. وهنا أيها الجمع الكريم ، تناقض يلحظ عند هؤلاء المنافقين ؛ فعندما تكون الدائرة عليهم ؛ تراهم يجنحون إلى طلب التسامح ، واتساع الصدر مع الخصوم ، وهكذا يفعلون ، وعندما يكون المستهدفَ أهلُ الخير ؛ ترى الصوت منهم مرتفعاً نشازاً ؛ لا تكاد ترى كلمة في قاموس الإقذاع إلا واستعملوها ، لا يتورعون ولا يستحون ، وتكون الموضوعية هناك هباء منثوراً ألا ساء ما يزرون ، فاللهم إنا نسألك عزاً لدينك ونصرة لنبيك ، اللهم انصر من نصر الدين ، واخذل من خذل الدين ، اللهم من أمد هؤلاء الظلمة بعون أو سهل لهم مرتقى اللهم عليك به وأبدل نعمته نقمة عليه ، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين ، اللهم إنا نبرأ إليك مما قيل ؛ فخذ يا ربنا من دمائنا حتى ترضى ، اللهم إنا نشهدك أننا نحب نبيك محمداً أكثر من حبنا لأنفسنا ووالدينا وأهلنا ومن الناس أجمعين ، اللهم واجعلنا على ذلك حتى نلقاك ، وشفعه فينا يا ربنا .
أيها الأحبة ، صلوا على من صلى الله عليه في السماوات العلى ؛ صلوا على محمد فقد أمركم الله بذلك في قوله :
المرفقات
ألم هنا وهناك.doc
ألم هنا وهناك.doc