ألا فليخسأ المفسدون - العدوان على جنود حرس الحدود تاريخ 14-3-1436

حسين بن حمزة حسين
1436/03/17 - 2015/01/08 08:43AM
الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، واشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله ، صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .. (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )
إخوة الإيمان : لا زال الإجرام يتوالى على أهلنا وبلادنا - بلاد الحرمين الشريفين - ، لازال تجدد القتل والغدر والتفجير والترويع ينال بلادنا من أعدائنا ، وما يزيدنا ألما وحنقا أن المعتدي علينا من بني جنسنا ، عاش بيننا وتربى معنا ، كالابن العاق ، قليل الوفاء ، تربى بكنف والديه أطعموه وربوه وبذلوا دمهم وعافيتهم وأوقاتهم له، فلما أشتد تطاول عليهم بالسب والضرب والقتل ..
بعضي على بعضي يجّردُ سيفه -- والسهم مني نحو صدري يرسلُ
النارُ توقد في خيام عشيرتي -- وأنا الذي يا للمصيبة أُشعل ُ
قال تعالى ( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسَهم وأهليهم يومَ القيامة، آلا ذلك هو الخسرانُ المبين).
إخوة الإيمان : وتتوالى سلسلة الأحداث الإجرامية ، ولا يتمالك الإنسان فيها إلا العجب والذهول ، نتساءل ماذا يريد هؤلاء المجرمون من بلادٍ هي قبلة الإسلام والمسلمين ، الإسلام دينها ، والتوحيد شعارها ، وبشريعة الله تعالى حُكمها ومنهجها وقوام حياتها ، حافظة الهوية الإسلامية في جميع بلاد الأرض ، لا يوجد بقعة ولا بلد إسلامي وغير إسلامي ، إلا وتجد لدولتنا الأيادي البيضاء في نشر الإسلام ودعم المسلمين ، والمقام ليس في ذكر ذلك ، ولقد راعنا ما أعلنته وزارة الداخلية السعودية ، من أن ثلاثة من رجال أمن الحدود استشهدوا ، وأصيب آخرون ، فجر يوم الاثنين الماضي ، في هجوم شنه إرهابيون بمركز سويف التابع لجديدة عرعر بمنطقة الحدود الشمالي ،حيث تعرضت إحدى دوريات حرس الحدود لإطلاق نار من عناصر إرهابية ، و تم التعامل مع الموقف بما يقتضيه ومحاصرة المعتدين ومقتل أحدهم في حين بادر أحد العناصر الإرهابية إلى تفجير حزام ناسف كان يحمله مما نتج عنه هلاكه واستشهاد ثلاثة رجال أمن وإصابة آخرين .
إخوة الإيمان : هل يَقبل هذا العمل المشين مؤمنٌ صادق الإيمان ؟! ، هل يقبل هذا العمل من له بقيّةٌ من عقل أو عِلم أو دين ؟! ، فضلاً عن أن يُجيزه و يقرَّه أو يُسَرَّ به ، ثمّ أوَليس هؤلاء الرّجال الذين قتلتهم يد الغدر بمسلِمين موحدين ؟! أرواح بريئة ذهبت ، وخلفت الدماء والأشلاء والجراح والترويع وذهاب الأمن والأمان ، إن العقول لتقف حائرة مبهتة ، لا تجد تأويلاً ، ولا للفاعلين مبررًا ، سوى الهمجية والجهل والعصبية ، إنها جريمة بشعة ، وعمل إرهابي قبيح ، ونتاج فكر خبيث، لا يقدم عليه إلا مريض القلب ، ضعيف الدين ، إن من أقدم على هذا العمل هو عدو لله ، عدو للإسلام والمسلمين ، بل عدو للإنسانية جمعاء ، عدو لنفسه ولأهله وقومه وجيرانه والمستجيرين به والمستأمنين الذين قدموا ليعملوا وليستفاد من خبراتهم بعهد ووعد وميثاق ، فإذا هم يغتالون وهم آمنون ، وتتمزق أجسادهم أشلاء في خير ديار الإسلام والمسلمين ، إن هذا العمل قبيح ، وغدر فظيع ، وجرم مروع ، نبرأ إلى الله تعالى من أن يرضى به مسلم في قلبه مثقال ذرة من إيمان ، إضرارٌ بأمن البلاد والعباد ، إضرارٌ بسمعة الإسلام والمسلمين ، عمل لا يخدم إلا أعداء الدين ، ولا نملك إلا ونقول: حسبنا الله ونعم الوكيل.
إخوة الإيمان : لا تصدر هذه الأعمال القبيحة ، وهذه الجرائم الدنيئة ، إلا من فهم ضال ، ونتاج فكر خبيث ، أولاد سفاح لخوارج العصر ، داعش والقاعدة ، يقول سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ : ( إن أفكار التطرف والتشدد والإرهاب الذي يفسد في الأرض ، ويهلك الحرث والنسل ، ليس من الإسلام في شيء ، بل هو عدو الإسلام الأول ، والمسلمون أول ضحاياه، كما هو مشاهد في جرائم ما يسمى بداعش والقاعدة وما تفرع عنها من جماعات، وفيهم يصدق قوله صلى الله عليه وسلم ( سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة) ، وأضاف ( وهذه الجماعات الخارجية لا تحسب على الإسلام ، ولا على أهله المتمسكين بهديه، بل هي امتداد للخوارج الذين هم أول فرقة مرقت من الدين، بسبب تكفيرها المسلمين بالذنوب، فاستحلت دماءهم وأموالهم) ، وأشار سماحته : إلى أن العالم اليوم وهو يضطرب من حولنا، علينا في المملكة العربية السعودية وقد أنعم الله علينا باجتماع الكلمة ووحدة الصف حول قيادتنا علينا أن نحافظ على هذا الكيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضاً، وألا نجعل من أسباب الشقاق والخلاف خارج الحدود أسباباً للخلاف فيما بيننا، فكلنا ولله الحمد في المملكة العربية السعودية موحدون ومسلمون، نحافظ على الجماعة، ونلتزم الطاعة في المعروف، ونحمل أمانة العلم والفكر والرأي والقلم ويوالي بعضنا بعضاً ولاءً عاماً، ويعذر بعضنا بعضاً فيما أخطأنا فيه ، سواء في ذلك العلماء والأساتذة والكتاب والمثقفون وسائر المواطنين، ندير حواراتنا حول ما يهمنا من قضايا الدين والوطن بأسلوب الحوار الراقي الذي لا يُخوَّن ولا يَتَّهم، فكلنا في هذا الوطن سواء، لنا حقوق وعلينا واجبات.. نسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمه ظاهرة وباطنة، وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء وأن يقيَنا وإياهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يصلح أحوال المسلمين إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه).
الخطبة الثانية :
عباد الله، إن كان الإرهاب موجودًا في دول العالم ، فإنه الأقل في بلادنا ـ ولله الحمد ـ ، وهذا بفضل الله تعالى، ثم بفضل التوحيد الظاهر وتطبيق الشريعة الإسلامية وتكاتف الراعي والرعية ، ولا نزال أقوياء ، ولا تزال الأحداث والمصائب لا تزيدنا إلا تكاتفًا وقوة بحمد الله، يحنو الراعي على رعيته ، ويحنو الرعية على الراعي ولله الحمد والمنة ، ألا فليخسأ المفسدون في الأرض، وليرتدوا على أدبارهم ، فلن يصلوا إلى ما يريدون ما دامت قلوبنا مجتمعة لنصرة ديننا ووطننا ، نسأل الله تعالى أن يحمي بلادنا وجميع بلاد المسلمين من شرور المعتدين وتعدّ المجرمين، وأن يحبط مخططاتهم ، ويخيب آمالهم ، وأن يمكن منهم ، ليُنفّذ في بقيتهم حكم شريعة الله المطهرة ، وأن يكف البأس عن هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين ، وأن يوفق قادتنا لما فيه صلاح البلاد والعباد وقمع الفساد والمفسدين.
واسأل الله من هذا المنبر الكريم أن يكتب العميد عودة البلوي والعريف طارق حلوي والجندي يحيى نجمي من الشهداء المقربين ، وأن يتغمدهم الله بواسع رحمته ، ويجود عليهم بمغفرته ، وينعم عليهم بجنته ، ويكتب الصحة والعافية للمصابين ، ويتمم العافية لخادم الحرمين الشريفين وجميع مرضانا ومرضى المسلمين ..
ثم صلوا وسلموا على رسول الله كما أمركم الله في محكم كتابه.
المشاهدات 2632 | التعليقات 2

جزاك الله خيرا


جزاك الله خير الجزاء وحفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين
ونسأل الله أن ينتقم من الخوارج والروافض واعداء الدين