أكل الربا والاكتتاب في البنوك-23-12-1435هـ-ابن عثيمين وغيره-الملتقى-بتصرف

محمد بن سامر
1435/12/22 - 2014/10/16 19:26PM
[align=justify]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فهذه خطبة للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين-رحمه الله تعالى-تصرفت فيها بما يتوافق مع حدث الساعة وهو الاكتتاب في البنك الأهلي، وضبطتها قدر الوسع والطاقة على الوورد، وأرفقتها في الأسفل، أسأل الله أن ينفعني وإخواني بها.

الحمد لله الذي أحلّ البيع وحرّم الربا، وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده القائل: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ]، والقائل: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ]، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله القائل: "لعن آكل الرِّبا وموكله، وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء" رواه الإمام مسلم-رحمه الله تعالى-.
اللهم صلّ على نبينا محمدٍ وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا. أما بعد:
فالرِّبا في اللغةِ العربيةِ، هو: الزيادة. وفي الشرعِ، هو: زيادة محرمة على رأس المال، فإنَّ كلَّ ما زاد عن رأس المال بغير حق فهو ربا؛ لقوله تعالى: [وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ]، والرِّبا محرَّمٌ في جميع الشرائعِ والأديانِ السماويَّةِ عند اليهود والنصارى والمسلمين، إلا أنَّ اليهود استحلُّوا الرِّبا، وأخذوه، حيث وصفهم الله بذلك، فقال: [وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ]، واليوم نجد بعض المسلمين-هدانا الله وإياهم-قد استحلُّوا الرِّبا وأكلوه، وشابهوا اليهود في هذا العمل.
إخواني الكرام: تحدَّث القرآن الكريم عن الرَّبا، ففي مكة نزل قوله-تعالى-: [وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ]، وفي المدينة نزل تحريم الرِّبا صراحةً في قوله-تعالى-: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً].
ثمَّ نزل قوله-تعالى-: [الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ*يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ*إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ*يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ]، نحن اليوم نحارب الله ورسوله، والحرب معلنةٌ من الله علينا. ما نعانيه في واقعنا من خوفٍ وتسلطِّ أعداءٍ ومحاربةٍ، حتى في لقمةِ العيش كلُّ هذا جزءٌ من حربِ الله المفتوحةِ المعلنةِ على هذه الأمَّة الَّتي تعاملت بأشكالِ الرَّبا، واحتالت على شرع الله-عز وجل-في إباحةِ المحرَّم، اليهود لمَّا احتالوا على شرع الله-عز وجل-في إِباحة المحرم مسَخَهم الله قردةً وخنازير، فماذا ننتظر أن يفعل الله-عز وجل- بنا!؟ نسأل الله العفو والعافية.
الرِّبا كبيرةٌ من الكبائر الَّتي حذَّر منها رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-، فقال: "اجتنبوا السبع الموبقات" قالوا: وما هنَّ يا رسول الله؟ قال: "الشِّركُ بالله، والسِّحرُ، وقتلُ النَّفسِ الَّتي حرَّم الله إلا بالحقِّ، وأكلُ الرِّبا، وأكلُ مال اليتيم، والتولِّي يوم الزَّحف، وقذفُ المحصناتِ الغافلاتِ المؤمناتِ" متفق عليه. وقال: "الرِّبا ثلاثةٌ وسبعون بابا، أيسرُها مثلُ أن ينكحَ الرجلُ أمَه"، وقال: "إذا ظهر الرِّبا والزِّنا في قريةٍ، فقد أحلُّوا بأنفسهم عذاب الله"، وقال: "دِرهمُ ربا يأكله الرجلُ-وهو يعلم-أشدُّ عند الله من ستةٍ وثلاثين زنية".
فكم من الدراهم يأكل أصحاب الرِّبا والمالِ الحرام؟ وعن أمنا عائشة-رضي الله عنها-قالت: "كان لأبي بكر-رضي الله عنه-غلام يُخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يومًا بشيء فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية، وما أُحسن الكهانة إلا أني خدعته، فلقيني فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلت منه، فأدخل أبو بكر يده فقاء-أخرج-كل شيء في بطنه" رواه الإمام البخاري-رحمه الله تعالى-.
وقد أجمع علماءُ الإسلام سلفًا وخلفًا على تحريم الرِّبا بكلِّ أشكاله وصوره؛ فقد قال القرطبي-رحمه الله تعالى-في تفسيره: جاء رجلٌ إلى الإمام مالك بن أنس-رحمه الله تعالى-فقال: "رأيت رجلا سكرانا، فقلت: امرأتي طالقٌ إنْ كانَ يدخلُ جوفَ ابنِ آدمَ شرٌ من الخمرِ، فقال: ارجعْ حتى أنظرَ في مسألتِك، فأتاه من الغد، فقال له: ارجع حتى أنظرَ في مسألتِك، فأتاه من الغد، فقال له: امرأتك طالقٌ، لقد تصفَّحت كتاب الله وسنَّة نبيِّه، فلم أر أشرَّ من الرِّبا لأنَّ الله أذن فيه بالحرب"، وما حرَّم الإسلام أمرا إلا نتيجة الضرر الَّذي ينتج عن هذا الأمر، فالسبب في تحريم الرِّبا ما ينتج عنه من أضرارِ اقتصاديَّةِ واجتماعيةٍ وأخلاقيَّةٍ وعسكريَّةٍ، فهو:
1- يسبِّب العداوة بين الأفرادِ، ويقضي على روحِ التَّعاون، ممَّا ينتج عنه خللٌ اجتماعي.
2- يؤدِّي إلى وجودِ طبقةٍ غنية مترفةٍ، لا تعمل شيئا، تتضخَّم الأموالُ في أيديها دون مشقَّةٍ ولا جهدٍ على حسابِ غيرها.
3- يسبِّب القلقَ والاضطرابَ النفسيِّ، وعدم الاستقرار بالنسبة لآكل الرِّبا وموكلهِ، على حدٍّ سواء.
4- الرِّبا وسيلةٌ للاستعمارِ، فقد ثبت أنَّ الغزوَ الاقتصاديَ القائمَ على المعاملاتِ الربويَّة كان التمهيدَ للغزوِ العسكريِّ.
إنَّ كلَّ ما زاد بغير حق عن رأس المال فهو ربا، وكلَّ قرضٍ جرَّ منفعةً، فهو ربا، سواءً سمِّي ربا أم فائدةً أم غيرَه، فإنَّها جميعَها صورٌ من صور الربا، فماذا ينتظر هؤلاء الَّذين يحتالون على أمر الله، ويستحلُّون محارمَ الله، ويتجرؤون على أكلِ الحرام، ويحاربون الله؟.
إنَّ الحرب معلنةٌ من الله على هؤلاءِ، وسيمحقُ اللهُ أموالَهم ويُذهب بها وبهم لا محالة، فإن الله-تعالى-قال: [يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ]، ويقول-صلى الله عليه وآله وسلم-: "الربا وإنْ كَثُرَ فإنَّ عاقبتَه إلى قِلّ" رواه الإمام أحمد-رحمه الله تعالى-.
إنَّ الله يمهل ولا يهمل، ويملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، فقد شاهد الناس كثيرًا من حالات محق الربا وأهله، فكمِ الذين يتعاملون بالربا وأموالهُم كثيرة، لكن لا خيرَ فيها ولا بركةً؟! وكمِ الذين ابتلاهم اللهُ بأمراض في أنفسِهِم أو عيالِهِم، فأنفقوا أموالَهم للتخلّص من هذه الأمراضِ ولكن دونَ نتيجةٍ؟! وكمِ الذين ذهبتْ أموالُهم بسببِ إفلاسِ بعضِ البنوكِ الرِبوية، أو فِرارِ مَنْ أعطوه أموالَهم؟!
إخواني الكرام: في هذه الأيام يطرح البنك الأهلي أسهمه للاكتتاب، وقد سُئِلَ سَمَاحَةُ الشَّيْخِ عَبْدُ الْعَزِيزُ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَازٍ-رَحِمَهُ اللهُ تعالى-عن حكم الاكتتاب في البنوك هذا السؤال الذي يقول فيه سائله: "حَصَلَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَخِي خِلافٌ شَدِيدٌ حَوْلَ جواز الْمُسَاهَمَةِ فِي أَحَدِ الْبُنُوكِ فِي الْمَمْلَكَةِ الْمَطْرُوحَةِ أَسْهُمُهُ لِلاكْتِتَابِ أو حرمتها! فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ ذَلِكَ حَرَامٌ لأَنَّهُ يَتَعَامَلُ بِالرِّبَا وَقَالَ: إِنَّ فِيهِ شُبْهَةً وَلَيْسَ حَرَاما، وَسَبَبُ هَذَا الْخِلافِ أَنَّهُ طَلَبَ مِنِّي اسْمِي وَأسْمَاءَ أَبْنَائِي لِيُسَاهِمُ لَهُ بِهَا فِي الْبَنْكِ وَلَقَدْ تَجَادَلْنَا كَثِيرًا، وَاتَّفَقْنَا عَلَى جَوَابٍ فَصْلٍ مِنْ سَمَاحَتِكُمْ فَنَرْجُو إِفْتَاءَنَا عَمَّا يَلِي:
أَوَّلا: حُكْمُ الْمُسَاهَمَةِ فِي الْبَنْكِ الْمَذْكُورِ؟
وَثَانِيَا: حُكْمُ مَنْحِ الأَسْمَاءِ لِشَخْصٍ يُرِيدُ الْمُسَاهَمَةَ بِهَا فِي هَذَا الْبَنْكِ مَعَ أَنَّ صَاحِبَ الأَسْمَاءِ يَرَى الْحُرْمَةَ؟ فَنَرْجُو مِنْ سَمَاحَتِكُمْ جَوَابَنَا سَرِيعَا وَاللهُ يَحْفَظُكُمْ".
فَأَجَابَ الشَّيْخُ ابن باز-رَحِمَهُ اللهُ تعالى-بَقَوْلِهِ: "لا تَجُوزُ الْمُسَاهَمَةُ فِي هَذَا الْبَنْكِ وَلا غَيْرِهِ مِنَ الْبُنُوكِ الرِّبَوِيَّةِ، وَلا الْمُسَاعَدَةُ فِي ذَلِكَ بِإِعْطَاءِ الأَسْمَاءِ ؛ لأَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنَ التَّعَاوُنِ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ، وَقَدْ نَهَى اللهُ-سُبْحَانَهُ-عَنْ ذَلِكَ فَي قَوْلِهِ-عَزَّ وَجَلَّ-: [وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ]، وَقَدْ ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و آله وسَلَّمَ-أَنَّهُ: "لعَنَ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وكَاتِبَهَ وَشَاهِدَيْهِ، وَقَالَ: هُمْ سَوَاءٌ"، رواه الإِمَامُ مُسْلِمٌ-رحمه الله تعالى-، وَفَقَّ اللهُ الْجَمِيعَ لِمَا يُرْضِيهِ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ .
فبادروا-أحبتي-: إلى ترك الربا بكل صوره، وتوبوا إلى الله قبلَ أن تذهب أموالكم، ويَحِل عذابُ الله بكم.
الخطبة الثانية
إخواني: من مزايا الإسلام: أنَّه ما حرَّم شيئا إلاّ أوجد له بديلا، فلمَّا حرَّم الرِّبا أباح البيع والتجارة، ووضع الحلول والوسائل التي من شأنها القضاء على الرِّبا؛ فمن ذلك:
1- القرضُ الحسنُ، فبدلَ أنْ يُقرضَ المسلمُ ماله بفائدة تمحقُ مالَه، رغَّب اللهُ في القرض الحسن، فقال: [مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً]، فالقرض، هو قرضٌ مع الله؛ كما في الحديث: "يا بن آدم! مرضت فلم تعدني! قال: يا رب كيف أعودك وأنت ربُّ العالمين؟ قال: أما علمت أنَّ عبدي فلان مرض فلم تعده، أما علمت أنَّك لو عدته لوجدتني عنده، يا بن آدم! استطعمتك فلم تطعمني! فقال: يا رب كيف أطعمك وأنت ربُّ العالمين؟ قال: أما علمت أنَّه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنَّك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي" رواه الإمام مسلم-رحمه الله تعالى-.
2- إنظار المعسر وإمهاله حتى يزول إعساره، والحثُّ على التجاوز عن دينه: [وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ]، وقال-صلى الله عليه وآله وسلم-: "كان تاجرٌ يُداين الناسَ، فإذا رأى معسرًا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه لعلَ اللهَ أنْ يتجاوزَ عنا، فتجاوزَ اللهُ عنه" متفق عليه.
3- التعاون بكلِّ وسائله، ويشمل التعاونَ الاجتماعيَ والصِّناعيَ والزراعيَ، وتمويلَ العمَّالِ وأصحابِ الصِّناعاتِ ممَّا يقوِّي إنتاجهم ويضاعفه، فيعود بالخيرِ على الأمَّةِ، وعلى العامل، وعلى المموِّلِ بما ينتج عنه من أرباح تفوق ما يُعطى من ربا وفوائد، قال تعالى: [وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى].
4- إخراجُ زكاةِ المالِ، فلو أخرج كلُّ إنسانٍ زكاةَ مالِه، ودفعها إلى المستحقِّين، لما وُجِدَ في المجتمع الإسلامي فقراءُ، يحتاجون القروض بفائدةٍ أو ربا.
ثم إنَّ الإنفاقَ ينبغي أنْ يكونَ من حلال طيب، لا من خبيثٍ أو حرام، قال-تعالى-: [لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّون]، وقال: [وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ]، ويقول-صلى الله عليه وآله وسلم-: "إنَّ الله طيِّبٌ لا يقبل إلا طيِّبًا" رواه الإمام مسلم-رحمه الله تعالى-، ويقول: "لا تُطعموا المساكين ممَّا لا تأكلون" رواه الإمام أحمد-رحمه الله تعالى-فاحذروا-إخواني-: من الفوائد والرِّبا حتَّى لا تعرِّضوا أنفسكم للخسارةِ في الدنيا والآخرة، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وأغننا بفضلك عمّن سواك.[/align]
المرفقات

أكل الربا والاكتتاب في البنوك-23-12-1435هـ-ابن عثيمين وغيره-الملتقى-بتصرف.doc

أكل الربا والاكتتاب في البنوك-23-12-1435هـ-ابن عثيمين وغيره-الملتقى-بتصرف.doc

المشاهدات 2040 | التعليقات 0