أقبل موسم التجارة مع الله عشر ذي الحجة
محسن الشامي
1432/11/25 - 2011/10/23 20:45PM
خطبة الجمعة 1/12/1433
الحمد لله مدبرِ الليالي والأيام، ومصرِّفِ الشهوروالأعوام، المتفرِّدِ بالكمال والتَّـمام، وأشهد أن لا إله الا الله وحده لاشريك له ، إلهٌ عظيم الإنعام ، ورب قدير شديد الانتقام وأشهد أن محمد عبدالله ورسوله أتقى من حج وصام ، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى صحبه الغر الميامين ؛ ما أضاء برقٌ ولاح ، وما اتصل ليل بصباح ، وماغرّد قُمريٌ وناح ، وسلم تسليما كثيرا أما بعد :
عباد الله أوصيكم ونفسي المقصرةَ بوصيةِ الله للأولين والآخِرين، ﴿ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم إنِاتقوا الله﴾ .
إخوة الإيمان : ألاما أحوجنا إلى الرجوع إلى ربنا، نَطْرُقُ بابَهُ ونلوذ بجنابه، نرجو رحمتَه ونخشى عذابه فهو الذي فَتَحَ أبوابَ رحمتهِ للتائبين وبذلَ جودَه وكرمَهُ للمنيبين
فطوبى لمَن رَفَعَ أَكُفَ الضَّراعة إلى الله قائلاً:
إلهي عبدُك الجاني أتاكا مُقِراً بالذنوب وقد دعاكا
فإن تغفر فأنتلذاك أهل ٌ وإن تغضبْ فمن يرحم سواكا
﴿يا أ يـَّها الإنسان ُ إنك كادح ٌ إلى ربِّك كدحاًفمُلاقيه﴾ فإما خيرٌ تملأُ عينيك منه أو شرٌّ تراه بارزاً شاخصاً تمنّيتَ لو أن بينك وبينه بُعد المشرقين فيا من فرط في جنب الله وكلنا ذاك هذه أيام التوبة تناديكم، فأين التائبون؟وأبواب الرحمة مفتوحة فأين المسْتَرْحِمون؟ هاهي أيام العشر الأول من شهر ذي الحجة طرقت أبوابكم فأين المشمرون وأين المتلقين لنفحات الله ورحماته فلا تجعلوا يا أمة محمد أيامكم سواء، وأعلموا أنكل يوم ينبلج فجرُه ينادي ابن آدم قائلاً له: يا ابن آدم أنا خلْقٌ جديد وعلى عَمَلِكَ شهيد فاغتنم مني ما شئت فوالله لا أعود أبداً حتى تقومَ الساعة؟. أماعلمتم أنَّ كل يوم يمر على العبد لا يزداد فيه علماً يُقَرِّبُهُ من ربه فلا بُوركل ه في شمس هذا اليوم ؟ أما علمتم أنَّ مَن لم يكن إلى زيادة في طاعة الله فهو إلىنقصان؟ ومن استوى يوماه فهو مغبون؟ فيا حسرةً على العباد غرتهم الدنيا وغرهم باللهالغرور أمة الاسلام :سيظلنا بإذن الله يوم غدٍ موسمٌ من مواسم الخير والرحمة .. أيام تضاعففيها الحسنات، وتفتح فيها أبواب الرحمات، وتقال فيها العثرات .. يغفر الله فيها للمستغفرين، ويجيب فيها السائلين قال تعالى { والفجر * وليالٍ عشر }قال ابن كثير رحمه الله : "المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وغيره عشر ذي الحجة .. الأيام الفاضلة، التي عظّمالله شأنها ورفع مكانتها وأقسم بها في كتابه، فقال جل وعلا: {وَالْفَجْرِوَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} فالليالي العشر هي ليالي عشر ذي الحجة،وقد أخبر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن العمل الصالح في هذه الأيام أفضل من الجهاد في سبيل الله فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ)) فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ))
ومن فضائل عشر ذي الحجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها أفضل أيام الدنيا فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ضيالله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أَفْضَلُ أَيَّامِ الْدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ، يَعْنِي عَشْرُ ذِي الحْجَّةِ".صححه الألباني .
ومن فضائلها أن فيها يوم عرفة : ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً .
فطوبى لعبد استقبل هذه الأيام بالتوبة الصادقة النصوح طوبى لعبدٍ اغتنم مواسم الخيرات بالعمل الصالح ،الذي يقربه إلى ربه ويرفع درجته في الجنة . فإليك يا عبدالله بعض الأعمال التي شرع الله فعلها في أيام عشر ذي الحجة
أولها أداء مناسك الحج والعمرة وهما أفضل ما يعمل في عشر ذي الحجة، ومن يسر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)
ومن الأعمال في أيام عشر ذي الحجة أن الله شرع لعباده صيام هذه الأيام أو ما تيسر منها ما عدا اليوم العاشر ولاشك أن الصيام من أفضل الأعمال وهو مما اصطفاه الله لنفسه ، كما في الحديث القدسي : ( الصوم لي وأنا أجزي به ) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله ، إلا باعد اللهُ بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً ) متفق عليه وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه فقال: (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ التي بعده ) (رواه مسلم)
و من أجل الأعمال وأعظمِها وأكثرِها فضلاً، في أيام العشر الصلاة التي طاش ميزانها عند الكثير من أبناء أمة محمد وإن الناظرفي حالنا اليوم وحالِ المساجد وبالأخص صلاة الفجرليعلم تفريط وتهاون كثيرمن الناس في هذه الصلاة فيجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة وعليه أن يكثر من النوافل في هذه الأيام فإنها من أفضل القربات وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) ومن الأعمال في عشر ذي الحجة الصدقة :وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يُستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها فقال: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) روي في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال (( ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظرُ أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظرُ أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظرُ بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاءَ وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة))
ومما يشرع في هذه الأيام المباركة: ذبح الأضاحي والأضحية سنة مؤكدة، على أصح قول جمهور العلماء وإذا أراد أحد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة فإنه يحرم عليه أنيأخذ شيئاً من شعره أو أظفاره حتى يذبح أضحيته لحديث أم سلمة رضي الله عنهاأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذادخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره».رواه أحمد ومسلم، ومن نوى الأضحية أثناء العشر أمسك من حيننيته ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية .وهذا الحكم خاص بمن يضحي يعني مالك الأضحية وإذا أخذ المضحي شيئاً من ذلك ناسياً أوجاهلاً، أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه، وإن احتاج إلى أخذه فله أخذه ولا شيءعليه مثل أن ينكسرَ ظفره فيؤذيَه فيقصَه، أو ينزلَ الشعر في عينيه فيزيلَه، أويحتاجَ إلى قصه لمداواة جرح ونحوه أما من يُضحَى عنه فلا يتعلق به المنع، وعلى هذا فيجوز لأهلالمضحي أن يأخذوا من شعورهم في أيام العشر.اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ..
بارك الله لي ولكم في القرآن
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد الا اله الا الله وحده لاشريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله الداعي الى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن أتبعهم واقتفى أثرهم الى يوم الدين أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله: واعلموا أن التقوى هي خير زاد للعبد في الدنيا والآخرة.
عباد الله.. ومما يشرع في أيام عشر ذي الحجة الإكثار من ذكر الله ولا سيما التكبير، قال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ*}، والأيام المعلومات هي أيام العشر عند جمهور العلماء، وأما الأيام المعدودات فهي أيام التشريق. فيستحب الإكثار من ذكر الله في هذه العشر المباركة من التهليل والتكبير والتحميد وأن يُجهر بذلك في الأسواق، فقد ذكر البخاري في صحيحه عن ابن عمر وأبي هريرة أنهما كانا يخرجان إلى السوق فيكبران، ويكبر الناسُ بتكبيرهما. وهذا من رحمة الله بعباده،وعن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ ولا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ )) أخرجه أحمد والتكبير نوعان: الأول: تكبيرمطلق، ويبدأ من أول يوم في شهر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق ومن صيغه الله أكبر الله أكبر لا إلهإلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، يجهر بهالرجال وتخفيه النساء، إظهاراً للعبادة، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى، وهو لا يتقيد بمكان ولا بزمان والنوع الثاني: تكبير مقيد (يعني بعد الصلوات المكتوبات)، ويبدأ منفجر يوم عرفة لغير الحاج، ويستمر إلى غروب شمس آخر أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر ألافاتقوا الله عباد الله،وبادروا أعماركم بخير أعمالكم، وإياكم أن تشغلكم الدنيا عن طاعة ربكم فإن ذلك هوالخسران المبين في الدنيا والآخرة،قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاتُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ} اعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه و ثنى بملائكته وأيها بكم أيها المؤمنون من جنه وانسه فقال عز من قائل عليما {
الحمد لله مدبرِ الليالي والأيام، ومصرِّفِ الشهوروالأعوام، المتفرِّدِ بالكمال والتَّـمام، وأشهد أن لا إله الا الله وحده لاشريك له ، إلهٌ عظيم الإنعام ، ورب قدير شديد الانتقام وأشهد أن محمد عبدالله ورسوله أتقى من حج وصام ، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى صحبه الغر الميامين ؛ ما أضاء برقٌ ولاح ، وما اتصل ليل بصباح ، وماغرّد قُمريٌ وناح ، وسلم تسليما كثيرا أما بعد :
عباد الله أوصيكم ونفسي المقصرةَ بوصيةِ الله للأولين والآخِرين، ﴿ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم إنِاتقوا الله﴾ .
إخوة الإيمان : ألاما أحوجنا إلى الرجوع إلى ربنا، نَطْرُقُ بابَهُ ونلوذ بجنابه، نرجو رحمتَه ونخشى عذابه فهو الذي فَتَحَ أبوابَ رحمتهِ للتائبين وبذلَ جودَه وكرمَهُ للمنيبين
فطوبى لمَن رَفَعَ أَكُفَ الضَّراعة إلى الله قائلاً:
إلهي عبدُك الجاني أتاكا مُقِراً بالذنوب وقد دعاكا
فإن تغفر فأنتلذاك أهل ٌ وإن تغضبْ فمن يرحم سواكا
﴿يا أ يـَّها الإنسان ُ إنك كادح ٌ إلى ربِّك كدحاًفمُلاقيه﴾ فإما خيرٌ تملأُ عينيك منه أو شرٌّ تراه بارزاً شاخصاً تمنّيتَ لو أن بينك وبينه بُعد المشرقين فيا من فرط في جنب الله وكلنا ذاك هذه أيام التوبة تناديكم، فأين التائبون؟وأبواب الرحمة مفتوحة فأين المسْتَرْحِمون؟ هاهي أيام العشر الأول من شهر ذي الحجة طرقت أبوابكم فأين المشمرون وأين المتلقين لنفحات الله ورحماته فلا تجعلوا يا أمة محمد أيامكم سواء، وأعلموا أنكل يوم ينبلج فجرُه ينادي ابن آدم قائلاً له: يا ابن آدم أنا خلْقٌ جديد وعلى عَمَلِكَ شهيد فاغتنم مني ما شئت فوالله لا أعود أبداً حتى تقومَ الساعة؟. أماعلمتم أنَّ كل يوم يمر على العبد لا يزداد فيه علماً يُقَرِّبُهُ من ربه فلا بُوركل ه في شمس هذا اليوم ؟ أما علمتم أنَّ مَن لم يكن إلى زيادة في طاعة الله فهو إلىنقصان؟ ومن استوى يوماه فهو مغبون؟ فيا حسرةً على العباد غرتهم الدنيا وغرهم باللهالغرور أمة الاسلام :سيظلنا بإذن الله يوم غدٍ موسمٌ من مواسم الخير والرحمة .. أيام تضاعففيها الحسنات، وتفتح فيها أبواب الرحمات، وتقال فيها العثرات .. يغفر الله فيها للمستغفرين، ويجيب فيها السائلين قال تعالى { والفجر * وليالٍ عشر }قال ابن كثير رحمه الله : "المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وغيره عشر ذي الحجة .. الأيام الفاضلة، التي عظّمالله شأنها ورفع مكانتها وأقسم بها في كتابه، فقال جل وعلا: {وَالْفَجْرِوَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} فالليالي العشر هي ليالي عشر ذي الحجة،وقد أخبر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن العمل الصالح في هذه الأيام أفضل من الجهاد في سبيل الله فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ)) فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ))
ومن فضائل عشر ذي الحجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها أفضل أيام الدنيا فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ضيالله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أَفْضَلُ أَيَّامِ الْدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ، يَعْنِي عَشْرُ ذِي الحْجَّةِ".صححه الألباني .
ومن فضائلها أن فيها يوم عرفة : ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً .
فطوبى لعبد استقبل هذه الأيام بالتوبة الصادقة النصوح طوبى لعبدٍ اغتنم مواسم الخيرات بالعمل الصالح ،الذي يقربه إلى ربه ويرفع درجته في الجنة . فإليك يا عبدالله بعض الأعمال التي شرع الله فعلها في أيام عشر ذي الحجة
أولها أداء مناسك الحج والعمرة وهما أفضل ما يعمل في عشر ذي الحجة، ومن يسر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)
ومن الأعمال في أيام عشر ذي الحجة أن الله شرع لعباده صيام هذه الأيام أو ما تيسر منها ما عدا اليوم العاشر ولاشك أن الصيام من أفضل الأعمال وهو مما اصطفاه الله لنفسه ، كما في الحديث القدسي : ( الصوم لي وأنا أجزي به ) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله ، إلا باعد اللهُ بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً ) متفق عليه وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه فقال: (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ التي بعده ) (رواه مسلم)
و من أجل الأعمال وأعظمِها وأكثرِها فضلاً، في أيام العشر الصلاة التي طاش ميزانها عند الكثير من أبناء أمة محمد وإن الناظرفي حالنا اليوم وحالِ المساجد وبالأخص صلاة الفجرليعلم تفريط وتهاون كثيرمن الناس في هذه الصلاة فيجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة وعليه أن يكثر من النوافل في هذه الأيام فإنها من أفضل القربات وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) ومن الأعمال في عشر ذي الحجة الصدقة :وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يُستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها فقال: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) روي في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال (( ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظرُ أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظرُ أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظرُ بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاءَ وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة))
ومما يشرع في هذه الأيام المباركة: ذبح الأضاحي والأضحية سنة مؤكدة، على أصح قول جمهور العلماء وإذا أراد أحد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة فإنه يحرم عليه أنيأخذ شيئاً من شعره أو أظفاره حتى يذبح أضحيته لحديث أم سلمة رضي الله عنهاأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذادخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره».رواه أحمد ومسلم، ومن نوى الأضحية أثناء العشر أمسك من حيننيته ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية .وهذا الحكم خاص بمن يضحي يعني مالك الأضحية وإذا أخذ المضحي شيئاً من ذلك ناسياً أوجاهلاً، أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه، وإن احتاج إلى أخذه فله أخذه ولا شيءعليه مثل أن ينكسرَ ظفره فيؤذيَه فيقصَه، أو ينزلَ الشعر في عينيه فيزيلَه، أويحتاجَ إلى قصه لمداواة جرح ونحوه أما من يُضحَى عنه فلا يتعلق به المنع، وعلى هذا فيجوز لأهلالمضحي أن يأخذوا من شعورهم في أيام العشر.اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ..
بارك الله لي ولكم في القرآن
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد الا اله الا الله وحده لاشريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله الداعي الى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن أتبعهم واقتفى أثرهم الى يوم الدين أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله: واعلموا أن التقوى هي خير زاد للعبد في الدنيا والآخرة.
عباد الله.. ومما يشرع في أيام عشر ذي الحجة الإكثار من ذكر الله ولا سيما التكبير، قال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ*}، والأيام المعلومات هي أيام العشر عند جمهور العلماء، وأما الأيام المعدودات فهي أيام التشريق. فيستحب الإكثار من ذكر الله في هذه العشر المباركة من التهليل والتكبير والتحميد وأن يُجهر بذلك في الأسواق، فقد ذكر البخاري في صحيحه عن ابن عمر وأبي هريرة أنهما كانا يخرجان إلى السوق فيكبران، ويكبر الناسُ بتكبيرهما. وهذا من رحمة الله بعباده،وعن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ ولا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ )) أخرجه أحمد والتكبير نوعان: الأول: تكبيرمطلق، ويبدأ من أول يوم في شهر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق ومن صيغه الله أكبر الله أكبر لا إلهإلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، يجهر بهالرجال وتخفيه النساء، إظهاراً للعبادة، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى، وهو لا يتقيد بمكان ولا بزمان والنوع الثاني: تكبير مقيد (يعني بعد الصلوات المكتوبات)، ويبدأ منفجر يوم عرفة لغير الحاج، ويستمر إلى غروب شمس آخر أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر ألافاتقوا الله عباد الله،وبادروا أعماركم بخير أعمالكم، وإياكم أن تشغلكم الدنيا عن طاعة ربكم فإن ذلك هوالخسران المبين في الدنيا والآخرة،قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاتُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ} اعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه و ثنى بملائكته وأيها بكم أيها المؤمنون من جنه وانسه فقال عز من قائل عليما {