أفلام الرعب بين الحقيقة والخيال
احمد ابوبكر
1434/07/05 - 2013/05/15 13:53PM
كنت أعتقد وحتى لسنوات طويلة أن ما تعرضه الشاشات الفضائية من أفلام الرعب (فرنكشتاين ودراكولا وآكلي لحوم البشر ومصاصي الدماء.. وغيرها) والتنافس المحموم بين بعض هذه الفضائيات على عرضها بأساليب دعائية جاذبة رخيصة، ما هي إلا نوع من الأساطير والقصص الخيالية، الهدف منها ربحي فقط واستقطاب المشاهدين، مما يدر على هذه المحطات مئات الملايين من الدولارات لقاء الإعلانات التي تستعرضها في فترات متقاربة خلال عرض هذه الأفلام المرعبة، التي يشاهدها أعداد كبيرة من الناس وخاصة الأطفال والمراهقين وحتى الكبار والعاطلين عن العمل لملئ ساعات الفراغ لديهم.
وتغير اعتقادي هذا بعد تفجر الثورة السورية حيث تأكد لي بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك بين بني البشر من هم أطول باعاً في الجريمة وسفك الدماء من أولئك الذين تستعرض الشاشات الفضائية حكاياتهم وقصصهم التي لا تمثل إلا الحد الأدنى مما يتمتع به هؤلاء المجرمون الحقيقيون، فالعالم اليوم بكل أعراقه وأديانه وطبقاته وتنوعه ومعتقداته وإيديوليجياته يشاهد بالمجان أفلام ومسلسلات الرعب الحقيقية التي تفوقت على تلك الأفلام الأسطورية والخيالية على الشاشات الفضائية على مدار الساعة منذ أكثر من سنتين، حتى تبلد الاحساس البشري والشعور الإنساني لدى الغالبية من المشاهدين لكثرة مشاهدتها، مما جعل البعض على قناعة أن هذه المشاهد هي فبركات احترافية عالية الجودة.
فكل أفلام الرعب التي بثتها القنوات الفضائية منذ نشأتها، لو اعتقدنا أنها حقيقية، فإنها لا تلامس أطراف حقيقة ما يجري اليوم في سورية، ففي كل أفلام الرعب هذه لم نشاهد إنساناً حقيقياً يقطع أطراف إنسان آخر أو يبقر بطنه أو يجز رأسه أو يسحق جمجمته أو يقتلع عينيه أو يجدع أنفه أو يقطع أذنيه أو يمثل بجثته بعد موته ثم يحرقها، بغض النظر إن كان طفلاً أو شيخاً أو امرأة، وهو يرقص بهستيريا جنونية وكأنه حاز الدنيا وما فيها، فما يفعله هو أقصى ما يحلم به باعتقاده.. وهذا هو ما يحدث في سورية على يد مصاصي الدماء وآكلي لحوم البشر من شبيحة الأسد وحلفائه في دول محور الشر (طهران والضاحية الجنوبية والمنطقة الخضراء)!!
العالم الذي يدعي التحضر والرقي والمدنية (ولا يستثنى من ذلك لا عرب ولا عجم) ثبت أنه شريك لهؤلاء القتلة ومصاصي الدماء لتجاهله لكل ما يجري في سورية، وعجزه، عن قصد أو غير قصد، في إيجاد حل لوقف هذه الشلالات من الدماء التي ما شهد هذا العالم مثيلاً لها عبر تاريخ حقبه السوداء الغابرة مجتمعة، وأزعم بأني قارئ جيد للتاريخ قديمه وحديثه.
حتى الساعة هناك في سورية، بحسب الأرقام الرسمية والموثقة، أكثر من مئة ألف قتيل ثلثهم من الأطفال والنساء، معظمهم قتلوا ذبحاً بالسكاكين أو نحراً بالخناجر أو سحقاً بالحجارة أو قنصاً بالرصاص أو طمروا تحت أنقاض البيوت المدمرة على رؤوس ساكنيها بفعل القصف الجوي والصاروخي والمدفعي بقنابل عنقودية وفراغية وفسفورية وكيميائية وغازية وكلها محرمة دولياً بحسب المواثيق والمعاهدات التي أعلنها هذا المجتمع الدولي المنافق ووقع عليها معظم قادته بما فيهم النظام السوري الذي يرتكب كل هذه الجرائم بنفس اليد التي وقع فيها على هذه المعاهدات والمواثيق.
وهناك أكثر من مئة ألف مفقود لا يعرف مصيرهم، ويعتقد بأنهم قتلوا ودفنوا في مقابر جماعية أو ألقوا في آبار مهجورة، وهناك أكثر من مليون ونصف سجين ومعتقل في سجون ومعتقلات السلطة الأسدية الباغية يتعرضون فيها لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل قضى المئات منهم تحت وطأتها ووحشيتها، الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود. وهناك أكثر من مليوني مهجر خارج الحدود يقيمون في مخيمات يفتقد معظمها إلى الحد الأدنى من مراعاة حقوق البشر ومعيشة الإنسان. وهناك أكثر من ستة ملايين (ربع سكان سورية) نازحون داخل الوطن يهيمون على وجوههم طلباً للنجاة بأطفالهم ونسائهم وشيوخهم، وغربان الموت الأسدية تلاحقهم أينما حلوا وأينما ارتحلوا.
وهناك أكثر من ثلاثة ملايين بناء دمر بفعل القصف الجوي والمدفعي والصاروخي في معظم المدن السورية بما فيها العاصمة دمشق والعاصمة التجارية حلب ومدينة ابن الوليد ودير الزور ودرعا وريف العاصمة وأرياف كل هذه المدن التي أتينا على ذكرها حيث النظر إلى شوارعها يدمي القلب وقد أصبحت أثراً بعد عين.
سيعقد مؤتمر جنيف2 الذي دعت إليه كل من موسكو وواشنطن بصفتهما عاصمتي الدولتين الأعظم في العالم بهدف إيجاد حل سلمي للقضية السورية وسارعت السلطة الباغية في دمشق إلى الترحيب بانعقاده، كما جرت العادة في ترحيبها بكل مبادرة سلمية تطلق، بدءاً بالمبادرات العربية ومروراً بمبادرة كوفي عنان وانتهاء بمبادرة الأخضر الإبراهيمي، وتبين للعالم بما لا يدع مجالاً للشك أن ترحيب السلطة الباغية في دمشق بكل مبادرة تطلق الهدف منها هو كسب الوقت علّها، كما تتوهم، تستطيع إجهاض الثورة، فتقوم بحملة بربرية عاتية بكل ما لديها من قوة مدمرة وما يشحنه لها حلفاؤها، عبر الجسور البرية والجوية والبحرية التي لا تنقطع على مدار الساعة في معسكر الشر، ضد المدن والبلدات والقرى وتحيلها إلى أثر بعد عين بهدف إخافة الثوار والجيش الحر ليتخلوا عن مواقعهم وبالتالي عن سلاحهم ويستسلموا لهذه العصابة الباغية، ويرضخ العالم لهذا الواقع ويقبل بالحلول التي يريدها هذا الباغي مكرهاً بهدف حقن الدماء والتوقف عن التدمير الممنهج لكل البنى التحتية والفوقية للمدن والبلدات والقرى السورية.
وإذا ما حصل ما أتوقع من أن هذا المؤتمر لن يكون بأفضل حال من سابقه وأنه سيعطي العصابة الحاكمة في دمشق المزيد من الوقت للتغول في دماء السوريين، حيث بدأت موسكو تضع العصي في العجلة عندما تشكك في الشخوص والوفود التي ستمثل المعارضة في هذا المؤتمر، وتعلن صراحة أن هذا المؤتمر يصعب انعقاده في هذه الظروف العصيبة في نهاية هذا الشهر دون توحد المعارضة المشتتة وغير المتفقة، وهم يقصدون هيئة التنسيق الموالية لموسكو التي أعلن الشعب السوري في كل مظاهراته رفضها وعدم تمثيلها لهم، ضاربة عرض الحائط برغبات الشعب السوري والثوار الذين أعلنوا في مناسبات عدة عبر مظاهراتهم ومؤتمراتهم وهم يرفعون لافتات كبيرة تؤكد على القول أن (الإتلاف الوطني يمثلنا).
واشنطن من جهتها لم يكن حالها بأحسن من حال موسكو في التردد وإيجاد الأعذار للتسويف حول انعقاد مؤتمر جنيف وقد حملت آخر الأخبار أن واشنطن قررت تأجيل انعقاد المؤتمر إلى أول الشهر القادم انسجاماً مع نوايا موسكو حول المؤتمر، ولا يزال هناك خلاف بين موسكو وواشنطن فيمن سيمثل النظام السوري في هذا المؤتمر وهل سيعقد قبل رحيل الأسد أو بعد رحيله وهل ستضم الحكومة المقترحة عناصر من النظام أو استبعاد كل أركان النظام من هذه الحكومة.
المعارضة السورية المعترف بها عربياً ودولياً حسمت أمرها في هذا الأمر حيث أعلن رئيس الائتلاف بالوكالة السيد جورج صبرة أنه لا حوار مع بشار وكل أركان حكمه وكل من تلوثت أياديه بدماء السوريين، وبذلك تكون المعارضة قد وضعت الكرة في ملعب موسكو وواشنطن للاتفاق حول هذا الموضوع بما ينسجم وطموحات الشعب السوري الذي هو صاحب الكلمة الفصل وقد اتخذها صراحة وبكل وضوح، وقد أعلنت موسكو في مناسبات عدة أنها ليست مهتمة بالتمسك ببشار بل هي مع قرار الشعب السوري ورغبته دون فرض شروط من الخارج أو ممارسة أي ضغوط عليه، فهل ستلتزم موسكو بما تقوله؟.. أنا من جهتي أشك في ذلك، بل أؤكد على أنها سترفض ولا شك استبعاد الأسد من أي مفاوضات حول مستقبل سورية متسلحة بالفيتو الذي سبق واستعملته ثلاث مرات لصالح النظام لمعرفتها السابقة بهشاشة موقف واشنطن وحلفائها في الحلف الأطلسي، وضعف وهوان العواصم العربية التي لا تستطيع الخروج على ما تريده واشنطن، وبالتالي العودة إلى المربع الأول واستمرار السكين الأسدية في ذبح السوريين، وإطلاق يدها الطويلة في مفاصل دول الجوار وتعكير الأمن فيها كما حدث في باب الهوى والريحانية، ولن تتوقف هذه اليد الخبيثة على ما تفعله داخل الأراضي التركية بل ستطال كل دول الجوار كلما شعرت بأن الخناق قد ضاق عليها واقتربت ساعة الحسم من نهايتها، ولا أعتقد أننا سنستمع إلى قرار حاسم من المجتمع الدولي يفرض فيه على الأسد الرحيل أو دعم المعارضة لمساعدتها في حسم هذا الأمر معه، وبالتالي فليس لنا إلا الله وطاقاتنا الذاتية وإمكانياتنا المتوفرة والمتاحة والصبر والمجالدة والدفع والمدافعة حتى يحكم الله بيننا وبين جلادنا ونرجو أن يكون ذلك اليوم قريب!!
محمد فاروق الإمام
وتغير اعتقادي هذا بعد تفجر الثورة السورية حيث تأكد لي بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك بين بني البشر من هم أطول باعاً في الجريمة وسفك الدماء من أولئك الذين تستعرض الشاشات الفضائية حكاياتهم وقصصهم التي لا تمثل إلا الحد الأدنى مما يتمتع به هؤلاء المجرمون الحقيقيون، فالعالم اليوم بكل أعراقه وأديانه وطبقاته وتنوعه ومعتقداته وإيديوليجياته يشاهد بالمجان أفلام ومسلسلات الرعب الحقيقية التي تفوقت على تلك الأفلام الأسطورية والخيالية على الشاشات الفضائية على مدار الساعة منذ أكثر من سنتين، حتى تبلد الاحساس البشري والشعور الإنساني لدى الغالبية من المشاهدين لكثرة مشاهدتها، مما جعل البعض على قناعة أن هذه المشاهد هي فبركات احترافية عالية الجودة.
فكل أفلام الرعب التي بثتها القنوات الفضائية منذ نشأتها، لو اعتقدنا أنها حقيقية، فإنها لا تلامس أطراف حقيقة ما يجري اليوم في سورية، ففي كل أفلام الرعب هذه لم نشاهد إنساناً حقيقياً يقطع أطراف إنسان آخر أو يبقر بطنه أو يجز رأسه أو يسحق جمجمته أو يقتلع عينيه أو يجدع أنفه أو يقطع أذنيه أو يمثل بجثته بعد موته ثم يحرقها، بغض النظر إن كان طفلاً أو شيخاً أو امرأة، وهو يرقص بهستيريا جنونية وكأنه حاز الدنيا وما فيها، فما يفعله هو أقصى ما يحلم به باعتقاده.. وهذا هو ما يحدث في سورية على يد مصاصي الدماء وآكلي لحوم البشر من شبيحة الأسد وحلفائه في دول محور الشر (طهران والضاحية الجنوبية والمنطقة الخضراء)!!
العالم الذي يدعي التحضر والرقي والمدنية (ولا يستثنى من ذلك لا عرب ولا عجم) ثبت أنه شريك لهؤلاء القتلة ومصاصي الدماء لتجاهله لكل ما يجري في سورية، وعجزه، عن قصد أو غير قصد، في إيجاد حل لوقف هذه الشلالات من الدماء التي ما شهد هذا العالم مثيلاً لها عبر تاريخ حقبه السوداء الغابرة مجتمعة، وأزعم بأني قارئ جيد للتاريخ قديمه وحديثه.
حتى الساعة هناك في سورية، بحسب الأرقام الرسمية والموثقة، أكثر من مئة ألف قتيل ثلثهم من الأطفال والنساء، معظمهم قتلوا ذبحاً بالسكاكين أو نحراً بالخناجر أو سحقاً بالحجارة أو قنصاً بالرصاص أو طمروا تحت أنقاض البيوت المدمرة على رؤوس ساكنيها بفعل القصف الجوي والصاروخي والمدفعي بقنابل عنقودية وفراغية وفسفورية وكيميائية وغازية وكلها محرمة دولياً بحسب المواثيق والمعاهدات التي أعلنها هذا المجتمع الدولي المنافق ووقع عليها معظم قادته بما فيهم النظام السوري الذي يرتكب كل هذه الجرائم بنفس اليد التي وقع فيها على هذه المعاهدات والمواثيق.
وهناك أكثر من مئة ألف مفقود لا يعرف مصيرهم، ويعتقد بأنهم قتلوا ودفنوا في مقابر جماعية أو ألقوا في آبار مهجورة، وهناك أكثر من مليون ونصف سجين ومعتقل في سجون ومعتقلات السلطة الأسدية الباغية يتعرضون فيها لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل قضى المئات منهم تحت وطأتها ووحشيتها، الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود. وهناك أكثر من مليوني مهجر خارج الحدود يقيمون في مخيمات يفتقد معظمها إلى الحد الأدنى من مراعاة حقوق البشر ومعيشة الإنسان. وهناك أكثر من ستة ملايين (ربع سكان سورية) نازحون داخل الوطن يهيمون على وجوههم طلباً للنجاة بأطفالهم ونسائهم وشيوخهم، وغربان الموت الأسدية تلاحقهم أينما حلوا وأينما ارتحلوا.
وهناك أكثر من ثلاثة ملايين بناء دمر بفعل القصف الجوي والمدفعي والصاروخي في معظم المدن السورية بما فيها العاصمة دمشق والعاصمة التجارية حلب ومدينة ابن الوليد ودير الزور ودرعا وريف العاصمة وأرياف كل هذه المدن التي أتينا على ذكرها حيث النظر إلى شوارعها يدمي القلب وقد أصبحت أثراً بعد عين.
سيعقد مؤتمر جنيف2 الذي دعت إليه كل من موسكو وواشنطن بصفتهما عاصمتي الدولتين الأعظم في العالم بهدف إيجاد حل سلمي للقضية السورية وسارعت السلطة الباغية في دمشق إلى الترحيب بانعقاده، كما جرت العادة في ترحيبها بكل مبادرة سلمية تطلق، بدءاً بالمبادرات العربية ومروراً بمبادرة كوفي عنان وانتهاء بمبادرة الأخضر الإبراهيمي، وتبين للعالم بما لا يدع مجالاً للشك أن ترحيب السلطة الباغية في دمشق بكل مبادرة تطلق الهدف منها هو كسب الوقت علّها، كما تتوهم، تستطيع إجهاض الثورة، فتقوم بحملة بربرية عاتية بكل ما لديها من قوة مدمرة وما يشحنه لها حلفاؤها، عبر الجسور البرية والجوية والبحرية التي لا تنقطع على مدار الساعة في معسكر الشر، ضد المدن والبلدات والقرى وتحيلها إلى أثر بعد عين بهدف إخافة الثوار والجيش الحر ليتخلوا عن مواقعهم وبالتالي عن سلاحهم ويستسلموا لهذه العصابة الباغية، ويرضخ العالم لهذا الواقع ويقبل بالحلول التي يريدها هذا الباغي مكرهاً بهدف حقن الدماء والتوقف عن التدمير الممنهج لكل البنى التحتية والفوقية للمدن والبلدات والقرى السورية.
وإذا ما حصل ما أتوقع من أن هذا المؤتمر لن يكون بأفضل حال من سابقه وأنه سيعطي العصابة الحاكمة في دمشق المزيد من الوقت للتغول في دماء السوريين، حيث بدأت موسكو تضع العصي في العجلة عندما تشكك في الشخوص والوفود التي ستمثل المعارضة في هذا المؤتمر، وتعلن صراحة أن هذا المؤتمر يصعب انعقاده في هذه الظروف العصيبة في نهاية هذا الشهر دون توحد المعارضة المشتتة وغير المتفقة، وهم يقصدون هيئة التنسيق الموالية لموسكو التي أعلن الشعب السوري في كل مظاهراته رفضها وعدم تمثيلها لهم، ضاربة عرض الحائط برغبات الشعب السوري والثوار الذين أعلنوا في مناسبات عدة عبر مظاهراتهم ومؤتمراتهم وهم يرفعون لافتات كبيرة تؤكد على القول أن (الإتلاف الوطني يمثلنا).
واشنطن من جهتها لم يكن حالها بأحسن من حال موسكو في التردد وإيجاد الأعذار للتسويف حول انعقاد مؤتمر جنيف وقد حملت آخر الأخبار أن واشنطن قررت تأجيل انعقاد المؤتمر إلى أول الشهر القادم انسجاماً مع نوايا موسكو حول المؤتمر، ولا يزال هناك خلاف بين موسكو وواشنطن فيمن سيمثل النظام السوري في هذا المؤتمر وهل سيعقد قبل رحيل الأسد أو بعد رحيله وهل ستضم الحكومة المقترحة عناصر من النظام أو استبعاد كل أركان النظام من هذه الحكومة.
المعارضة السورية المعترف بها عربياً ودولياً حسمت أمرها في هذا الأمر حيث أعلن رئيس الائتلاف بالوكالة السيد جورج صبرة أنه لا حوار مع بشار وكل أركان حكمه وكل من تلوثت أياديه بدماء السوريين، وبذلك تكون المعارضة قد وضعت الكرة في ملعب موسكو وواشنطن للاتفاق حول هذا الموضوع بما ينسجم وطموحات الشعب السوري الذي هو صاحب الكلمة الفصل وقد اتخذها صراحة وبكل وضوح، وقد أعلنت موسكو في مناسبات عدة أنها ليست مهتمة بالتمسك ببشار بل هي مع قرار الشعب السوري ورغبته دون فرض شروط من الخارج أو ممارسة أي ضغوط عليه، فهل ستلتزم موسكو بما تقوله؟.. أنا من جهتي أشك في ذلك، بل أؤكد على أنها سترفض ولا شك استبعاد الأسد من أي مفاوضات حول مستقبل سورية متسلحة بالفيتو الذي سبق واستعملته ثلاث مرات لصالح النظام لمعرفتها السابقة بهشاشة موقف واشنطن وحلفائها في الحلف الأطلسي، وضعف وهوان العواصم العربية التي لا تستطيع الخروج على ما تريده واشنطن، وبالتالي العودة إلى المربع الأول واستمرار السكين الأسدية في ذبح السوريين، وإطلاق يدها الطويلة في مفاصل دول الجوار وتعكير الأمن فيها كما حدث في باب الهوى والريحانية، ولن تتوقف هذه اليد الخبيثة على ما تفعله داخل الأراضي التركية بل ستطال كل دول الجوار كلما شعرت بأن الخناق قد ضاق عليها واقتربت ساعة الحسم من نهايتها، ولا أعتقد أننا سنستمع إلى قرار حاسم من المجتمع الدولي يفرض فيه على الأسد الرحيل أو دعم المعارضة لمساعدتها في حسم هذا الأمر معه، وبالتالي فليس لنا إلا الله وطاقاتنا الذاتية وإمكانياتنا المتوفرة والمتاحة والصبر والمجالدة والدفع والمدافعة حتى يحكم الله بيننا وبين جلادنا ونرجو أن يكون ذلك اليوم قريب!!
محمد فاروق الإمام