أَفْضَلُ الْأَعْمَال عِندَ اللَّهُ تَعَالَى فِي شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ -صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ

محمد البدر
1445/01/02 - 2023/07/20 01:43AM

الْخُطْبَةُ الأُولَى:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿‏إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾.وَقَالَﷺ:«إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبٌ شَهْرُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ»مُتّفَقٌ عَلَيْهِ.فنحمد الله جل وعلى أن بلغنا شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ ونسأله جل وعلى أن يبلغنا اليوم العاشر منه لاغتنام فضل هذا اليوم وصيامه.

عِبَادَ اللَّهِ:افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ومنها شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَمن أَفْضَلُ الْأَعْمَال عند اللَّهُ تَعَالَى في شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ الصِّيَامِ قَالَﷺ:«أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ،قَالَ:أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِﷺفَقُلْتُ:مُرْنِي بِأَمْرٍ آخُذُهُ عَنْكَ،قَالَ:«عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ»رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ-رَحِمَهُ اللهُ:إِنَّمَا كَانَ صَوْم الْمُحَرَّمُ أَفْضَلُ الصِّيَامِ من أجل أَنه أول السّنة المستأنفة فَكَانَ استفتاحها بِالصَّوْمِ الَّذِي هُوَ أَفْضَلُ الْأَعْمَال.إلخ.فالمسلم العاقل اللبيب هو الذي يستغل مواسم الخيرات والنَفَحَاتِ الربانية، والمنح الإلهية ، بالمسارعة إلى الخيرات و الإكثار من الدعاء والاستغفار، والتزود من الطاعات.

عِبَادَ اللَّهِ :الحذر الحذر من ظلم النفس في هذا الشهر وبقية الأشهر الحرم بالسيئات والخطايا، والشركيات والبدع والضلالات ، والذنوب والمعاصي،والفسق والفجور،والظلم والعدوان، والغش والكذب، والغيبة والنميمة والحقد الحسد، والسخرية والاستهزاء، والتقصيروالتفريط في أداء الواجبات وخاصة اضاعة الصلوات المفروضة فالكثير من الطلاب والطالبات ما ان تبدا الإجازة الا وتجد من بعضهم التفريط والتسويف والتأخر عن حضور الصلوات  والبعض وللأسف الشديد يترك الصلوات بكلية وهذا والعياذ بالله على خطر عظيم فعلى جميع الآباء والأمهات،الإكثار من الدعاء للأبناء بالهداية قَالَ تَعَالَى:﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعاءِ﴾.وحث الأبناء على المحافظة على الصلاة وبيان الوعيد لمن تركها والترغيب في أجر من حافظ عليها،وعلى الآباء اصطحابهم إلى المساجد لأن في ذلك خير لهم..

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ.

 


 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

عِبَادَ اللَّهِ:وَفِي هَذَا الشَهْرُ يَوْمَ عَاشُورَاء قَالَﷺ:« صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَعَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:«حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِﷺيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِﷺفَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِع قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِﷺ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَقَالَ ابْنِ تَيْمِيَةَ رَحِمَهُ اللهُ:وَقَدْ دَلَّ الْكِتَابُ، وَجَاءَتْ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِﷺوَسُنَّةُ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ الَّتِي أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَيْهَا بِمُخَالَفَتِهِمْ وَتَرْكِ التَّشَبُّهِ بِهِمْ..إلخ.فَاقتَدُوا بِنَبِيِّكُم وَصُومُوا عَاشُورَاءَ ،وَخَالِفُوا اليَهُودَ بِصِيَامِ التَّاسِعِ ،أَو الحَادِيَ عَشَرَ ،أَو بِصِيَامِهِمَا كِلَيهِمَا مَعَ عَاشُورَاءَ،واحذروا من التشبه بالروافض الذين يَتَّخِذُن يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمَ مَأْتَمٍ وَحُزْنٍ وَنِيَاحَةٍ وَ لَطْمِ الْخُدُودِ وَشَقِّ الْجُيُوبِ فهم يعذبون أنفسهم في الدينا بأيديهم جزاء ما اقترفوه من سبٍ للصحابة واتهام لزوج النبيﷺالصِّدِّيقَةَ بِنتَ الصِّدِّيقَ المبرأة من فوق سبع سماوات.  

عِبَادَ اللهِ:إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد.وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن صحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. واحفظ اللّهمّ ولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليّ أمرنا، اللّهمّ وهيّئ له البِطانة الصالحة التي تدلُّه على الخير وتعينُه عليه، واصرِف عنه بطانةَ السوء يا ربَّ العالمين، واللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين يا ذا الجلال والإكرام.﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.

المرفقات

1689806618_أَفْضَلُ الْأَعْمَال عِندَ اللَّهُ تَعَالَى فِي شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ -صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ.pdf

المشاهدات 1337 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا