أفضل أيام الدنيا

هلال الهاجري
1434/11/27 - 2013/10/03 18:48PM
إِنَّ الحَمدَ للهِ، نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه، وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً).. أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُها، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ.

هي أفضلُ أيامِ الدنيا كما أخبرَ عنها النبيُ صلى اللهُ عليه وسلمَ .. هي موسمُ الطاعاتِ .. فيها تجتمعُ أمهاتُ العباداتِ .. فيها الصلاةُ والذِكرُ .. وفيها الصيامُ والنَحرُ .. فيها الأيامُ الفاضلةُ .. وفيها الأعمالُ الصالحةُ .. كما جاءَ في حديثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ: (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ)، فتعجّبَ الصحابةُ رضيَ اللهُ عنهم من هذا الفضلِ العظيمِ .. وتذّكروا أكثرَ الأعمالِ أجراً .. تلك اللحظاتُ .. التي تتطايرُ فيها الأشلاءُ .. وتتدّفقُ فيها الدماءُ .. وترتفعُ فيها الأرواحُ .. إلى ربِها العليمِ الفتّاحِ .. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ: (وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ).

سمِعَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ رحمَه اللهُ تعالى هذا الحديثَ من ابن عباسٍ رضي اللهُ عنهما فانتفعَ به انتفاعاً عظيماً .. فكانَ إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ .. وهل ننتفعُ نحنُ عندما نسمعُ ونعلمُ ما في أيامِ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ مِنْ فضلٍ عظيمٍ؟

سمعَ ابْنُ عُمَرَ رضي اللهُ عنهما من النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلمَ حديثَ: (مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ) .. فَكَانَ يَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرُ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِ .. وهذ التكبيرُ المطلقُ الذي يبدأُ من أولِ ذي الحجةِ إلى آخرِ أيامِ التشريقِ ويكونُ في كلِ وقتٍ ومكانٍ.

عبادَ اللهِ ..

إن هذا الموسمَ من العامِ له فضلٌ على ما سِواهُ من المواسمِ .. فالأعمالُ الصالحةُ في هذه الأيامِ لها مكانةٌ خاصةٌ .. والتشميرُ والمنافسةُ فيه هو دأبُ الصالحينَ .. فيا مَنْ علِمَ أن اللهَ تعالى يُحبُ العملَ الصالحَ في هذه الأيامِ .. هل ستقدّمُ للهِ ما يُحب؟ .. فاجتهدْ حتى تكونَ من الذين قالَ اللهُ تعالى فيهم: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ).

دعونا في هذه الأيامِ الفاضلةِ نراجعُ علاقتَنا مع أولِ ما يُحاسبُ عليه العبدُ يوم القيامةِ .. سمعَ الصحابةُ رضيَ اللهُ عنهم قولَه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ الصَّلَاةُ)، فكانوا كما وصفَهم ابنُ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنه: (وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ) .. يَقُولُ عُدَيُّ بْنُ حَاتِمٍ: (مَا جَاءَ وَقْتَ صَلاَةٍ قَطُّ إِلاَّ وَقَدْأَخَذْتُ لَهَا أُهْبَتَهَا، وَمَا جَاءَتْ إِلاَّ وَأَنَا إِلَيْهَا بِالأَشْوَاقِ).

بل اسمع إلى هذا المثالِ الرائعِ .. عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ غُلَامًا شَابًّا وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ، وَإِذَا فِيهَا أُنَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ، قَالَ: فَلَقِيَنَا مَلَكٌ آخَرُ، فَقَالَ لِي: لَمْ تُرَعْ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ) .. فماذا كانَ أثرُ هذه الكلمةِ عليه؟ .. قَالَ سَالِمٌ: فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ بَعْدُ لَا يَنَامُ مِنْ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلاً .. هذه الاستجابةُ .. هي التي رفعتْ مكانةَ الصحابةِ.

واحرصْ على صيامِ هذه الأيامِ التسعةِ .. مُستشعراً قولَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) .. عنْ أَبِي أمامةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مُرْنِي بِأَمْرٍ يَنْفَعُني اللهُ بِهِ، قَالَ: (عَلَيْكَ بِالصَّيَامِ فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ)، قالَ الراوي: فَكَانَ أَبُو أُمامَةَ لا يُرَى في بَيْتِهِ الدُّخَانُ نهاراً إِلَّا إِذَا نَزَلَ بهمْ ضَيْفٌ.

وعليكَ بالصدقةِ .. وتذّكرْ ذلك الموقفَ المُهِيبَ .. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُ رَبَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، ثُمَّ يَنْظُرُ مَنْ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ، ثُمَّ يَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ، فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، ثُمَّ يَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ) .. فتصدّقْ يومياً من كسبٍ طيّبٍ ولو بالقليلِ .. وقد جاءَ في الحديثِ: (مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ).

لمّا سمعَ أبو الدحداحِ رضيَ اللهُ عنه قولَه تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) .. قَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، وَإِنَّ اللَّه لَيُرِيدُمِنَّا الْقَرْضَ؟ قَالَ: (نَعَمْ يَا أَبَا الدَّحْدَاح) .. قَالَ: أَرِنِي يَدَك يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَنَاوَلَهُ يَده، قَالَ: فَإِنِّي قَدْ أَقْرَضْت رَبِّي حَائِطِي–أي بستاني-، وَلَهُ حَائِطٌ فِيهِ سِتّمِائَةِ نَخْلَةً .. وَأُمُّ الدَّحْدَاحِ فِيهِ وَعِيَالُهَا .. فَجَاءَ أَبُو الدَّحْدَاح فَنَادَاهَا: يَا أُمّ الدَّحْدَاح، قَالَتْ: لَبَّيْكَ .. قَالَ: اُخْرُجِي فَقَدْ أَقْرَضْته رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ .. فقَالَتْ لَهُ: رَبِحَ بَيْعُك يَا أَبَا الدَّحْدَاح .. وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (كَمْ مِنْ عِذْقٍ رَدَاحٍ فِي الْجَنَّةِ لِأَبِي الدَّحْدَاحِ) .. فعجيبٌ عُجابٌ .. أمرَ هؤلاءِ الأصَحابِ.

وأما كتابُ اللهِ تعالى فليكنْ له في هذه الأيامِ أكبرَ الحظِ والنصيبِ .. اقرأ وتدبّر .. رتّل وتفكّر .. فِى غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ نَزَل النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلاً، فَقَالَ: (مَنْ رَجُلٌ يَكْلَؤُنَا لَيْلَتَنَا هَذِهِ؟) .. فَانْتَدَبَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالاَ: نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ..فقَالَ الأَنْصَارِيُّ لِلْمُهَاجِرِيِّ: أَيُّ اللَّيْلِ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أَكْفِيَكَهُ أَوَّلَهُ أَوْ آخِرَهُ؟ .. قَالَ: اكْفِنِي أَوَّلَهُ .. فَاضْطَجَعَ الْمُهَاجِرِيُّ فَنَامَ وَقَامَ الأَنْصَارِيُّ يُصَلِّى وَأَتَى رَجُلٌ من المشركينَ فَلَمَّا رَأَى شَخْصَ الرَّجُلِ رَمَاهُ بِسَهْمٍ فَوَضَعَهُ فِيهِ فَنَزَعَهُ فَوَضَعَهُ، وَثَبَتَ قَائِماً ُثمَّ رَمَاهُ بِسَهْمٍ آخَرَ فَوَضَعَهُ فِيهِ فَنَزَعَهُ فَوَضَعَهُ، وَثَبَتَ قَائِماً ُثمَّ عَادَ لَهُ بِثَالِثٍ فَوَضَعَهُ فِيهِ فَنَزَعَهُ فَوَضَعَهُ، ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ ثُمَّ أَهَبَّ صَاحِبَهُ، فَقَالَ: اجْلِسْ فَقَدْ أُوتِيتَ .. فَلَمَّا رَأَى الْمُهَاجِرِيُّ مَا بِالأَنْصَارِيِّ مِنَ الدِّمَاءِ قَالَ: سَبْحَانَ اللَّهِ أَلاَ أَهْبَبْتَنِي من أولِ سهمٍ .. قَالَ: كُنْتُ فِي سُورَةٍ أَقْرَؤُهَا فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ أَقْطَعَهَا حَتَّى أُنْفِذَهَا –أي أقضيها- .. فهل رأيتُم مثلَ هؤلاءِ الأنامِ؟ .. قراءةُ القرآنِ تُنسيهم الآلامَ .. وضربَ السيوفِ وطعنَ السهامِ .. والموتُ أهونُ على أحدِهم من قطعِ سورةٍ من كلامِ ذي الجلالِ والإكرامِ.

أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم من كلِ ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ، يوالي على عبادِه مواسمَ الخيرِاتِ، وحثَّهم على اغتنامِها بالطاعاتِ، ليكفّرَ عنهم السيئاتِ، ويرفعَ لهم الدرجاتِ، تفضلاً منه وإحساناً، وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه، أولُ سابقٍ إلى الخيراتِ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وأصحابِه الذي لا تمرُ بهم فرصةٌ للخيرِ إلا شغلوها بالصالحاتِ .. (أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) .. أما بعد:

قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إذا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الحجّة وَأَرَادَ أحدكم أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عن شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ) .. وقالَ: (إذا دَخَلَتْ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أحدُكم أَنْ يُضَحِّيَ فلا يَمَسَّ من شَعرِهِ وَبَشَرِهِ شيئاً) .. وهذا النهيُ خاصٌ بصاحبِ الأضحيةِ، أما المضَحَّى عنهم من الزوجةِ والأولادِ فلا يعمُهم النهيُ .. ومن أخذَ شيئاً من شعرِه أو ظفرِه في العشرِ متعمداً أو ناسياً، فلا يمنعْه ذلك من الأضحيةِ، ولا تبطلْ أضحيتُه، ولا كفارةَ عليه، ولكن عليه أن يتوبَ إلى اللهِ تعالى .. واعلموا أنه (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ).

يا عبدَ اللهِ ..

يا مَن فرّطَ في رمضانَ وما فيه من عظيمِ الأجرِ .. وفاتَه مغفرةُ الذنوبِ وليلةُ القدرِ .. وصيامُ ستٍ من شوالٍ وأجرُ صيامِ الدهرِ .. ها قد جاءتك العشرُ .. فتقّربْ إلى اللهِ تعالى بالصلاةِ والصيامِ والصدقةِ والذكرِ .. والصبرُ الصبرُ .. فإنما هي أيامٌ وينقضي العمُرُ .. ثم مصيرُك إلى القبرِ .. فأينَ من ربِك العظيمِ المفرُ؟ .. فكنْ من أَوَّلِ زُمْرَةٍ يدْخُلُونَ الْجنَّةَ على صُورَةِ الْقَمرِ لَيْلَةَ الْبدْرِ .. وإياكَ أن تكونَ من أصحابِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ.

اللهم طهرْ قلوبَنا، وزكِ نفوسَنا، وأرشدْ عقولَنا، وحسِّنْ أقوالَنا، وأخلصْ أعمالَنا، وأصلحْ أحوالَنا، وضاعفْ أجورَنا، وارفعْ منازلَنا برحمتِك يا أرحمَ الراحمينَ .. اللهم وفقْنا للصالحاتِ، واصرفْ عنا الشرورَ والسيئاتِ، واغفرِ اللهم لنا ما مضى وما هو آتٍ، برحمتِك يا ربَ الأرضِ والسماواتِ .. اللهم إنا نسألُك أن تجعلَ خيرَ أعمالِنا خواتيمُها، وخيرَ أيامِنا يومَ نلقاكَ وأنت راضٍ عنا .. اللهم أقرَ أعينَنا بنصرِ الإسلامِ والمسلمينَ، وهزيمةِ الشركِ والمشركينَ .. اللهم رحمتَك ولطفَك بإخوانِنا المضطهدينَ والمعذبينَ والمشردينَ والمُبعدينَ .. والأسرى والجرحى والمرضى والمحاصرينَ في كلِ مكانٍ يا ربَ العالمينَ .. اللهم فرِّجْ همَهم، ونفِّسْ كربَهم، وعجِّلْ فرجَهم، وقرِّبْ نصرَهم، وادحرْ عدوَهم .. اللهم أفرغْ على قلوبِهم الصبرَ واليقينَ، وثبتْهم في مواجهةِ المعتدينَ .. اللهم أمدَّهم بحولِك وقوتِك ونصرِك وعزتِك يا ربَ العالمينّ .. اللهم كَثُرِ العدو القاهرُ، وقلَّ المعينُ الناصرُ، وليس لها من دونِك كاشفةً، اللهم اكشفِ البلاءَ عن الأمةِ، وارفعِ الضراءَ عنهم والغمةَ إنك سميعُ الدعاءِ.
المرفقات

أفضل أيام الدنيا.zip

أفضل أيام الدنيا.zip

المشاهدات 5127 | التعليقات 6

لعلها تكون مناسبة للجمعة القادمة.


رفع الله قدرك واعلى ذكرك وجعلك من أهل الجنة

خطبة رائعة والأروع استشهادك بالقصص..

فجزاك الله كل خير


خطبة رائعة
وجزيتم خيرا


جزاك الله خيرا


لعلها تكون مناسبة للجمعة القادمة.


بارك الله فيك خطبة رائعة مع ما فيها ومن تطبيق عملي لما في احاديثها فهي اروع