أعمال أبي بكر الأربعة ( من أصبح منكم ) خطبة مختصرة جداً

عيد العنزي
1435/07/10 - 2014/05/09 09:29AM
الخطبة الاولى:
عباد الله : أعمال إذا اجتمعت في امرئ دخل الجنة وهي في هذا الحديث العظيم الذي رواه الامام مسلم في صحيحه

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر أنا، قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر أنا. قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ قال أبو بكر أنا، قال: فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبو بكر أنا، فقال رسول الله : ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة)). رواه الامام مسلم في صحيحه

تضمّن الحديث أربع أعمال من أعمال البر والخير التي يحبها الله عز وجل، أخبر النبي : أنهن ما اجتمعن في عبد إلا دخل الجنة.

أولها ياعباد الله: الصيام
ومعلوم أن المراد به صيام التطوع ، كثرت الأحاديث عن النبي في فضل صيام التطوع، منها: قوله : ((ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا)).

وعن أبي أمامة قال: ((أتيت النبي فقلت: مرني بعمل يدخلني الجنة، قال: عليك بالصوم فإنه لا عدل له، ثم أتيته الثانية فقال: عليك بالصيام)).

ولقد رغّب في صيام أيام بعينها: منها: الإثنين والخميس.
وقال فيهما: ((تعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم)).

ومنها: ثلاثة أيام من كل شهر.
وقال فيها: ((صيام ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر)).
وأرشد أن تكون أيام البيض، فقال لأبي ذر : ((إذا صمت من الشهر ثلاثا فصم ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة)).

ثانيها ياعباد الله: اتباع الجنائز
وقد جعله النبي حقا من حقوق المسلم على المسلم، فقال : ((حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس)).
وقال : ((عودوا المريض، واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة)).

قال : ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من اتبع جنازة مسلم ، إيمانا واحتسابا ، وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن، فإنه يرجع بقيراط. ))
فلما سمع ابن عمر ذلك أرسل ‏ ‏خبابا ‏ ‏إلى ‏ ‏عائشة ‏ ‏يسألها عن قول ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏ثم يرجع إليه فيخبره ما قالت وأخذ ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏قبضة ‏ ‏من ‏ ‏حصباء ‏ ‏المسجد يقلبها في يده حتى رجع إليه خبابا فقال قالت ‏ ‏عائشة ‏ ‏صدق ‏ ‏أبو هريرة ‏
‏فضرب ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏بالحصى الذي كان في يده الأرض ثم قال ‏ ‏لقد فرطنا في ‏ ‏قراريط ‏ ‏كثيرة ؟؟
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله:
هل إذا صلى الإنسان على أكثر من جنازه في وقت واحد يحصل له الأجر أن له قيراط أم عدة قراريط بحسب عدد الجنائز ؟ افتونا مأجورين ؟

فأجاب الشيخ بن باز رحمه الله : قال صلى الله عليه وسلم من صلى على جنازه فله قيراط ومن تبعها حتى تدفن فله قيراطان فالذي يحضر الصلاة على الجنائز له بكل جنازه قيراط وبإتباعها قيراط ثاني فإذا صلى على عشر جنائز له عشر قراريط في الصلاه وعشرة قراريط بإتباعها ! هذا فضل من الله وجود وكرم منه سبحانه وتعالى !! سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قيراط ؟ قال مثل جبل أحد حديث عظيم وفضل الله واسع جل وعلا .

ثالثها ياعباد الله: إطعام المساكين
الواجب على من عنده فضل مال أن يعود به على من لا فضل عنده، والواجب على من عنده فضل طعام أن يعود به على من لا فضل عنده، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((يا ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك، وإن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول))، فإذا استطعمت فأطعم، وإلا فإنك ملام، فقد جاء في الحديث عن رب العزة سبحانه أنه يقول للعبد يوم القيامة: ((يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، فيقول: يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ فيقول: استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي)).

أنفقوا وتصدقوا أطعموا، فـ ((إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدّها الله لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام، وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام)).

رابعها ياعباد الله: عيادة المريض
عودوا المريض فإن الله يلوم على تركها، ففي الحديث عن النبي : ((أن الله يقول للعبد يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني! فيقول: كيف أعودك يا رب وأنت رب العالمين؟ فيقول: مرض عبدي فلان فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده)).

وقد جاء في فضل العيادة أحاديث كثيرة، منها:
قوله : ((من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع)).

والخرفة: ما يخترف منها، والمعنى: أنه يمشي في طريق مفضية إلى الجنة، كأنه يمشي في طريق وسط الجنة يجني من ثمارها ما شاء.

وقوله : ((من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا)).

وقوله : ((ما من رجل يعود مريضا ممسيا إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة، ومن أتاه مصبحا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي، وكان له خريف في الجنة)).

وقوله : ((خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله (يعني أن يدخله الجنة ). من عاد مريضا، أو خرج غازيا، أو دخل على إمامه يريد تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم الناس منه، وسلم من الناس)).

وفقنا الله وإياكم لكل خير، بارك الله.................


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخطبة الثانية:
وفي الحديث من الفوائد :

فضل أبي بكر رضي الله عنه الذي قام بهذه الأعمال في يوم قبل أن يعلم بفضل ذلك، ونحن نعلم بذلك وقد يكون الكثيرون منّا لم يوفقوا للجمع بينها في يوم.

وفيه جواز الإخبار بالعمل ، وأنّ هذا لا يلزم أن يكون رياءً بإطلاق . وإن كان الإخفاء دليل الإخلاص ، قال سفيان الثوري :"كلُّ شيء ظهر من عملي لا أعده، فقلوبنا أضعف من أن تخلص والناس ينظرون".

وفيه الحرص على سلوك دروب الخير، والقيام بمختلف العبادات .
قال صلى الله عليه وسلم :«مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ».

همته رضي الله عنه حيث قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلَى أَحَدٍ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا؟
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ».

جعلنا الله وإياكم منهم، هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله ................
المشاهدات 9292 | التعليقات 2

جزاك الله خيرا


[font=&quot] وصفٌ رائعٌ في يومِ أبي بكرٍ الصدّيق جعلهُ يومًا سعيدًا مباركًا يوجبُ رضوانَ اللهِ و دخول الجنّة : إنَّهُ الصيامُ مع تعاهدِ أعمال البرِّ والإحسانِ و أنت صائِم ! . ما من مؤمنٍ يصومُ يومًا في سبيل الله ، ثم يُتحِفُ ذلكَ اليومَ بالعبادات التطوّعيّة الماليّة والاجتماعيّة إلاّ جعلَ اللهُ تعالى يومَهُ ذلكَ سببًا في نيلِ الرّضوانِ و دخولِ الجنان . [/font]
[font=&quot] وهاهنا - معشر المؤمنين- لفتةٌ و فائدةٌ في شخصيّةِ أبي بكر الصدّيق ينبغي الانتباهُ إليها : [/font]
[font=&quot] فالمؤمنُ في تديُّنِهِ شخصيّةٌ متوازِنَةٌ جدًّا : فهو من جهةٍ ينفعُ نفسَهُ و يعتني بها تربيةً وتزكيةً و ترقّيًا نحو الكمال بالعبادات الفرديّة الشخصيّة ، بالصومِ و الصلاة و قراءة القرآن و التسبيح و المحاسبة ، وهذا هو التزوُّدُ الداخليُّ الذاتي ، وهو حاصلٌ في شخصيّةِ أبي بكر الصدّيق [/font][font=&quot][font=&quot]رضي الله عنه[/font][/font][font=&quot] ، ومن جهةٍ أخرى هو شخصيّة اجتماعيّةٌ سويّةٌ راقية ، تتواصلُ إيجابيًّا مع الناسِ بنفعِهِم وتفقُّدِهِم والإحساسِ بهم و السعيِ إلى ما فيه خيرُهُم و نفعُهم ، ولا يمنعهُ هذا من هذا أبدَ الآبدِين ! ؛ :[/font]
[font=&quot] فلا يمنعهُ الصومُ والذكر والصلاةُ و المسجد من اتّباع الجنائزِ ولا من عيادة المرضَى ولا من الصدقة و تفقُّد اليتامى و المساكين و الإحسان إلى الناس ولو بالابتسامَة ، ولا يحملهُ التواصُلُ مع الناسِ على الفتورِ في الاجتهادِ و الصيام والصلاة والذكر و محاسبة النفس و التزكية ! . هذا هو التوازنُ الذي أرادَ النبيُّ [/font][font=&quot][font=&quot]صلى الله عليه وسلم[/font][/font][font=&quot] إيجادَهُ في يوم المؤمن و في شخصيّة وسلوك المؤمن ، وهو حاصلٌ في يومِ و شخص أبي بكر الصدّيق[/font][font=&quot][font=&quot] رضي الله عنه [/font][/font][font=&quot] . [/font]