أعظم الواجبات والحقوق عبادة الله ، والوصية بأخذ لقاح الإنفلونزا

حسين بن حمزة حسين
1442/03/05 - 2020/10/22 10:06AM

إِنَّ الحَمدَ للهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِراً.. أَمَا بَعْدُ: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

يقول الله عز وجل: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ، فالله تعالى يخبرنا أن الله خلق الخلق لعبادته؛ إذ حصَرَ – عزَّ وجل – الحِكمةَ مِن خلقِ المُكلَّفِين أن يعبُدُوه ولا يُشرِكُوا به شيئًا، وهذا ما بعَثَ الله به جميعَ الرُّسُلِ فدعَوا أقوامَهم إليه، (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)، فأجَلٌ الحقوق ، وأعظم الواجبات على كل إنسان  تحقيق التعبد لله، فمن أجل عبادة الله خلق الله الخلق ، وأرسل الرسل،  وأنزل الكتب، وشرعت الشرائع ، ولأجلها نصبت الموازين، وَوضعت الدَّوَاوِين،  وَقَامَ سوق الْجنَّة وَالنَّار، وَبهَا انقسمت الخليقة إِلَى مؤمنين وكفار،سعداء وأشقياء، سعداء أهل الجنة وأشقياء أهل النار،  وَهِي حق الله على جَمِيع الْعباد، وعنها يسْأَل الْأَولونَ وَالْآخرُونَ ... فَلَا تَزُول قدما العَبْد بَين يَدي الله حَتَّى يسْأَل عَن مَسْأَلَتَيْنِ: (مَاذَا كُنْتُم تَعْبدُونَ، وماذا أجبتم الْمُرْسلين) ، وَالْجَوَاب الأولى بتحقيق لَا إِلَه إِلَّا الله معرفَة وَإِقْرَار وَعَملا، وَجَوَاب الثَّانِيَة بتحقيق مُحَمَّدًا رَسُول الله معرفَةً وإنقياداً وَطَاعَة، عرًف شيخُ الإسلام ابن تيمية العبادة فقال: (العبادةُ اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يُحبُّه الله ويرضَاه مِن الأقوال والأعمال الباطِنة والظاهِرة) إهـ،  فالصلاةُ، والزكاةُ، والصيامُ، والحجُّ، وصِدقُ الحديثِ، وأداءُ الأمانة، وبِرُّ الوالدَين، والوفاءُ بالعُهُود، والأمرُ بالمعروفِ، والنهيُ عن المُنكَر، وجهاد الكفار والمنافقين، والدُّعاءُ والذِّكرُ والقراءة، وأمثالُ ذلك كلُه مِن العبادة، وكذلك حبُّ اللهِ ورسولِه، وخشيَةُ الله والإنابةُ إليه، وإخلاصُ الدين له، والصبرُ لحُكمه، والشكرُ لنِعمه، والرِّضاءُ لقضائِه، والتوكُّلُ عليه، والرجاءُ لرحمته، والخوفُ مِن عذابِه، وأمثالُ ذلك كله من العبادة ، ثم اشترط العلماء شرطين أساسيين لقبول العبادة أن تكون العبادة لله خالصة (وما أمروا إلا ليعبدوا مخلصين له الدين ) وأن تكون على نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم فيكون العبد متبعا لا مبتدعا ، قال صلى الله عليه وسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)

أخوة الإيمان: لا بد لنا من الرجوع إلى ربنا ومراجعة حساباتنا ونذكر الهدف من خلقنا، ونجعل العبادة أكبر همنا، وغاية رغبتنا، بتنفيذ أوامر الله، واجتناب نواهيه، وإقامة دينه، لأنًا ما خلقنا إلا من أجل ذلك

والجزاء والثواب حقيقة بعد الموت، قال تعالى (هذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ، فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ، يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ، وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ، كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الحريق ، إنً اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ، وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ)

الخطبة الثانية

الحمدُ لله لا معبُودَ بحقٍّ إلا إيَّاه، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له أمرَنا بعبادته وحدَه وتَرك عبادةِ ما سِواه، وأشهدُ أن مُحمدًا عبدُه وخليلُه ومُصطفَاه، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه ومَن والاه.

أما بعد: فيقولُ الله تعالى: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)، نبقَى على عبادةِ ربِّنا حتى نلقَاه، وأن نستَقِيمَ على شرعِ الله، واحرِصُوا على مُداومةِ الطاعاتِ، مخلصين أعمالكم وطاعاتكم لله عز وجل متبعين لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مبتدعين، وأتبِعُوا الحسنةَ بحسنةٍ، والعملَ الصالِحَ بآخر، وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون .

وفي هذا المقام الكريم، من الجدير التنبيه والتأكيد عليه، وخصوصا مع تزامُنِ الإنفلونزا معَ وباءِ كورونا، أخذَ لِقاحِ الإنفلونزا الموسميةِ، لما في ذلك من وقاية وحماية للأجهزة التنفسية، ولئلا تتزامن كورونا مع الإنفلونزا فيزداد الأمر صعوبة ، وأحسنوا التوكًل على الله بفعل الأسباب، والشافي هو الله عز وجل ؛– نسألُ اللهَ أنْ يَدفعَ عنا البلاءَ والداءَ والوباءَ، وأنْ يُمتِّعَنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحيانا، وأنْ يجعلَه الوارثَ منا.وصلوا وسلموا على نبيكم، يعظم الله أجركم فقد أمركم بذلك ربكم فقال (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)

المشاهدات 1458 | التعليقات 0