أطفال الحولة في زمن الخذلان
إبراهيم بن صالح العجلان
1433/07/10 - 2012/05/31 22:45PM
تحية لأحبتي الخطباء ، بين أيديكم هذا الخطبة مستفادة في فكرتها من خطبة الشيخ إبراهيم الحقيل ، فله منا خالص الشكر والدعاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معاشر المسلمين :
الرحمةُ بالطفل غريزة مركوزة في الفطر السوية ، ورأفة حضًّت عليها الشريعة الإسلامية .
الرحمة بالأطفال خلق أطبقت عليه شرائع الرحمن ، ومطلب تنادت له حقوق الإنسان .
فهؤلاء الزهرات البراءةُ ظاهرةٌ على مُحياهم ، والمسكنة لا تُخطىء حالهم
لذا تراهم يحتاجون إلى غيرهم في حياتهم .
فهم أهلٌ أن يُرحموا ، وقَمِنٌ أن يعطف عليهم لضعفهم ، وقَّلة تحملهم ، فهم يعيشون مرحلة الضعف التي قال عنها أرحم الراحمين ( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيبة )
ورسولنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم ضرب لأمته بل وللبشرية كلها أروع الأمثلة في الرحمة بالأطفال والعطف عليهم واللين معهم .
فما كان عليه الصلاة والسلام فظاً عليهم ، غليظ القلب تجاههم .
ما كان عليه الصلاة والسلام يذيقهم سياسة القهر والإذلال والمهانة ، ويسومهم ألوان التبكيت والكآبة .
بل كان برَّاً عطوفاً ، رؤوفاً حنوناً ، يُعايشهم أفراحهم ، ويتفاعل مع أتراحهم يغدق عليهم من المشاعر الفياضة شيئا عجز وعجب له أهل زمانه .
كيف لا ، وهو المبعوث بشهادة السماء بأن رسالته رحمة للعالمين ، فيكف تكون إذاً رحمته بمن هو أهل للرحمة ، شَهِدَ له خادمه ولصيقه أنس بن مالك فقال : ما رأيت أحداً أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
كان عليه الصلاة والسلام حبيب الأطفال يتبسط لهم ، ويسمع لحديثهم، ويسلم عليهم ، إذا رأى الأطفال لم تخطىء البسمة مُحياه .
كان من رحمته بالأطفال أنه يدخل الصلاة وكله شوق لها ، ورغبته أن يطيل من راحته فيها ، فيقطع هذه الرغبة حين يسمع بكاء طفل ، فيخفف من صلاته ، رحمة بالأم لما يعلم من وجدها عليه ، ورحمة بالطفل الذي لن يقطع بكاءه إلا حنان وحضن أمه .
كان عليه الصلاة والسلام يتعامل مع الأطفال بما يحبون ، فكان يلاعبهم ويلاطفهم ، رأى محمود بن الربيع وهو ابن خمس سنين فجعل يمج من فمه إلى وجه الطفل يلاعبه.
كان عليه الصلاة والسلام يواسي الأطفال حال حزنهم ، أبو عُمير طفل صغير مات عصفوره ، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبكي فجعل يداعبه ويقول له : يا أبا عمير ما فعل النغير .
هذا الحب النبوي للطفل عرفه الصحابة رضي الله عنهم فكانوا يأتون بإطفالهم
يلاعبهم ويقبلهم ويدعوا لهم ، فكم مرَّة بال الأطفال على ثيابه أو حجره ، فلم يتأفف ولم يتبرم ، بل كان يدعوا بماء فينضح به ثوبه .
أم خالد طفلة صغيرة كان النبي صلى الله عليه يلقبها بذلك ، جاءت إليه ومن معرفتها لبساطة النبي صلى الله عليه وسلم وبشاشته لها جعلت تتسلق ظهره وتلعب بخاتم النبوة بين كتفيه ، فنهرها والدها وهمَّ بحملها ، وسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : دعها دعها .
كان عليه الصلاة والسلام يخطب بالناس ، فيقطع الخطبة ، والأعناق قد اشرأبَّت له ، فينزل من منبره ، لأن الحسن والحسين يدخلان المسجد يمشيان ويعثران ، فيحملهما ثم يضع بين يديه ، ويكمل خطبته .
كان عليه والسلام يُخرفُ له من الثمر ، فيدعوا فيه بالبركة ، ثم يدعوا أصغر وليدٍ ، فيطعمه من ذلك الثمر .
لقد رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأطفال كلهم قريبهم وبعيدهم مسلمهم وكافرهم ، تحفز ومشى سريعا حين بلغه أن طفلا يهوديا يحتضر فدخل عليه البيت ، وجعل يلقنه الشهادة ويسابق روحه بذلك قبل تخرج ، فنطقها ثم مات ، فخرج من عند اليهودي وقد أسفر وجهه وتهلل .
بل أخبر صلى الله عليه وسلم أن رحمة الطفل سبب لدخول الجنة ، جَاءَتْ مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا، إلى عائشة رضي الله عنها ، فَأَطْعَمْتُهَا أم المؤمنين ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ، فأخذت المسكينة تمرة ، أَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْ ابنتيها تمرة تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا، فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا؛ فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا؛ فتعجبت عائشة لصنيعها ، فَذَكَرْتُ ذلك لِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِوَسَلمَ– فَقَالَ: ( إِنَّ اللهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ، أَوْأَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
كان عليه الصلاة والسلام ينكر على من لا يرحم الأطفال ، رآه أعرابي وهو يقبل الأطفال فاستنكر هذا التقبيل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : من لا يَرحم لا يُرحم .
بل تبرأ عليه الصلاة والسلام ممن لم يرحم الصغير ، فقال : ( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ، ويرحم صغيرنا ) .
كان عليه الصلاة والسلام يتألم لمرض الصغار ، ويبكي لموتهم ، رآه من رآه تتساقط دمعاته وهو يرأى طفلاً يحتضر .
كان عليه الصلاة والسلام يربي الصحابة والأمة من بعدهم على معاني الرحمة بالطفولة حتى في حال القتال ، فكان من وصاياه لقادته حال الحرب ( لا تقتلوا وليداً ) .
وبلغه أن أطفالا قتلوا في الحرب ، فدع الناس ثم خاطبهم : مَا بَالُ أَقْوَامٍ جَاوَزَهُمُ الْقَتْلُ الْيَوْمَ حَتَّى قَتَلُواالذُّرِّيَّةَ...، أَلَا لاَ تَقْتُلُوا ذُرِّيَّةً، أَلَا لاَ تَقْتُلُواذُرِّيَّةً ) رواه أحمد
هذه أخلاقيات نبي الإسلام وتلك رحمته وتعاليمه ، فكان أهل الإسلام أرحم الأمم بالأطفال ، وبالأخص حال الحروب ، وَعَلَى كَثْرَةِ حُرُوبِ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَعْدَاؤُهُمْ أَنْ يَجْمَعُوا عَلَيْهِمْ حَوَادِثَ فِي قَتْلِ الْأَطْفَالِ لِيُعِيبُوهُمْ بِهَا،
ذكرت كتب التاريخ أن صلاح الدين حين فتح القدس لم يقتل طفلاً أو امرأة أو شيخًا كبيرًا، بل عاملهم بالرحمة والشفقة، ولم تنهب جيوشه بيتًا من البيوت أو تخرب زرعًا أو تقطع شجرًا، وحينما جمعت غنائم الحرب وقسمت بين الجنود والقادة، تنازل صلاح الدين عن نصيبه للفقراء من المسيحيين .
رأى امرأة من الصليبيين تبكي وتضرب على صدرها، فسألها عن قصتها، فقالت: دخل المسلمون في خيمتي وأخذوا ابنتي الصغيرة فدمعت عيناه ، وأمر أن يبحث عن الصغيرة وعمن اشتراها، ويدفع له ثمنها ويحضرها، فلم تمض ساعة إلا والصغيرة بين حضن أمها ، ففرحت الأم فرحًا شديدًا وشكرت صلاح الدين على مروءته وحسن صنيعه.
هذه الأخلاق تقليناها من نصوص الوحيين ، وشهد لنا بها المنصفون من الأعداء ، يقول المفكر الفرنسي غوستاف لوبون : ما عرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب .
وحين تغيب رحمة الإسلام وتحل سياسة الفراعنة فويل ثم ويل للطفولة من القلوب المتصخِّرة ، لقد عرف التاريخ ذئاباً في صورة بشر ، نزعت منها الرحمة والإنسانية ، فلم تحركها صيحات الطفولة ولا توسلات الأُمومة ،
وكُتُبُ التَّارِيخِ مَمْلُوءَةٌ بِحَوَادِثِ قَتْلِ الْأَطْفَالِ عَلَى أَيْدِي الْيَهُودِ ، واَلتَّتَارِ ، وَالصَّلِيبِيِّينَ وَنَصَارَى الْأَنْدَلُسِ وَالْبَاطِنِيِّينَ .
ففِي أَحْدَاثِ سَنَةِ تِسْعِينَ وَمِئَتَيْنِ ظَهَرَ الْحُسَيْنُ بْنُ زَكْرَوَيْهِ الْقِرْمِطِيُّ الباطني وَادَّعَى الْمَهْدَوِيَّةَ وَسَارَ إِلَى حَمَاةَ وَمَعَرَّةِ النُّعْمَانِ وَغَيْرِهِمَا؛ فَقَتَلَ أَهْلَهَا، وَقَتَل النِّسَاءَواَلْأَطَفْالَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى بَعْلَبَكَّ؛ فَقَتَلَ عَامَّةَ أَهْلِهَا،حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ فِيمَا قِيلَ إِلَّا الْيَسِيرُ! وَأَعْطَى أَهْلَ سَلَمْيَةَ الْأَمَانَ، ثُمَّ غَدَرَ بِهِمْ، فَقَتَلَهُمْ أَجْمَعِينَ! ثُمَّ قَتَلَ الْبَهَائِمَ، ثُمَّ قَتَلَ صِبْيَانَ الْكَتَاتِيبِ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا وَلَيْسَ بِهَا عَيْنٌ تَطْرِفُ!
وَفِي تَارِيخِ حَلَبٍ: أَنَّ الْقِرْمِطِيَّ أَقَامَ فِي مَعَرَّةِ النُّعْمَانِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا يَقْتُلُ الْمَشَايِخَ وَالنِّسَاءَ وَالرِّجَالَ وَالْأَطْفَالَ، وَيَحْرِقُ وَيَنَهْبُ، وَكَان َالْقَتْلَى بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا!
هَذِهِ الْقِصص وغيرها كثير وَقَعَتْ فِي بِلَادِالشَّامِ ، عَلَى أَيْدِي أَجْدَادِالنُّصَيْرِيِّينَ، ، وَهِيَ الْآنَ تَقَعُفِي بِلَادِ الشَّامِ، فِي بُيُوتٍ كَثِيرَةٍ، قُتِلَ رِجَالُهَا وَأَطْفَالُهَا،وَدُنِّسَتْ أَعْرَاضُ نِسَائِهَا.
فَالْحَوَادِثُ تَتَجَدَّدُ، وَالْحِقْدُ الْبَاطِنِيُّ يَزْدَادُ، لَمْ يَتَغَيَّرْ حَاضِرُهُمْ عَنْ سَابِقِهِمْ، بَلِ ازْدَادُوا أَحْقَادًا وَتَشَفِّيًا وَانْتِقَامًا، وَفِي حِمْصَ وَحَمَاةَ وَإِدْلِبَ وَحُورَانَ وَالْحُولَةَ دَلَائِلُ عَلَى هَذَا الْحِقْدِ الدَّفِينِ،نُشَاهِدُهَا كُلَّ يَوْمٍ، وَنَرَى الضَّحَايَا مُمَزَّقَةَ الْأَجْسَادِ، وَمَاخَفِيَ عَنَّا أَعْظَمُ وَأَكْثَرُ مِمَّا بَلَغَنَا.
فاللهم رحماك رحماك بعبادك المستضعفين في بلاد الشام
أقول قولي هذا وأستغفر الله
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على عبده المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اجتبى ، أما بعد فيا إخوة الإيمان :
إن قتل الأطفال ظلماً وعدواناً لا يصدر إلا ممن تخلى عن كل قيمه الإنسانية وهي سياسة فراعنة الأرض الذين قال الله عن كبيرهم الذي علمهم الفرعنة والطغيان : ( إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ).
لقد تألمنا وازددنا ألماً على آلامنا مجزرة الحولة بمناظر أطفالها الممزقة ، أطفال يكبلون ، ويصرخون ويتوسلون ، ويسألون بالله رب العالمين ، فيعيشون لحظات الموت قبل الموت , فيا لله من منظر لا تطيقه مهج بشرية ، ولا أنفس فيها ذرة من رحمة وإنسانية .
فآه ثم آه من مرارات في القلوب ولوعات في الضمير من هوان المسلمين وذلهم وقلة حيلتهم .
والله والله لو رأى عرب الجاهلية عبدة الحجر والصنم ، هذه المناظر المؤلمة لطلقوا الحياة وهبُّوا لنجدتهم وإنقاذهم .
أما نحن فنهب لهيئة الأمم ومجلس الأمن ، وهم جزء من مشكلتنا وهم الذين جرَّأو الجزار على القتل والإرهاب .
من خمسين سنة ونحن نشجب ونرفع إليهم مآسينا وظلمنا ،
شكونا إلى الأعداء ألف شكاية ** وقد كلَّ من نقل الشكاوى بريدُها
وألـف احـتـجـاج قـد بعـثـنا بشدة ** فلم يجد نفعا سهلها وشديدها
وكانت مواعيد الأعادي خرافة ** وأقوالها كِذْباً وزروراً عهودها
مجالسها للغدر والظلم أٌسست ** فحكامها منهم ومنهم شهودها
وأوراق شكوانا على الرَّفِ كدِّست ** وبين زواياها ليشبع دودها
نعم حصلت هذه المجزرة ومراقبوا هيئة الأمم على الأرض فماذا صنعوا !!
لنتذكر أن مجزرة صبرا وشاتيلا ، ومجزرة قانا حدثت ولجان هيئة الأمم على الأرض ، فما صنعوا ؟؟؟
لا شي ، غير الاستنكار البارد ، والوعود المخدرة للشعوب الغاضبة .
وأخيراً يا أهل الإيمان فإننا على يقين من ربنا أنه سبحانه أرحم بأهلنا في الشام منا ، وأشد غضباً على عدوهم منا ، وأنه سبحانه لن يتخلى عن المظلومين ولن يهمل الظالمين ، ولعل هذه الفضاعة في القتل هي آخر أسلحة العدو ، وتباشير المقاومة والجهاد هناك تزف كل يوم ، وتزداد قوة وتمكنا رغم خذلان المسلمين ، فالأمل بالله كبير ، ولن يخيب سبحانه من داعاه ورجاه ، فكيف إذا كان مظلوماً مقهوراً ، وقد قال سبحانه: ( وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين )
(بَشَّارُ) فَابْشرْ سَتَلْقَى كُـلَّ مُخْزِيَةٍ *** فَأَنْتَ شُـؤْمٌ لَئِيْـمُ الطَّبْعِ غَـدَّارُ
دَمَّرْتَ شَعْبًا وَمَـا يَحْوِيْهِ مِنْ نِعَـمٍ ** وَالطِّفْلُ مَا ذَنْبُـهُ وَالشَّيْـخُ وَالدَّارُ
فَهَا هُوَ الْقُـدْسُ يَبْكِيْ مِنْ مَهَانَتِـهِ ** وَالدَّمْعُ مِنْ مُقَـلِ الْجُولاَنِ مَطَّـارُ
فَأَيْنَ مِدْفَعُـكَ الْعَاتِـيْ وَصَوْلَتُـهُ ** وَأَيْنَ جُنْـدُكَ أَيْنَ الْقِـطُّ وَالْفَـارُ
لَمْ يَعْرِفِ الْجُنْـدُ إِلاَّ قَتْلَ مُرْضِعَـةٍ ** وَقَتْـلَ شُبَّانَ قَالُوا نَحْنُ أَحْـرَارُ
دَوَّتْ مَدَافِعُـهُ فِي كُـلِّ نَاحِيَـةٍ ** لَمْ يَنْجُ مِنْ شَرِّهَا الأَهْلُوْنَ وَالْجَارُ
دَعُـوا الرَّوَافِضَ لَيْسُـوا مِنْ ثَقَافَتِنَا ** إِنْ يَسْلُبُوا أَرْضَنَـا لَمْ يَبْقَ دَيَّـارُ
أَشَدُّ مِنْ وَطْـأَةِ الْبُرْكَانِ وَطْـأَتُهُمْ ** أَشَدُّ حِقْـدًا عَلَيْنَا أَيْنَمَـا سَـارُوا
يَا أُمَّـةَ الدِّيْـنِ (بَشَّارٌ) وَزُمْرَتُـهُ ** مَعَ الرَّوَافِـضِ دَارُوا أَيْنَمَـا دَارُوا
فَاسْتَيْقِظُوا أُمَّتِـيْ أَنْتُمْ ضِيَاءُ هُـدًى ** وَسَدِّدُوْا السَّهْمَ إِنْ نَامُوا وَإِنْ ثَارُوا
وَالنَّصْرُ آتٍ وَهَـذَا الْبَغْيُ مُنْهَـزِمٌ *** وَمَرْتَـعُ الْبَغْـيِ مَهْمَا طَالَ مُنْهَارُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معاشر المسلمين :
الرحمةُ بالطفل غريزة مركوزة في الفطر السوية ، ورأفة حضًّت عليها الشريعة الإسلامية .
الرحمة بالأطفال خلق أطبقت عليه شرائع الرحمن ، ومطلب تنادت له حقوق الإنسان .
فهؤلاء الزهرات البراءةُ ظاهرةٌ على مُحياهم ، والمسكنة لا تُخطىء حالهم
لذا تراهم يحتاجون إلى غيرهم في حياتهم .
فهم أهلٌ أن يُرحموا ، وقَمِنٌ أن يعطف عليهم لضعفهم ، وقَّلة تحملهم ، فهم يعيشون مرحلة الضعف التي قال عنها أرحم الراحمين ( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيبة )
ورسولنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم ضرب لأمته بل وللبشرية كلها أروع الأمثلة في الرحمة بالأطفال والعطف عليهم واللين معهم .
فما كان عليه الصلاة والسلام فظاً عليهم ، غليظ القلب تجاههم .
ما كان عليه الصلاة والسلام يذيقهم سياسة القهر والإذلال والمهانة ، ويسومهم ألوان التبكيت والكآبة .
بل كان برَّاً عطوفاً ، رؤوفاً حنوناً ، يُعايشهم أفراحهم ، ويتفاعل مع أتراحهم يغدق عليهم من المشاعر الفياضة شيئا عجز وعجب له أهل زمانه .
كيف لا ، وهو المبعوث بشهادة السماء بأن رسالته رحمة للعالمين ، فيكف تكون إذاً رحمته بمن هو أهل للرحمة ، شَهِدَ له خادمه ولصيقه أنس بن مالك فقال : ما رأيت أحداً أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
كان عليه الصلاة والسلام حبيب الأطفال يتبسط لهم ، ويسمع لحديثهم، ويسلم عليهم ، إذا رأى الأطفال لم تخطىء البسمة مُحياه .
كان من رحمته بالأطفال أنه يدخل الصلاة وكله شوق لها ، ورغبته أن يطيل من راحته فيها ، فيقطع هذه الرغبة حين يسمع بكاء طفل ، فيخفف من صلاته ، رحمة بالأم لما يعلم من وجدها عليه ، ورحمة بالطفل الذي لن يقطع بكاءه إلا حنان وحضن أمه .
كان عليه الصلاة والسلام يتعامل مع الأطفال بما يحبون ، فكان يلاعبهم ويلاطفهم ، رأى محمود بن الربيع وهو ابن خمس سنين فجعل يمج من فمه إلى وجه الطفل يلاعبه.
كان عليه الصلاة والسلام يواسي الأطفال حال حزنهم ، أبو عُمير طفل صغير مات عصفوره ، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبكي فجعل يداعبه ويقول له : يا أبا عمير ما فعل النغير .
هذا الحب النبوي للطفل عرفه الصحابة رضي الله عنهم فكانوا يأتون بإطفالهم
يلاعبهم ويقبلهم ويدعوا لهم ، فكم مرَّة بال الأطفال على ثيابه أو حجره ، فلم يتأفف ولم يتبرم ، بل كان يدعوا بماء فينضح به ثوبه .
أم خالد طفلة صغيرة كان النبي صلى الله عليه يلقبها بذلك ، جاءت إليه ومن معرفتها لبساطة النبي صلى الله عليه وسلم وبشاشته لها جعلت تتسلق ظهره وتلعب بخاتم النبوة بين كتفيه ، فنهرها والدها وهمَّ بحملها ، وسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : دعها دعها .
كان عليه الصلاة والسلام يخطب بالناس ، فيقطع الخطبة ، والأعناق قد اشرأبَّت له ، فينزل من منبره ، لأن الحسن والحسين يدخلان المسجد يمشيان ويعثران ، فيحملهما ثم يضع بين يديه ، ويكمل خطبته .
كان عليه والسلام يُخرفُ له من الثمر ، فيدعوا فيه بالبركة ، ثم يدعوا أصغر وليدٍ ، فيطعمه من ذلك الثمر .
لقد رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأطفال كلهم قريبهم وبعيدهم مسلمهم وكافرهم ، تحفز ومشى سريعا حين بلغه أن طفلا يهوديا يحتضر فدخل عليه البيت ، وجعل يلقنه الشهادة ويسابق روحه بذلك قبل تخرج ، فنطقها ثم مات ، فخرج من عند اليهودي وقد أسفر وجهه وتهلل .
بل أخبر صلى الله عليه وسلم أن رحمة الطفل سبب لدخول الجنة ، جَاءَتْ مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا، إلى عائشة رضي الله عنها ، فَأَطْعَمْتُهَا أم المؤمنين ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ، فأخذت المسكينة تمرة ، أَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْ ابنتيها تمرة تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا، فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا؛ فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا؛ فتعجبت عائشة لصنيعها ، فَذَكَرْتُ ذلك لِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِوَسَلمَ– فَقَالَ: ( إِنَّ اللهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ، أَوْأَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
كان عليه الصلاة والسلام ينكر على من لا يرحم الأطفال ، رآه أعرابي وهو يقبل الأطفال فاستنكر هذا التقبيل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : من لا يَرحم لا يُرحم .
بل تبرأ عليه الصلاة والسلام ممن لم يرحم الصغير ، فقال : ( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ، ويرحم صغيرنا ) .
كان عليه الصلاة والسلام يتألم لمرض الصغار ، ويبكي لموتهم ، رآه من رآه تتساقط دمعاته وهو يرأى طفلاً يحتضر .
كان عليه الصلاة والسلام يربي الصحابة والأمة من بعدهم على معاني الرحمة بالطفولة حتى في حال القتال ، فكان من وصاياه لقادته حال الحرب ( لا تقتلوا وليداً ) .
وبلغه أن أطفالا قتلوا في الحرب ، فدع الناس ثم خاطبهم : مَا بَالُ أَقْوَامٍ جَاوَزَهُمُ الْقَتْلُ الْيَوْمَ حَتَّى قَتَلُواالذُّرِّيَّةَ...، أَلَا لاَ تَقْتُلُوا ذُرِّيَّةً، أَلَا لاَ تَقْتُلُواذُرِّيَّةً ) رواه أحمد
هذه أخلاقيات نبي الإسلام وتلك رحمته وتعاليمه ، فكان أهل الإسلام أرحم الأمم بالأطفال ، وبالأخص حال الحروب ، وَعَلَى كَثْرَةِ حُرُوبِ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَعْدَاؤُهُمْ أَنْ يَجْمَعُوا عَلَيْهِمْ حَوَادِثَ فِي قَتْلِ الْأَطْفَالِ لِيُعِيبُوهُمْ بِهَا،
ذكرت كتب التاريخ أن صلاح الدين حين فتح القدس لم يقتل طفلاً أو امرأة أو شيخًا كبيرًا، بل عاملهم بالرحمة والشفقة، ولم تنهب جيوشه بيتًا من البيوت أو تخرب زرعًا أو تقطع شجرًا، وحينما جمعت غنائم الحرب وقسمت بين الجنود والقادة، تنازل صلاح الدين عن نصيبه للفقراء من المسيحيين .
رأى امرأة من الصليبيين تبكي وتضرب على صدرها، فسألها عن قصتها، فقالت: دخل المسلمون في خيمتي وأخذوا ابنتي الصغيرة فدمعت عيناه ، وأمر أن يبحث عن الصغيرة وعمن اشتراها، ويدفع له ثمنها ويحضرها، فلم تمض ساعة إلا والصغيرة بين حضن أمها ، ففرحت الأم فرحًا شديدًا وشكرت صلاح الدين على مروءته وحسن صنيعه.
هذه الأخلاق تقليناها من نصوص الوحيين ، وشهد لنا بها المنصفون من الأعداء ، يقول المفكر الفرنسي غوستاف لوبون : ما عرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب .
وحين تغيب رحمة الإسلام وتحل سياسة الفراعنة فويل ثم ويل للطفولة من القلوب المتصخِّرة ، لقد عرف التاريخ ذئاباً في صورة بشر ، نزعت منها الرحمة والإنسانية ، فلم تحركها صيحات الطفولة ولا توسلات الأُمومة ،
وكُتُبُ التَّارِيخِ مَمْلُوءَةٌ بِحَوَادِثِ قَتْلِ الْأَطْفَالِ عَلَى أَيْدِي الْيَهُودِ ، واَلتَّتَارِ ، وَالصَّلِيبِيِّينَ وَنَصَارَى الْأَنْدَلُسِ وَالْبَاطِنِيِّينَ .
ففِي أَحْدَاثِ سَنَةِ تِسْعِينَ وَمِئَتَيْنِ ظَهَرَ الْحُسَيْنُ بْنُ زَكْرَوَيْهِ الْقِرْمِطِيُّ الباطني وَادَّعَى الْمَهْدَوِيَّةَ وَسَارَ إِلَى حَمَاةَ وَمَعَرَّةِ النُّعْمَانِ وَغَيْرِهِمَا؛ فَقَتَلَ أَهْلَهَا، وَقَتَل النِّسَاءَواَلْأَطَفْالَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى بَعْلَبَكَّ؛ فَقَتَلَ عَامَّةَ أَهْلِهَا،حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ فِيمَا قِيلَ إِلَّا الْيَسِيرُ! وَأَعْطَى أَهْلَ سَلَمْيَةَ الْأَمَانَ، ثُمَّ غَدَرَ بِهِمْ، فَقَتَلَهُمْ أَجْمَعِينَ! ثُمَّ قَتَلَ الْبَهَائِمَ، ثُمَّ قَتَلَ صِبْيَانَ الْكَتَاتِيبِ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا وَلَيْسَ بِهَا عَيْنٌ تَطْرِفُ!
وَفِي تَارِيخِ حَلَبٍ: أَنَّ الْقِرْمِطِيَّ أَقَامَ فِي مَعَرَّةِ النُّعْمَانِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا يَقْتُلُ الْمَشَايِخَ وَالنِّسَاءَ وَالرِّجَالَ وَالْأَطْفَالَ، وَيَحْرِقُ وَيَنَهْبُ، وَكَان َالْقَتْلَى بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا!
هَذِهِ الْقِصص وغيرها كثير وَقَعَتْ فِي بِلَادِالشَّامِ ، عَلَى أَيْدِي أَجْدَادِالنُّصَيْرِيِّينَ، ، وَهِيَ الْآنَ تَقَعُفِي بِلَادِ الشَّامِ، فِي بُيُوتٍ كَثِيرَةٍ، قُتِلَ رِجَالُهَا وَأَطْفَالُهَا،وَدُنِّسَتْ أَعْرَاضُ نِسَائِهَا.
فَالْحَوَادِثُ تَتَجَدَّدُ، وَالْحِقْدُ الْبَاطِنِيُّ يَزْدَادُ، لَمْ يَتَغَيَّرْ حَاضِرُهُمْ عَنْ سَابِقِهِمْ، بَلِ ازْدَادُوا أَحْقَادًا وَتَشَفِّيًا وَانْتِقَامًا، وَفِي حِمْصَ وَحَمَاةَ وَإِدْلِبَ وَحُورَانَ وَالْحُولَةَ دَلَائِلُ عَلَى هَذَا الْحِقْدِ الدَّفِينِ،نُشَاهِدُهَا كُلَّ يَوْمٍ، وَنَرَى الضَّحَايَا مُمَزَّقَةَ الْأَجْسَادِ، وَمَاخَفِيَ عَنَّا أَعْظَمُ وَأَكْثَرُ مِمَّا بَلَغَنَا.
فاللهم رحماك رحماك بعبادك المستضعفين في بلاد الشام
أقول قولي هذا وأستغفر الله
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على عبده المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اجتبى ، أما بعد فيا إخوة الإيمان :
إن قتل الأطفال ظلماً وعدواناً لا يصدر إلا ممن تخلى عن كل قيمه الإنسانية وهي سياسة فراعنة الأرض الذين قال الله عن كبيرهم الذي علمهم الفرعنة والطغيان : ( إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ).
لقد تألمنا وازددنا ألماً على آلامنا مجزرة الحولة بمناظر أطفالها الممزقة ، أطفال يكبلون ، ويصرخون ويتوسلون ، ويسألون بالله رب العالمين ، فيعيشون لحظات الموت قبل الموت , فيا لله من منظر لا تطيقه مهج بشرية ، ولا أنفس فيها ذرة من رحمة وإنسانية .
فآه ثم آه من مرارات في القلوب ولوعات في الضمير من هوان المسلمين وذلهم وقلة حيلتهم .
والله والله لو رأى عرب الجاهلية عبدة الحجر والصنم ، هذه المناظر المؤلمة لطلقوا الحياة وهبُّوا لنجدتهم وإنقاذهم .
أما نحن فنهب لهيئة الأمم ومجلس الأمن ، وهم جزء من مشكلتنا وهم الذين جرَّأو الجزار على القتل والإرهاب .
من خمسين سنة ونحن نشجب ونرفع إليهم مآسينا وظلمنا ،
شكونا إلى الأعداء ألف شكاية ** وقد كلَّ من نقل الشكاوى بريدُها
وألـف احـتـجـاج قـد بعـثـنا بشدة ** فلم يجد نفعا سهلها وشديدها
وكانت مواعيد الأعادي خرافة ** وأقوالها كِذْباً وزروراً عهودها
مجالسها للغدر والظلم أٌسست ** فحكامها منهم ومنهم شهودها
وأوراق شكوانا على الرَّفِ كدِّست ** وبين زواياها ليشبع دودها
نعم حصلت هذه المجزرة ومراقبوا هيئة الأمم على الأرض فماذا صنعوا !!
لنتذكر أن مجزرة صبرا وشاتيلا ، ومجزرة قانا حدثت ولجان هيئة الأمم على الأرض ، فما صنعوا ؟؟؟
لا شي ، غير الاستنكار البارد ، والوعود المخدرة للشعوب الغاضبة .
وأخيراً يا أهل الإيمان فإننا على يقين من ربنا أنه سبحانه أرحم بأهلنا في الشام منا ، وأشد غضباً على عدوهم منا ، وأنه سبحانه لن يتخلى عن المظلومين ولن يهمل الظالمين ، ولعل هذه الفضاعة في القتل هي آخر أسلحة العدو ، وتباشير المقاومة والجهاد هناك تزف كل يوم ، وتزداد قوة وتمكنا رغم خذلان المسلمين ، فالأمل بالله كبير ، ولن يخيب سبحانه من داعاه ورجاه ، فكيف إذا كان مظلوماً مقهوراً ، وقد قال سبحانه: ( وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين )
(بَشَّارُ) فَابْشرْ سَتَلْقَى كُـلَّ مُخْزِيَةٍ *** فَأَنْتَ شُـؤْمٌ لَئِيْـمُ الطَّبْعِ غَـدَّارُ
دَمَّرْتَ شَعْبًا وَمَـا يَحْوِيْهِ مِنْ نِعَـمٍ ** وَالطِّفْلُ مَا ذَنْبُـهُ وَالشَّيْـخُ وَالدَّارُ
فَهَا هُوَ الْقُـدْسُ يَبْكِيْ مِنْ مَهَانَتِـهِ ** وَالدَّمْعُ مِنْ مُقَـلِ الْجُولاَنِ مَطَّـارُ
فَأَيْنَ مِدْفَعُـكَ الْعَاتِـيْ وَصَوْلَتُـهُ ** وَأَيْنَ جُنْـدُكَ أَيْنَ الْقِـطُّ وَالْفَـارُ
لَمْ يَعْرِفِ الْجُنْـدُ إِلاَّ قَتْلَ مُرْضِعَـةٍ ** وَقَتْـلَ شُبَّانَ قَالُوا نَحْنُ أَحْـرَارُ
دَوَّتْ مَدَافِعُـهُ فِي كُـلِّ نَاحِيَـةٍ ** لَمْ يَنْجُ مِنْ شَرِّهَا الأَهْلُوْنَ وَالْجَارُ
دَعُـوا الرَّوَافِضَ لَيْسُـوا مِنْ ثَقَافَتِنَا ** إِنْ يَسْلُبُوا أَرْضَنَـا لَمْ يَبْقَ دَيَّـارُ
أَشَدُّ مِنْ وَطْـأَةِ الْبُرْكَانِ وَطْـأَتُهُمْ ** أَشَدُّ حِقْـدًا عَلَيْنَا أَيْنَمَـا سَـارُوا
يَا أُمَّـةَ الدِّيْـنِ (بَشَّارٌ) وَزُمْرَتُـهُ ** مَعَ الرَّوَافِـضِ دَارُوا أَيْنَمَـا دَارُوا
فَاسْتَيْقِظُوا أُمَّتِـيْ أَنْتُمْ ضِيَاءُ هُـدًى ** وَسَدِّدُوْا السَّهْمَ إِنْ نَامُوا وَإِنْ ثَارُوا
وَالنَّصْرُ آتٍ وَهَـذَا الْبَغْيُ مُنْهَـزِمٌ *** وَمَرْتَـعُ الْبَغْـيِ مَهْمَا طَالَ مُنْهَارُ
المشاهدات 3523 | التعليقات 3
خطبة جميلة ورائعة
نفع الله بك
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
إلياذة أدبية
نفع الله بك
يحرم بعض الخطباء من خطبكم
بسبب
ا ل ت أ خ ر ف ي إ خ ر ا ج ه ا
تعديل التعليق