أطعموا الجائع وأغيثوا الملهوف
د مراد باخريصة
1435/04/27 - 2014/02/27 18:32PM
أطعموا الجائع وأغيثوا الملهوف
عباد الله: يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
إن هذه الآية الكريمة تأمرنا بالتعاون والتناصر والتكاتف والتآزر وأن يكون مجتمعنا الإسلامي مجتمعاً متوحداً متعاوناً يعين بعضهم بعضاً وينصر أحدهم الآخر ويقف كل واحد منهم مع أخيه المسلم خاصة في وقت الملمات وعد حلول الشدائد والنكبات وفي وقت الملمات والأزمات.
لقد حذرنا الله تبارك وتعالى من التقاعس عن النصرة ونهانا عن المواقف السلبية مع الآخرين وقت الحاجة فقال سبحانه وتعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}.
والماعون هو أن يمنع المسلم عن أخيه المسلم الأشياء التي يحتاجها منه أو يطلبها من عنده وقت حاجته إليها.
إن من الأخطاء الجسيمة التي ابتلينا بها ونقع كثيراً فيها أن يتعرض أحد من إخواننا الذين نعرف حاجتهم وفقرهم لآفة أو عاهة أو مرض يصيبه أو نازلة تحل به أو مصيبة جسيمة تقع عليه فنبقى نتفرج عليه ولا يجد من إخوانه غير الكلام عن مصيبته وتداول الأخبار عن مرضه وحاجته ولايرى منهم من يسانده ويقف إلى جانبه ويلمس منه الموقف الإيجابي المشرف ولو لم يقدم له شيئاً سوى السعي له والاهتمام به والوقوف بالأفعال لا بالأقوال معه.
ألم يقل الله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} فأين إخوة الإيمان حينما نرى أخانا المؤمن تعصف به العواصف وتنزل به النوازل ونحن ننظر له ونتفرج عليه ولانسانده ولا نقف معه في مصيبته ومحنته ونبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ" [مسلم (2564) ].
ويقول عليه الصلاة والسلام: " الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ".
إننا نأسف كثيراً حين نرى في واقعنا بعض المظاهر السيئة التي تدل على ضعف التعاون وقلة التكاتف وغياب الاستشعار بالآخرين وتجاهل مصائبهم وماوقع عليهم من البلايا والمصائب.
فهذا مريض يئن ويعرف الناس أنه مريض ويسمع الكل عنه أنه قد حلّ به المرض الفلاني وأنه في حاجة إلى الإعانة للعلاج والسفر للخارج ونبقى كلنا إلا من رحم الله نطالع أخباره ونسمع عن مصيبته دون أن نفكر في ماذا نقدم له؟ وهل بإمكاننا خدمته أو السعي له أو التحرك لأجله أو المساهمة في تخفيف معاناته.
قد يقول بعضنا وكم ستسمع وكم من مرضى وكم من تقارير وكم وكم ممن يئن ويصيح صحيح هذا لكننا نتكلم عن محيطنا ومجتمعنا وبيئتنا وإخواننا الذين نعرفهم ويعرفوننا أو يكونون أقرباء لنا أو قريبين منا أو ممن هم منا وفينا أو تجمع بيننا وبينهم صلة أو رابط.
كم نسمع من شخص فقير أو مريض وهناك من أهله وأقربائه وأصدقائه ممن هو ميسور الحال وعنده ما يغنيه ومع ذلك يقف مع أخيه أو صاحبه موقفاً سلبياً ولايقدم له شيئاً يذكر وإن قدّم له شيئاً قدم له كما يقدم له الأباعد والغرباء.
أليس هذا إخلالاً للمسئولية وضعفاً لاستشعار معنى الأخوة وتقديم يد العون والمساندة للآخرين وخاصة من الأقرباء الذين قال الله عنهم: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ }.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم "الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم صدقة وصلة ".
كم من إخواننا ومن أهل حافتنا وأبناء مجتمعنا من يصاب بمرض مزمن أو يقرر له الطبيب سفراً عاجلاً إلى الخارج فيبقى يدور بتقريره هنا وهناك ومن مسجد إلى مسجد ويتعرض عند ذلك للمذلة والإهانة وكأن البلاد خلت من المحسنين والتجار الكبار فأين دورهم وأين تذهب الثروات والزكوات
كم وكم في البلاد من جمعيات ومؤسسات ورجال المال والأعمال ومع ذلك كله ربما يبقى المريض أشهراً يجمع المال درهماً درهماً وريالاً ريالاً لكي يعالج به ويسافر لأجل مرضه بل ربما نسأل الله العافية مات قبل أن يستكمل المبلغ المطلوب خاصة إذا كان مبلغاً كبيراً أو مكلفاً أو سفراً للمستشفيات في الخارج.
للمزيد ...
عباد الله: يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
إن هذه الآية الكريمة تأمرنا بالتعاون والتناصر والتكاتف والتآزر وأن يكون مجتمعنا الإسلامي مجتمعاً متوحداً متعاوناً يعين بعضهم بعضاً وينصر أحدهم الآخر ويقف كل واحد منهم مع أخيه المسلم خاصة في وقت الملمات وعد حلول الشدائد والنكبات وفي وقت الملمات والأزمات.
لقد حذرنا الله تبارك وتعالى من التقاعس عن النصرة ونهانا عن المواقف السلبية مع الآخرين وقت الحاجة فقال سبحانه وتعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}.
والماعون هو أن يمنع المسلم عن أخيه المسلم الأشياء التي يحتاجها منه أو يطلبها من عنده وقت حاجته إليها.
إن من الأخطاء الجسيمة التي ابتلينا بها ونقع كثيراً فيها أن يتعرض أحد من إخواننا الذين نعرف حاجتهم وفقرهم لآفة أو عاهة أو مرض يصيبه أو نازلة تحل به أو مصيبة جسيمة تقع عليه فنبقى نتفرج عليه ولا يجد من إخوانه غير الكلام عن مصيبته وتداول الأخبار عن مرضه وحاجته ولايرى منهم من يسانده ويقف إلى جانبه ويلمس منه الموقف الإيجابي المشرف ولو لم يقدم له شيئاً سوى السعي له والاهتمام به والوقوف بالأفعال لا بالأقوال معه.
ألم يقل الله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} فأين إخوة الإيمان حينما نرى أخانا المؤمن تعصف به العواصف وتنزل به النوازل ونحن ننظر له ونتفرج عليه ولانسانده ولا نقف معه في مصيبته ومحنته ونبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ" [مسلم (2564) ].
ويقول عليه الصلاة والسلام: " الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ".
إننا نأسف كثيراً حين نرى في واقعنا بعض المظاهر السيئة التي تدل على ضعف التعاون وقلة التكاتف وغياب الاستشعار بالآخرين وتجاهل مصائبهم وماوقع عليهم من البلايا والمصائب.
فهذا مريض يئن ويعرف الناس أنه مريض ويسمع الكل عنه أنه قد حلّ به المرض الفلاني وأنه في حاجة إلى الإعانة للعلاج والسفر للخارج ونبقى كلنا إلا من رحم الله نطالع أخباره ونسمع عن مصيبته دون أن نفكر في ماذا نقدم له؟ وهل بإمكاننا خدمته أو السعي له أو التحرك لأجله أو المساهمة في تخفيف معاناته.
قد يقول بعضنا وكم ستسمع وكم من مرضى وكم من تقارير وكم وكم ممن يئن ويصيح صحيح هذا لكننا نتكلم عن محيطنا ومجتمعنا وبيئتنا وإخواننا الذين نعرفهم ويعرفوننا أو يكونون أقرباء لنا أو قريبين منا أو ممن هم منا وفينا أو تجمع بيننا وبينهم صلة أو رابط.
كم نسمع من شخص فقير أو مريض وهناك من أهله وأقربائه وأصدقائه ممن هو ميسور الحال وعنده ما يغنيه ومع ذلك يقف مع أخيه أو صاحبه موقفاً سلبياً ولايقدم له شيئاً يذكر وإن قدّم له شيئاً قدم له كما يقدم له الأباعد والغرباء.
أليس هذا إخلالاً للمسئولية وضعفاً لاستشعار معنى الأخوة وتقديم يد العون والمساندة للآخرين وخاصة من الأقرباء الذين قال الله عنهم: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ }.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم "الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم صدقة وصلة ".
كم من إخواننا ومن أهل حافتنا وأبناء مجتمعنا من يصاب بمرض مزمن أو يقرر له الطبيب سفراً عاجلاً إلى الخارج فيبقى يدور بتقريره هنا وهناك ومن مسجد إلى مسجد ويتعرض عند ذلك للمذلة والإهانة وكأن البلاد خلت من المحسنين والتجار الكبار فأين دورهم وأين تذهب الثروات والزكوات
كم وكم في البلاد من جمعيات ومؤسسات ورجال المال والأعمال ومع ذلك كله ربما يبقى المريض أشهراً يجمع المال درهماً درهماً وريالاً ريالاً لكي يعالج به ويسافر لأجل مرضه بل ربما نسأل الله العافية مات قبل أن يستكمل المبلغ المطلوب خاصة إذا كان مبلغاً كبيراً أو مكلفاً أو سفراً للمستشفيات في الخارج.
للمزيد ...
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
جزاك ربي الخير كله والفضل جله على خطبتك القيمة شيخ مراد نشكرك على إحساسك المرهف وشعورك المتقد.
تعديل التعليق