أصول البيعة الشرعية للشيخ صالح بن محمد آل طالب

أبو عبد الرحمن
1431/06/28 - 2010/06/11 07:46AM
أصول البيعة الشرعية
الأسرة والمجتمع, الرقاق والأخلاق والآداب, العلم والدعوة والجهاد
الآداب والحقوق العامة, قضايا المجتمع, محاسن الشريعة
صالح بن محمد آل طالب
مكة المكرمة
14/7/1426
المسجد الحرام
ملخص الخطبة
1- نوائب الدهر مقياس لثبات الأمم. 2- خطورة الجهل بأصول البيعة الشرعية. 3- حقوق الحاكم بعد بيعته. 4- التحذير من الوقيعة في ولاة الأمور. 5- مفهوم النصيحة لولي الأمر. 6- التذكير بنعمة الأمن في بلاد الحرمين.

الخطبة الأولى

أما بعد: فإن وصية الله للأولين والآخرين تقواه: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ [النساء:131]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70، 71].
أيها الناس، الأمم في أحوالها وأطوارها كبني الإنسان، لا تَسْلَم في تاريخها من مصائب ونُوَب، وحوادث وكُرَب، تَعْتَوِرُها ذات اليمين وذات الشمال، فإن لم توهنها تلك الحوادث والكروب فإنها تزيدها تمكينًا وثباتًا وقوة ورسوخًا، وقد يُقاس ثبات الأمم وقوتها بكثرة المصائب التي مرّت بها فتخطّتها سالمة قائمة. وإنّ مما يمرّ بالأمم والدول وفاة قادتها ومنظِّريها، أو غياب عظمائها ومُرشِديها، ممن اجتمعت عليهم الكلمة، وبُسِط بهم الأمن، وتخطّوا بها مضايق وعقبات وعثرات وأزمات أَوْدَتْ بدول، وعَصَفَتْ بشعوب، وأضرّت بأمم، وزلزلت كيانات.
ولقد كانت هذه البلاد في أيامها السالفة على موعد مع يوم حزين أودعت فيه حاكمَها الثَّرَى وودّعته، وشدّت على يد خليفته وبايعته، بايعته في لحظات سرّت المحبّين، وساءت الشانئين، والحمد لله رب العالمين، لحظات أسدلت ستارًا على زمنٍ من الإشاعة والإرجاف، ممن تشاءموا بالخلاف، وانفراط عقد الاجتماع والائتلاف.
أيها المسلمون، ومن انقضاء عهدٍ وإطلالة عهدٍ جديد ينبغي للمسلم أن يدرك أن للبيعة الشرعية أصولاً وأحكامًا، وللسمع والطاعة حدودًا وأعلامًا، ولحقوق الراعي والرعية في الشريعة آدابًا وأحكامًا، وقد بيّن ذلك العلماء والخطباء، وطبّقوه واقعًا مع العامّة والكبراء، كما يحسن بالمسلم أن يدرك ما يحقّ له الاهتمام به، ويجب عليه الكفّ عنه، فإن لذلك آدابًا وأصولاً تنبغي الإحاطة بها ومعرفة حدودها ورسومها، وكم أورث الخلْطُ فيها من إضاعة للأوقات، وإثارة للنفوس والحزازات، وانشغال بالإشاعات، وإرجاف بالناس، والتساؤل فيها مدعاة للجُرْأة على أمورٍ يذوق المجتمع مرارتها.
وإن النـار بالعُـودَيْن تُذْكَى وأمرُ الحـربِ أوّله كـلامُ
وإن الناظر في واقع الأمة الإسلامية عامة يرى أن جزءًا كبيرًا من القضايا الخاطئة والتي أضرت بالمسلمين، وساهمت في الشَّتَات، ومنها الغلوّ والتكفير والخروج على جماعة المسلمين وولاتهم؛ هو عدم الإدراك والاستيعاب للبُعْد الشرعي لمسألة الولاية في الإسلام، وكذا البُعْد عن اتّباع السنة في التعامل مع ولاة الأمر باختلاف الأحوال. وقد أخبر النبي عن وجود النقص في الحكّام، ومع ذلك أَمَرَ بالسمع والطاعة بالمعروف، ففي الصحيحين أن النبي قال: ((إنها ستكون بعدي أَثَرَة وأمور تُنكرونها)). قالوا: يا رسول الله، كيف تأمر من أدرك منّا ذلك؟ قال: ((تؤدّون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم))[1]، وذلك لِمَا في الخروج على الولاة وجماعة المسلمين من المفاسد ما يفوق المصالح المتوهّمة أضعافًا كثيرة، وهل خرجت الخوارج والنواصِب والروافض، وانقسم الناس أحزابًا وأشياعًا، وتقاتل المسلمون، وعمّتهم الفتنة، ووقع الاختلاف؛ إلا بسبب النقد الجائر على الخليفة عثمان بن عفان ، وتحريض الأوباش عليه حتى قتلوه، واستحلّوا دمه الطاهر، ثم قتلوا بعده الخليفة علي بن أبي طالب ، فَانفتح باب شرّ لم يزل أثره حتى اليوم؟! وكل ذلك كان بعيدًا عن التوجيه الإلهي: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء:59].
أيها المسلمون، حق الحاكم بعد بيعته إحسان الظن فيه، والتماس العذر له فيما يأتي ويذَر من أمور الحكم، خصوصًا إذا كان مُحَاطًا بِسَاسَة وعلماء ومختصين، فإنهم يرون ما لا يرى غيرهم، يوازنون الأمور، ويراعون المصالح، والمعافى من كُفِي. ولقد قرّر أهل الأدب والعلم بالتاريخ أنّ من شأن الرعية قلّة الرضا عن الأئمة، وتَحَجُّرِ العذر عليهم، وإلزام اللائمة لهم، ورُبَّ مَلوم لا ذنب له. ولا سبيل إلى السلامة من ألسنة العامة إذا كان إرضاء الجميع من المُعْجِز الذي لا يُدرَك، والممتنِع الذي لا يُملَك، ولكلٍّ حصّته من العدل ومنزلته من الحكم. فمن حق الإمام على رعيته أن يقضي عليهم بأغلب من فعله، والأعم من حكمه، ومن حق الرعية على الراعي حسن القبول لظاهر طاعتها، كما قال زياد لما قدم العراق واليًا عليها: "أيها الناس، قد كان بيني وبينكم إِحَنٌ، فجعلتُ ذلك دَبْرَ أُذُنِي، وتحت قدمي، فمن كان محسنًا فليزدد في إحسانه، ومن كان مسيئًا فلينزع عن إساءته، إني لو علمت أن أحدكم قد قَتَله السَّلُّ من بُغْضِي لم أكشف له قناعًا، ولم أهتك له سترًا حتى يبدي صفحته لي"[2]. وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (إذا كان الإمام عادلاً فله الأجر وعليك الشكر، وإذا كان الإمام جائرًا فله الوزر وعليك الصبر). ومما يعين على الصبر الإدراك بأن الرفق في إنفاذ الأمور من سَجِيّة السلاطين، وقد قال عبد الملك لأبيه عمر بن عبد العزيز رحمه الله: يا أبتي، مالك لا تنفذ في الأمور؟! فوالله لا أبالي في الحق ولو غلت بي القدور. فقال عمر: لا تعجل يا بني؛ فإن الله ذمّ الخمر في القرآن مرتين، وحرّمها في الثالثة، وأنا أخاف أن أحمل الناس على الحق حَمْلة فيدفعوه فتكون فتنة[3]. ومحصِّلة ذلك أن إعذار الحاكم وإحسان الظن فيما يُمْضِي هو الأسلم، وكم جرّب المجتمع أحوالاً تبيّن بعد انقشاع الغُمّة أن المصلحة كانت فيما أمضاه الحاكم؟!
ومن أدب الرعية وحق سَاسَتها عليها احترام الخوض في الأمور الكبرى وإيكال الأمر لأهله في القضايا المصيرية، فإن هذه الشؤون كثيرًا ما تكون حقائقها أعمق من فُهُوم العامة، وبواطنها أبعد عن إدراكهم، مع ما ينتج من الإذاعة بها من الإرجاف والخلاف. ولقد عاتب الله قومًا سارعوا في مثل هذه المقالات فقال سبحانه: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً [النساء:83]، قال السعدي رحمه الله: "هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق، وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمرٌ من الأمور المهمة والمصالح العامة وما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين أو بالخوف أن يتثبّتوا، ولا يستعجلوا في إشاعة ذلك الخبر والخوض فيه، بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم، أهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة، وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يُولَّى من هو أهل لذلك، ولا يُتَقَدّم بين أيديهم، فهو أقرب للصواب وأحرى للسلامة من الخطأ" انتهى كلامه رحمه الله[4].
ومع أن البُعْد عن الخوض فيما لا علم للإنسان به مما جاء به التوجيه الشرعي فإنه حِسٌّ حضاري، وذوق رفيع يتحلّى به ذوو الأقدار، والله تعالى يقول: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً [الإسراء:36].
أيها المسلمون، الوقيعة في المسلم معصية في ذاتها، وفي حق ذوي الأقدار أشدّ، وهي مُذْهِبَة لهَيْبة الحاكم في نفوس العامة، كما هي الشرارة الأولى لتهييج القلوب عليه، وإذكاء الفتنة، ولإيصاد هذا الباب جاء الشرع المطهّر بالنهي عن سب الولاة والطعن عليهم، فعن أنس بن مالك قال: (نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله أن لا تسبّوا أمراءكم ولا تغشّوهم ولا تعصوهم، واصبروا واتقوا الله عز وجل، فإن الأمر قريب) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة والبيهقي في شعب الإيمان[5].
وروى الترمذي بسند حسن عن زياد العدوي قال: كنت مع أبي بَكْرَة تحت منبر ابن عامر وهو يخطب وعليه ثياب رِقاق، فقال أبو بلال: انظروا إلى أميرنا يلبس ثياب الفسّاق! فقال أبو بَكْرَة : اسكت؛ سمعت رسول الله يقول: ((من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله))[6].
وأخيرًا فإن من حق الحاكم مناصحته وإعانته على ما ولي إذ التبعة كبيرة والمسؤولية عظيمة، ففي صحيح مسلم عن تميم الداري قال: قال رسول الله: ((الدين النصيحة)). قلنا: لمن؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامّتهم))[7]. قال الخطابي رحمه الله: "النصيحة كلمة جامعة معناها: حِيَازة الحظّ للمنصوح له"[8]. وقال النووي رحمه الله: "وأما النصيحة لأئمة المسلمين فمعاونتهم على الحق، وطاعتهم فيه، وأمرهم به، وتنبيههم وتذكريهم برفق ولطف، وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين، وترك الخروج عليهم، وتألّف قلوب الناس لطاعتهم، وأن لا يُغرّوا بالثناء الكاذب عليهم، وأن يُدعَى لهم بالصلاح" انتهى كلامه رحمه الله[9]. ومنه يُعلَم أن النصيحة تشمل أمرين:
الأول: أن يتقن كل صاحب عمل عمله الذي ولاّه الحاكم إياه، وأن يخلص فيه ويجيد، ويكمّله حسب جهده وطاقته.
والثاني: إسداء النصح والتوجيه بمراعاة آداب النصيحة وأصولها، وهذا كله من التعاون على البرّ والتقوى.
هذه بعض الآداب والأصول، نسأل الله تعالى التوفيق لما يحبّ ويرضى.
بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنة، ونفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا، وأستغفر الله تعالى لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.






[1] صحيح البخاري: كتاب المناقب (3603)، وصحيح مسلم: كتاب الإمارة (1843) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
[2] انظر: البيان والتبيّن للجاحظ (1/244).
[3] انظر: الموافقات (2/93، 94).
[4] تيسير الكريم الرحمن (160).
[5] السنة لابن أبي عاصم (2/217)، شعب الإيمان للبيهقي (6/69)، وجود إسناده الألباني في تعليقه على السنة.
[6] سنن الترمذي: كتاب الفتن (2224)، وقال: "حسن غريب"، وأخرجه ـ أيضًا ـ الإمام أحمد (5/42) مختصرًا، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (2297).
[7] صحيح مسلم: كتاب الإيمان (55).
[8] معالم السنن (7/247) بتصرف.
[9] شرح صحيح مسلم (2/38).



الخطبة الثانية

الحمد لله أولى مِنَنَه، وأسبغ نعمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى سُنَنه.
أما بعد: أيها المسلمون، ففي مصائب الأمم ونوائبها ونوازلها وحوادثها يتبين معدنها، ويُسْفِرُ واقعها عن مُرْتَكَزِها، والمَحَك يُظْهِر المكنون، وفي كل أحوال هذه البلاد قد أظهر الله أمنها، وأعلى شأنها، وأرغد عَيْشها؛ بسبب تمسّكها بدين الإسلام وتطبيقها شريعته، فما كان الله ليخذلها إذ أتمّ عليها النعمة باجتماع الكلمة وظهور السنة.
أيها المسلمون، إن المقام مقام حمدٍ لله وثناء، لا مقام فخر ورياء، وحين تُذْكر النعم فإنه لأجل شكر مُسْدِيها، وحَمْدِ بارِيها: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ [النحل:53]. وليزداد تشبّث المسلم بها وبأسبابها الجالبة لها.
عباد الله، في عالم يُتَخَطَّفُ فيه الناس من حولنا، وتُفْنَى فيه شعوب، في عالم مضطرب بالحروب والاعتداءات، والفوضى والانقلابات، وانفلات الأمن واحتلال الديار، والتفجير والاغتيالات، في خضمّ هذه الصراعات تظلّل سحابة الأمن والاستقرار بلاد الحرمين الشريفين، وتمطر مُزْنةٌ الأمن هدوءًا وسكينة، ألا يستحقّ هذا تفكّرًا وتدبّرًا وحمدًا وتشكّرًا؟!
إنها نعمة عظيمة لا يُقدّرها إلا من فقدها، أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ [العنكبوت:67]. إن هذا الأمن الوارِف، واجتماع الكلمة من غير مخالف؛ لهو إحدى ثمرات التوحيد الذي أنعم الله به على هذه البلاد، وقد قال الحق سبحانه: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82]. وقد روى البخاري ومسلم رحمهما الله أنه لما نزلت هذه الآية شقّ ذلك على أصحاب النبي وقالوا: أينا لا يظلم نفسه؟! فقال رسول الله : ((ليس هو كما تظنون؛ إنما هو كما قال لقمان لابنه: يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)).
كما أكّدت الأيام تمسك هذه البلاد وولاة أمرها بكتاب الله وسنة رسول الله منهجًا وطريقًا وعملاً وتطبيقًا، ذلك أن شريعة الإسلام في كل تفاصيل الحياة هي قَدَرُ الله لهذه الأرض ووظيفة أهلها تجاه العالم، فهي مهبط الوحي الخاتم، وإليها الحج والمقصد، وهي قبلة المسلمين أحياءً وأمواتًا، وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ [البقرة:150]. ومنه يُعلَم أيضًا عظم جُرْم من أخلّ بأمن هذه البلاد أو إيمانها، حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه.
نسأل الله تعالى للراحل نُزُل الجنات، ورِفْعة الدرجات، وسابِغ الرحمات، وأن يجزيه على ما قدّم لأمته خيرًا. اللهم إنا نسألك لولي أمرنا التوفيق والسداد، وأن تأخذ به للهدى والرشاد، اللهم كن له مؤيّدًا ونصيرًا ومعينًا وظهيرًا، ووفّقه ونائبه وإخوانه وأعوانه لما فيه صلاح العباد والبلاد، وأصلح له بطانته يا سميع الدعاء.
ثم صلّوا وسلموا على الرحمة المهداة، والنعمة المُسْداة، محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد...
المشاهدات 4214 | التعليقات 1

رحم الله الملك عبد الله بن عبد العزيز وأحسن عزاء الأمة فيه ووفق خلفه لكل خير