أصحاب القرية

عنان عنان
1436/02/04 - 2014/11/26 07:37AM
( قصة أصحاب القرية )
قال تعالى: واضربْ لهم مثلاً أصحابَ القريةِ إذ جاءها المرسلون-
إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالثٍ فقالوا إنا إليكم مرسلون
قال أهلُ العلم: أنَّ سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام أرسلَ رجلينِ من الحوارينَ إلى هذه القريةِ وهذه القرية هي كما قالوا أهلُ العلمِ ( أنطاكية وهي مدينة بالروم- وكانت تعبد الاصنام )
فلما أرسل الله إليهم اثنين كذبوهما فعززهم الله بثالث
قال ابن زيد: فجعلناهم ثلاثة وعززناهم والتعزز هو القوة
فقال أصحابُ القرية: كما أخبرَ عنهم سبحانه وتعالى: قالوا ما أنتم إلَّا بشرٌ ملنا وما أنزلَ الرحمنُ مِنْ شيءٍ إنْ أنتم إلَّا تكذبونَ
أيْ قالوا: لو كنتم رسلاً كما تزعمون لكنتم ملائكة ولكن ما أنزل الله من شيءٍ ولا بعثكم علينا
فقال أصحابُ القرية: ربنا يعلمُ إنا إليكم لمرسلون- أيْ ربُّنا يعلمُ إننا لصادقون في دعوتنا إليكم وإننا رسلٌ مِن عندِ ربِّنا
قالوا: وما علينا إلَّا البلاغُ المبينُ- أيْ ما علينا إلَّا لندعكم للحق ولصراط المستقيم فإنِ استجبتم حظاً لإنفسكم وإن تخلفتم الله وليكم وهو يحكم بينكم
فقالَ أصحابُ القرية: كما أخبر عنهم سبحانه وتعالى
قالوا إنَّا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنَّكم منَّا عذابٌ إليمٌ
تطيرنا أي تشاءمنا منكم وإنْ أصابنا شرٌ فمن أجلكم
لئن لم تنتهوا عما تقولون- أي نهيكم لنا عن عبادة الاصنام وأنكم رسل
لنرجمنكم بالحجارة وليمسنَّكم منَّا عذابٌ موجعٌ
فقالتْ لهم الرسل: قالوا طائركم معكم أينْ ذُكِّرتم بلْ كنتم قومٌ مسرفون
طائركم أي عملكم بمعنى إذا أصابكم بلاء أو شر أو خير فقد كتبه الله عليكم وليس منا- وكنتم قومٌ مسرفونَ أي أصحابُ معاصي وأثامٍ
ثم قال تعالى: وجاءَ مِنْ أقصا المدينةِ رجلٌ يسعى قال يا قومِ اتبعوا المرسلين
وهذا الرجل اسمه حبيب بن المُرِّي
قالَ قتادة: ذُكرَ لنا أنَّ اسمَهُ حبيب وكان في غارٍ يعبُدُ ربَّهُ فلما سَمِعَ بهم أقبلَ إليهم.
فقال يا قوم اتبعوا المرسلين أي اتبعوا طريقهم فهم أهل حق ورشد واهتدوا بهداهم
ثم قال اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون
قال ابنُ عباسٍ: أي لا يسألوكم أموالَكم على ما جاءوكم بهِ وهم لكم ناصحون فأتبعوهم تهتدوا بهداهم
وقوله تعالى: وهم مهتدون أيْ على طريقِ استقامةٍ مِنَ الحقِّ فأهتدوا أيها القومُ بهداهم.
فقال هذا الرجل: إني أمنتُ بربكم فاسمعونَ- أي نادى قومه واعلن ايمانَه بربه امامهم فقتلوه قومه
قال بعض اهل العلم: رجموه وقال بعضهم وطئوه باقدامهم
قال عبد الله بنُ مسعود: وطئوه بإقدامهم حتى خرج قصبُه منْ دُبرهِ
فلما مات أدخله الله الجنة فوجبت له الجنة
فقال تعالى: قيلَ أدخلِ الجنةَ قالَ يا ليتَ قومي يعلمونَ بما غفرَ لي ربي وجعلني مِنَ المكرَمينَ
قال عبد الله بن مسعود: قالَ اللهُ له أدخلِ الجنة فلما دخلها اذهب اللهُ عنها سقمَ الدنيا وحزنَها ونصبَها فلما أفضى إلى رحمةِ اللهِ وجنتهِ وكرامتهِ قال يا ليتَ قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني مِنَ المكرَمينَ."
المشاهدات 1839 | التعليقات 0