أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا
سعود المغيص
اَلْخُطْبَة اَلْأُولَى :
إِنَّ اَلْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسَنَا وَسَيِّئَات أَعْمَالِنَا ، مِنْ يَهُدُّهُ اَللَّهُ فَلَا مُضِل لَهُ ، وَمِنْ يُضَلِّلُ فَلَا هَادِي لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدِ اَللَّهْ وَرَسُولِهِ صَلَّى اَللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَمَّا بَعْدَ عِبَادِ اَللَّهِ :
اِتَّقَوْا اَللَّهُ تَعَالَى وَاعْلَمُوا أَنَّ اَلْمُتَأَمِّلَ فِي كِتَابِ اَللَّهِ وَمَا فِيهِ مِنْ اَلْقَصَصِ ، يُلَاحِظَ أَنَّ فِئَةً مِنْ هَؤُلَاءِ اَلْأَعْدَاءِ قَدْ شَغَلَتْ أَخْبَارَهُمْ وَاحْتَلَّتْ أَنْبَائِهِمْ رُقْعَةً مِنْ اَلْقُرْآنِ وَقِصَصِهِ ، فَبَيْنَ أَفْعَالِهِمْ مَعَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَادِقِيهِمْ ، وَأَظْهَرَ مَوَاقِفَهُمْ مِنْ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَى تَوَالِي اَلسِّنِينَ ، وَأَمَاطَ اَللِّثَامُ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ صِفَاتِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ وَخِصَالِهِمْ اَلَّتِي اِخْتَصُّوا بِهَا ، دُونُ سَائِرِ اَلْأَعْدَاءِ وَالْمُعَانِدِينَ .وقد أخبرَ اللهُ سبحانه وتعالى عن شِدَّةِ عداوتِهم للمؤمنين الصادقين عامَّةً، ولخاتم النبيين وأتباعِه خاصَّةً، فقال تبارك وتعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾ سعوا بكلِّ وسيلةٍ، وطرقوا كل بابٍ، وسلكوا كل دربٍ لإطفاءِ نور الله وإحباطِ دعوتِه ورسالتِه، فباؤوا باللعنةِ والخيبةِ والغضَبِ والخَسارِ ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
وَرَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا قَدَّمَ اَلْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا عَاهَدَ مِنْ فِيهَا مِنْ اَلْيَهُودِ وَسَالَمَهُمْ ، وَأَقَرَّهُمْ عَلَى اَلْبَقَاءِ فِيهَا مَا أَقَامُوا اَلْعُهُودُ وَحَفِظُوا اَلْمَوَاثِيقَ ، إِلَّا أَنَّ اَلْيَهُودَ لِمَا رَأَوْا ظُهُورُ اَلدِّينِ وَانْتِصَارَاتِ خَاتَمِ اَلنَّبِيَّيْنِ مَلَأَ اَلْحَسَدُ وَالْحِقْدُ قُلُوبَهُمْ ، فَتَفَجَّرَتْ يَنَابِيعُ اَلشَّرِّ وَالْغَدْرِ وَالْخِيَانَةِ فِي أَفْعَالِهِمْ وَأَقْوَالِهِمْ ، فَنَاصَبُواَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ اَلْعَدَاءِ اَلْمُسْتَحْكِمِ اَلْمَرِيرِ ، وَأَخَذُوا ضِدَّهُ كُلُّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ أَثِيمٍ ، فَرِحُوا وَاسْتَبْشَرُوا بِمَا نَزَلَ بِرَسُولْ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ مِنْ اَلْمُنْكَرَاتِ وَالْأَزَمَاتِ ، وَتَأَلَّمُوا لِمَا أَحْرَزَهُ مِنْ اَلْفُتُوحَاتِ وَالِانْتِصَارَاتِ ، فَطَفِقُوا يُخَطِّطُونَ وَأَخَذُوا يَمْكُرُونَ بِرَسُولْ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْوَاعًا مِنْ اَلْمَكْرِ وَالْكَيْدِ ، فَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُمْ أَكْثَرُوا عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَلْأَسْئِلَةَ تَعَنُّتًا وَتَعْجِيزًا لِيُحْرِجُوا رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُشَكِّكُوا فِي صِدْقِهِ وَنَبُّوتِهِ ، فَأَحْبَطَ اَللَّهُ عَمَلَهُمْ وَخَيَّبَ سَعْيُهُمْ وَفُلُّ قَصْدُهُمْ فَأَجَابَهُمْ عَمَّا كَانُوا يَسْأَلُونَ ، وَأَسْمَعَهُمْ مَا يَكْرَهُونَ ، فَقَالَ اَللَّهُ تَعَالَى : ? وَإِنْ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْكِتَابَ لِيعَلْمُونْ أَنَّهُ اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اَللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ? ، وَمِمَّا آذَوْا بِهِ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ سَحَرُوهُ ، فَقَدْ أَوْعَزَتْ يَهُود عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اَللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ إِلَى لَبِيدْ بْنْ اَلْأَعْصَمْ اَلْيَهُودِيَّ ، فَسَحَرَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَانَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ اَلشَّيْءُ وَمَا فَعَلَهُ ، فَأَبْطَلَ اَللَّهُ كَيْدَهُمْ وَأَفْسَدَ مَكْرُهُمْ ، فَفَكَّ اَللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَلسِّحْرُ وَشِفَاهٌ .
وَمِمَّا آذَتْ بِهِ يَهُودُ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ نَقَضُوا اَلْعُهُودُ وَنَكَثُوا بِالْمَوَاثِيقِ وَسَلَكُوا دُرُوبَ اَلْغَدْرِ وَالْخِيَانَةِ وَالْغِشِّ وَالِاحْتِيَالِ ، فَأَلَّبُوا اَلْقَبَائِلَ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأُغْرُوهُمْ بِقِتَالِهِ وَحَرَّضُوا عَلَى حَرْبِهِ ، وَوَعَدُوهُمْ بِالْمُسَانَدَةِ وَالْمُنَاصَرَةِ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا بَانَ نَكْثَهُمْ وَظَهَرَ نَقْضُهُمْ أَجْلَاهُمْ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ اَلْمَدِينَةِ طَائِفَةً تِلْوَ أُخْرَى ، حَتَّى كَانَ آخِرُهُمْ خُرُوجًا بَنُو قُرَيْظَة ، اَلَّذِينَ أَجْلَاهُمْ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْد غَزْوَةِ اَلْأَحْزَابِ ، كَمَا قَصَّ اَللَّهُ عَلَيْنَا نَبَأَهُمْ فِي سُورَةِ اَلْأَحْزَابِ .
وَقَدْ بَلَغَ اَلْحِقْدُ وَالْغُلُّ وَالْكُفْرُ فِي يَهُودِ مُنْتَهَاهُ بَعْد اِنْتِصَارَاتِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ ، وَبُعْد اِنْحِسَارَاتِهِمْ وَانْكِسَارَاتُهُمْ ، فَحَاوَلُوا أَنَّ يَحْيَوْا سَنَةُ آبَائِهِمْ وَأَسْلَافِهِمْ ، فَدَبَّرُوا عَدَدًا مِنْ اَلْمُؤَامَرَاتِ لِقَتْلِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ آخِرٌ مُحَاوَلَاتِهِمْ أَنَّ اِمْرَأَةً مِنْهُمْ دَسَّتْ اَلسُّمَّ لِرَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَاهٍ صَنَعَتْهَا ، فَتَنَاوَلَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَلذِّرَاعُ فَلَاكَ مِنْهَا مُضْغَةَ وَلَمَّ يَسْغَهَا ، فَمَا زَالَ لِهَذِهِ اَلْأَكْلَةِ اَلَّتِي أَكَلَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَثَرٌ ، حَتَّى إِذَا كَانَتْ سَاعَةُ وَفَاتِهِ قَالَ لِعَائِشَة رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا كَمَا فِي اَلْبُخَارِي مُعَلِّقًا بِصِيغَةِ اَلْجَزْمِ : ( يَا عَائِشَة ، مَا أَزَالَ أَجِدُ أَلَمُ اَلطَّعَامِ اَلَّذِي أَكَلَتْ بِخَيْبَرِ ، فَهَذَا أَوَانِ وَجَدَتْ اِنْقِطَاعَ أُبْهِرِيَ مِنْ ذَلِكَ اَلسُّمِّ ) وَالْأَبْهَرِ عِرْق فِي اَلظُّهْرِ ، مُتَّصِل بِالْقَلْبِ ، إِذَا اِنْقَطَعَ مَاتَ صَاحِبُهُ ، وَمَعَ هَذِهِ اَلْمَكَايِدِ كُلِّهَا فَقَدَ رَدُّ اَللَّهِ اَلَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اَللَّهُ رَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ شَرَّ أَعْدَائِهِمْ . .
اَلْخُطْبَة اَلثَّانِيَةِ:
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدَ عِبَادِ اَللَّهِ :
لَقَدْ اِسْتَعْرَضْنَا صَفْحَةٌ مِنْ تَارِيخٍ يَهُودٌ مَعَ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ ، مُمَثِّلَةٌ بِنَبِيِّهَا صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ رَأَيْنَا مَا اِجْتَمَعَ فِي هَؤُلَاءِ اَلْقَوْمِ مِنْ اَلْكُفْرِ وَالِاسْتِكْبَارِ وَالْعِنَادِ وَالظُّلْمِ وَالْغَدْرِ وَالْحَسَدِ وَالْبَغْيِ ؛ وَرَأَيْنَا كَيْفَ آلَ بِهُمْ اَلْأَمْرُ فَأَجْلَاهُمْ اَلنَّبِيّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ اَلْمَدِينَةِ وَغَزَاهُمْ فِي خَيْبَرِ ، آخِرٌ مَعَاقِلِهِمْ فِي اَلْجَزِيرَةِ ، وَأَنْزَلَ بِهُمْ أَلْوَانًا مِنْ اَلْعَذَابِ بِسَبَبِ مَا اِجْتَمَعَ فِيهِمْ مِنْ خِلَالِ اَلْكُفْرِ وَصِفَاتِهِ ، فَصَدَّقَ اَللَّهُ تَعَالَى حَيْثُ قَالَ : ? إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالُهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اَللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُون عَلَيْهِمْ حَسْرَةٌ ثُمَّ يَغْلِبُونَ وَاَلَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يَحْشُرُونَ ؟ .
وَالْمُتَأَمِّلَ فِي مَاضِي اَلْأُمَّةِ وَحَاضِرِهَا يُدْرِكُ أَنَّ بَلِيَّةَ اَلْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ بِالْيَهُودِ عَظِيمَةٍ شَدِيدَةٍ ، فَكَمْ مِنْ مَعْقِلٍ لِلْإِسْلَامِ قَدْ سَعَوْا فِي هَدْمِهِ ، وَكَمْ مِنْ حِصْنٍ رَامُوا هَتْكُهُ ، وَكَمْ مِنْ عِلْمٍ عَمِلُوا عَلَى طَمْسِهِ ، ضَرَبُوا بِمَعَاوِلِ اَلشُّبُهَاتِ فِي أَصْلِهِ ، وَرَوَّجُوا اَلْإِبَاحِيَّةَ وَالْفَسَادَ لِيَصُدُّوا اَلنَّاسَ عَنْ عِبَادَةِ رَبِّ اَلْعِبَادِ تَحَالَفُوا مَعَ شَيَاطِينِ اَلْإِنْسِ وَالْجِنِّ ضِدِّهِ ، عَمِلُوا عَلَى إِحْدَاثِ اَلْفِرْقَةِ فِي أُمَّتِهِ وَإِثَارَةِ اَلْفِتَنِ بَيْنَ أَهْلِ مِلَّتِهِ ، وَعَكَفُوا عَلَى تَرْوِيجٍ وَإِشَاعَةِ وَإِنْشَاءِ اَلْأَقْوَالِ اَلْمُبْتَدَعَةِ وَالْآرَاءِ اَلضَّالَّةِ وَالْمَذَاهِبِ اَلْمُنْحَرِفَةِ .
وَعَدَاوَةُ يَهُودٍ لِلْأُمَّةِ لَيْسَتْ رَهِينَةَ فَتْرَةٍ زَمَنِيَّةٍ ثُمَّ تَنْتَهِي ، بَلْ عَدَاوَتُهُمْ لِلْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ دَائِمَةً إِلَى آخَرَ اَلزَّمَانَ ، مُمْتَدَّةً عَبْرَ اَللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ ، مُتَوَارَثَةً جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ ، أَوْصَى بِهَا اَلْأَكَابِرُ وَالْأَصَاغِرُ ، وَحَمَّلَهَا سَلَفُهُمْ خَلْفَهُمْ ؛ لِذَا فَإِنَّ اَلْيَهُودَ حُلَفَاءَ كُلٍّ مِنْ عَادِيٍّ اَلْأُمَّةِ اَللَّهُمَّ أَعَزّ اَلْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ وَأَذَلَّ اَلشِّرْكُ وَالْمُشْرِكِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ اَلدِّينِ ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ اَلْمُؤْمِنِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ، اَللَّهُمَّ أُصْلِحَ أَحْوَالَ اَلْمُسْلِمِينَ .
اَللَّهُمَّ مِنْ أَرَادَنَا وَالْمُسْلِمِينَ بِسُوءٍ وَفِتْنَةٍ ، فَأَشْغَلَهُ بِنَفْسِهِ وَرَدَ كَيْدُهُ فِي نَحْرِهِ وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ وَتَدْمِيرَهُ يَا قَوِيٌّ يَا عَزِيزٌ ، اَللَّهُمَّ اِحْفَظْ اَلْمَسْجِدَ اَلْأَقْصَى وَأَهْلَهُ اَلْمُرَابِطِينَ ،
اَللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْيَهُودِ اَلْمُعْتَدِينَ ، نَدْرَأُ بِكَ فِي نُحُورِهِمْ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ ،
اَللَّهُمَّ أَنْزَلَ بِهُمْ بَاسَكُ اَلَّذِي لَا يَرُدُّ عَنْ اَلْقَوْمِ اَلْمُجْرِمِينَ ،
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَحْفَظَنَا بِحِفْظِكَ، وَأَنْ تَكْلَأَنَا بِرِعَايَتِكَ، وَأَنْ تَدْفَعَ عَنَّا الغَلَاءَ وَالوَبَاءَ وَالرِّبَا وَالزِّنَا وَالزَّلَازِلَ وَالمِحَنَ وَسُوءَ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُ فِي رِضَاكَ، وَهيِّئْ لَهُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْه وَوَلِيَّ عَهْدِهِ وَسَدِّدْهُمْا وَأَعِنْهُمْا، وَاجْعَلْهُما مُبارَكِيْنَ مُوَفَّقِيْنَ لِكُلِّ خَيْرٍ وَصَلاحٍ يارب العالمين
اَللَّهُمَّ اُنْصُرْ جُنُودَنَا اَلْمُرَابِطِينَ عَلَى اَلْحُدُودِ ، اَللَّهُمَّ أَنْزَلَ اَلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِهِمْ ، وَثَبَتَ أَقْدَامَهُمْ ، وَاحْفَظْهُمْ مِنْ كَيْدِ اَلْأَعْدَاءِ .
اللَّهُمَّ أَنْتَ اللهُ لَا اِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، أَنْتَ الغَنِيُّ وَنَحْنُ الفُقَرَاءُ ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنْ القَانِطِينَ ، اَللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنْ القَانِطِينَ ، اللّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللّهُمَّ أغِثْنَا ، اللّهُمَّ أغِثْنَا ؛ اَللَّهُمَّ اِسْقِنَا وَأَغِثْنَا ، اَللَّهُمَّ أَغِثْ قُلُوبَنَا بِالإِيمَانِ وَاليَقِينِ ، وَبِلَادَنَا بِالخَيْرَاتِ وَالأَمْطَارِ والْغَيْثِ الْعَمِيمِ ،
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
اَللَّهُمَّ صَلَّى اَللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدْ وَآلُهُ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ .