أسبوعٌ حافلٌ بأيَّامِ اللهِ
عبدالمحسن بن محمد العامر
الحمدُ للهِ المنّانِ؛ امتنَّ على عبادِه بالهدايةِ والإيمانِ، وشرعَ لهم شرائعَ تقرِّبُهم مِنْهُ وترْفَعُهُم في درجاتِ الجنانِ، وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له الواحدُ الديّانُ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه أحيا بهِ اللهُ قلوباً مِنَ الإنسِ والجانِّ، صلى اللهُ وسلّمَ عليه وعلى صحابَتِه وعلى التّابعينَ لهم بإحسانٍ على مرِّ الزمانِ ..
أمَّا بعدُ: فيا عبادَ اللهِ: أوصيكم ونفسي بتقوى اللهِ وطاعتِه، وملازمةِ ذكرِه، ومُداومةِ شكرِه؛ فخيرُ القلوبِ؛ قلبٌ مُتّقٍ مُخبِتٌ، وخيرٌ الجوارحِ؛ جوارِحُ عَملتِ الطاعاتِ، وكفّتْ عن المعاصي والسيئاتِ؛ قالَ تعالى: "لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"
معاشرَ المؤمنينَ: نَستقبلُ نحنُ أمّةُ الإسلامِ أسبوعاً حافلاً بإيامِ اللهِ العظامِ؛ تَتَعَدَّدُ فيه شعائرُ الدّينِ، وتتنوَّعُ فيه العباداتُ والطّاعاتُ.
ففي الأسبوعِ القادِمِ نستكمِلُ أيّامَ العشرِ المباركةِ الفاضلةِ، ونختِمُها بيومي عرفةَ والنّحرِ؛ أفضلِ أيامِ السّنَةِ، وكلا اليومينِ اجتمعتْ فيه جمْلَةٌ مِنَ الفضائلِ؛ فيومُ عرفةَ؛ يومٌ مِنْ أيامِ الأشهرِ الحُرُمِ، ويومٌ مِنْ الأيامِ المعلوماتِ، ويومٌ مِنْ الأيامِ العشرِ التي أقسمَ اللهُ بها، ويومُ عرفةَ يومُ إكمالِ الدّينِ وإتمامِ النّعمةِ؛ عن عمرَ بنِ الخطّابِ رضي اللهُ عنه: "أنَّ رَجُلًا، مِنَ اليَهُودِ قالَ له: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آيَةٌ في كِتَابِكُمْ تَقْرَؤُونَهَا، لو عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ، لَاتَّخَذْنَا ذلكَ اليومَ عِيدًا. قالَ: أيُّ آيَةٍ؟ قالَ: "اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا" قالَ عُمَرُ: قدْ عَرَفْنَا ذلكَ اليَومَ، والمَكانَ الذي نَزَلَتْ فيه علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو قَائِمٌ بعَرَفَةَ يَومَ جُمُعَةٍ" رواه البخاريُّ.
ويومُ عرفةَ هو اليومُ الذي يُسنُ صيامُه لغيرِ الحاجِّ؛ قالَ عنه صلى اللهُ عليه وسلَّمَ: "صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ، وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ" رواهُ مسلمٌ.
ويومُ عرفةَ هو يومٌ مِنْ أيَّامِ أعيادنا أهلَ الإسلامِ، قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ: " إنَّ يومَ عرفةَ ويومَ النَّحرِ وأيَّامَ التَّشريقِ عيدُنا أَهْلَ الإسلامِ، وَهيَ أيَّامُ أَكْلٍ وشربٍ" رواه النّسائيُّ وصحّحَهُ الألبانيُّ.
ويومُ عرفةَ يومٌ عظيمُ الدُّعاءِ؛ فعنْ عمروِ بنِ شُعيبٍ عن أبيه عن جَدِّه؛ أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلمَ قالَ: "خيرُ الدُّعاءِ دُعاءِ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أنا والنبيّون مِنْ قَبْلِي: لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدَه لا شريكَ لهُ؛ له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ" رواه النّسائيُّ وحسَّنَه الألبانيُّ.
ويومُ عرفةَ يومُ العِتْقِ مِنَ النَّارِ، ويومُ المباهاةُ بأهلِ الأرضِ؛ قالَ صلى اللهُ عليه وسلّمَ: "ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟" رواهُ مسلمٌ، وهذا العِتْقُ مِنَ النّارِ ليسَ خاصّاً بالحُجّاجِ أهلِ عرفةَ؛ بلْ عامٌّ لأهلِ الأمصارِ منَ المسلمينَ؛ قالَ ابنُ رجبٍ ــ رحمه اللهُ ــ : (يَوْمُ عَرَفَةَ هُوَ يَوْمُ الْعِتْقِ مِنَ النَّارِ، فَيُعْتِقُ اللَّهُ فِيهِ مِنَ النَّارِ مَنْ وَقَفَ بِعَرَفَةَ وَمَنْ لَمْ يَقِفْ بِهَا مِنْ أَهْلِ الْأَمْصَارِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَلِذَلِكَ صَارَ الْيَوْمُ الَّذِي يَلِيهِ عِيدًا لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ فِي جَمِيعِ أَمْصَارِهِمْ، مَنْ شَهِدَ مِنْهُمُ الْحَجَّ وَمَنْ لَمْ يَشْهَدْهُ، لِاشْتِرَاكِهِمْ فِي الْعِتْقِ وَالْمَغْفِرَةِ يَوْمَ عَرَفَةَ)
معاشرَ المؤمنينَ: واليومُ الذي يلي يومَ عرفةَ هو يومُ النّحرِ، وهو يومٌ عظيمٌ مِنْ أيامِ اللهِ، وهو خاتمةُ العشرِ، وأفضلُها، وهو يومُ الحَجِّ الأكبرِ؛ فعن عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنه قالَ: "سألتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، عن يومِ الحجِّ الأَكبرِ فقالَ : يومُ النَّحرِ" رواهُ الترمذيُّ وصحّحَه الألبانيُّ، وهو أفضلُ أيامِ السَّنَةِ وأعظَمُها؛ قالَ صلى اللهُ عليه وسلم: "إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ" رواه أبو داودَ وصحَّحهُ الألبانيُّ.
وفي هذا اليومِ العظيمِ تُذبحُ الضحايا والهدايا؛ وهذه عبادَةُ النّحرِ العظيمَةُ، وفيها امتثالٌ لأمرِ اللهِ العظيمِ إذْ يقولُ: "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ" واقتداءً بالحبيبِ صلى اللهُ عليه وسلّمَ؛ فعن أنسِ بنِ مالكٍ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ: "ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا" متفقٌ عليه، والأملحُ: الذي فيه بياضٌ وسوادٌ، وبياضُه أغلبُ.
وقد أجمعَ المسلمونَ على مشروعِيَّتها، وهيَ سُنَّةٌ مؤكدةٌ على الرّاجحِ مِنْ أقوالِ العلماءِ، وقالَ أبو حنيفةَ والليثُ: هي واجبةٌ على الموسرِ، وعن أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ: "مَنْ وَجَد سَعَةً فلم يُضَحِّ فلا يَقْرَبَنَّ مُصَلاَّنا" رواه الإمامُ أحمدُ وابنُ ماجه، وحسّنه الألبانيُّ، فالأحوطُ للمسلمِ أنْ لا يَدَعَها معَ القُدْرةِ عليها، وذبحُها أفضلُ وآجرُ مِنَ الصَّدقةِ بثمنها، وعِبَادَةُ الذَّبحِ مِنْ أفضلِ الأعمالِ الصَّالِحةِ يومَ النَّحرِ.
ولا يُجزئُ فيها إلا المُسِنَّةُ؛ وهيَ الثَّنيّةُ، والثَّنِيُّ مِنَ الإبلِ ما تمَّ له خمسُ سنينَ، ومِنَ البقرِ ما تمَّ له سنتانِ، ومِنَ الضأنِ والماعزِ ما تمّ له سنةٌ، لقولِه عليه الصّلاةُ والسلامُ: "لا تذبَحوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعسُرَ عليكم فتذبَحوا جَذَعةً مِن الضَّأْنِ" رواه مسلمٌ. فالجذعُ لا يُجزئ إلَّا مِنْ الضأنِ؛ وهو ما تمَّ له ستَّةُ أشهرٍ.
ويُسمّي عند ذبحِها قائلاً "بسمِ اللهِ" فقط؛ ولا يزيدُ "الرحمنِ الرحيمِ" وإنما يقولُ " اللهُ أكبرُ" زيادةً على التّسميةِ، ويستحبُّ قولُ " اللهمَ مِنكَ ولكَ" بعدَ التسميةِ والتكبيرِ، والتّسميةُ واجبةٌ لا تسقطُ إلا بنسيانِها، ومَنْ تعمّدَ تركَها فلا تصحُّ أضحيتُه ولا ذبيحتُه، ويستحبُّ أنْ يتولّى ذبحَ أضحيتِه بنفسِه؛ لفعِلِ النّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلّمِ، ويوجِّه البهيمةَ إلى القبلَةِ، ولا يُحدُّ الشفرةَ والبهيمةُ تبصرُه، ولا يذبحُها وأختُها تنظرُ إليها، ويبدأُ وقتُ الذَّبحِ مِنْ بعدِ صلاةِ العيدِ إلى غروبِ شمسِ الثّالثَ عشرَ مِنْ ذي الحجَّةِ، ويجوزُ الذَّبحُ ليلاً.
والعيوبُ الأساسيةُ المانعةُ مِنْ قبولِ الأضحيةِ، ولا تُجزئُ التّضحيةُ بالبهيمةِ المصابةِ بها أو بأحدِها؛ أربعةٌ جاءتْ في حديثِ البراءِ بنِ عازبٍ رضي اللهُ عنه؛ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنّه قالَ: "أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحيِّ: العوراءُ بيِّنٌ عورُها والمريضةُ بيِّنٌ مرضُها والعرجاءُ بيِّنٌ ظلعُها والكسيرُ الَّتي لا تَنقى" رواه أبوداودَ، وصححه الألبانيُّ. ويقاسُ على هذه العيوبِ ما كانَ مثْلَها أو أشدَّ منها.
وقدْ أمرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلمَ بتقصّي الأضحيةِ وتفقُّدِها، فعن عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنه قالَ: "أمرَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أن نَسْتَشْرِفَ العينَ، والأُذُنَ" رواه أبو داودَ والترمذيُّ والنسائيُّ، وصحّحه الألبانيُّ، واستشرافُها: تأمّلُها.
ولا يصحُّ أنْ يشتركَ اثنانِ في شراءِ واحدةٍ مِنَ الغَنَمِ والتَّضحيةِ بها، أمّا الإبلُ والبقرُ فيجوزُ اشتراكُ سبعةٍ في الواحدةِ منها.
ولا جوزُ بيعُ شيءٍ مِنْ لَحمِها ولا جلودِها، ولا يجوزُ أنْ يُعطى جازِرُها أجرتَه منها.
ويستحبُّ أنْ يأكلَ مِنْ لحمِ أضحيتِه ويتصدّقُ ويهدي، ويجوزُ ادخارُ لحمِها وحفظُه أيّاماً غيرَ أيّامِ التشريقِ.
باركَ اللهُ لي ولكم بالكتابِ والسنّةِ، ونفعنا بما فيهما مِنَ العبرِ والحكمةِ.
أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم إنّه كانَ غفّاراً.
الخطبة الثّانيةُ:
الحمدُ للهِ كثيراً، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له؛ كانَ بعبادِه خبيراً بصيراً، وأشهدُ أنْ محمداً عبدُه ورسولُه أعطاهُ ربُّه قدْراً كبيراً، صلّى اللهُ وسلمَ عليه، وعلى آله وصحبِه، ومِن سارَ على نهجِهم سَيْراً ..
أما بعدُ: فيا عبادَ اللهِ: اتقوا اللهَ "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"
معاشرَ المؤمنينَ: وبعدَ يومِ النَّحرِ؛ يأتي يومُ القرِّ؛ الذي هو يومُ الحادي عشرَ، وهو أوَّلُ أيّامِ التَّشريقِ الثّلاثَةِ، وسُمّيَ بذلكَ لأنَّ النّاسَ يَقِرُّونَ فيه بمنىً بعدَ أنْ فرغوا مِنْ طوافِ الإفاضةِ وسعي الحجِّ، ومِنْ النَّحْرِ، قالَ النّبيُّ صلى اللهُ عليه وسلّمَ عن فضلِ يومِ الحادي عشرَ: "إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ" رواه أبو داودَ وصحّحه الألبانيُّ.
وأيّامُ التّشريقِ هي الأيامُ المعدوداتُ التي أمَرَنَا اللهُ بذكرِه فيها فقالَ جلَّ شأنُه: " وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ" وقالَ عنها صلى اللهُ عليه وسلمَ: "أيَّامُ التَّشريقِ أيَّامُ أَكْلٍ وشُربٍ وذِكْرٍ للَّهِ عزَّ وجلَّ" رواه مسلمٌ.
وبعدُ عبادَ اللهِ: رسالةٌ إلى مَنْ وَفّقهمُ اللهُ وكتبَ لهم الحجَّ؛ حافظوا على صحّةِ أبدانِكم، وحاذروا إنْهَاكَها وإتعابَها وتعريضَها لما يُؤذِيْها أو يُتْلِفها، ومِنْ أهمِّ ما يُوصَى الحاجُّ بتجنُّبِه وعدمِ التَّعرُّضِ له؛ أشعَّةُ الشَّمسِ الحارقةُ، إذْ أنَّ الحجَّ هذه الأعوامَ يقعُ في أحرِّ أيامِ السّنةِ، وشمسُ المشاعرِ ــ حرسها الله ــ شديدةُ قويَّةٌ، وغالبُ الأجسامِ مُتْرَفَةٌ مُرْهَفةٌ، واللهُ سبحانَه يقولُ: "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" وحِفْظُ النّفسِ ضرورةٌ مُتحَتِّمةٌ.
حفظَ اللهُ الحُجَّاجَ وحرسَهم، وأمدّهم بعونِه وتوفيقِه، وأنَالَهُم مناسكَهُم بيسرٍ وسكينَةٍ، وأتمَّ لهم حَجَّهُم، وتقبَّلَ منهم، وأعادَهم إلى أوطانِهم سالمينَ غانمينَ.
هذا وصلوا وسلموا ..
المشاهدات 1332 | التعليقات 2
جمّل الله حالك وأسعدك في الدّارين،، جزاك الله خيراً ورحم والديك
تركي العتيبي
الله يسعدك ياشيخ
خطبة مختصرة واستشهاد بالادلة زادها جمالاً وفائدة
تعديل التعليق