أسباب للفوز بمغفرة الذنوب ( بعد رمضان)

أحمد بن علي الغامدي
1445/10/02 - 2024/04/11 14:20PM

أما بعد: فإنّ أَعْرَاضَ الْفُتُورِ وَالتَّثَاقُلِ عَنِ الطَّاعَاتِ بَعْدَ رَمَضَانَ تُصِيبُ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ، وَبَعْضُهُمْ قَدْ يَنْصَرِفُ لِلْمَعَاصِي مِنْ ضِيقِ مَا يَجِدُ مِنِ انْصِرَافِهِ عَنِ الطَّاعَاتِ.! وَمَنْ أَرَادَ الِاسْتِمْرَارَ عَلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ بَعْدَ رَمَضَانَ فَعَلَيْهِ أَنْ يَضْبِطَ نَفْسَهُ فِي الْأُسْبُوعِ الْأَوَّلِ بَعْدَ رَمَضَانَ، فَلَا يَتَأَخَّرُ فِيهِ عَنْ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ، وَلْيُبَكِّرْ إِلَى الـمَسْجِدِ فِي كُلِّ فَرِيضَةٍ، وَلَا يَتْرُك فِيهِ السُّنَنَ الرَّوَاتِبَ وَالْوِتْرَ وَسُنَّةَ الضُّحَى، وَلَا يَهْجُرِ الْقُرْآنَ، بَلْ يَقْرَأُ كُلَّ يَوْمٍ مَا تَيَسَّرَ، حَتَّى يُجَاوِزَ أَيَّامَ الْفُتُورِ، وسيجِدُ بعد ذلكَ نفسَه إنْ شاءَ اللهُ نَشِيطًا فِي الطَّاعَةِ كَمَا كَانَ فِي رَمَضَانَ.

عباد الله: من فضل الله علينا أنه لم يجعلْ لمغفرة ما تقدمَ من الذنوب زمنا معينا، بل جعل سبحانه طرقا متعددة ومتنوعة للفوز بمغفرة الذنوب ، فمن ذلك قَولُهُ ﷺ: «إِذَا قَالَ الإِمَامُ: (غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) فَقُولُوا: آمِينَ، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ المَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» رواه البخاري.

 وَمن أسباب الفوز بمغفرة الذنوب قَولُهُ ﷺ: «إِذَا قَالَ الإِمَامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ المَلاَئِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» رواه البخاري.

وعليه فإنّ من وفق لشهود صلاة الجماعة:سيحصل بإذن الله على فرص عديدة يوميا : للفوز بمغفرةِ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ، فياله من فضل فرط بعضنا فيه.

 عباد الله : ومِنْ فرص مغفرة الذنوب المتكررة قَولُهُ ﷺ: «مَنْ قَالَ: حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا غُفِرَ لَهُ» رواه أبو داود وصححه الألباني.

وَمِنْ أسباب الفوز بمغفرة الذنوب قَولُهُ ﷺ: «مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، غُفِرَ لَهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ» رواه أبو داود وصححه الألباني.

وَمِنْ أسباب الفوز بمغفرة الذنوب قَولُهُ ﷺ: «مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ». رواه الترمذي وصححه الألباني.
  وَمِنْ أسباب الفوز بمغفرة الذنوب قولُه - عليه الصلاة والسلام -: «من أكلَ طعامًا ثم قال: الحمدُ لله الذي أطعمَني هذا ورزَقنيه من غير حولٍ مني ولا قوةٍ، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه»؛ رواه أبو داود.
 وَمِنْ أسباب الفوز بمغفرة الذنوب قولُه - عليه الصلاة والسلام -: "مَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ‌كَسَانِي هَذَا الثَّوْبَ وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي، وَلَا قُوَّةٍ ‌غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" رواه أبو داود

وَمِنْ أسباب الفوز بدعاء الملائكة بالمغفرة والرحمة قولُه عليه الصلاة والسلام -: «لا يزالُ أحدُكم في صلاةٍ ما دام ينتظِرُها، ولا تزالُ الملائكةُ تُصلِّي على أحدِكم ما دام في المسجِد تقول: اللهم اغفِر له، اللهم ارحمه، ما لم يُحدِث»؛ رواه البخاري.
قال ابن بطَّال - رحمه الله -: "فمن كان كثيرَ الذنوبِ وأراد أن يحُطَّها الله عنه بغير تعبٍ فليغتنِم مُلازمةَ مكان مُصلاَّه بعد الصلاة ليستكثِرَ من دُعاء الملائكة واستِغفارهم له".

  وَمِنْ أسباب الفوز بمغفرة الذنوب قولُه صلى الله عليه وسلم:"مَنْ قَالَ حِينَ يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ أَوْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ»

  وَمِنْ أسباب الفوز بمغفرة الذنوب قولُه صلى الله عليه وسلم:" مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا يَذْكُرُونَ اللهَ، لَا يُرِيدُونَ بِذَلِكَ إِلَّا وَجْهَهُ، إِلَّا نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُمْ، قَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ  ". رواه أحمد وصححه الألباني.

وَمِنْ أسباب الفوز بمغفرة الذنوب قوله - عليه الصلاة والسلام -: «لا يغتسِلُ رجلٌ يوم الجمعة ويتطهَّر ما استطاعَ من طُهرٍ ويدَّهِنُ من دُهنه أو يمسُّ من طِيب بيته، ثم يخرجُ فلا يُفرِّقُ بين اثنين، ثم يُصلِّي ما كُتِب له، ثم يُنصِتُ إذا تكلَّم الإمامُ، إلا غُفِر له ما بينه وبين الجُمعة الأخرى»؛ رواه البخاري.

عباد الله :مثلُ هذه الفُرص الذهبية الكثيرة حريُ بالمؤمنِ ألا يُفوتَها؛ فاجتهدِوا وفقني اللهُ وإياكم باستثمارِها فإن العمرَ قصيرٌ.

عباد الله باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ...

الخطبة الثانية:

أما بعد : فإنّ الله جل وعلا قد منّ على  كثير منا بالمحافظة على صلاةِ الوترِ مع صلاةِ التراويحِ أو القيامِ، وهذه منةٌ من اللهِ تعالى؛ جديرٌ بنا أن نحافظ عليها، وألا نتركَ الوترَ بعدَها، قال ﷺ : «إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ ».أي صلاةَ الوتر . رواه أبو داود وصححه الألباني.

وفي حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي جَارًا يَقُومُ اللَّيْلَ وَلَا يَقْرَأُ إِلَّا: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، كَأَنَّهُ يُقَلِّلُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ " رواه أحمد وهو صحيح.

أسألُ اللهَ تعالى أنْ يمن علينا بالاجتهاد  في المدوامة على الأعمال الصالحة بعد رمضان إنه سميع مجيب.

 

 

 

 

 

 

المرفقات

1712862888_أساب للفوز بمغفرة الذنوب.docx

المشاهدات 746 | التعليقات 0