🌟أسئلة الامتحان النهائي🌟
تركي بن عبدالله الميمان
🌟أسئلة الامتحان النهائي🌟
الخُطْبَةُ الأُوْلَى
إِنَّ الحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، ونَسْتَغْفِرُهُ ونَتُوبُ إِلَيه، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوْصِيْكُمْ ونَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ ﷻ؛ فَهِيَ خَيْرُ الزَّادِوالعَتَاد، وأَعْظَمُ الاِسْتِعْدَادِ لِيَوْمِ المَعَاد! قال U: ﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾.
عِبَادَ الله: في أَيَّامِ الاِخْتِبَارَات، تُعْلَنُ حَالَةُ الطَّوَارِئ؛ لِيَسْتَعِدَّ الطُلَّابُ لِأَسْئِلَةِ الاِمْتِحَان، وفي هذَا عِبْرَةٌ وعِظَةٌ؛ لِلْتَّذْكِيْرِ بِامْتِحَانِ الآخِرَةِ، وقَدْ أَقْسَمَ اللهُ بِذَاتِهِ العَلِيَّة، على أَنَّهُ سَيَتَوَلَّى امْتِحَانَ البَشَرِيَّة! ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
وقَدْ خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ؛ لِلْاِبْتِلَاءِ والاِمْتِحَان، والمُوَفَّقُ: مَنِ اجْتَازَ ذَلِكَ بِنَجَاح!
قال تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ والحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُعَمَلًا﴾.
فَتَعَالَوْا بِنَا نَسْتَعْرِضُ عَدَدًا مِنْ أَسْئِلَةِ ذَلِكَ الاِمْتِحَانِالرَّهِيب، والاِخْتِبَارِ المَهِيْب!
فَأَوَّلُ امْتِحَانٍ أُخْرَوِيٍّ يُخْضَعُ لَهُ الإِنْسَان؛ حِيْنَ يُوضَعُ في قَبْرِهِوَحِيْدًا فَرِيْدًا، وتُعْرَضُ عَلَيْهِ ثَلَاثَةُ أَسْئِلَة؛ فَيُقَالُ لِلْرَّجُلِ: (1- مَنْ رَبُّكَ؟ 2- وما دِيْنُكَ؟ 3- ومَنْ نَبِيُّكَ؟) فـ﴿يُثَبِّتُ اللهُالَّذِينَ آمَنُوا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ في الحَياةِ الدُّنْيا وفي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ﴾، فيقول المؤمنُ: (رَبِّيَ الله، ودِيْنِي الإِسْلَام، ونَبِيّ مُحَمَّد)، وأَمَّا الكَافِرُ والمُنَافِقُ فيقول: (لا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُه!)، فَيُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيْدٍ، فَيَصِيْحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا كُلُّ شَيءٍ إِلَّا الإِنْسَان، ولَوْ سَمِعَهَا الإِنْسَانُ لَصُعِق! ولِهَذَا كانَ النبيُّ ﷺ إذا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ المَيِّتِ؛ وقَفَ عَلَيْهِ وقال: (اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيْكُمْ، وسَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ؛ فَإِنَّهُ الآنَيُسْأَلُ!).
ومَنْ تَجَاوَزَ هَذِهِ المَرْحَلَةَ مِنْ مَرَاحِلِ الاِمْتِحَان؛ فَمَا بَعْدَهَا أَيْسَرُ مِنْهَا! قال ﷺ: (إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنَازِلِ الآخِرَةِ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ: فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ: فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ!).
ومِنْ أَسْئِلَةِ الاِمْتِحَانِ النِّهَائِي: السُّؤَالُ عَنِ (الصَّلَاةِ): هَلْحَافَظْتَ عَلَيْهَا أم ضَيَّعْتَهَا؟! قال ﷺ: (إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ: فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ).
ومَنْ أَيْقَظَ أَوْلادَهُ لِلْمَدْرَسَةِ، ولم يُوْقِظْهُمْ لِلصَّلَاة؛ فَقَدْ قَدَّمَ النَّجَاحَ المُؤَقَّتَالفَانِي، على النَّجَاحِ السَّرْمَدِيِّ البَاقِي، وعَرَّضَأَوْلَادَهُ لِلْرُّسُوبِ الحَقِيْقِي!
ومِنْ أَسْئِلَةِ الاِمْتِحَانِ النِّهَائِي: السُّؤَالُ عَنْ (أَرْبَعَةِ) أَشْيَاء:
1- عَنْ عُمُرِكَ 2- وشَبَابِكَ 3- ومَالِكَ 4- وعِلْمِكَ.
قال ﷺ: (لَا تَزُولُ قَدَمَا ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ؟ وعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ؟ وعَنْ مَالِهِ: مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وفِيمَا أَنْفَقَهُ؟ ومَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ؟).
ومِنْ أَسْئِلَةِ الاِمْتِحَانِ النِّهَائِي: السُّؤَالُ عَنِ(الرَّعِيَّةِ) الَّتِي تَحْتَيَدَيْكَ: هَلْ قُمْتَ بِمَسْؤُوْلِيَّتِهَا أَمْ فَرَّطَّتَ فيها؟! قال ﷺ: (كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ: الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ في أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ في بَيْتِ زَوْجِهَا ومَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، والخَادِمُ رَاعٍ في مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).
ومِنْ أَسْئِلَةِ الاِمْتِحَانِ النِّهَائِي: السؤالُ عَنِ (النَّعِيم)؛ قال I: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾: أي (الَّذِي تَنَعَّمْتُمْ بِهِ في دَارِالدُّنيا: هَلْ قُمْتُمْ بِشُكْرِه، وأَدَّيْتُمْ حَقَّ اللهِ فيه، ولم تَسْتَعِيْنُوا به على مَعَاصِيه؟ أَمِ اغْتَرَرْتُمْ بِهِ، ولم تَقُوْمُوا بِشُكْرِه؟ بَلْ رُبَّمَا اسْتَعَنْتُمْ بِهِ على مَعَاصِي الله!).
فَكُلُّ نَعِيمٍ سَتُسْأَلُ عَنْهُ، ولَوْ كانَ مِقْدَارَ حَبَّةٍ مِنْ تَمْرٍ، أو شَرْبَةٍمِنْ مَاء! فَعَنْ جابرِ بنِ عَبْدِ اللهِ t قال: (جَاءَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺوأَبُو بَكْرٍ وعُمَرُ؛ فَأَطْعَمْنَاهُمْ رُطَبًا، وسَقَيْنَاهُمْ مِنَ المَاءُ).فقال ﷺ: (هذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ!).
ومِنْ أَسْئِلَةِ الاِمْتِحَانِ النِّهَائِي: السُّؤَالُ عَنِ (الجَوَارِحِ، والحَوَاسِّ،والعَقْلِ، والقَلْبِ)؛ لِأَنَّهَا أَمَانَةٌ ونِعْمَةٌ يُسْأَلُ عنها صَاحِبُهَا:هَلِ اسْتَعْمَلَهَا في الطَّاعَاتِ والمُبَاحَات؟ أَمْ في المَعَاصِي والمُنْكَرَات؟ قال U: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾.
أَقُوْلُ قَوْلِي هَذَا، وَأسْتَغْفِرُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوْهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم
الخُطْبَةُ الثَّانِيَة
الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِه، والشُّكْرُ لَهُ على تَوْفِيْقِهِ وامْتِنَانِه، وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُه.
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ بِعِبَادِهِ: أَنَّ ﴿مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا﴾. قال ابنُمَسْعُودٍ t: (هَلَكَ مَنْ غَلَبَ آحَادُهُ أَعْشَارَهُ!).
فَهَذِهِ أَسْئِلَةُ الاِمْتِحَانِ الأَخِير! وهَذَا هُوَ مِعْيَارُ المُحَاسَبَةِوالتَّدْقِيْقِ؛ فَأَعِدُّوا لِلْسُّؤَالِ جَوَابًا، ولِلْجَوَابِ صَوَابًا!
ونَتِيْجَةُ هذا الاِمْتِحَان: إِمَّا إلى جَنَّةٍ نَعِيمُهَا مُقِيْم، أو إلى نَارٍعَذَابُهَا أَلِيم! فَبَادِرْ مِنَ الآن، وخَطِّطْ لِمُسْتَقْبَلِكَ الدَّائِم، وأَمِّنْ على حَيَاتِكَ في الآخِرَة، قَبْلَ أَنْ تَقُولَ: ﴿يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِيْ﴾.
وحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تَحَاسَبُوا، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ على اللهِ!﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خافِيَة﴾.
ومَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ في الدُّنيا: خَفَّ في القِيَامَةِ حِسَابُهُ، وحَضَرَ عِنْدَ السُّؤَالِجَوَابُهُ، وحَسُنَ مُنْقَلَبُهُ ومَآلُهُ! ﴿واتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إلى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾.
******
* اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمُسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ والمُشْرِكِيْن، وارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِيْن، الأَئِمَّةِ المَهْدِيِّين: أَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثمانَ، وعَلِيّ؛ وعَنْ بَقِيَّةِ الصَّحَابَةِ والتابعِين، ومَنْ تَبِعَهُمْبِإِحْسَانٍ إلى يومِ الدِّين.
* اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ المَهْمُوْمِيْنَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ المَكْرُوْبِين، واقْضِ الدَّينَ عَنِالمَدِيْنِين.
* اللَّهُمَّ آمِنَّا في أَوْطَانِنَا، وأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُوْرِنَا، وَوَفِّقْ (ولِيَّ أَمْرِنَا ووَلِيَّ عَهْدِهِ) لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِمَا لِلْبِرِّ والتَّقْوَى.
* اللَّهُمَّ أَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْتَ الغَنِيُّ ونَحْنُ الفُقَرَاء؛ أَنْزِلْعَلَيْنَا الغَيْثَ ولا تَجْعَلْنَا مِنَ القَانِطِيْنَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّارًا، فَأَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَارًا.
* عِبَادَ الله: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.
* فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ﴿وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.
المرفقات
1730325599_أسئلة الامتحان النهائي (نسخة مختصرة).pdf
1730325599_أسئلة الامتحان النهائي (نسخة للطباعة).pdf
1730325599_أسئلة الامتحان النهائي.pdf
1730325600_أسئلة الامتحان النهائي (نسخة مختصرة).docx
1730325601_أسئلة الامتحان النهائي.docx
1730325603_أسئلة الامتحان النهائي (نسخة للطباعة).docx