أزمة المثقف مع خطبة الجمعة(رب خطبة صارت خطبة مرارا !!)
أبو عبد الرحمن
المشاهدات 6455 | التعليقات 8
ولنا أن نتصور ما قد يعاني منه المثقف مع خطبة الجمعة في هذا الإطار الذي قد يكون فيه الإمام قد استهلك كل أوراقه و خطبه، أو حين يكون أصلا أدنى مستوى من حاضريه .
ما أتي كثير من الناس ولا قلت استفادتهم وضعفت استجابتهم إلا من هذا المدخل الشيطاني ، حيث يوهمهم العدو اللدود أنهم أكثر ثقافة من الإمام وقد يكونون كذلك فعلاً ، فيوحي إليهم : أن لا استجابة ونحن أكثر ثقافة من إمامنا ، وود الشيطان لو ظفر منا بهذه وحدها ، لصدنا عن السبيل ، فإنه ما من إمام إلا وفي جامعه من هو أكثر منه علمًا ولو في جانب ما ، وعلى هذا فلن يستفيد أحد من أحد ، ولذا فمن الخير أن يكون شأننا : أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها ، وقد استفاد أبو هريرة من الشيطان لما صدق .
هذه مسؤولية وزارات الشؤون الإسلامية والجهات المسؤولة عن الخطباء بشكل مباشر ، ثم يأتي دور الجامعات والمعاهد ، حيث يجب أن يكون هناك تخصصات تخرج خطباء ذوي قدرة على الإمساك بزمام المنبر ونفع الناس من خلاله .
ولكن الإيمان بالغيب أحد أركان الإيمان الستة ، وهو أول صفات المتقين " الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ... "
وإذا لم يكن الأئمة تخرجوا من معاهد دينية ــ كما يقول صاحبنا ــ فمن أين يتخرجون ؟! وهل البعد عن التطور في العلوم يغير من الإيمان بالغيب شيئًا ؟!
وأما وضع الإسلام في وضع حرج فما لهذه مطار ــ كما يقال ــ وما كان شيء مما جاء في كتاب الله وصح في سنة رسوله من الغيبيات بمتروك لئلا يقال : سيستنكره الناس ويحرجون الإسلام ... ما أكبرهذه وما أشدها !
ووجود من هو أكبر من الخطيب سنًّا أو اعتبارًا أو أعلم منه لا يمنعه من بذل جهده واتباع ما يراه سنة ، وعلى مقياس أخينا فهناك أيضًا من هم أقل منه علمًا وأصغر سنًّا وقدرًا .
هذا الكلام حذفه أبو عبد الرحمن احتراماً لذائقتنا الشرعية .
وبه يمكن تفهم المراد يا شيخ عبد الله .
(في أحيانا (هكذا) أخرى يعاني السامع خاصة إن كان مثقفا و ذي توجه علمي من الخطب ذات الصبغة الميتافيزيقية ، تستند إلى غيبيات يصعب تصديقها. ففي إحدى الخطب التي سمعتها كان الخطيب يؤكد أن الشمس تذهب كل مساء لتسجد إلى ربها ثم تعود في الصباح إلى مكانها، و قد اقتربت من الخطيب بعد انتهاء الصلاة فاستفسرت عن ذلك فقال لي أن هذا ثابت بالحديث، فقلت له أن ذلك قد يكون من باب التأويل أن الشمس تعبد الله بما وضع فيها من قوانين و لو تحركت الشمس مكانها كما يعتقد لماتت المخلوقات كلها على الأرض احتراقا بنارها أو تجمدا بغيابها من نظامنا الكوني. فأصر على أن الشمس تذهب و تعود و لم يأبه لقولي. إن كثيرا من الأئمة بحكم تكونهم في معاهد دينية و بعدهم عن تطور العلوم الكونية الهائلة في مختلف مجالات الهندسة و الطب و الفلك و التكنولوجيا يضعون الإسلام في وضع حرج في عقول السامعين للخطب).
نسيت أشكر أبا عبد الرحمن على هذه النقول.
والحق يقال، أننا نستفيد منها كثيرا، ولو كان فيها ملاحظات .
فالموقع للخطباء وهم طلبة علم، ولا يخفى عليهم ما في بعض المقالات من ملاحظات.
وهذه فتحت لنا أفقاً وسيرى النور قريباً ، وهو الرصد الإعلامي لكل ما يتعلق بخطبة الجمعة من كتابات في الصحف والمواقع.
لأن المعلومات لها أهمية بالغة في الخطط الاستراتيجية التي يقوم بها الخطباء الجادون لخطابهم الدعوي.
جزاكم الله خيرا على النقل والرصد ومن ثم الرد
ان هذا الحراك مفيد ونافع للخطيب فيستفيد من النقد
كما يعطيه بعدا في معرفة نظرة بعض النخب ومن يتاثر بهم للخطبة والخطيب ..
وهذا على حد قول القائل :
عداتي لهم فضل علي ومنة *** فلا أبعد الرحمن عنّي الأعاديا
هموا بحثوا عن زلتي فاجتنبتها *** وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا
لا ريب أن الخطيب الجاد يستفيد من النقد أنى كانت وجهة قائله أو هدفه .
ولكن ،، أيحسن بأحدنا أن ينقل كلامًا فيه ما فيه دون أن يعلق عليه ولو بكلمة واحدة تبرئ ساحته ؟!
لا أظن ذلك سائغًا حتى ولو كان جل من يدخل هذا المنتدى من الخطباء وطلاب العلم .
لأن بعض المشاركات قد تترك دون رد من أحد ، فربما قرأها غير الخطباء ممن لا يعون ما فيها فتأثروا بها ، لأنهم قد يفهمون تركها دون رد من باب تأييدها . ونحن لا نضمن أن يدخل المنتدى من فئات المجتمع العالمي كل أطيافه وفئاته .
وهذا الذي حذفه أبو عبدالرحمن من ذلك المقال كلام خطير فعلاً ، وله مؤيدون ممن أعمى الله بصائرهم ، فحسبوا أن ما توصل إليه العلم التجريبي هو كل شيء ، فراحوا يعارضون القرآن وكلام أعلم الخلق بربه بما وعته عقولهم من هذا العلم المبني على التجربة ، والذي ثبت في وقائع منه كثيرة أن ما يصححه اليوم قد يخطئه غدًا ، وما يخطئه اليوم قد يصححه بعد حين ، بناء على أسباب ليس هذا مجال بسطها .
والمسألة التي أشير إليها في ذلك الكلام الذي لاخطام له ولا زمام هي ما رواه الترمذي عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : دخلت المسجد حين غابت الشمس والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جالس ، فقال : " يا أبا ذر ، أتدري أين تذهب هذه ؟ " قال : قلت : الله ورسوله أعلم . قال : " فإنها تذهب تستأذن في السجود فيؤذن لها ، وكأنها قد قيل لها اطلعي من حيث جئت ، فتطلع من مغربها " قال : ثم قرأ " وذلك مستقر لها " قال الألباني : صحيح .
وسبيل المؤمن الموحد هو التصديق بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ومنه هذا المذكور دون أدنى شك ، وإذا لم يستوعبه عقله فيكل العلم به وتأويله إلى الله ليسلم له دينه ، أما أن يرده لأن قائلاً قال : إن الأرض هي التي تدور حول الشمس ، والشمس ثابته لا تتحرك ، و ... و ... ، فهذا جهل ذريع بالله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .
ثم إنه قد أثبت العلم الحديث أن الشمس ومجرتها تدور أيضًا في أفلاك أخرى ، فسبحان القائل : " وكل في فلك يسبحون "
فالدكتور ـ هداه الله ـ وقع فيما وصم به بعض الخطباء من عدم وعي ما حولهم ، فهو أيضًا نقد كلام الخطيب بناء على ما كان من سابق علمه الذي ثبت خطؤه .
فالسلامة هي في الإيمان والتصديق .
" ومن أصدق من الله قيلاً " " ومن أصدق من الله حديثًا " " ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى "
ورضي الله عن ابن مسعود حين قال وهو يحدث بمثل هذا : حدثنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو الصادق المصدوق ... إلخ .
وهذا منهج عظيم يجب على كل مسلم أن يأخذ به ، فيعلم أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صادق فيما يحدث به ، مصدوق من ربه لا يُكذبُ .
ولا نمنع أحدًا من إعمال عقله والتفكير ، بل ذلك مطلوب ومرغب فيه وممدوح به أولو الألباب ، لكن صريح العقل لا يمكن أن يخالف صحيح النقل كما هو معلوم لدى من أنار الله بصيرته ، ومن خالف عقله صحيح النقل فليتهم عقله وليتريث ، وليضاعف البحث ، ليعلم بعدُ الحقيقة ، وإن لم يصل إليها فليقل : ربنا ما خلقت هذا باطلا ، وليعلم أنه ما أوتي من العلم إلا قليلا " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا "
نعوذ بالله من الكبر والعجب .
وصلى الله وسلم على من قال :
" إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد "
فحري بكل مثقف ومتعلم ومتخصص مهما وصل إليه من علم أن يتواضع إذا جلس أمام خطيب جامعه ، لئلا يقع في ظلمه والبغي عليه دون علم كما فعل صاحبنا .
مسكين هذا الدكتور !!
ولو كنت مكان ذلك الخطيب لم أتركه يذهب وفي صدره مثل هذا الشك ...
سأشرح له معنى الشهادتين وأبين له نواقضهما ...
وأنا من هنا أتمنى أن يكون هناك خطبة في هذا الموضوع وهو :
هل يخالف صريح العقل صحيح النقل ؟
وإذا ثبت في الحديث أمر وخالفته الاكتشافات فماذا نعمل ؟
أظن أن هذا الموضوع جدير بالطرق ...
[align=center]
تعليق نفيس من الشيخ عبد الله البصري فإمرار الخطأ بدون الرد عليه فيه صورة إقرار .. أعيذ أبا عبد الرحمن من هذا , ولكن المقصد من يدلف للملتقى ممن لا يتقن الصنعة .
ولا يفوتني شكر أبي عبد الرحمن على جهوده البارة التي تذكر فتشكر
[/align]
أبو عبد الرحمن
والحل الذي جاء به الإسلام ومن أجله أرسى الجمعة يمكن في إخراج مطالب الجمهور ، من اللاوعي المظلم إلى ساحة الوعي المنيرة ، فيقوم بشرح هذه المطالب ، وترتبيها وإثرائها ، بما يساهم في التنفيس عنها بصورة منطقية من جهة ، وقيادتها في اتجاه التحقق على أرض الواقع من جهة أخرى، وكم كان قسنطين ستانسلافيسكي محقا ، حينما شبه عمل الممثل بعمل المهندس ، إذ يحول المهندس القوى اللاواعية في الطبيعة ، إلى قوى واعية، وهكذا يستخدم الرياح والشمس والكهرباء والمغناطيسية ، ويحولها ، إلى قوى واعية تخدم الإنسان ، وبنفس الصورة ، يقوم الممثل ،على خشبة المسرح ، بإخراج القوى اللاواعية الكامنة فيه ، ويحولها إلى قوى واعية تساهم في تربية الجمهور فهو يقول في جواب عن سؤال حول اعتماد العقل الباطن على العقل الواعي " إن ذلك يبدو طبيعيا بالقياس إلى أن استعمال البخار والكهرباء والريح والماء وسائر قوى الطبيعة غير الإرادية يتوقف على ذكاء المهندس ، كذلك الأمر في عقلنا الباطن ، فهو لا يستطيع أن يعمل بدون مهندسه الخاص الذي هو مهارة العقل الواعي الفنية " (3)
- مخرج الجمعة :
وهكذا الخطبة أيضا ، إنها تنتج أفكارا ، وعلى الإمام أن لا يترك مستمعيه حيارى ، مشغولين عنه ، لولا قليلا مما تبقى من حرمة الجمعة.
- الحفظ :
الحفظ يحفظ الإمام من كل تأثير للاشعور ، فلا يفتح له مجالا للدخول ، وهو ما يحدث كثيرا لدى الخطباء والأئمة .
من الأساليب الأخرى التي تساعد الإمام في خطبته ، الحفظ . ولكن لماذا الحفظ ؟ لأنه يحفظ الإمام من كل تأثير للاشعور ، فلا يفتح له مجالا للدخول ، وهو ما يحدث كثيرا لدى الخطباء والأئمة ، إذ قد تؤدي لفظة معينة إلى استدعاء لفظة أخرى ، وهذا يستدعي بدوره موضوعا بأكمله ، فينحرف الإمام عن موضوعه الأصلي ، ولذا كان الهدف من عملية الاستدعاء الحر التي ابتكرها " سيجموند فرويد" هي الدخول إلى اللاشعور ومختزناته عبر الحديث الحر والتداعي ، ويقع الإمام في حالة التداعي الحر للأفكار والكلام بنفس الطريقة ، فإنه يعبر عن حالة لاشعورية جماعية ، يكون هو في مركزها ، فيصبح بالتالي ممارسا لتداعي حر ولكنه جماعي ، ممارسا لاستدعاء كافة مختزنات اللاشعور لدى الجماعة ولدى نفسه في نفس الوقت .
ولا يعني الحفظ حفظ كل الخطبة ، بل يعني وضع مخطط لها ، يبين له مساره أثناءها ، باستعمال كلمات دالة تشبه كثيرا معالم لفظية أساسية، تؤدي إلى إدراك التحول ، سواء لدى الإمام أو لدى المستمع ، ويمكن شحن المنطقة المتبقية ، وهي فارغة ، بكل ما يلزم لتحقيق الهدف ، كالأحاديث المناسبة والآيات والدلائل العلمية والمنطقية ، والأمر شبيه جدا ، بعمل المهندس الذي يضع مخططا ومسارا للمشروع، بينما يكون على العمال تنفيذه وشحنه فعليا ، أو بالمنزل ، وهو جديد ، فأركانه واضحة لا تتغير ، بينما يمكن لساكنه ، شغله بما يحتاجه من أثاث ومرافق .
إن المنبر والخطبة ، يكادان يكونان الشكل المغاير للمسرح لدى اليونان ، فوقوف الإمام أمام الحاضرين ، وتحدثه ، يؤدي إلى إضفاء أهمية كبرى عليه ، حيث تصبح سائر أفعاله من حركات وإيماءات وكلام ذات تأثير مغاير ، مراقب بشدة ، ولا يتعلق بشخصيته ، بل بالجمع الذي يشاهده ، إنه يصبح فعلا جماعيا ، ويصبح الإمام في شراكة حقيقية مع المصلين ، وهذه هي العلاقة التي تحكم الممثلين في المسرح ، بالمشاهدين ، أو في أي رسالة لها طرفين .
http://www.chihab.net/modules.php?name=News&file=article&sid=2037
تعديل التعليق