أربع إن كن فيك فلا عليك (1) حفظ أمانة

عناصر الخطبة
1/مفهوم الأمانة في القرآن الكريم2/أهمية الأمانة وحكمها في الإسلام 3/بعض صور الأمانة 4/ثمار الأمانة في الدنيا والآخرة.
 اقتباس
ولما كان للأمانة تلك المنزلة أوجبها الله على عباده وأمرهم بأدائها .. ومن صور الأمانة؛ أمانة القضاء والشهادة والكتابة، وأمانة النصح والمشورة مصداقا.. واللسان أمانة، والصحة أمانة، والولد والزوجة أمانة، وكل هذه النعم أمانة سَيَسألُ عنها الواهب يوم القيامة...
 
الخطبة الأولى:

 

الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71]، أما بعد:

 

أيها المسلمون: إن دين الإسلام هو دين الفضائل والقيم؛ فما من خُلق حميد إلا ودلنا عليه؛ ألا وإن من أعظم خصال الخير الجامعة للفضائل التي دعانا إليها الإسلام وأرشدنا إليها خير الأنام محمد -عليه الصلاة والسلام-؛ ما جاء في حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أربعٌ إذا كنَّ فيك فلا عليك ما فاتَك من الدُّنيا حفظُ أمانةٍ، وَصِدْقُ حديثٍ، وحُسنُ خلقٍ، وعفَّةٌ في طُعمة"، والمعنى أي "لا بأْسَ بما يَضيعُ من الدُّنْيا من مُتعٍ، إنْ كان المُسْلمُ بتلك الصفاتِ"، ويَحْتمِلُ: "أنه لا بأْسَ بما يفوتُ من الدُّنْيا إذا كان الفائِتُ منها ما يترتَّبُ من معاملاتٍ بتلك الخِصالِ".

 

فما أعظمها من خصال حميدة وغنائم باردة؛ فتعالوا لنقف في مقامنا هذا مع الخصلة الأولى التي بدأ بها رسولنا الأمين وأكرم الخلق أجمعين -صلوات ربي عليه في الأولين والآخرين-؛ ألا وهي "حفظ أمانة".

والمتأمل في حقيقة الأمانة ومعناها يجد

https://2u.pw/dQmED

 

المشاهدات 536 | التعليقات 0