أخي . . يا أيها الخطيب الرباني ( 4/4 )

رشيد بن ابراهيم بوعافية
1435/03/04 - 2014/01/05 11:44AM
[font="]أخي الحبيب يا أيها الخطيب الرباني : تجنّب من فضلك لغةَ التعميم في الخطاب ! ( 4/4 )[/font]
[font="] اعلم علمني الله و إياك أنّنا مؤاخذون بما تنطقُ به ألسنتُنا ، محاسبونَ على الكلمات و نتائجها : كما في حديث معاذ رضي الله عنه قال :[/font][font="] [/font][font="]يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ . فقال صلى الله عليه وسلم :" ثكلتك أمك يا معاذ ؛ وهل يَكُبّ الناسَ في النار على وجوههم إلا حَصَائدُ ألسنتهم ؟! " ( صحيح الجامع : 5136 ) . [/font]
[font="] هذا و إنَّ من شرّ العوائدِ في الخِطَاب و التواصل ، ومن أكبرِ أساليبِ التضليلِ الجماهيري ، ومن أكبرِ ما ينزلُ بالرُّتبةِ عن درجةِ الإحسانِ في الكلام : الجنوحُ إلى " لُغَةِ التعميم " ، بقصدٍ أو بغير قصد ، حيثُ ينبغي الضبطُ و التحديد و الإنصافُ والتجرُّد ! . [/font]
[font="] و لهذه العادةِ السيّئَةِ في الكلام مظاهرُ في حياة الخطيبِ ينبغي تجنُّبُها ، منها : [/font]
[font="] تعميم الصفات على الأشخاص والمجتمعات و الهيئات ! : [/font]
[font="] فهذا خطيبٌ زارَ مكانًا أو التقى شخصًا أو تعامل مع جهةٍ من الجهاتِ فرأى تصرُّفًا مذمومًا ، أو سمعَ خبرًا أو قرأَهُ في جريدةٍ حول حادثةِ اغتصاب أو ضربٍ للأصول أو تصرّفٍ وقع فيه معلّمٌ من المعلّمين في مدرسةٍ من المدارس فيسرع إلى القول : " هلكَ الناس ! . . وهلكت المدارس ! . . و هلكَ المعلّمون . .! و انتهى التعليم . . " ، أو ما شابه ذلك من أساليبِ الخطابِ الذي يشوّهُ الصورةَ الرمزيّة للمجال الذي تحدّث فيه ، و يقضِي على الأملِ فيها ، ويوحي بشيوعِ ما يتحدَّثُ عنه في الجميع ، و أنّ الخيانةَ فيهم وقعت ، والأمانة فيهم ارتفعت والعياذ بالله ، فيوقع المستمعين في اليأسِ والقنوط ، ويُسهمُ بخطابه ذلك لدى الجماهير في إنتاجِ مناهجَ من التفكير والمعالجة لا تقومُ إلاّ على الإحباطِ والاستسلام و هو لا يدري ! ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم " رواه مسلم . [/font]
[font="] تعميم الأحكام على الأوطان والأجناس والبلدان والجهات و الفئات ! : [/font]
[font="] كالقول بأنّ العَرَبَ كذا بناءً على سلوكِ أحد الأفراد أو قصّةٍ من القصص في التاريخ ، و كالقولِ بأنَّ الغَرْبَ كذا و كذا بناءً على سلوكِ ساستِهِ أو بعض أفرادِهِ أو جهاتِه ، و كالحكمِ على مصر أو السعودية أو الإمارات أو الجزائر أو المغرب بكذا وكذا ، أو القول بأنّ بني فلانٍ كذا ، وبني فلانٍ كذا وكذا .. ، بناءً على سلوكٍ من أحدِ الأفرادِ لا يمثّلُ إلا نفسَهُ و ربّما لا يتجاوزُ الظروفَ و الملابساتِ التي حصل فيها ، هذه كلها أحكامٌ ظالمةٌ آثمة ؛ لأنّها سلكت مسلكًا غير سويٍّ في التفكير والمعالجة ، أدّى بها إلى توزيعِ الإدانةِ و الاتّهامِ على التعميم ، دون مراعاةٍ للخصوصيّات و الملابسات و القرائن و الواقع و إقامة الحُجّة ، وهذا من أشنعِ الظلمِ و العدوان ! . [/font]
[font="]ادّعاء الاتفاقِ في ما اختلفَ الناسُ فيه[/font][font="] ! : [/font]
[font="] فاحذر أخي الحبيب أن تكونَ ممّن يقول : [ أجمع العلماء على كذا . . أو باتّفاق . . أو لا خلاف بين أهل العلم . . ] أو ما شابه هذا ، وفي المسألة التي طرحتها خلافٌ كبيرٌ قويٌّ معتبرٌ وأنت لا يدري ! . [/font]
[font="]الحديث باسم الناس وهم لم يفوّضوكَ في ذلك ![/font][font="] : [/font]
[font="] فاحذر أخي الحبيب من القول بأنَّ [ الناسَ يريدُون كذا وكذا .. أو باسم المواطنين . . أو إنّ الناسَ يرونَ كذا و كذا .. و الكل يطالبُ بكذا وكذا أو يرفضُ كيتَ كيتَ . . ، كل هذه الأساليب التسلّطيّة في الخطابِ " دِعائيّةٌ براغماتية " مستهجَنة ، تعملُ على تضليل العقول ، و إقصاء الآخرين ، و القفزِ على آرائِهِم و تهميشِ مواقفِهم و محاولة اختزالِها في خطٍّ لا يراهُ إلا الخطيب ! ، و هو لا يشعُرُ ولا يُحس ! . [/font]
[font="]أخي الحبيب . . يا أيها الخطيب الرباني :[/font]
[font="] أساليبُ الخطابِ ليست مسألةً بسيطةً هامشيّة ، إنّما هي على التحقيق صورةً لكَ أنت تعبّرُ : إمّا على النجاحِ والتفوّقِ في منهج التواصل والتفكير والمعالجة ، أو الفشلِ في ذلك ، فاحذر أخي من فخّ التعميم ولا تستهن به ! [/font]
[font="] [/font][font="]يا رب يسّر و أعن يا معين ! .[/font][font="][/font]
المشاهدات 2980 | التعليقات 0