أخلاق وتعامل نبيِّنا صلى الله عليه وسلم مع أهله وفي بيتِه 2-1-1437
أحمد بن ناصر الطيار
1436/12/30 - 2015/10/13 12:10PM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه, ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله, واعلموا أنّ مِنْ نعم الله تعالى علينا, أنْ أوجد لنا قدوةً صالحةً في ديننا ودنيانا, نهتدي بهديه, ونستن بسنته.
ولكنّ هذا القدوة والأسوة الحسنة, لا يُمكن أنْ يَنْتَفِعَ به إلا مَن آمن به وبما جاء به, وامتلأ قلبُه محبةً له, قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.
فالحمد لله الذي شرّفنا به, وجعلنا ننهل من معينه الصافي في جميع شؤون حياتنا, ونستمد منه النور والْهدايةَ.
معاشر المسلمين: لم يكن رسولُنا أسوةً لنا في الدين فحسب, ولا في تعامله خارج بيته مع أصحابه أو أعدائه, بل كان أعظم قدوةٍ داخل بيته ومع زوجاته.
فلْنستمع إلى شيءٍ من تعامله وهديه في بيتِه:
سُئلت عَائِشَةُ رضي الله عنها: مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ فقَالَتْ: «كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ - تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ - فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ». رواه البخاري
وسُئلت مرَّةً رضي الله عنها: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، " كَانَ بشراً من البشر, يخدم نفسه، ويَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ، ويحلب شاته، وَيَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ كَمَا يَعْمَلُ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ ". رواه الإمام أحمد وصححه الألباني
نعم, هكذا كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخدمُ أَهْلَه, أي: يُساعدهم في أشغالهم, ويُعينهم على حوائجهم.
لم يكن مُتوسِّداً ومُتَّكئاً, ويُصدر الأوامر والطلبات, كما يفعله الكثير منَّا إلا من رحم الله.
وكان يخدم نفسه, أي يقوم بكفاية نفسه وحاجيَّاته, من إصلاح نعله, وخياطة ثوبه, وحلبِ شاته, كلُّ هذه الأعمال التي يندر أنْ يقوم بها أحدٌ من الرجال, يقوم بها أعظم وأكرمُ الأنبياء والرُّسل.
مَن مِنَّا يخدم نفسه في بيته؟ بل الكثير مِنَ الناس يرى أنّ ذلك من المهانة, وقلَّةِ الهيبة والرجولة, والنبيُّ الأكرم, والرسول الأعظم: يفعل ذلك مع جلالته ومكانته, فهو قائد الدولة, ونبيُّ الأمة, وهو الذي يتسابق الصحابةُ إلى فضلِ وضوئه, ويتنافسون إلى التقاط ما سقط من شعره, ويُسارعون إلى نعاله ليلبسها, وهم رهنُ إشارته, وطوعُ أوامره.
ومع ذلك, كان مُتواضعاً غاية التواضع, حيث يخدم نفسه بنفسه, بل يخدم أزواجه ويُعينهن في بيوتهن.
وكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيرَ المزاح في بيته, حتى وإنْ كان مريضاً مُتعباً, تقول عَائِشَةُ رضي الله عنها: رَجَعَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ جَنَازَةٍ بِالْبَقِيعِ، وَأَنَا أَجِدُ صُدَاعًا فِي رَأْسِي، وَأَنَا أَقُولُ: وَارَأْسَاهْ قَالَ: بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهْ ثم قَالَ: "مَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي، فَغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ، ثُمَّ صَلَّيْتُ عَلَيْكِ، وَدَفَنْتُكِ؟" قُلْتُ: لَكَأَنِّي بِكَ وَاللهِ لَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ, رَجَعْتَ إِلَى بَيْتِي فَأَعْرَسْتَ فِيهِ بِبَعْضِ نِسَائِكَ، قَالَتْ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ بُدِئَ فِي وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ. رواه البخاريُّ وغيره
تأملوا في هذا اللطف العظيمِ والأخلاقِ الرفيعة, كيف يُداعب زوجته وهو في مرض موته ووجع رأسه, بل وهو راجعٌ من جنازةٍ, فإذا كان يُعاملها وهو في هذه الحالة التي لا تنشط النفسُ لمثل ذلك, فكيف به في حال صحته وعافيته؟
وكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيته يرى ما لا يُعجبه من أزواجه, بل ورُبَّما حصل من إحداهنّ تصرُّفٌ سيِّءٌ في حقه, ومع ذلك كان يتعامل مع هذه المواقف بالحلم والرفق.
روى البخاريُّ في صحيحه , أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مرَّةً عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ، فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بإناءٍ فِيه طَعَامٌ، فغارتْ زوجته هذه التي هو فِي بَيْتِهَا, فَضَرَبَتِ يَدَ الخَادِمِ، فَسَقَطَ الإناء فَانْكسر.
يا له من موقفٍ ما أصعبه على نفوس الرجال, وما أحراه أنْ يكون سببًا للخصام والطلاق أيضًا, فماذا فعل النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع هذه المرأةِ, التي تجرَّأت على هذا الفعل؟
جعل يجمَعُ ما تناثر من أجزاء الإناء الْمكسور، ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيه الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِيه وَيَقُولُ: «غَارَتْ أُمُّكُمْ».
ثُمَّ قَالَ: "كُلُوا", وكأنَّ شيئاً لم يكن, فَأَكَلُوا وشبعوا, فلما انتهوا, دَفَعَ إِلَى الخادم إناءً آخر، وَتَرَكَ الْمَكْسُورَ في بيت التي كسرته, وانتهت المشكلةُ بهذا التصرُّف الحكيم.
بل ربَّما أكثر نساؤه من مُطالبتهنّ في النفقة, وألححن عليه أنْ يُعطيَهنْ من المال والمتاع, كما يحصل للأزواج غالباً, وهو لا يملك ذلك ولا يجده, فلم يكن يزجرهنّ ويعيب عليهن هذا الإلحاح.
نسأل الله تعالى أنْ يُحسن أخلاقنا, ويُصلح أولادَنا وزوجاتِنا, إنه سميع قريب مُجيب.
الحمد لله ذي الإفضال والإنعام، وصلى الله تعالى وسلم على سيدنا محمد, وعلى آله وأصحابه الأئمة الأعلام, أما بعد:
معاشر المسلمين, لقد بلغ من حلمِه صلى الله عليه وسلم وحسن تعاملِه, أنّ أزواجَه أرسلن إليه من يطلب منه أن يعدل بينهن, وألا يميل مع عائشة ويُفضّلها عليهنّ, ومع ذلك تعامل مع هذا الموقف بالرفق والحلم, ولم يقل: كيف يَتَّهِمْنَنِي بعدم العدل كما هو حال الكثير مِنَّا.
بل كان يصفح ولا يجرح, ويُداري من حوله ويبتسم, ولا يأخذ بحقّه وينتقم, إلا أن تُتنهكَ حُرماتُ الله.
بل إِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ اليَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ, وتُرَاجِعُه الأخرى حَتَّى يَظَلَّ يَوْمَهُ غَضْبَانَ, أي تُرَادُّه فِي الْقَوْل وَتُنَاظِره، حتى يغضب من ذلك.
كما ثبت ذلك في الصحيحين وغيرهما.
فلْنتأس - معاشر الرجال- بتعامله مع زوجاتِه, فقد جرّبنا كل الطرق في علاج المشاكل الزوجيّة, فعلينا بالسير على هديه, والاقتداءِ بتعامله وخُلُقِه, فسوف نرى التَّغَيُّرَ في حياتنا الأسرية والزوجيّة, وسوف تتلاشى الخلافاتُ والْمُنَغِّصات.
نسأل الله تعالى أنْ يُوفقنا لاتباعِ سنته, والثباتِ على مِلّته, إنه على كلّ شيءٍ قدير.
فاتقوا الله عباد الله, واعلموا أنّ مِنْ نعم الله تعالى علينا, أنْ أوجد لنا قدوةً صالحةً في ديننا ودنيانا, نهتدي بهديه, ونستن بسنته.
ولكنّ هذا القدوة والأسوة الحسنة, لا يُمكن أنْ يَنْتَفِعَ به إلا مَن آمن به وبما جاء به, وامتلأ قلبُه محبةً له, قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.
فالحمد لله الذي شرّفنا به, وجعلنا ننهل من معينه الصافي في جميع شؤون حياتنا, ونستمد منه النور والْهدايةَ.
معاشر المسلمين: لم يكن رسولُنا أسوةً لنا في الدين فحسب, ولا في تعامله خارج بيته مع أصحابه أو أعدائه, بل كان أعظم قدوةٍ داخل بيته ومع زوجاته.
فلْنستمع إلى شيءٍ من تعامله وهديه في بيتِه:
سُئلت عَائِشَةُ رضي الله عنها: مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ فقَالَتْ: «كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ - تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ - فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ». رواه البخاري
وسُئلت مرَّةً رضي الله عنها: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، " كَانَ بشراً من البشر, يخدم نفسه، ويَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ، ويحلب شاته، وَيَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ كَمَا يَعْمَلُ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ ". رواه الإمام أحمد وصححه الألباني
نعم, هكذا كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخدمُ أَهْلَه, أي: يُساعدهم في أشغالهم, ويُعينهم على حوائجهم.
لم يكن مُتوسِّداً ومُتَّكئاً, ويُصدر الأوامر والطلبات, كما يفعله الكثير منَّا إلا من رحم الله.
وكان يخدم نفسه, أي يقوم بكفاية نفسه وحاجيَّاته, من إصلاح نعله, وخياطة ثوبه, وحلبِ شاته, كلُّ هذه الأعمال التي يندر أنْ يقوم بها أحدٌ من الرجال, يقوم بها أعظم وأكرمُ الأنبياء والرُّسل.
مَن مِنَّا يخدم نفسه في بيته؟ بل الكثير مِنَ الناس يرى أنّ ذلك من المهانة, وقلَّةِ الهيبة والرجولة, والنبيُّ الأكرم, والرسول الأعظم: يفعل ذلك مع جلالته ومكانته, فهو قائد الدولة, ونبيُّ الأمة, وهو الذي يتسابق الصحابةُ إلى فضلِ وضوئه, ويتنافسون إلى التقاط ما سقط من شعره, ويُسارعون إلى نعاله ليلبسها, وهم رهنُ إشارته, وطوعُ أوامره.
ومع ذلك, كان مُتواضعاً غاية التواضع, حيث يخدم نفسه بنفسه, بل يخدم أزواجه ويُعينهن في بيوتهن.
وكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيرَ المزاح في بيته, حتى وإنْ كان مريضاً مُتعباً, تقول عَائِشَةُ رضي الله عنها: رَجَعَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ جَنَازَةٍ بِالْبَقِيعِ، وَأَنَا أَجِدُ صُدَاعًا فِي رَأْسِي، وَأَنَا أَقُولُ: وَارَأْسَاهْ قَالَ: بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهْ ثم قَالَ: "مَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي، فَغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ، ثُمَّ صَلَّيْتُ عَلَيْكِ، وَدَفَنْتُكِ؟" قُلْتُ: لَكَأَنِّي بِكَ وَاللهِ لَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ, رَجَعْتَ إِلَى بَيْتِي فَأَعْرَسْتَ فِيهِ بِبَعْضِ نِسَائِكَ، قَالَتْ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ بُدِئَ فِي وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ. رواه البخاريُّ وغيره
تأملوا في هذا اللطف العظيمِ والأخلاقِ الرفيعة, كيف يُداعب زوجته وهو في مرض موته ووجع رأسه, بل وهو راجعٌ من جنازةٍ, فإذا كان يُعاملها وهو في هذه الحالة التي لا تنشط النفسُ لمثل ذلك, فكيف به في حال صحته وعافيته؟
وكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيته يرى ما لا يُعجبه من أزواجه, بل ورُبَّما حصل من إحداهنّ تصرُّفٌ سيِّءٌ في حقه, ومع ذلك كان يتعامل مع هذه المواقف بالحلم والرفق.
روى البخاريُّ في صحيحه , أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مرَّةً عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ، فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بإناءٍ فِيه طَعَامٌ، فغارتْ زوجته هذه التي هو فِي بَيْتِهَا, فَضَرَبَتِ يَدَ الخَادِمِ، فَسَقَطَ الإناء فَانْكسر.
يا له من موقفٍ ما أصعبه على نفوس الرجال, وما أحراه أنْ يكون سببًا للخصام والطلاق أيضًا, فماذا فعل النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع هذه المرأةِ, التي تجرَّأت على هذا الفعل؟
جعل يجمَعُ ما تناثر من أجزاء الإناء الْمكسور، ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيه الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِيه وَيَقُولُ: «غَارَتْ أُمُّكُمْ».
ثُمَّ قَالَ: "كُلُوا", وكأنَّ شيئاً لم يكن, فَأَكَلُوا وشبعوا, فلما انتهوا, دَفَعَ إِلَى الخادم إناءً آخر، وَتَرَكَ الْمَكْسُورَ في بيت التي كسرته, وانتهت المشكلةُ بهذا التصرُّف الحكيم.
بل ربَّما أكثر نساؤه من مُطالبتهنّ في النفقة, وألححن عليه أنْ يُعطيَهنْ من المال والمتاع, كما يحصل للأزواج غالباً, وهو لا يملك ذلك ولا يجده, فلم يكن يزجرهنّ ويعيب عليهن هذا الإلحاح.
نسأل الله تعالى أنْ يُحسن أخلاقنا, ويُصلح أولادَنا وزوجاتِنا, إنه سميع قريب مُجيب.
الحمد لله ذي الإفضال والإنعام، وصلى الله تعالى وسلم على سيدنا محمد, وعلى آله وأصحابه الأئمة الأعلام, أما بعد:
معاشر المسلمين, لقد بلغ من حلمِه صلى الله عليه وسلم وحسن تعاملِه, أنّ أزواجَه أرسلن إليه من يطلب منه أن يعدل بينهن, وألا يميل مع عائشة ويُفضّلها عليهنّ, ومع ذلك تعامل مع هذا الموقف بالرفق والحلم, ولم يقل: كيف يَتَّهِمْنَنِي بعدم العدل كما هو حال الكثير مِنَّا.
بل كان يصفح ولا يجرح, ويُداري من حوله ويبتسم, ولا يأخذ بحقّه وينتقم, إلا أن تُتنهكَ حُرماتُ الله.
بل إِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ اليَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ, وتُرَاجِعُه الأخرى حَتَّى يَظَلَّ يَوْمَهُ غَضْبَانَ, أي تُرَادُّه فِي الْقَوْل وَتُنَاظِره، حتى يغضب من ذلك.
كما ثبت ذلك في الصحيحين وغيرهما.
فلْنتأس - معاشر الرجال- بتعامله مع زوجاتِه, فقد جرّبنا كل الطرق في علاج المشاكل الزوجيّة, فعلينا بالسير على هديه, والاقتداءِ بتعامله وخُلُقِه, فسوف نرى التَّغَيُّرَ في حياتنا الأسرية والزوجيّة, وسوف تتلاشى الخلافاتُ والْمُنَغِّصات.
نسأل الله تعالى أنْ يُوفقنا لاتباعِ سنته, والثباتِ على مِلّته, إنه على كلّ شيءٍ قدير.
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق