أخلاق أهل الإيمان و المساس بالعرض

[font="] [/font][font="]أخلاق أهل الإيمان و المساس بالعرض[/font]
[font="]بسم الله الرّحمان الرّحيم و الصلاة و السلام على سيّدنا محمّد و على آله و صحبه أجمعين..[/font]
[font="] [/font]
[font="]حرص الإسلام على استقرار المجتمع الإسلامي، و خلوه من المنازعات و المشاحنات، و حمايته من أسباب الفرقة و التمزق، حتى لا يكون مجتمعا هزيلا ضعيفا، منهارا غير صامدا أمام الأعداء، فإن قوة المجتمع سبب لقوة الأمة و عزتها، و ضعف المجتمع سبب لمذلة الأمة و هوانها، و ما أتعس الأمة التي تسمح لفتح ثغرات الهوان في صفوفها، و ما أسعد الأمة التي تشيع الأخلاق الحميدة فيما بينها..[/font]
[font="]و من أخطر المنافذ التي تزرع الضغينة و الحقد، و القطيعة و الهجران بين أفرادها: الطعن في الأعراض و الكرامات، و الغيبة و النميمة اللتان هما من الكبائر، قال الحق تبارك و تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم و لا تجسسوا و لا يغتب بعضكم بعضا أ يحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم "[/font][font="] [/font][font="](الحجرات 12[/font][font="] [/font][font="])[/font][font="].. [/font][font="]و هذا أقبح مثل بتشبيه المغتاب بآكل لحم الميت من أخيه الإنسان.. و الغيبة حرام سواء كان الشيء المغتاب به موجودا في الغائب، أو غير موجود.[/font]
[font="]أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: " أتدرون ما الغيبة ؟ " قالوا : الله و رسوله أعلم، قال: " ذكرك أخاك بما يكره " قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: " إن كان فيه ما تقول فقد أغبته، و إن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته " أي افتريت عليه الكذب.. فالغيبة و البهتان، و الطعن في الأعراض و الحرمات و الكرامات : من أخطر آفات اللسان.[/font]
[font="]و حماية العرض و حرمة المساس به كحرمة الاعتداء على الأموال و الدماء تماما، ورد في حديث متفق عليه عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال في خطبته يوم النحر بمنى في حجة الوداع : " إن دماءكم و أموالكم و أعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟ " فيه دلالة صريحة على تحريم التعرض لدم المسلم أو ماله و عرضه، بما لم يسمح به الإسلام، و كذا تحريم الغيبة أو الطعن بالآخرين.[/font]
[font="]و من أبلغ الزواجر عن الغيبة كما قال الإمام النووي: وصف الإنسان بأنه قصير.. عن عائشة رضي الله عنها و أرضاها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه و سلم: حسبك من صفية[/font][font="](1)[/font][font="] كذا و كذا، قال بعض الرواة، تعني قصيرة، فقال: " لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته "[/font][font="](2)[/font][font="]. [/font][font="]( أخرجه أبو داود و الترمذي )[/font][font="] [/font][font="]قالت، و حكيت له إنسانا، فقال: " ما أحب أن حكيت إنسانا و إن لي كذا و كذا " هذا من أبلغ الزواجر عن الغيبة، و هو من كلام المصطفى صلى الله عليه و سلم الذي لا ينطق عن الهوى، قال الحق عز و جل، "ٍٍٍ و ما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى "[/font][font="] ( النجم الآية: 4 )..[/font][font="][/font]
[font="]و من المحذرات عن الغيبة، تصوير عذاب المغتابين يوم القيامة بصورة منفرة، روى أبو داود عن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " لما عرج[/font][font="] [/font][font="](3)[/font][font="] [/font][font="]بي، مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم و صدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس و يقعون في أعراضهم ". [/font][font="]أي الذين يتناولون أعراض الناس بالكلام القبيح، و العرض: موضع المدح و الذم من الإنسان، هم الذين يأكلون لحوم البشر، و يعذبون في النار، و تراهم يجرحون وجوههم بأظافرهم..[/font]
[font="]إن مال الإنسان ودمه وعرضه أمانة، والمساس بها خيانة، لا فرق في ذلك بين مسلم و غير مسلم، لعموم إطلاق كلمة: " هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ". و إن كانت بعض الأحاديث تتحدث عن المسلم.. أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه ". أي كل شيء من الدم و المال و العرض محرم على المسلم، فتجب صيانة الدماء والأعراض والأموال، و الحفاظ على كرامات الناس كلهم م سلمين و غير مسلمين، دون إيذاء أو خدش أو تعرض لها، حتى و لو كان ذلك بإشارة البصر أو الغمز أو الهمز و اللمز، أي الطعن و التعييب، قال الحق تبارك و تعالى: " ويل لكل هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ". [/font][font="]( الهمزة الآية:1 )[/font][font="] [/font][font="] [/font][font="]و هما من صيغ المبالغة، و الهمزة: الذي يطعن بالغيبة، و اللمزة الذي يطعن في الوجه أو الحضور.[/font]

[font="][/font]
[font="] لم يعد لنا مزيد و غدا إن شاء الله هناك جديد[/font]
[font="]
[/font]
[font="] [/font]
[font="] الشيخ محمّد الشاذلي شلبي[/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]

[font="] [/font]
[font="]
[/font]
(1) [font="]صفية : من أمهات المؤمنين و هي صفية بنت حيي بن أخطب اليهودي من بني النظير و حسبك منها أي كافيك.[/font]
(2) [font="]مزجت: أي لو خلطت بماء البحر لغيرت طعمه أو ريحه لشدة نتنها و قبحها.[/font]
(3) [font="]عرج : أي لما صعد بي إلى السماء ليلة الإسراء و المعراج.[/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
المرفقات

93.doc

93.doc

المشاهدات 2213 | التعليقات 0