أخلاقيات سائق السّيارة
حمد بن سالم البخيت
1434/06/14 - 2013/04/24 08:33AM
الحمد لله الذي أفاض على خَلْقِهِ بآلائِه وخيراتِه ، وصلواتٌ من اللهِ وسلامُه على نبيِّه وصفِيِّه وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه خيرُ من أقامَ الدينَ ونَشَرَه من بعدِه .
إخواني في الله ، لا شكّ أن السيارات وسيلةُ نقلٍ يسّرَها الله تعالى بفضلِهِ وكَرَمِه ، ومما ينبغي على كُل سائقٍ مسلمٍ أن يتحلى بأخلاقيات فاضلةٍ حميدةٍ ؛ حتى يرضى الله عزّ وجلّ عنه ، ويُبارك له في نعمتِه ، ويكسبَ بأخلاقِه محبةَ الناسِ واحترامَهم ، فلنتعرف عليها يا إخواني الكرام :
أولاً : السائق حامدٌ للهِ شاكرٌ له ، فالسيارات كما قُلنا نعمة ، فانظروا كيف كان حال مَنْ قَبلَنا من آبائِنا وأجدادِنا ، إذ كانوا يتنقّلُون ويُسافرون براًّ بالخيولِ والبِغالِ والحميرِ والجِمالِ ، فيأخذون وقتاً طويلاً لوصولهم ، فلنقل : الحمد لله ، ولندعوا الله تعالى عند ركوب السيارة أو شرائها أن يبارك لنا فيها ، فقد ثبت عنه r : أن من تزوّج أو اشترى دابّةً يضع يده على ناصيتها ، ويدعو هذا الدعاء ( اللهُمَّ أسألُك خيرَهَا وخيرَ ما جُبِلَت عليه ، وأعُوذُ بك من شرِّهَا وشرِّ ما جُبِلَت عليه ) .
ثانياً : السائق متواضعٌ ، فالطريق ملكٌ عامٌ للجميع ، فليس من حقِّ أحدٍ أن يتملك شارعاً يفعلُ فيه ما يشاء ، وما داعٍ للتعالي والتكبرِ على الغير بسبب جمال سيارتِه ، أو جودتِها ، أو غِنى صاحبِها ، فقد قال r : ( إن اللهَ أوحى إليّ أن تواضَعُوا حتى لا يَفْخرَ أحدٌ على أحدٍ ، ولا يبغِي أحدٌ على أحدٍ ) ، وقال أيضاً r : ( وما تواضعَ أحدٌ للهِ إلا رفعَهُ اللهُ ) .
ثالثاً : السائق صبورٌ متأنٍ ، فكُلُّنا نرى ونشاهد ما يٌقدِّرُه الله تعالى من زُحامٍ أو اصطدامٍ أو همومٍ أو مشاحناتٍ ، مما يدفع بالإنسان إلى ردةِ فعلٍ سلبية من جزعٍ أو تضاربٍ أو سخطٍ أو تلفظٍ بذئ ؛ ولأننا مسلمون حثنا ربُّنا ورسوله على الصبر في مثل هذه المواقف ، قال r : ( إن عِظمَ الجزاءِ مع عِظمِ البلاءِ ، وإن اللهَ تعالى إذا أحبَّ قوماً ابتلاهُم ، فمَنْ رَضِيَ فلَهُ الرِِّضَى ، ومَنْ سَخِطَ فلَهُ السَّخْطُ)
رابعاً : السائق محترمٌ للأنظمة ، لأنه يعرفُ أن تلك الإشارات واللوحات والتحويلات إنما وُضِعت لمصلحته ، وفيها حفظٌ للأمن والممتلكات ، بل والتزامٌ من المواطن بأوامر ولي الأمر ، وتعويدٌ للنفس على الانتظام ، والتعاونِ مع رجالِ المرور على ذلك .
خامساً : السائق يُؤثِرُ غيرَهُ على نفسِه ، أي يُقدِّمُ غيرَه من السائقين والمُشاة في تجاوزِ الطريق ؛ تعاوناً وتحقيقاً لسلامة الجميع ، ومنعاً لحصول الضرر والحوادث ، قال تعالى ( ويُؤثِرُونَ على أَنفُسِهِم وَلَو كَانَت بِهِم خَصَاصَةٌ ) .
سادساً : السائق يُحسِنُ التصرُف ، سواءً في القيادةِ السليمة ، أو في السرعةِ ، أو التعامُلِ مع زحامِ السياراتِ ، أو الطرقاتِ الوعِرة أو المليئةِ بالرمالِ أو المياهِ ، وفي كل الظروفِ المحتملة .
سابعاً : السائق يشعرُ بالمسؤولية ، خاصةً إذا كان يقودُ سيارةَ غيرِه ، مما يتوجبُ عليه الحفاظ عليها من غيرِ تعدٍ أو تفريطٍ ، وكذلك إن صَدَرَ منه إضرارٌ للأنفس والممتلكات فإنه يعرف أنه ليس من الرجولةِ والشهامةِ والشجاعةِ التهرّبُ من المحاسبة فيها .
ثامناً : السائق يُحسِنُ استغلالَ وقتِهِ ، إذ يعرف متى يحينُ الوقت المناسب للذهابِ بالسيارة ، ومتى تأتي الحاجة إليها ، وكذلك يعرفُ أنفعَ الأعمال التي يقضيها في سيارته كقراءةٍ قرآن أو الاستماع له ، أو إنصاتٍ لمحاضرةٍ ، أو إشغالِ لسانه بالدعاء أو الذكرِ من غيرِ دندنةٍ غنائية ، أو رقصةٍ غيرِ رجولية ، حتى يُباركَ الله تعالى في أوقاتِه .
تاسعاً : السائق ينظرُ إلى العواقب ، أي يعرفُ ما تُسببُهُ السرعةُ المتهوّرة أو السرعةُ في الظروفِ المُناخية الصعبة من حوادثَ أو إصاباتٍ أو وفياتٍ أو مخالفاتٍ أو دِيّاتٍ ، ويعرفُ العاقبةَ المتوقّعة من سيارةٍ لم يتفقّد ضرورياتِها مثلِ : العجلاتِ ، والأنوارِ ، والوقودِ ، والمحرّكاتِ ، وغيرِها .
عاشراً : السائق ينظرُ إلى جسمِهِ ونفسيتِهِ قبل القيادة ، فليست من الحكمةِ قيادةُ السيارةِ في حالِ مرضٍ أو تعبٍ أو سهرٍ أو حزنٍ أو غضبٍ ، فإن هذا يُعدُّ انتحاراً وقتلاً للنفس ، قال تعالى ( ولا تُلقُوا بِأَيدِيكُم إِلى التَّهلُكَةِ ) .
حفظ الله تعالى كل السائقين من سوءٍ أو مكروهٍ ، وأعاننا جميعاً على ما فيه مرضاةُ اللهِ ورحمتُه ، وصلى اللهُ وسلّم على نبينا محمدٍ وعلى آلِهِ وصحابتِهِ أجمعين .
إخواني في الله ، لا شكّ أن السيارات وسيلةُ نقلٍ يسّرَها الله تعالى بفضلِهِ وكَرَمِه ، ومما ينبغي على كُل سائقٍ مسلمٍ أن يتحلى بأخلاقيات فاضلةٍ حميدةٍ ؛ حتى يرضى الله عزّ وجلّ عنه ، ويُبارك له في نعمتِه ، ويكسبَ بأخلاقِه محبةَ الناسِ واحترامَهم ، فلنتعرف عليها يا إخواني الكرام :
أولاً : السائق حامدٌ للهِ شاكرٌ له ، فالسيارات كما قُلنا نعمة ، فانظروا كيف كان حال مَنْ قَبلَنا من آبائِنا وأجدادِنا ، إذ كانوا يتنقّلُون ويُسافرون براًّ بالخيولِ والبِغالِ والحميرِ والجِمالِ ، فيأخذون وقتاً طويلاً لوصولهم ، فلنقل : الحمد لله ، ولندعوا الله تعالى عند ركوب السيارة أو شرائها أن يبارك لنا فيها ، فقد ثبت عنه r : أن من تزوّج أو اشترى دابّةً يضع يده على ناصيتها ، ويدعو هذا الدعاء ( اللهُمَّ أسألُك خيرَهَا وخيرَ ما جُبِلَت عليه ، وأعُوذُ بك من شرِّهَا وشرِّ ما جُبِلَت عليه ) .
ثانياً : السائق متواضعٌ ، فالطريق ملكٌ عامٌ للجميع ، فليس من حقِّ أحدٍ أن يتملك شارعاً يفعلُ فيه ما يشاء ، وما داعٍ للتعالي والتكبرِ على الغير بسبب جمال سيارتِه ، أو جودتِها ، أو غِنى صاحبِها ، فقد قال r : ( إن اللهَ أوحى إليّ أن تواضَعُوا حتى لا يَفْخرَ أحدٌ على أحدٍ ، ولا يبغِي أحدٌ على أحدٍ ) ، وقال أيضاً r : ( وما تواضعَ أحدٌ للهِ إلا رفعَهُ اللهُ ) .
ثالثاً : السائق صبورٌ متأنٍ ، فكُلُّنا نرى ونشاهد ما يٌقدِّرُه الله تعالى من زُحامٍ أو اصطدامٍ أو همومٍ أو مشاحناتٍ ، مما يدفع بالإنسان إلى ردةِ فعلٍ سلبية من جزعٍ أو تضاربٍ أو سخطٍ أو تلفظٍ بذئ ؛ ولأننا مسلمون حثنا ربُّنا ورسوله على الصبر في مثل هذه المواقف ، قال r : ( إن عِظمَ الجزاءِ مع عِظمِ البلاءِ ، وإن اللهَ تعالى إذا أحبَّ قوماً ابتلاهُم ، فمَنْ رَضِيَ فلَهُ الرِِّضَى ، ومَنْ سَخِطَ فلَهُ السَّخْطُ)
رابعاً : السائق محترمٌ للأنظمة ، لأنه يعرفُ أن تلك الإشارات واللوحات والتحويلات إنما وُضِعت لمصلحته ، وفيها حفظٌ للأمن والممتلكات ، بل والتزامٌ من المواطن بأوامر ولي الأمر ، وتعويدٌ للنفس على الانتظام ، والتعاونِ مع رجالِ المرور على ذلك .
خامساً : السائق يُؤثِرُ غيرَهُ على نفسِه ، أي يُقدِّمُ غيرَه من السائقين والمُشاة في تجاوزِ الطريق ؛ تعاوناً وتحقيقاً لسلامة الجميع ، ومنعاً لحصول الضرر والحوادث ، قال تعالى ( ويُؤثِرُونَ على أَنفُسِهِم وَلَو كَانَت بِهِم خَصَاصَةٌ ) .
سادساً : السائق يُحسِنُ التصرُف ، سواءً في القيادةِ السليمة ، أو في السرعةِ ، أو التعامُلِ مع زحامِ السياراتِ ، أو الطرقاتِ الوعِرة أو المليئةِ بالرمالِ أو المياهِ ، وفي كل الظروفِ المحتملة .
سابعاً : السائق يشعرُ بالمسؤولية ، خاصةً إذا كان يقودُ سيارةَ غيرِه ، مما يتوجبُ عليه الحفاظ عليها من غيرِ تعدٍ أو تفريطٍ ، وكذلك إن صَدَرَ منه إضرارٌ للأنفس والممتلكات فإنه يعرف أنه ليس من الرجولةِ والشهامةِ والشجاعةِ التهرّبُ من المحاسبة فيها .
ثامناً : السائق يُحسِنُ استغلالَ وقتِهِ ، إذ يعرف متى يحينُ الوقت المناسب للذهابِ بالسيارة ، ومتى تأتي الحاجة إليها ، وكذلك يعرفُ أنفعَ الأعمال التي يقضيها في سيارته كقراءةٍ قرآن أو الاستماع له ، أو إنصاتٍ لمحاضرةٍ ، أو إشغالِ لسانه بالدعاء أو الذكرِ من غيرِ دندنةٍ غنائية ، أو رقصةٍ غيرِ رجولية ، حتى يُباركَ الله تعالى في أوقاتِه .
تاسعاً : السائق ينظرُ إلى العواقب ، أي يعرفُ ما تُسببُهُ السرعةُ المتهوّرة أو السرعةُ في الظروفِ المُناخية الصعبة من حوادثَ أو إصاباتٍ أو وفياتٍ أو مخالفاتٍ أو دِيّاتٍ ، ويعرفُ العاقبةَ المتوقّعة من سيارةٍ لم يتفقّد ضرورياتِها مثلِ : العجلاتِ ، والأنوارِ ، والوقودِ ، والمحرّكاتِ ، وغيرِها .
عاشراً : السائق ينظرُ إلى جسمِهِ ونفسيتِهِ قبل القيادة ، فليست من الحكمةِ قيادةُ السيارةِ في حالِ مرضٍ أو تعبٍ أو سهرٍ أو حزنٍ أو غضبٍ ، فإن هذا يُعدُّ انتحاراً وقتلاً للنفس ، قال تعالى ( ولا تُلقُوا بِأَيدِيكُم إِلى التَّهلُكَةِ ) .
حفظ الله تعالى كل السائقين من سوءٍ أو مكروهٍ ، وأعاننا جميعاً على ما فيه مرضاةُ اللهِ ورحمتُه ، وصلى اللهُ وسلّم على نبينا محمدٍ وعلى آلِهِ وصحابتِهِ أجمعين .