أخطر مهنة في العالم: سائق حافلة في سوريا
احمد ابوبكر
1436/04/20 - 2015/02/09 04:31AM
[align=justify]رحلات لـ 300 و400 كيلومتر عبر مناطق الصراع، إذ تستمرّ وسائل النقل العمومي في السير في سوريا، ويدرك سائقوها أنّهم يعرضون حياتهم إلى الخطر كلّ يوم، ولكن نظرًا للوضع الاقتصادي في البلاد؛ يستمرّون في تسيير هذه الرحلات بين العاصمة اللبنانية بيروت وحلب، المدينة الّتي تحوّلت إلى كومة من الأنقاض بسبب ويلات الحرب في غرب سوريا والرقّة عاصمة تنظيم الدولة الإسلامية المتمدّد في العراق.
التقت الصحيفة اليومية البريطانية “الإندبندنت" هؤلاء الرجال الّذي يعبرون الطرق عدّة مرّات في الأسبوع، في هذا البلد الّذي تدمّره الحرب منذ ما يقرب الأربع سنوات، وعليهم أن يعبروا خطوط الجبهات ويسرعون في مناطق المواجهات ويصلون دون التعرض إلى الاختطاف من قبل القوّات المسلّحة التابعة لنظام بشار الأسد أو الجهاديين.
ويقوم هؤلاء السائقون بهذه الرحلات من أجل الناس الّذين يريدون زيارة عائلاتهم أو تفقّد ما تبقّى من ممتلكاتهم رغم الحرب الأهلية الّتي تدمّر البلاد.
إبحار بصري بين الجيش والثوّار والجهاديين
يقوم “محمد"، أحد السائقين البالغ من العمر 40 عامًا، بعدّة رحلات ذهابًا وعودة بين حلب وبيروت. ويروي: “استهدفت حافلتي بطلق ناري عدّة مرّات؛ حيث كنت أقودها عند الاشتباكات بين الجماعات المسلّحة وقوّات النظام“.
وفوق عينه اليسرى ندبة كبيرة تشهد على الخطر الّذي يواجهه كلّ يوم: “كنت على الطريق بالسيّارة عندما وجدنا أنفسنا في قلب المعركة. فتحت باب السائق وبدأت بالركض ولكن قذيفة انفجرت حذوي فجرحت قطع من الشظايا وجهي وكسّرت ذراعي“.
وفي الواقع يعتبر الوضع في حلب معقّدًا على نحو استثنائي؛ إذ إنّ النصف الغربي للمدينة خاضع إلى سيطرة قوّات الجيش النظامي في حين أنّ الجزء الشرقي تحت سيطرة الميليشيات المتمرّدة. وحول هذه العقدة، تتابع دوائر متّحدة المركز في مناطق خاضعة إلى سيطرة النظام وأخرى إلى الثوّار وغيرها إلى جهاديي الدولة الإسلامية.
وسمح الرئيس بشار الأسد مؤخرًا للنقل العمومي باتّخاذ طريق عسكري لتجنّب عدد كبير من مناطق الاشتباكات، ولكنّ هذا التحسّن الملحوظ في ظروف العمل لا يلغي حقيقة أن عناصر الميليشيات لا يتردّدون في ملء جيوبهم بما يستطيعون أخذه من الركّاب.
نقاط تفتيش الدولة الإسلامية
أمّا في الرقّة، فالوضع مختلف؛ حيث إنّ المدينة الواقعة على بعد 400 كيلومتر من بيروت تخضع إلى سيطرة جهاديي الدولة الإسلامية الّذين يطبّقون فيها الشريعة. ومن أجل المرور من نقاط التفتيش، اضطرّ “عابد" لترك لحيته تنمو، ويقل من الرقّة نساءً وأطفالًا ومسنين فارّين من الحرب إلى بيروت، ولا يقل الرجال الشباب؛ حيث إنّ التنظيم يمنعهم من مغادرة المدينة خشية من انضمامهم لصفوف مقاتلي النظام.
ويذكر عابد: “إذا كنت رجلًا من الرقّة وولدت بعد سنة 1985 لا يمكنني أن أبيع لك تذكرة. وأمّا النساء فعليهن الركوب برفقة رجل وأن تكون لهن حجة واضحة وقويّة للحصول على إذن بالمغادرة“.
وبطبيعة الحال، قد مات العديد من زملائهم خلال أداء عملهم؛ جراء قذيفة أو رصاص قناص، والعديد منهم قد غادروا للعمل ولم يعودوا أبدًا، فعلى الأرجح قد تمّ اختطافهم من قبل إحدى الميليشيات المسلّحة.
ترجمة موقع التقرير
المصدر: كلنا شركاء[/align]
التقت الصحيفة اليومية البريطانية “الإندبندنت" هؤلاء الرجال الّذي يعبرون الطرق عدّة مرّات في الأسبوع، في هذا البلد الّذي تدمّره الحرب منذ ما يقرب الأربع سنوات، وعليهم أن يعبروا خطوط الجبهات ويسرعون في مناطق المواجهات ويصلون دون التعرض إلى الاختطاف من قبل القوّات المسلّحة التابعة لنظام بشار الأسد أو الجهاديين.
ويقوم هؤلاء السائقون بهذه الرحلات من أجل الناس الّذين يريدون زيارة عائلاتهم أو تفقّد ما تبقّى من ممتلكاتهم رغم الحرب الأهلية الّتي تدمّر البلاد.
إبحار بصري بين الجيش والثوّار والجهاديين
يقوم “محمد"، أحد السائقين البالغ من العمر 40 عامًا، بعدّة رحلات ذهابًا وعودة بين حلب وبيروت. ويروي: “استهدفت حافلتي بطلق ناري عدّة مرّات؛ حيث كنت أقودها عند الاشتباكات بين الجماعات المسلّحة وقوّات النظام“.
وفوق عينه اليسرى ندبة كبيرة تشهد على الخطر الّذي يواجهه كلّ يوم: “كنت على الطريق بالسيّارة عندما وجدنا أنفسنا في قلب المعركة. فتحت باب السائق وبدأت بالركض ولكن قذيفة انفجرت حذوي فجرحت قطع من الشظايا وجهي وكسّرت ذراعي“.
وفي الواقع يعتبر الوضع في حلب معقّدًا على نحو استثنائي؛ إذ إنّ النصف الغربي للمدينة خاضع إلى سيطرة قوّات الجيش النظامي في حين أنّ الجزء الشرقي تحت سيطرة الميليشيات المتمرّدة. وحول هذه العقدة، تتابع دوائر متّحدة المركز في مناطق خاضعة إلى سيطرة النظام وأخرى إلى الثوّار وغيرها إلى جهاديي الدولة الإسلامية.
وسمح الرئيس بشار الأسد مؤخرًا للنقل العمومي باتّخاذ طريق عسكري لتجنّب عدد كبير من مناطق الاشتباكات، ولكنّ هذا التحسّن الملحوظ في ظروف العمل لا يلغي حقيقة أن عناصر الميليشيات لا يتردّدون في ملء جيوبهم بما يستطيعون أخذه من الركّاب.
نقاط تفتيش الدولة الإسلامية
أمّا في الرقّة، فالوضع مختلف؛ حيث إنّ المدينة الواقعة على بعد 400 كيلومتر من بيروت تخضع إلى سيطرة جهاديي الدولة الإسلامية الّذين يطبّقون فيها الشريعة. ومن أجل المرور من نقاط التفتيش، اضطرّ “عابد" لترك لحيته تنمو، ويقل من الرقّة نساءً وأطفالًا ومسنين فارّين من الحرب إلى بيروت، ولا يقل الرجال الشباب؛ حيث إنّ التنظيم يمنعهم من مغادرة المدينة خشية من انضمامهم لصفوف مقاتلي النظام.
ويذكر عابد: “إذا كنت رجلًا من الرقّة وولدت بعد سنة 1985 لا يمكنني أن أبيع لك تذكرة. وأمّا النساء فعليهن الركوب برفقة رجل وأن تكون لهن حجة واضحة وقويّة للحصول على إذن بالمغادرة“.
وبطبيعة الحال، قد مات العديد من زملائهم خلال أداء عملهم؛ جراء قذيفة أو رصاص قناص، والعديد منهم قد غادروا للعمل ولم يعودوا أبدًا، فعلى الأرجح قد تمّ اختطافهم من قبل إحدى الميليشيات المسلّحة.
ترجمة موقع التقرير
المصدر: كلنا شركاء[/align]