أخطاء على عتبة التعليم ورسالة للمعلمين والمتعلمين وشكر لوزير التعليم

صالح العويد
1436/11/06 - 2015/08/21 03:18AM
الحمد لله.. الحمد لله الذي اتصف بالعلم وتسمى به وأفاض على نبيه ما شاء منه فسما به، والحمد لله.. كم أحاط علمه بالكائنات وأنار العقول بمحكم الآيات وفتق أذهان البشر بشتى العلوم على مر العصور الماضيات.
وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له.. جعل التقوى سببًا للعلم فقال -سبحانه-: ( ... وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ...) [البقرة:282].. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد ُأيها النّاس /
اتقُوا اللهَ في سِرَّكم وعلانيتِكم، فغدًا تُبلى السرائرُ، وتكشف الخبايا وتظهرُ مافي الضمائرِ، والناجون هم الصادقونَ المُتقون ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ(
أيها المسلمون: التعليم وظيفة الأنبياء والرسل، وهو معيار حضارة الشعوب وسبق الدول.. أول ما صدر للبشرية هو التعليم: ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا...) [البقرة:31]، وأول معلمٍ في هذه الأمة هو محمد -صلى الله عليه وسلم- وأول مدرسةٍ في الإسلام كانت في ناحية المسجد الحرام عند جبل الصفا (مدرسة دار الأرقم).. ومن ذلك المعلم وفي تلك المدرسة ومن أولئك التلاميذ صاغ العرب نواة حضارتهم، وحينها فقط سمع العالم يومئذ بالعرب وأدخلوهم ضمن حساباتهم.. إذ كانوا قبل ذلك على هامش الأحداث وفي ساقة الأمم.. ولن يرفع شأن هذه الأمة ولن ينهض بها إلا ما نهض بها في سابقها.
عباد الله، هَاهُوَ مُجتَمَعُنا فِي حالةِ اسْتنفارٍ ملحوظٍ مع بداية عامٍ دراسيٍّ جديد , وهذا الاستنفارُ يتكرّرُ كلَّ عام ؛ اسْتنفارٌ في البيوت ، واسْتنفارٌ في الْعُقول ، واسْتنفارٌ في الأسواق بِحَاجِيّاتِ المدارسِ ولوازِمِها فَتبْقى أخْطاءُ ، وتُعالجُ أخطاء ُ، فَمِنَ الأخطاء التي تبقى ما يَظُنـُّه بعضُ الآباء ِأنه بتوفيرِ لوازمِ المدرسةِ وحاجياتِها قد أدّى ما عليه وانْتهى دورُه ، وهذا من الخطأ ! لأنَّ مسؤوليةََ الوالدِ لا تنْتهي عندَ هذا الحد، بَلْ عليه متابعةُ أبنائِهِ في دراستهم وغيرِها ، فَفِي خارجِ المدرسةِ : يختارُ جُلَسَاءَه ُ، ويَعْرِفُ ذَهابَه وإِيابَه ، يَصْحَبُهُ إلى المساجدِ والمجامع النافعةِ ، يُعَلِّمُه مكارمَ الأخلاق ويحثُّه عليها ، يُصَوِّبُ خطأَه وَيَشْكُرُ صَوابَه ُ.
وأمّا في المدرسة : فعِلاقة ُالوالدِ بمدرسةِ ابْنِهِ علاقةَ رَحِمٍ لا ينبغي أن تُقْطَعْ , تَتمَثّلُ : بزيارتهِ لِمدْرَستهِ , والالتقاءِ ِبمُعلميه وأخذِ آرائِهم , ومُتابعةِ تحصيلِ الولد خُلُقِياً وعِلْمِيًّا , فيا معاشر الآباء والأولياء:
إنكم ـ أيها الكرام ـ شركاء للمدرسة في رسالتها، والبيت هو المدرسة الأولى التي يتربى فيها الأجيال وينشأ فيها الفتيان والفتيات. يقول ابنُ عُمَرَ -‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -‏ ‏: ‏سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏( ‏كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَن ْرَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَن ْرَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا الحديث )) متفق عليه
ومن الأخطاء مايجده الأبناء من التناقض بين ما درسوه وما يجدونه من ممارسات داخل المنزل من الأولياء وأعظم ذلك وأفحشه حرص الآباء على استيقاظ الأبناء للدراسة أشد حرصا على الاستيقاظ للصلاة وتحسّره على فوات الدراسة أشد من تحسره على فوت وقت الصلاة؟ فاتقوا الله معاشر الأولياء وعظموا أمرالله في نفوسكم وفي نفوس من تحت أيديكم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ
أما المعلمون والمعلمات فإنهم يجلسون من كراسي التعليم على عروش ممالك رعاياها أولاد المسلمين؛ فهم الذين يصوغون الفكر ويفتقون الأذهان ويطلقون اللسان ويربون الجنان؛ حقهم الإعزاز والإكرام والإجلال وفائق الاحترام.. حقهم أن ينزلوا منازلهم العالية ويوفوا حقوقهم الكاملة، وأن يعرف قدرهم وتبقى هيبتهم
الوصية لهم بعد الوصية بالتقوى والصدق والإخلاص أن يكونوا قدوةً صالحةً لمن يتأسى بهم.
تذكروا أن عَمَلُكُم رسالةًٌ ، وشَخْصُكَم قُدْوَةٌ ، فَكُونْوا عند حُسْنِ الظنِّ بِكَم ، فَتـَمثّلوا تقوى اللهِ في حياتِكَم , واسْتمْسِكْوا بِعُرَى الإخلاص في عَمَلِكَم , واعْلموا أنكم متى اتّصفتَم بهذه الصفاتِ فَسَتَبْقَى ذِكْراكَم عاطِرَةً فِي أذْهانِ طُلابِكَم مَهْما دارت عجلةُ الزمان ، وإذا كنتَم خِلافَ ذلك فسوف تُنـْسَوا وَتنـْسَوا ، ويكونُ لِسانُ حَالِ طُلابِكَم : مُسْتـَرِيحٌ ومُسْتـَراحُ مِنْه ُ. فَكُونْوا من أولئك الذين إذا حَضَرُوا ذُكِروا بخير ، وإذا غابوا ذُكروا بخير ، وإذا ماتوا ذكروا بخير , قال ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( مَنْ دلَّ على خيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أجْرِ فاعِلِهِ )) رواه مسلم من حديث أبي مسعود البدري – رضي الله عنه - فَسَلْ ربّك التوفيقَ وقدّم لِطُلابِكَ ما تَسْتـَطيعُ من التربية والتعليم , والله ُلا يُضِيعُ أجْرَ مَنْ أحْسَنَ عَمَلاً .
أخي المعلم : إنّ أقلّ ما يُنظَر فيك أن يكون مظهرُكَ إسلاميًا، وأن يتفق القولُ مع الفعل، وأن تكون الرّوحُ إسلاميةً حقًّا. نريدُ مدرّسًا أمينًا على فلذات أكبادِنا، فإذا تكلّم فلا يتكلمُ إلا بخير، حَسَنَ التعاملُ فلا تصدُرُ منه إلا عباراتُ التربيةِ والتوجيه.
أخي المعلم : الأمانةََ الأمانةََ في هذه المهنةِ الشّريفة والعدلَ العدلَ بين أبنائِكَ الطُّلاب، فإنَّ النبيَّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أدِّ الأمانةَ إلى مَنِ ائْتَمَنَك، ولا تَخُنْ مَنْ خَاَنَك))
أبْنائِي الطُّلاب / إنّ الفُؤادَ ليتألّمُ وإنّ الصّدرَ لَيضيقُ عندما نراكم حزينَين القلبِ كسيرينَ النفسِ ِلبِدْءِ العامِ الدراسيِّ الْجديدِ ، فواعجبا ألا نرى أُمَمَ الكُفرَ شَرْقِيَّهَا وغَرْبِيَّهَا تفاخر بِأجْيالِها وبصناعتِها وتَطورِها، وأنتم تتبرّمُون كثيرًا، وتُعطون الدَّعةَ والكسلَ والراحةَ من وقتكم شيئًا كبيرًا أخذتم السيء منهم ومن أخلاقهم وتركتم النافع والمفيد من علومهم ومعارفهم فاغتنموا أوقاتكم في طلب العلم وتحصيله، فأنتم في زمنه ووقته، لا تلهينكم المشاغل، وعليكم بإحسان النية في تحصيله، ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)). تذكروا ـ معاشر الطلاب ـ أثناء سيركم في طريقكم قول المصطفى : ((من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع)).
يا طالب المدرسة، إن جهودًا كثيرة تستنفر من أجلك، جهودًا مالية وذهنية ووقتية، كل أولئك يتعاهدون سقاية نبتتك ورعايتها، حتى تؤتي أكلها بعد حين، فلتكن ثمارك يانعة، فالبيت يرجو منك ويؤمل، والمدرسة تبذل لك وتعلم، فكن عند حسن الظن بك خلقًا وعلما. يا طالب العلم، اجعل في سويداء قلبك قول ربك وخالقك: وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ [البقرة: 282]، وجدّ واجتهد، ولا يغرنكم كثرة البطالين وتذكر أنّ من لم تكن له بداية محرِقة لم تكن له نهاية مشرقة.
أعوذُ باللهِ من الشَّيطانِ الرَّجيم ) مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ(أقولُ قَوْلِي هذا وأَسْتَغفرُ الله َالْعظيمَ الجليلَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فاسْتغفروهُ وتُوبوا إليْهِ إنّه هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم .




الحمد لله خالق اللوح والقلم، أحمده سبحانه وأشكره على ما أسدى وأنعم، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله الهادي إلى السبيل الأقوم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: اتقوا اللهَ عبادَ الله ، فبِالتّقوى يَصلحُ العملُ، ويُغفر الزللُ وينال العلم ياأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم
أيها المسلمون إن من فضل الله علينا في هذه البلاد المحروسة ما ننعم به من خصوصية مميزة في مناهج التربية والتعليم وأهدافه وغاياته فالمقررات والمناهج مفاخر -بحمد الله- ومباهج.. تغرس في نفوس الطلاب الولاء لله ثم لدينهم وولاة أمرهم وعلمائهم وبلادهم، وتعزز فيهم الجانب العقدي والأمن الفكري والانتماء الوطني لبلادهم المباركة.. التي هي قبلة المسلمين ومهبط الوحي وأرض الحرمين الشريفين أدام الله عليها وعلى سائر بلاد المسلمين الأمن والأمان.
ولقد أدركت حكومتنا المباركة منذ زمن أهمية دراسة وتعليم القرآن الكريم في مدارس البنين والبنات، وبتوفيق من الله تعالى ثم بقيادة حكيمة وقرار صائب من وزير التربية والتعليم حفظه الله بفتح الفصول لتحفيظ القرآن الكريم في المدارس الحكومية العامة، وإن هذا القرار قد أبهج كل محب للقرآن، فهو قرار مسدد، يذكر فيشكر، ويدعى لأهله، ويشد على أيديهم، نصرة وحباً في القرآن. فالقرآن منهج حياة، ودستور ونظام، شريعة الله إلى أهل الأرض
حفظ الله لبلادنا أمنها وإيمانها، وكفاها كيد المتربصين بها ، وشر نفثات المنافقين الذين يصدون عن سبيل الله اللهم آمين صلوا عباد الله وسلموا على المعلم الأول محمد بن عبد الله اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واستن بسنته، وارض اللهم عن خلفائه الأربعة -أبي بكر وعمر وعثمان وعلي- وعن سائر صحابة نبيك أجمعين والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، اللهم انصر من نصر الدين واخذل الطغاة والملاحدة والمفسدين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين.. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا. اللهم وفق ولي أمرنا لهداك، واجعل عمله في رضاك، اللهم هيئ له البطانة الصالحة واصرف عنه بطانة السوء يارب العالمين، اللهم وفقه وولي عهده ونائبه الثاني وإخوانه وأعوانه لما فيه صلاح العباد والبلاد. اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم الطف بالمسلمين وادفع عنهم البلاء ياحي ياقيوم ياذا الجلال والإكرام. إلىَ اللهِ نَشْكُو وهو القادِرُ، إلى اللهِ نتوجّهُ وهو القاهِرُ، إلى اللهِ وحده نَبُثُّ الأنينَ، إلى الله وحدَه الناصرُ والمُعين، اللّهم ندعوكَ في هذه اللحظاتِ من يوم جُمعتِنا، وأنتَ العليمُ بِضعِفنا وقِلّةِ حيلتِنا، أنْ ترْحمَ ضعفَ إخوانِنا في سوريا ، وأنْ ترفعَ بِلُطفكَ عنهم الظُّلم عاجلاً غير آجل، اللهم فرّج هَمّهُمْ، وفُكَّ كَرْبَهُم، اللّهم عليك بعدوهم اللهم إنّهم يمكرونَ وأنتَ خيرُ الماكرين، ويُخَطّطونَ وأنتَ الخبيرُ العليم، فاجْعلِ اللّهمَّ تدبيرَهم تدْميرَهم، وادِرْ الدَّائرةّ عليهم، اللَّهم أطْبِقْ عليهم قبضتكَ وبطشكَ، ورجزكَ وعذابكَ اله الحق، اللهم بَغوا وطغوا في البلاد، وأكثروا فيها الفساد، فاللهم صُبَّ عليهم سَوط عذاب، يا قويّ يا جبّار عليك بالظالمين المعتدين من النصيرين ومن آزرَهم، اللهم خالِفْ بين رأيِهم وكلمتِهم، اللهم شتّت شمْلَهم، وفرّق صفّهم، اللهم أرِنَا فيهم عجائبَ قدرتك، وعَجّل بوعدِك ونصرك المبين، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين، وفك أسر المأسورين، واقض الدين عن المدينين، واشف برحمتك مرضانا ومرضى المسلمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم ولجميع المسلمين.. اللهم اهد شباب المسلمين وشيبهم ونساءهم وعامتهم. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أن التواب الرحيم.. عباد الله : )إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
المرفقات

765.doc

المشاهدات 1696 | التعليقات 0