أحوال الناس بعد الموت
عايد القزلان التميمي
1435/02/15 - 2013/12/18 16:02PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه خطبة عن أحوال الناس بعد الموت
***********************************************************
الحمد لله خالق الأرض والسماء، وهو العلي الأعلى، الذي أمات وأحيا، وحكم على خلقه بالموت والفناء، والبعث والنشور لفصل القضاء، لِفَوزِ المحسنين الأتقياء، وخُسْران المعرضين الأشقياء،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة يسعد بها قائلها يوم الجزاء، واشهد أن محمدا عبده ورسوله، سيد المرسلين وخاتم الأنبياء، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه النجباء.
أما بعد: فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله
أيها المؤمنون يقول ربنا ((يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ{
عباد الله إن كثيرا من الناس يعلمون من أمور الدنيا الكثير ولكنهم غافلين عما خلقوا من أجله وغافلين عن أحوال الناس بعد الموت ورأيت أن تكون الخطبة عن بعض من أحوال الناس في الآخرة وفي الموت وما بعده .
عباد الله ومن أحوال الناس بعد الموت حال الكفار
وأنهم يعانون الأهوال الفظيعة والكرب الشنيعة حال الاحتضار: قال الله عز وجل }وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ{.
عباد الله وعندما يرى الكفار العذاب والهوان والذل يوم القيامة، تصيبهم الحسرة والندامة، ولكثرة حسرة العذاب سمى الله ذلك اليوم بيوم الحسرة. ويبلغ الأمر بالكفار في ذلك اليوم أنهم يتمنون أن يهلكهم الله ويجعلهم ترابا لشدة ما يجدون من العذاب والنكال. قال الله ـ تعالى ـ: }يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ{. وقال سبحانه: }وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا{.
عباد الله ومن أحوال الناس بعد الموت حال العصاة من المسلمين , ومن ذلك حال من ترك الصلاة أو تهاون بها وتكاسل عنها:
فإن تارك الصلاة بالكلية كافر خارج عن دين الإسلام لقول النبي، صلى الله عليه وسلم : «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر». أما من تهاون بالصلاة بتأخيرها عن وقتها أو النوم عنها، أو التقصير في أدائها على الوجه المأمور به، فذلك متوعد بالعقاب وإن لم يكفر.
وقد قال الله ـ تعالى ـ: }فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ{.
عباد الله ومن أحوال الناس العصاة من المسلمين بعد الموت , حال مانع الزكاة:
قال الله ـ تعالى ـ: }وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ{.
عباد الله ومن أحوال الناس العصاة بعد الموت حال أكلة الربا:
لقد وصف الله ـ عز وجل ـ حال أكلة الربا في كتابه الكريم، يوم يبعثون يوم القيامة وبين أنهم على حال منكرة، إذ يقول ـ سبحانه ـ: }الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ{.
أيها المؤمنون / ومن أحوال الناس العصاة بعد الموت : حال المغتابين والنمامين .
ولذا فقد توعدهم الله عز وجل في كتابه الكريم بقوله: }وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ{. وإن من أسباب عذاب القبر السعي بين الناس بالنميمة وعن قتادة - رضي الله عنه - قال: عَذَابُ الْقَبْرِ ثَلاثَةُ أَثْلاثٍ ، ثُلُثٌ مِنَ الْغِيبَةِ ، وَثُلُثٌ مِنَ النَّمِيمَةِ ، وَثُلُثٌ مِنَ الْبَوْلِ. رواه ابن أبي الدنيا.
وقد تُوعِد النَّمام بوعيد عظيم وذلك فيما رواه حذيفة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي، صلى الله عليه وسلم ، قال: «لا يدخل الجنة قتَّات». متفق عليه. والقتات: هو النمام .
حال من يتجسس على الناس ويستمع إليهم وهم كارهون:
روى البخاري في "صحيحه" عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي، صلى الله عليه وسلمr ، قال: « وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ، صُبَّ فِي أُذُنِهِ الآنُكُ يَوْمَ القِيَامَة. (الآنُك: الرصاص المذاب.)».
عباد الله ومن أحوال الناس بعد الموت
حال من يتناول المسكرات:
عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: « كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ، إِنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ ؟ ، قَالَ : " عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ ». رواه مسلم.
عباد الله ومن أحوال الناس العصاة بعد الموت
حال الذين يأكلون أموال اليتامى ويستولون عليها ظلما:
قال الله ـ جلت قدرته ـ: }إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا{.
عباد الله : فهذا ما تيسر إيراده في بيان أحوال بعض العصاة، وبيان ما يلقونه بعد موتهم، إن لم يتوبوا من معاصيهم تلك، أو لم يغفر الله , عز وجل لهم.
وبالجملة فإن كل من مات من أهل التوحيد، وقد اقترف ما يسخط الله، ولم تكفر ذنوبه تلك قبل موته بشيء من المكفرات، فهو تحت مشيئة الله ـ عز وجل ـ إما أن يغفر له، أو يعذبه، وعذابه هذا يصيبه من بعد موته.
وإذا عُذِّبَ في قبره فقد يكون عذابه دائما إلى قيام الساعة، وقد يعذب مدة ثم ينقطع عنه، وقد أوضح العلامة ابن القيم هذه المسألة في كتابه "الروح".
وقد يكون للعاصي عذاب في أرض المحشر كما في حال مانع الزكاة، مع ما يصيبه من أهوال القيامة.
وقد يدخل العاصي النار، ويَلْبَثُ فيها حتى يُطَهَّر، ثم يخرج منها ويدخل الجنة ، كما ثبت ذلك في عدة أحاديث صحيحة .
فالواجب على المسلم أن يسعى لما يكون سببا في نجاته يوم القيامة، وأن يبادر بالتوبة من كل ما يغضب الله ـ
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بالآيات والذكر الحكيم , إنه تعالى جواد كريم , ملِكٌ بَرٌ رءُوفٌ رحيم
وفي الحديث الصحيح: في شأن قبض الروح قوله، صلى الله عليه وسلم: «ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الطيبة وفي رواية: المطمئنة، اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال: فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ، فَيَأْخُذُهَا، ». الحديث رواه أبو داود والنسائي وغيره.
عباد الله ومن حال المتقين بعد الموت
* أنهم يحشرون يوم القيامة على أحسن حال آمنين منعمين:
قال الله ـ عز وجل ((وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ{.
عباد الله ومن حال المتقين بعد الموت
* أنهم يتقلبون في الجنة في أنواع النعيم المقيم مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر
فاقرأوا إن شئتم: }فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ{.
عباد الله وأعظم الفوز والفلاح، هو فوز من قال الله ـ تعالى ـ عنه: }فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ{.
فيا عجبا ممن باع ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر في أبد لا يزول ولا ينفد، بحياة زائلة فانية وأيام معدودة .
فتذكر يا غافلا عن الآخرة، تفكر في الموت وما بعده، فكفى به قاطعا للأمنيات وحارما للذات ومفرقا للجماعات.
فاعمل يا عبدالله على أن تلقى الله - عز وجل - وهو راض عنك غير غضبان، واعلموا يا عباد الله أن الأعمال بالخواتيم.
عباد الله صلوا سلموا على رسول الله .......
هذه خطبة عن أحوال الناس بعد الموت
***********************************************************
الحمد لله خالق الأرض والسماء، وهو العلي الأعلى، الذي أمات وأحيا، وحكم على خلقه بالموت والفناء، والبعث والنشور لفصل القضاء، لِفَوزِ المحسنين الأتقياء، وخُسْران المعرضين الأشقياء،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة يسعد بها قائلها يوم الجزاء، واشهد أن محمدا عبده ورسوله، سيد المرسلين وخاتم الأنبياء، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه النجباء.
أما بعد: فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله
أيها المؤمنون يقول ربنا ((يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ{
عباد الله إن كثيرا من الناس يعلمون من أمور الدنيا الكثير ولكنهم غافلين عما خلقوا من أجله وغافلين عن أحوال الناس بعد الموت ورأيت أن تكون الخطبة عن بعض من أحوال الناس في الآخرة وفي الموت وما بعده .
عباد الله ومن أحوال الناس بعد الموت حال الكفار
وأنهم يعانون الأهوال الفظيعة والكرب الشنيعة حال الاحتضار: قال الله عز وجل }وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ{.
عباد الله وعندما يرى الكفار العذاب والهوان والذل يوم القيامة، تصيبهم الحسرة والندامة، ولكثرة حسرة العذاب سمى الله ذلك اليوم بيوم الحسرة. ويبلغ الأمر بالكفار في ذلك اليوم أنهم يتمنون أن يهلكهم الله ويجعلهم ترابا لشدة ما يجدون من العذاب والنكال. قال الله ـ تعالى ـ: }يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ{. وقال سبحانه: }وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا{.
عباد الله ومن أحوال الناس بعد الموت حال العصاة من المسلمين , ومن ذلك حال من ترك الصلاة أو تهاون بها وتكاسل عنها:
فإن تارك الصلاة بالكلية كافر خارج عن دين الإسلام لقول النبي، صلى الله عليه وسلم : «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر». أما من تهاون بالصلاة بتأخيرها عن وقتها أو النوم عنها، أو التقصير في أدائها على الوجه المأمور به، فذلك متوعد بالعقاب وإن لم يكفر.
وقد قال الله ـ تعالى ـ: }فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ{.
عباد الله ومن أحوال الناس العصاة من المسلمين بعد الموت , حال مانع الزكاة:
قال الله ـ تعالى ـ: }وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ{.
عباد الله ومن أحوال الناس العصاة بعد الموت حال أكلة الربا:
لقد وصف الله ـ عز وجل ـ حال أكلة الربا في كتابه الكريم، يوم يبعثون يوم القيامة وبين أنهم على حال منكرة، إذ يقول ـ سبحانه ـ: }الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ{.
أيها المؤمنون / ومن أحوال الناس العصاة بعد الموت : حال المغتابين والنمامين .
ولذا فقد توعدهم الله عز وجل في كتابه الكريم بقوله: }وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ{. وإن من أسباب عذاب القبر السعي بين الناس بالنميمة وعن قتادة - رضي الله عنه - قال: عَذَابُ الْقَبْرِ ثَلاثَةُ أَثْلاثٍ ، ثُلُثٌ مِنَ الْغِيبَةِ ، وَثُلُثٌ مِنَ النَّمِيمَةِ ، وَثُلُثٌ مِنَ الْبَوْلِ. رواه ابن أبي الدنيا.
وقد تُوعِد النَّمام بوعيد عظيم وذلك فيما رواه حذيفة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي، صلى الله عليه وسلم ، قال: «لا يدخل الجنة قتَّات». متفق عليه. والقتات: هو النمام .
عباد الله ومن أحوال الناس العصاة بعد الموت
حال من يتجسس على الناس ويستمع إليهم وهم كارهون:
روى البخاري في "صحيحه" عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي، صلى الله عليه وسلمr ، قال: « وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ، صُبَّ فِي أُذُنِهِ الآنُكُ يَوْمَ القِيَامَة. (الآنُك: الرصاص المذاب.)».
عباد الله ومن أحوال الناس بعد الموت
حال من يتناول المسكرات:
عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: « كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ، إِنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ ؟ ، قَالَ : " عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ ». رواه مسلم.
عباد الله ومن أحوال الناس العصاة بعد الموت
حال الذين يأكلون أموال اليتامى ويستولون عليها ظلما:
قال الله ـ جلت قدرته ـ: }إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا{.
عباد الله : فهذا ما تيسر إيراده في بيان أحوال بعض العصاة، وبيان ما يلقونه بعد موتهم، إن لم يتوبوا من معاصيهم تلك، أو لم يغفر الله , عز وجل لهم.
وبالجملة فإن كل من مات من أهل التوحيد، وقد اقترف ما يسخط الله، ولم تكفر ذنوبه تلك قبل موته بشيء من المكفرات، فهو تحت مشيئة الله ـ عز وجل ـ إما أن يغفر له، أو يعذبه، وعذابه هذا يصيبه من بعد موته.
وإذا عُذِّبَ في قبره فقد يكون عذابه دائما إلى قيام الساعة، وقد يعذب مدة ثم ينقطع عنه، وقد أوضح العلامة ابن القيم هذه المسألة في كتابه "الروح".
وقد يكون للعاصي عذاب في أرض المحشر كما في حال مانع الزكاة، مع ما يصيبه من أهوال القيامة.
وقد يدخل العاصي النار، ويَلْبَثُ فيها حتى يُطَهَّر، ثم يخرج منها ويدخل الجنة ، كما ثبت ذلك في عدة أحاديث صحيحة .
فالواجب على المسلم أن يسعى لما يكون سببا في نجاته يوم القيامة، وأن يبادر بالتوبة من كل ما يغضب الله ـ
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بالآيات والذكر الحكيم , إنه تعالى جواد كريم , ملِكٌ بَرٌ رءُوفٌ رحيم
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المؤمنين نزلا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعدُ فيا عباد الله : ومن أحوال الناس بعد الموت حال الأتقياء .
فإن الملائكة تتنزل عليهم، وتطمئنهم، وتبشرهم بالجنة عند الاحتضار: كما قال الله ـ سبحانه ـ: }إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ{. أما بعدُ فيا عباد الله : ومن أحوال الناس بعد الموت حال الأتقياء .
وفي الحديث الصحيح: في شأن قبض الروح قوله، صلى الله عليه وسلم: «ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الطيبة وفي رواية: المطمئنة، اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال: فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ، فَيَأْخُذُهَا، ». الحديث رواه أبو داود والنسائي وغيره.
عباد الله ومن حال المتقين بعد الموت
* أنهم يحشرون يوم القيامة على أحسن حال آمنين منعمين:
قال الله ـ عز وجل ((وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ{.
عباد الله ومن حال المتقين بعد الموت
* أنهم يتقلبون في الجنة في أنواع النعيم المقيم مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر
فاقرأوا إن شئتم: }فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ{.
عباد الله وأعظم الفوز والفلاح، هو فوز من قال الله ـ تعالى ـ عنه: }فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ{.
فيا عجبا ممن باع ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر في أبد لا يزول ولا ينفد، بحياة زائلة فانية وأيام معدودة .
فتذكر يا غافلا عن الآخرة، تفكر في الموت وما بعده، فكفى به قاطعا للأمنيات وحارما للذات ومفرقا للجماعات.
فاعمل يا عبدالله على أن تلقى الله - عز وجل - وهو راض عنك غير غضبان، واعلموا يا عباد الله أن الأعمال بالخواتيم.
عباد الله صلوا سلموا على رسول الله .......
المرفقات
خطبة من أحوال الناس بعد الموت من إعداد عايد القزلان.doc
خطبة من أحوال الناس بعد الموت من إعداد عايد القزلان.doc