أحسن العمل أخلصه وأصوبه
مبارك العشوان 1
الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعدُ: فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } الملك 2
قَالَ الفُضَيْلُ رَحِمَهُ اللهُ: ( أَحْسَنُ عَمَلاً ) أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ.
عِبَادَ اللهِ: إِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ هَذَينِ الأَمْرَينِ فِي كُلِّ عِبَادَةٍ نُؤَدِيهَا وَلَا يُغْنِي أَحَدُهُمَا عَنِ الآخَرِ: ( الإِخْلَاصُ وَالمُتَابَعَةُ )
فَأَمَّا الإِخْلَاصُ: فَأَنْ يَقْصُدَ العَامِلُ بِعَمَلِهِ التَّقَرُّبَ إِلَى اللهِ.
يَعْبُدُ اللهَ تَعَالَى رَغْبَةً فِي ثَوَابِهِ، وَخَشْيَةً مِنْ عِقَابِهِ، وَمَحَبَّةً لَهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَتَعْظِيمًا.
يُنَقِّي أَقْوَالَهُ وَأَفْعَالَهُ مِنَ الرِّيَاءِ؛ لَا يَقْصُدُ بِعَمَلِهِ مَدْحَ النَّاسِ وَثَنَاءَهُمْ، ولَا اِتِّقَاءَ مَذَمَّتِهِمْ، وَلَا نَيْلَ المَنْزِلَةِ فِي قُلُوبِهِمْ وَلَا تَحْصِيلَ شَيءٍ مِمَّا فِي أَيْدِيهِمْ.
الإِخْلَاصُ - وَفَّقَكُمُ اللهُ - هُوَ مَحَلُّ الاِهْتِمَامِ، وَهُوَ مَنَاطُ السَّعَادَةِ أَوِ الشَّقَاءِ، وَالثَّوَابِ أَوِ العِقَابِ، وَالقَبُولِ أَوِ الرَّدِّ.
يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ ) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]
وَفِي الحَدِيثِ الآخَرِ: ( إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى... ) [مُتَّفَقٌ عَلَيهِ]
بِالإِخْلَاصِ وَبِالنِّيَّةِ الصَّالِحَةِ يَبْلُغُ الإِنْسَانُ مَبْلَغَ العَامِلِينَ وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْ؛ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: يَقُـولُ اللهُ: ( إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً، فَلاَ تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِئَةِ ) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]
أمَّا الشَّرْطُ الثَّانِي لِصِحَّةِ العَمَلِ وَقَبُولِهِ: فَهُوَ المُتَابَعَةُ؛ بِأَنْ يَكُونَ العَمَلُ مُوَافِقًا لشَرْعِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا.
وَلِهَذَا فَإِنَّ عَلَى المُسْلِمِ أَنْ يَتَعَلَّمَ أُمُورَ دِينِهِ؛ لِيَعْبُدَ اللهَ عَلَى عِلْمٍ وَبَصِيرَةٍ؛ يَتَعَلَّمُ أَرْكَانَ الإِسْلَامِ وَالإِيمَانِ وَالإِحْسَانِ يَتَعَلَّمُ كَيْفَ يَغْتَسِلُ وَكَيْفَ يَتَوَضَّأُ وَكَيْفَ يَتَيَمَّمُ؛ يَتَعَلَّمُ كَيْفَ يُصَلِّي، وَكَيْفَ يَصُومُ، وَكَيْفَ يَحُجُّ، وَكَيْفَ يُزَكِّي، يَتَعَلَّمُ مَا يَحْتَاجُ إِلَيهِ فِي بَيْعِهِ وَشِرَائِهِ وَجَمِيعِ مُعَامَلَاتِهِ.
وَيَسْأَلْ عَمَّا لَا يَعْلَمُ؛ قَالَ تَعَالَى: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } الانبياء 7
عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ أَكْمَلَ اللهُ تَعَالَى هَذَا الدِّينَ؛ وَمَا مِنْ صَغِيرَةٍ وَلَا كَبِيرَةٍ إِلَّا جَاءَ بِبَيَانِهَا، وَمَا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّـمَ، إِلَّا وَقَدْ بَلَّغَ الرِّسَالَةَ، وَأَدَّى الأَمَانَةَ، وَنَصَحَ الأُمَّةَ، وَتَرَكَهَا عَلَى المَحَجَّةِ البَيْضَاءِ لَيْلُها كَنَهَارِهَا.
وَلَمْ يَبْقَ لِأَحَدٍ أَنْ يَشْرَعَ شَيْئًا لَمْ يَشْرَعْهُ اللهُ؛ لَمْ يَبْقَ لِأَحَدٍ أَنْ يُحْدِثَ شَيئًا مِنَ العِبَادَاتِ، أَوْ يَسْتَحْسِنُهُ.
لَمْ يَبْقَ لِأَحَدٍ أَنْ يُرَغِبَّ النَّاسَ فِي أَقْوَالٍ وَأَفْعَالٍ مُبْتَدَعَةٍ وَيَنْشُرُهَا عَبَرَ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ؛ حَتَّى وَلَوْ كَانَ قَصْدُهُ حَسَنًا؛ فَلَا بُدَّ مَعَ حُسْنِ القَصْدِ مِنْ مُوَافَقَةِ الشَّرْعِ.
البِدَعُ كُلَّهَا ضَلَالٌ وَشَرٌّ، وَهِيَ أَبْعَدُ مَا تَكُونُ عَنِ الخَيرِ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ( خَيْرُ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]
فَلْنَحْرِصْ عَلَى الإِخْلَاصِ وَالاِتِّبَاعِ فِي كُلِّ مَا نَأْتِي وَمَا نَذَرُ، وَلْنَحْذَرْ مِنَ الضَّلَالِ وَالاِبْتِدَاعِ.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيِ وَالذَّكَرِ الْحَكِيمِ وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلُّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.
أَمَّا بَعْدُ: وَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّهُ لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَبْتَدِعَ فِي دِينِ اللهِ وَلَا أَنْ يَتَعَبَّدَ بِمَا لَمْ يَشْرَعْهُ اللهُ.
فَلْنَعْلَمْ أَنَّ مِنَ البِدَعِ: بِدْعَةُ الِاحْتِفَالِ بِالمَولِدِ النَّبَوِيِّ؛ وَقَدْ حَذَّرَ العُلَمَاءُ مِنْ هَذِهِ البِدْعَةِ كَثِيرًا، وَلَا زَالُوا يُحَذِّرُونَ.
إِنَّ الِاحْتِفَالَ بِالمَولِدِ النَّبَوِيِّ عَمَلٌ لَمْ يَرِدْ بِهِ الشَّرْعُ؛ وَمَا لَمْ يَرِدْ بِهِ الشَّرْعُ؛ فَهُوَ مَرْدُودٌ؛ كَمَا فِي الحَدِيثِ المُتَّفَقِ عَلَيهِ: ( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ ) وَفِي رِوَايَةٍ: ( مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ).
لَمْ يَحْتَفِلِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِمَوْلِدِهِ وَلَا بِمَوْلِدِ غَيرِهِ؛ وَهُوَ أَعْلَمُ النَّاسِ وَأَتْقَاهُمْ وَأَخْشَاهُمْ؛ وَهُوَ الَّذِي بَلَغَ البَلَاغَ المُبِينَ.
لَمْ يَحْتَفِلْ بِمَوْلِدِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَزْوَاجُهُ، وَلَا أَصْحَابُهُ وَأَقَرْبُ النَّاسِ؛ وَهُمْ خَيْرُ القُرُونِ، وَقَدْ بَلَغَتْ مِحَبُّتُهُمْ لَهُ وَتَعْظِيمُهُ مَبْلَغًا عَظِيمًا؛ حَتَّى قَالَ عُرْوَةُ بنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ( وَاللهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى المُلُوكِ وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى، وَالنَّجَاشِيِّ، وَاللهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِيكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ مُحَمَّدًا )
وَيَقُولُ: ( وَإِذَا أَمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ، تَعْظِيمًا لَهُ )
لَوْ كَانَ الِاحْتِفَالُ بِمَولِدِهِ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ خَيْرًا لَمَا تَرَكَهُ الصَّحْبُ الكِرَامُ، وَلَا التَّابِعُونَ وَلَا مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ، فهُمْ أَشَدُّ النَّاسِ لَهُ حُبًّا وَتَعْظِيمًا، وَهُمْ أَعْلَمُ النَّاسِ بِسُنَّتِهِ، وَأَحْرَصُهُمْ عَلَى اتِّبَاعِهِ، وَأَبْعَدُهُمْ عَنِ مُخَالَفَتِهِ.
إِنَّ حُبَّ اللهِ جَلَّ وَعَلَا، وَحُبَّ نَبِيِّهِ صَـَّلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ بِاتِّبَاعِهِ؛ وَلُزُومِ شَرْعِهِ، وَالِاسْتِقَامَةِ عَلَيهِ، وَالوُقُوفِ عِنْدَ حُدُودِهِ؛ وَالبُعْدِ عَنْ مَعْصِيَتِهِ؛ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [آل عمران 31 ]
يَقُولُ ابنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ: هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ حَاكِمَةٌ عَلَى كُلِّ مَنِ ادَّعَى مَحَبَّةَ اللَّهِ، وَلَيْسَ هُوَ عَلَى الطَّرِيقَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ فَإِنَّهُ كَاذِبٌ فِي دَعْوَاهُ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ، حَتَّى يَتَّبِعَ الشَّرْعَ الْمُحَمَّدِيَّ وَالدِّينَ النَّبَوِيَّ فِي جَمِيعِ أَقْوَالِهِ وَأَحْوَالِهِ... الخ.
جَعَلَنَا اللهُ مِمَّنْ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ، وَرَزَقَنَا الإِخْلَاصَ وَالِاتِّبَاعَ وَعَصَمَنَا مِنَ الرِّيَاءِ وَالِابْتِدَاعِ.
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }الأحزاب 56
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1726084263_أحسن العمل أخلصه وأصوبه.pdf
1726084278_أحسن العمل أخلصه وأصوبه.docx