أحداث الخبر وضرورة العناية بالشباب..!

HAMZAH HAMZAH
1440/06/28 - 2019/03/05 09:38AM

أحداث الخبر وضرورة

العناية بالشباب..!

د. حمزة فايع الفتحي

16/4/1425هـ

إن الحمد لله نحمده ونستعينه....

عباد الله: إن الإنسان مفطور على حب دياره ووطنه والبيئة التي نشا فيها، له بها ذكريات حسنة، وأيام ممتعات.

وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (تعوذوا بالله من الفتن، ماظهر منها وما بطن).

فرّوا إلى الله واعتصموا بدينه ، وهلموا إلى كتابه ، وأقبلوا على عبادته وسارعوا في مرضاته.

إن هذه البلاد المباركة لا يحبها أهلها فحسب، وبل يحبها كل أهل الإسلام، يتمدحون بها ويتشرفون بزيارتها.

إنها بلاد الحرمين وقلعة الإسلام، ومهبط الوحي، وإليها يأرِز الإيمان، وإليها تهفو الأرواح، وتتشوف النفوس.

فكيف يغدر بها بعض أبنائها، وكيف يتنكرون لها، وكيف يعادونها ويحاربونها، إن هذا لشيء عجاب.!!

وما حصل مؤخرا في (محافظة الخُبر) من قتل وتدمير وسفك لدماء معصومة ومستأمنة.. كل ذلك محرم لا يجوز ، وليس من الإسلام في شئ .!!

قال تعالى [وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء: 93).

وقال صلى الله عليه وسلم ( من قتل معاهداً لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا) وهذا شامل للذمي والمعاهد والمستأمن.

وهؤلاء مستأمنون أمّنهم ولي الأمر.. كيف يقتلون ويذبحون في بلادنا، وقد دخلوا للعمل ولبعض المشروعات؟! إن مثل هذا الحادث كاف في زعزعة الأمن وتشويه الإسلام، وأنه دين العنف والفرقة، وسبب للتفكك، ونشر الفوضى وتدخل الأعداء وحصول الخلافات والنزاعات التي تمزق الأمة، وتذهب وحدتها.

وإذا استفاد أولئك من التفجيرات والقتل والتدمير، الا إنه سيجر على الأمة ويلات ونكبات، هي في غنى عنها، ويكفيها مآسيها وأحزانها.

هل هذه الأعمال الإجرامية ستحرر فلسطين أو تصلح شأن العراق أو تنفع الإسلام ، او تدعم مسيرة الإصلاح ؟! كلا إنها نذارة شر، ومفتاح بلاء، وطريق فساد وضلال.

إن ضررها عظيم، وفسادها كبير ،وهي نابعة من سوء فهم الإسلام، وقلة خبرة وضعف تجربة ، وعدم تفكر في المصائر والعواقب..! فإن هذه الشريعة جاءت لتحصيل المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها.

وجاءت لحفظ الضرورات الخمس (الدين والعقل والنفس والمال والنسل).

من كان يتوقع أن تعمد فئة من أبناء هذا الوطن المبارك، للتفجير وسفك الدماء ، وترويع الناس، بحجة التغيير والاصلاح ، واختزلوا مشاكل المسلمين في مشاكلهم وهمومهم ، إن هذا لشئ عجاب. !!

إن المرء مغروز في نفسه حب لوطنه ، والبقعة التي نشأ وترعرع فيها

وحبّب أوطانَ الرجال اليهمُ

مجالسُ قضّاها الشبابُ هالكا

إذا ذكروا أوطانَهم ذكرتهمُ

عهودَ الصبا فيها فحنّوا لذلكا

فكيف يُجحد ذلك ويتنكر فلان لوطنه وبلاده؟!! وقد استلذذ فيه ، وتنعم، وسعد وانشرح؟!

وهذا في وطن عادي ليس له من المفاخر المكارم كبلاد الحرمين، التي هي قلعة الإسلام ، ومنارة الإيمان ، وإليها يأرز النور والإيمان عند حصول الفن والأحداث والغربة كما قال صلى الله عليه وسلم (بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباءِ).

إن هؤلاء يبيدون أمتنا ويتهددون وحدتنا، وتضامننا مع ولاتنا وفقهم الله لكل خير ، فيجب علينا التصدي لهم ، وردهم، والاجتماع مع رجال الأمن في محاربتهم وكشفهم ، فإنهم نذارة خطر ، وباب شر ، وطريق فتنة وأنكاد. والله المستعان.

قد تشوه الإسلام ، وتسئ لقضاياه ، وتعيق خير وانتشاره....!

إن الإسلام يحارب من الغرب وهنالك يشوه وتُطمس رسالته ، فكيف بعد ما حصل في الخبر وغيرها ،؟!! لا شك أن الأمر يسوء .. والقصة تتعقد ، والأمر يتفاقم ، فإن الإسلام رسالة عالمية، وإنما انتشر بالحكمة والرحمة، وليس بالعنف والتفجير قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء: 107).

وقال عن رسوله صلى الله عليه وسلم (بالمؤمنين رؤوف رحيم) (التوبة:128)

فردّوا ياعباد الله مثل ذلك الأعمال الإرهابية المروعة ، التي تسيئ لديننا، وتشوه سمعتنا ، وتمزق اجتماعنا.

قال صلى الله عليه وسلم: (من بات منكم آمنا في سِربه -محله وإقامته- ، مُعافى في جسده، عنده قوتُ يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها).

فحافظوا يامسلمون على ما عندكم من أمن وخير وعافية ، تبلغكم نشر الدعوة، وسيادة الدين ، وليس التعسير والتضيق الذي قد تورثه هذه الأحداث والبليات.

اللهم احفظ بلادنا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، اللهم رد عنها كيد الكائدين

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم..............

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين...

إن تربية الشباب وحياتهم في زمن الفتن والشائعات، مطلب ضروري ومقصد هام ، فإن الشباب الآن يواجهون حملات ومعلومات تصب عليهم من خلال الفضائيات والمواقع الالكترونية، التي تتجاوز ما يقدمه صحيفة واحدة ، أو تليفزيون محدود، فيجب علينا الانتباه لذلك. ويجب على العلماء والدعاء والمعلمين والمربين الاستيقاظ لهموم الشباب، واستماع أشجانهم ومخالطتهم ،وتقريبهم للعلم الشرعي وجذبهم لمحاضن العلماء الراسخين، وحمايتهم من الأفكار الدخيلة، والفتاوى الفردية، والخطابات الحماسية التي لا تملك أدنى بصيرة، وليس عليها أثارة من علم، وتجهل تقدير المصالح العظمى للأمة.

فجدوا يامعاشر السادة والمربين في توعية الناشئة، ولا تيأسوا من فرج الله، وأن يرفع عنا هذه الغمة، فالأمر يحتاج إلى جد واجتهاد منا.

وما نيلُ المطالب بالتمني

ولكن تؤخذُ الدنيا غِلابا

وما استعصى على قوم منالٌ

إذا الإقدام كان لهم ركابا

فربَّ صغير قومِ علّموه 

سما وحما المسوَّمة العِرابا

وكان لقومِه نفعا وفخرا

ولو تركوه كان أذىً وعابا

فعلّم ما استطعتَ لعل جيلاً

سيأـتي يُحدثُ العَجبَ العُجابا

وصلوا وسلموا يا مسلمون على معلم الخير، وإمام الهدى.........

المشاهدات 614 | التعليقات 0