أحبُّ لك أن تحافظ على سمعتك النظيفة بقلم: د.عبدالله المهند
أبو عبد الرحمن
1431/02/28 - 2010/02/12 05:51AM
معالي الوزير عبد العزيز خوجة
أحبُّ لك أن تحافظ على سمعتك النظيفة.
بقلم: د.عبدالله المهند
في حلقة ضمن سلسلة طويلة يبصرها الأعمى: أقـيل قبل يومين رئيس النادي الأدبي في الباحة. والغريب أن الإقالة لم تكن فقط عن منصب رئاسة النادي، بل تمت إقالة الرئيس حتى عن عضوية النادي الأدبي!!
معالي وزير الثقافة والإعلام يقول إن سبب الإقالة يرجع لتصرف رئيس النادي حين أحال (وقاحة) أحد أعضاء النادي إلى الشرطة، وليس إلى وزارة الإعلام.
يعني إحالة قضية للشرطة، جريمة تقتضي قذف رئيس النادي خارج بوابة الأدب!!!
حسناً ... قبلنا تفسير معالي الوزير. فهاهي القضية وصلت الآن لوزارة الإعلام، واتخذت الوزارةُ إجراءها بشأن رئيس النادي. لكن ماذا ستفعل الوزارة بشأن الطرف الآخر في القصة الذي استدعيت لأجله الشرطة. هل سيتخذ بحقه إجراء نظامي معلَن في الصحافة، وهل سيحقق معه، أو أن القضية توقفت عند إقالة رئيس النادي. وانتهى كل شيءٍ؟!
لم نسمع من معاليه شيئاً بهذا الصدد. مع أن تصريحاته تدل على أن ما نقل عن ذلك العضو لم يكن افتراءً، وأن خطأ رئيس النادي يكمن فقط في إحالة القضية للشرطة.....فلماذا لم نسمع شيئاً عن الشق الآخر من القضية!
لماذا ملكت الوزارة شفافية كاملة في الإعلان عن إقالة رئيس النادي، في حين أضفت غموضاً وظلاماً على موقفها من الطرف الآخر في القضية، والذي ارتكب ما دفع رئيس النادي لطلب تدخل الشرطة.
الوزارة شكلت لجنة تحقيق، واطلعت على شرائط تسجيلية فيها توثيق ما حصل. فلماذا لا يعلن ما الذي قاله ذلك العضو، وما موقف الوزارة منه.
لتقل الوزارة: إنه فعل كذا، وأنه ليس لديها اعتراضٌ على ما فعل. أو لتقل إنه لم يفعل شيئاً، وأن رئيس النادي افترى عليه. عندئذٍ سيكون موقفها واضحاً وشفافاً. أما أن تغطى الواقعة كلها، وتعمد إلى دفن حقيقة ما وقع، ولا يعلن إلا عن إعفاء رئيس النادي بسبب خطأ في الإجراء الإداري، فهذا موقف مشبوهٌ، بل هو انحيازٌ سافرٌ.
معالي الوزير بعد إقالة رئيس النادي صرح بأن:
"الوزارة مرجع الأندية الأدبية، وما يخرج منها يجب أن يكون قدوة، وأن الأندية الأدبية تمثل قمة التقاء المثقفين والمبدعين، ويجب أن لا يخرج منها إلا ما يكونقدوة للمجتمع من فكر وأدب وثقافة يتطلع إليه كل محب للأدب والثقافة".
حسناً معالي الوزير..نتمنى لو يكون هذا واقع الأندية الأدبية. لكن لعلك تتذكر أنه قبل بضعة أشهر، وفي ندوة أقامها النادي الأدبي بجدة بفندق سوفتيل الحمراء، نزل ثلاثة من (المثقفين!!!) إلى الندوة وهم في حالة سكرٍ شديدٍ، وتحرشوا بالنساء الحاضرات على مرأى ومسمعٍ من الجميع...فما الذي فعله معاليكم، باعتباركم المرجع الإداري؟
لا شيءٍ...لم يفعل معاليكم شيئاً، مع أن الأندية الأدبية "تمثل قمة التقاء المثقفين والمبدعين، ويجب أن لا يخرج منها إلا ما يكونقدوة للمجتمع من فكر وأدب وثقافة يتطلع إليه كل محب للأدب والثقافة".
إن كان معاليكم لم يسمع بهذه الواقعة –وهذا بعيدٌ-، فليس عليك إلا أن تطلب الشهود، وسوف نأتيك بهم، إن ضمنت لنا عقوبةً رادعةً معلنةً على أعمدة الصحافة، كتلك التي أنزلتها برئيس النادي الأدبي بالباحة.
معالي وزيرنا الموقَّر...لو كان في مشرفي نادي جدة من يملك حميةً كحمية رئيس نادي الباحة، فاستدعى الشرطة لأولئك المعربدين، وفُتح تحقيق في الواقعة، فهل سيتدخل معاليكم، ليقيل ذاك الذي تجرأ على استدعاء الشرطة، ولم يلجأ لوزارتكم التي لن تصنع شيئاً!
وزيرنا الموقَّر: الوزارة في الواقع لم تكن تعاقب رئيس النادي الأدبي بالباحة لمخالفته ترتيباً إدارياً، بل الإشكال أن رئيس النادي حاول كسر فكرة (مثقف فوق القانون)... فلذلك أقيل!
قد يكون معاليكم في هذه القضية مسيراً لا مخيراً. لكن ذلك لا يغير من الواقع شيئاً. فالواقع يشهد أن وزارة الثقافة والإعلام تحولت إلى حارسٍ مخلصٍ أمينٍ لكلِّ مرذولٍ يحمل لافتة "مثقف". فلا الشرطة ولا القضاء يملكان ولاية على حامل هذه اللافتة. فقط وزارة (الثقافة!!!) هي وحدها من يملك سلطة معاقبته بالمسح على رأسه بكلِّ حنية ونعومة. كما أنها تملك صلاحية البطش بكل من يعترض على هذا المسخرة، حتى لو كان المعترض هو الآخرُ ممن يحمل لقب (مثقف).
فهناك (مثقف) فوق القانون، وهناك (مثقف) آخر تحت الجزمة (ولا مؤاخذة).
لدينا –يا معالي الوزير- مخالفاتٌ نظاميةٌ ضخمةٌ علنيةٌ منتظمةٌ في الصحافة التي تديرها وزارتكم. مخالفات تتصاغر عندها المخالفة الإدارية لرئيس أدبي الباحة. فإن شرحناها لك، هل لديكم عقوبة مساوية تستطيع إنزالها برؤساء التحرير؟!
قبل أن يعين معالي الوزير في منصبه، كنا نسمع عنه ثناءً حسناً. وأظن الذين أثنوا عليه لم يخطئوا، فالرجل له ذكرٌ جميلٌ لم يأت من فراغٍ. غير أنه جلس على كرسي ملوثٍ في وقت غير مناسبٍ إطلاقاً. فلا هو بالقادر على تنظيف ذاك الكرسي، لكنه في الوقت نفسه لم يقو على التخلي عن جاذبيته الملوثة. فاختار معاليه قبول الكرسي، غافلاً عما سيصيب ثيابه وتاريخه وسمعته جراء ذلك.
أظن مشكلة وزير الثقافة، هي عينها مشكلة جميع الأفاضل الضعفاء الذين وجدوا أنفسهم في مواقع قيادية في مرحلة "سلخ المجتمع السعودي عن هويته".
http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1708737&Sec=0
أحبُّ لك أن تحافظ على سمعتك النظيفة.
بقلم: د.عبدالله المهند
في حلقة ضمن سلسلة طويلة يبصرها الأعمى: أقـيل قبل يومين رئيس النادي الأدبي في الباحة. والغريب أن الإقالة لم تكن فقط عن منصب رئاسة النادي، بل تمت إقالة الرئيس حتى عن عضوية النادي الأدبي!!
معالي وزير الثقافة والإعلام يقول إن سبب الإقالة يرجع لتصرف رئيس النادي حين أحال (وقاحة) أحد أعضاء النادي إلى الشرطة، وليس إلى وزارة الإعلام.
يعني إحالة قضية للشرطة، جريمة تقتضي قذف رئيس النادي خارج بوابة الأدب!!!
حسناً ... قبلنا تفسير معالي الوزير. فهاهي القضية وصلت الآن لوزارة الإعلام، واتخذت الوزارةُ إجراءها بشأن رئيس النادي. لكن ماذا ستفعل الوزارة بشأن الطرف الآخر في القصة الذي استدعيت لأجله الشرطة. هل سيتخذ بحقه إجراء نظامي معلَن في الصحافة، وهل سيحقق معه، أو أن القضية توقفت عند إقالة رئيس النادي. وانتهى كل شيءٍ؟!
لم نسمع من معاليه شيئاً بهذا الصدد. مع أن تصريحاته تدل على أن ما نقل عن ذلك العضو لم يكن افتراءً، وأن خطأ رئيس النادي يكمن فقط في إحالة القضية للشرطة.....فلماذا لم نسمع شيئاً عن الشق الآخر من القضية!
لماذا ملكت الوزارة شفافية كاملة في الإعلان عن إقالة رئيس النادي، في حين أضفت غموضاً وظلاماً على موقفها من الطرف الآخر في القضية، والذي ارتكب ما دفع رئيس النادي لطلب تدخل الشرطة.
الوزارة شكلت لجنة تحقيق، واطلعت على شرائط تسجيلية فيها توثيق ما حصل. فلماذا لا يعلن ما الذي قاله ذلك العضو، وما موقف الوزارة منه.
لتقل الوزارة: إنه فعل كذا، وأنه ليس لديها اعتراضٌ على ما فعل. أو لتقل إنه لم يفعل شيئاً، وأن رئيس النادي افترى عليه. عندئذٍ سيكون موقفها واضحاً وشفافاً. أما أن تغطى الواقعة كلها، وتعمد إلى دفن حقيقة ما وقع، ولا يعلن إلا عن إعفاء رئيس النادي بسبب خطأ في الإجراء الإداري، فهذا موقف مشبوهٌ، بل هو انحيازٌ سافرٌ.
معالي الوزير بعد إقالة رئيس النادي صرح بأن:
"الوزارة مرجع الأندية الأدبية، وما يخرج منها يجب أن يكون قدوة، وأن الأندية الأدبية تمثل قمة التقاء المثقفين والمبدعين، ويجب أن لا يخرج منها إلا ما يكونقدوة للمجتمع من فكر وأدب وثقافة يتطلع إليه كل محب للأدب والثقافة".
حسناً معالي الوزير..نتمنى لو يكون هذا واقع الأندية الأدبية. لكن لعلك تتذكر أنه قبل بضعة أشهر، وفي ندوة أقامها النادي الأدبي بجدة بفندق سوفتيل الحمراء، نزل ثلاثة من (المثقفين!!!) إلى الندوة وهم في حالة سكرٍ شديدٍ، وتحرشوا بالنساء الحاضرات على مرأى ومسمعٍ من الجميع...فما الذي فعله معاليكم، باعتباركم المرجع الإداري؟
لا شيءٍ...لم يفعل معاليكم شيئاً، مع أن الأندية الأدبية "تمثل قمة التقاء المثقفين والمبدعين، ويجب أن لا يخرج منها إلا ما يكونقدوة للمجتمع من فكر وأدب وثقافة يتطلع إليه كل محب للأدب والثقافة".
إن كان معاليكم لم يسمع بهذه الواقعة –وهذا بعيدٌ-، فليس عليك إلا أن تطلب الشهود، وسوف نأتيك بهم، إن ضمنت لنا عقوبةً رادعةً معلنةً على أعمدة الصحافة، كتلك التي أنزلتها برئيس النادي الأدبي بالباحة.
معالي وزيرنا الموقَّر...لو كان في مشرفي نادي جدة من يملك حميةً كحمية رئيس نادي الباحة، فاستدعى الشرطة لأولئك المعربدين، وفُتح تحقيق في الواقعة، فهل سيتدخل معاليكم، ليقيل ذاك الذي تجرأ على استدعاء الشرطة، ولم يلجأ لوزارتكم التي لن تصنع شيئاً!
وزيرنا الموقَّر: الوزارة في الواقع لم تكن تعاقب رئيس النادي الأدبي بالباحة لمخالفته ترتيباً إدارياً، بل الإشكال أن رئيس النادي حاول كسر فكرة (مثقف فوق القانون)... فلذلك أقيل!
قد يكون معاليكم في هذه القضية مسيراً لا مخيراً. لكن ذلك لا يغير من الواقع شيئاً. فالواقع يشهد أن وزارة الثقافة والإعلام تحولت إلى حارسٍ مخلصٍ أمينٍ لكلِّ مرذولٍ يحمل لافتة "مثقف". فلا الشرطة ولا القضاء يملكان ولاية على حامل هذه اللافتة. فقط وزارة (الثقافة!!!) هي وحدها من يملك سلطة معاقبته بالمسح على رأسه بكلِّ حنية ونعومة. كما أنها تملك صلاحية البطش بكل من يعترض على هذا المسخرة، حتى لو كان المعترض هو الآخرُ ممن يحمل لقب (مثقف).
فهناك (مثقف) فوق القانون، وهناك (مثقف) آخر تحت الجزمة (ولا مؤاخذة).
لدينا –يا معالي الوزير- مخالفاتٌ نظاميةٌ ضخمةٌ علنيةٌ منتظمةٌ في الصحافة التي تديرها وزارتكم. مخالفات تتصاغر عندها المخالفة الإدارية لرئيس أدبي الباحة. فإن شرحناها لك، هل لديكم عقوبة مساوية تستطيع إنزالها برؤساء التحرير؟!
قبل أن يعين معالي الوزير في منصبه، كنا نسمع عنه ثناءً حسناً. وأظن الذين أثنوا عليه لم يخطئوا، فالرجل له ذكرٌ جميلٌ لم يأت من فراغٍ. غير أنه جلس على كرسي ملوثٍ في وقت غير مناسبٍ إطلاقاً. فلا هو بالقادر على تنظيف ذاك الكرسي، لكنه في الوقت نفسه لم يقو على التخلي عن جاذبيته الملوثة. فاختار معاليه قبول الكرسي، غافلاً عما سيصيب ثيابه وتاريخه وسمعته جراء ذلك.
أظن مشكلة وزير الثقافة، هي عينها مشكلة جميع الأفاضل الضعفاء الذين وجدوا أنفسهم في مواقع قيادية في مرحلة "سلخ المجتمع السعودي عن هويته".
http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1708737&Sec=0