( أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ )
مبارك العشوان 1
الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَقَدْ رَوَى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؛ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ )
هَكَذَا وَصَفَ ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا رَسَولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الإِسْلَامِ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ، قَالَ: فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا، فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ )[رَوَاهُ مُسْلِمٌ]
عِبَادَ اللهِ: جَاءَتِ الأَدِلَّةُ الكَثِيرَةُ بِفَضَائِلِ الجُودِ وَالإِنْفَاقِ وَالتَّرْغِيبِ فِيهِ، وَعَظِيمِ الثَّوَابِ عَلَيهِ، وَالثَّنَاءِ عَلَى أَهْلِهِ وَوَعْدِهِمْ بِالخَلَفِ مِنَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
كَمَا جَاءَتْ الأَدِلَّةُ الكَثِيرَةُ أيضًا بِذَمِّ البُخْلِ وَأَهْلِهِ، وَالتَّحْذِيرِ مِنْهُ، وَالوَعِيدِ عَلَيهِ.
يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الحَدِيثِ المُتَّفَقِ عَلَيهِ: ( مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ النَّبِيُّ صَـلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الآخَرُ: اللهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا ) دُعَاءٌ مِنَ المَلَائِكَةِ الكِرَامِ لِلْمُنْفِقِينِ؛ وَدُعَاءٌ عَلَى البُخَلَاءِ المُمْسِكِينَ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ: فِي الإِنْفَاقِ اِمْتِثَالٌ لِأَمْرِ اللهِ تَعَالَى بِهِ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ } [البقرة 254]
{ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ } [الحديد 7]
وَفِي الجُودِ وَالإِنْفَاقِ: اِقْتِدَاءٌ بِالنَّبِيِّ صَـلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَاقْتِفَاءٌ لِأَثَرِهِ.
وَفِي الإِنْفَاقِ تَخَلُّقٌ بِخُلُقٍ كَرِيمٍ؛ وَصَفَ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ وَأَثْنَى عَلَيهِمْ بِهِ فِي كِتَابِهِ؛ وَوَعَدَهُمْ عَظِيمَ الجَزَاءِ؛ فَقَالَ: { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } [البقرة274] وَفِي الإِنْفَاقِ زَكَاءٌ للِنُّفُوسِ وَطَهَارَةٌ، وَنَمَاءٌ لِلْمَالِ وَزِيَادَةٌ وَخَلَفٌ مِنَ الرَّزَّاقِ جَلَّ جَـلَالُهُ؛ قَالَ تَعَالَى: { وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ } [ سـبأ 39]
وَفِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ( أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ) [ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ]
وَفِي الإِنْفَاقِ سَلَامَةٌ مِنَ البُخْلِ وَالشُّحِّ، وَتَحْصِيلٌ لِلْفَلَاحِ قَالَ تَعَالَى: { وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
وَقَالَ النَّبِيُّ صَـلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ( وَاتَّقُوا الشُّحَّ، فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ ) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]
وَفِي الإِنْفَاقِ وَإِطْعَامِ الطَّعَامِ نَجَاةٌ مِنَ العَذَابِ، وَفَوزٌ بِعَظِيمِ الثَّوَابِ؛ قَالَ تَعَالَى: { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا، إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا، وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا، مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا، وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا }[الإنسان 7 - 14] إلى آخر الآيات من سورة الإنسان.
وَفِي إِنْفَاقِ المَالِ فِي الحَقِّ؛ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ( لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ حِكْمَةً، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا ) [مُتَّفَقٌ عَلَيهِ]
إِنْفَاقُ المَالِ فِي وُجُوهِ الخَيرِ؛ هُوَ فِي الحَقِيقَةِ إِبْقَاءٌ لَهُ وَانْتِفَاعٌ بِهِ؛ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ: ( أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلاَّ مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ، قَالَ: فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ، وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ ) [ رَوَاهُ البُخَارِيُّ ]
عِبَادَ اللهِ: إِنَّ المَالَ لَا يَنْفَعُ صَاحِبَهُ، وَلَا تَظْهَرُ فَائِدَتُهُ؛ إِلَّا بِإِنْفَاقِهِ فِي المَصَالِحِ النَّافِعَةِ، وَفِي وُجُوهِ الخَيرِ، مِنْ زَكَوَاتٍ أَوْنَفَقَاتٍ وَاجِبَةٍ أَوْ مُسْتَحَبَّةٍ، أَمَّا جَمْعُهُ وَكَنْزُهُ؛ فَهُوَ فِي الحَقِيقَةِ حِرْمَانٌ مِنْهُ، وَخُسْرَانٌ مُبِينٌ؛ يَقُولُ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: ( هُمُ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ) قَالَ: فَجِئْتُ حَتَّى جَلَسْتُ، فَلَمْ أَتَقَارَّ أَنْ قُمْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: ( هُمُ الْأَكْثَرُونَ أَمْوَالًا، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا؛ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ...) الخ [رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ ]
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيِ وَالذَّكَرِ الْحَكِيمِ وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلُّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.
أمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى أَيُّهَا النَّاسُ، وَاغْتَنِمُوا فُرَصَ الخَيْرَاتِ، بَادِرُوا بِالنَّفَقَاتِ، وَسَابِقُوا إِلَى الخَيْرَاتِ، وَقَدِّمُوا لِلْآخِرَةِ قَبْلَ المَمَاتِ؛ فَقَدْ قَالَ تَعَالَى: { وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ }
مَا هُوَ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ الإِنْسَانُ وَيَتَخَلَّى عَنْ جَمِيعِ أَمْوَالِهِ، ثُمَّ يَقْتَسِمُهَا وَرَثَتُهُ مِنْ بَعْدِهِ؛ وَيَبْقَى لَهُ مَا قَدَّمَ لِنَفْسِهِ.
( مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَتِرَ مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ ) هَكَذَا صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
تَفَقَّدُوا - وَفَّقَكُمُ اللهُ - المُحْتَاجِينَ مِنْ أَقْرِبَائِكُمْ، وَجِيرَانِكُمْ وَخَدَمِكُمْ وَعُمَّالِكُمْ.
تَذَكَّرُوا إِخْوَانًا لَكُمْ فِي الدِّينِ؛ أَهْلَكَتْهُمُ الحُرُوبُ، وَتَسَلَّطَ عَلَيهِمُ الظَّلَمَةُ؛ فَقَتَّلُوا، وَشَرَّدُوا، وَهَدَّمُوا.
لَا يُنْسِيَنَّكُمُ الثَّرَاءُ إِخْوَانَكُمُ الفُقَرَاءَ، إِنْ كُنْتَ أَخِي المُسْلِمُ تَعِيشُ آمِنًا فِي سِرْبِكَ؛ فَتَذَكَّرْ مَنْ فَقَد الأَمْنَ، إِنْ كُنْتَ فِي رِيٍّ وَشِبَعٍ؛ فَتَذَكَّرْ مَنْ أَهْلَكَهُ العَطَشُ وَالجُوعُ، إِنْ بِتَّ بَيْنَ أَهْلِكَ عَلَى وَثِيرِ الفُرُشِ؛ فَتَذَكَّرْ مَنْ لَا يَجِدُ مَأْوىً، وَلَا مَا يَحْمِيهِ مِنْ حَرٍّ أَوْ بَرْدٍ، يَعِيشُ مَا عَاشَ مَكْرُوبًا مَهْمُومًا مَغْمُومًا.
احْمَدِ اللهَ تَعَالَى وَاشْكُرْهُ، وَأَعْطِ مِنْ عَطَائِهِ.
عِبَادِ اللهِ: أَخْلِصُوا لِلَّهِ تعالى نَفَقَاتِكُمْ، وَأَخْفُوهَا خَيرٌ لَكُمْ.
تَحَرَّوا صَاحِبَ الحَاجَةِ؛ وَبَادِرُوهُ بِالعَطَاءَ قَبْلَ أَنْ يَسْأَلَكُمْ.
اِخْتَارُوا لِنَفَقَتِكُمْ مِنْ طَيِّبِ أَمْوَالِكُمْ.
طِيبُوا نَفْسًا بِصَدَقَاتِكُمْ، وَلَا تَمُنُّوا عَلَى مُحْتَاجٍ بِعَطَائِكُمْ.
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: { مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } [البقرة 261 - 264]
وَفَّقَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ لِفِعْلِ الخَيْرَاتِ، وَجَنَّبِنَا المُنْكَرَاتِ وَوَقَانَا شُحَّ أَنْفُسِنَا.
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }الأحزاب 56
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1710381775_أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ.pdf
1710381791_أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ.docx