أبو بكر الصديق ... هكذا فليكن الرجال !!

مريزيق بن فليح السواط
1433/04/29 - 2012/03/22 21:41PM
الحمدالله الذي فضل من شاء من عباده، ورفع في الجنة منازل أحبابه، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له في أرضه وسمائه، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللهم صلي وسلم على عبدك وسولك محمد وعلى آله وأصحابه.
أما بعد: فاتقوا الله ياعباد الله، فالتقوى هي الزاد، وبها يوم الغرض المعاد، دعا إليها أسمع داع، وأستجاب لها خير واع، فأسمع داعيها، وفاز واعيها.
عباد الله:
في الأوقات الحالكة، والأيام العصيبة، وأزمنة أشباه الرجال، نحتاج إلى التذكير بالنماذج الصادقة، والمثل العظيمة، ورجالٍ أصحاب همم عالية، وقلوب مؤمنة، نحذو حذوهم، ونقتدي بأفعالهم، ونستضيء بتاريخهم، وفي أمتنا نجوم أشرق نورها، ومصابيح دجى لاح ضوئها، ولئن ماتوابأجسادهم فإن سيرتهم لاتزال غضة طرية، تستنهض الهمم، وتدعوا للعلم والعمل، وتبعث على التضحية والجهاد، يأتي في مقدمتهم سيد الصحابه وخيرهم، وأفضلهم وأكملهم، الصديق الأكبر، والخليفة الأعظم، أبو بكر رضي الله عنه.
ولد أبو بكر رضي الله عنه بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر، وكان تاجرا ذا مال عظيم، وخلق كريم، وإحسان وفضل جزيل، وكان من رؤساء قريش في الجاهلية، وأهل مشورتهم، محببا فيهم، عالما بأنسابهم، ما قال شعر قط في الجاهلية و لا في الإسلام، وحرّم الخمر على نفسه في الجاهلية فلم يشربها قط، وكان أسبق الناس إلى الإسلام، فلم يتردد حين عُرض عليه، ولم يتأخر حين سمع به، فحاز قصب السبق وكان أول من أسلم من هذه الأمة، يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "ما كلمت في الإسلام أحدا إلى أبى عليه، وراجعني فيه، ألا إبن أبي قُحافة فإني لم أكلمه في شيء إلى قبله، واستقام عليه" صحب النبي صلى الله عليه وسلم، ولازمه منذ إسلامه، فلم يفارقه سفرا ولا حضرا حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان أبو بكر رضي الله عنه أول من دعا إلى الله من الصحابة، وقام بنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعوة إلى دينه، فكان ثمرة عمله إسلام أكابرالصحابة كعثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وإبي عبيدة بن الجراح، وعبدالرحمن بن عوف، وسعد بن ابي وقاص، وطلحة بن عبيدالله، وغيرهم من الصحابة، فلم يكن رضي الله عنه سلبيا لا يقدم لدينه شيئا، ولم يكن جبانا يخاف من بطش قريش إذا دعا إلى دينه، ولم يقل: في الناس من يقوم بالدعوة غيري، بل حمل همّ الدعوة منذ إسلامه، وجد في تبليغ دينه، وكم من أناس بلغوا من الكبر عتيّا، لم يدعوا إلى الإسلام يوما، ولم يهتموا بذلك أصلا.
وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بالصديق حين رجف بهم جبل أحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان -فرحا وشوقا- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان".
فضائله ومزاياه لا يحدها حد، ولا يحصيها عد، فهو أتقى الأمة، بدلالة الكتاب
والسنة، قال تعالى: "وسيجنبها الأتقى. الذي يؤتي ماله يتزكى" قال ابن الجوزي: أجمع المفسرون على أنها نزلت في أبي بكر رضي الله عنه. أدخر الله له دونه جميع الخلق وساما عليّا، فكان ثاني آثنين، فهو الثاني في الإسلام، وفي بذل النفس، وفي الصحبة، وفي الخلافة، وفي العمر وفي سبب الموت فالرسول صلى الله عليه وسلم مات عن أثر السُم، وأبو بكر سُمّ فمات.

أيها المسلمون:
خصائص أبي بكر ومناقبه جمة عظيمة، فلقد أوتي شجاعة وإقداما جعلته من أشجع الناس، خطب علي رضي الله عنه فقال: من أشجع الناس؟؟ فقالوا: أنت يا أمير المومنين. فقال: أما إني ما بارزني أحد ألا أنصفت منه، ولكن أشجع الناس أبو بكر، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أخذته قريش أول الإسلام فهذا يضربه، وهذا يتلقاه، يقولون له: أنت الذي تجعل الآلهة إلها واحدا، فوالله ما دنا منا أحد ألا أبو بكر يضرب هذا، ويدفع هذا، ويقول: ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله، ثم بكى علي ثم قال: أنشدكم الله أمؤمن آل فرعون خير أم أبو بكر؟؟ فسكت القوم!! فقال علي ري الله عنه: والله لساعة من أبي بكر خير من مؤمن آل فرعون، ذاك رجلٌ يكتم إيمانه، وأبو بكر يعلن إيمانه.

أما جوده وكرمه، وإنفاقه المال في سبيل الله، ونصرة دين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبليغ دعوته، فهو الأمر الذي لم يقم به أحد غيرُه، ولم يلحق به أحد سواه، حتى استحق شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نفعني مال قط، ما نفعني مال أبي بكر" فبكى أبو بكر وقال: هل أنا ومالي ألا لك يا رسول الله؟؟ بل وصل الأمر إلى درجة رفيعة فكان رسوال الله صلى الله عليه وسلم، يقضي في مال أبي بكر كما يقضي في مال نفسه، وهكذا تكون التضحية والبذل لله وفي الله، وهل لدعوة أن تقوم، ولدين أن ينتشر، وأتباعه يبخلون عليه بمالهم، ولا يبذلون له ألا الفضلة من أرزاقهم، وما يزيد عن شهواتهم ورغباتهم، تقول عائشة رضي الله عنها: أسلم أبو بكر وله أربعون ألف دينار، فأنفقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، إشترى سبعة ممن كان يُعذب من ضعفاء المسلمين، وأعتقهم لله، على رأسهم بلال بن رباح رضي الله عنه. لم يسبق أبو بكر في هذا المجال أحد، حتى عمر رضي الله عنه، يقول عن نفسه أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق فوافق ذلك مالا عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أبقيت لأهلك" ؟؟ فقلت: مثله. ثم جاء أبو بكر بكل ما عنده فقال رسول الله: "يا أبابكر ما أبقيت لأهلك" ؟؟ فقال: أبقيت لهم الله ورسوله!! فقلت: لا أسبقه في شيء أبدا. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما لأحد عندنا يدٌ ألا وقد كافأناه عليها ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يد يكأفئه الله بها يوم القيامة".
أما علمه رضي الله عنه فقد كان أعلم الصحابة وأذكاهم، وما كان يفتي الناس في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أبو بكر وعمر، وكان أقرأ الصحابة لكتاب الله، بل كان يحفظ القرآن ولهذا قدمة النبي صلى الله عليه وسلم إماما للصلاة بالصحابة مع قولة علية الصلاة والسلام: "يؤم القوم أقرئهم لكتاب الله" وكان أعلم الصحابة بالسنة وأفقههم فيها، يرجعون أليه إذا نزلت بهم النوازل، وغشيتهم الفواجع، فيجدون عنده ما تسكن به قلوبهم، وتطمئن إليه نفوسهم، ولا أدل على ذلك من يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقد كانت فاجعة جعلت الصحابة يُكذّبون الخبر، حتى عمر يقول: والله ما مات رسول الله بل ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فجاء أبو بكر ودخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مُسجّى في بيته، عليه بردة فرفعها عن رأسه وقبَّله، وقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أما الموتة التي كتبها الله عليك فقد مُتها. ثم رد البردة، وخرج وعمر يُكلم الناس، فقال: على رسلك ياعمر؟؟ أنصت. فأبى إلا أن يتكلم، فلما رآه الناس أقبلوا عليه، فحمد الله وأثنى عليه، فقال يأيها الناس من كان يعبد محمد فإن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فإمن الله حي لايموت، ثم تلى "وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفائن مات أو قتل إنقلبتم على أعقابكم" قال الرواي: فوالله لكأن الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلت حتى تلاها أبو بكر. تقول عائشة رضي الله عنها: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أشرأب النفاق، وارتدت العرب، وانحازت الأنصار، فلو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهاضها!! فما اختلفوا في شئ الا طار أبي بفنائها وفصلها، قالوا: أين يدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟ فما وجدنا عند أحد من ذلك علما، فقال أبو بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من نبي يقبض، الا دفن تحت مضجعه الذي مات فيه" ثم اختلفوا في ميراثه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنا معشر الأنبياء لا نورث ماتركنا صدقة" ثم اختلفوا في مانعي الزكاة فقال أبو بكر: والله لأقاتلنَّ من فرق بين الصلاة والزكاة، واختلفوا في بعث جيش أسامة إلى الروم لحفظ المدينة وقد ارتدت العرب فقال: والله لا أحل لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعثه فانتصر وغنم، كل ذلك دليل على سعة علمه، وسداد رأيه، وكمال عقله، وتعظيمه لكتاب الله وسنة رسوله، وهذا هو الواجب على الناس أن يرجعوا لعلمائهم عند الفتن والنوازل، ويصدروا عن أقولهم، وعلى العلماء بيان الحق، ولزوم الكتاب والسنة، والاعتماد عليها دون غيرها من أراء الرجال وتخرصاتهم، فأبوا بكر رضي الله عنه أخذ من المعين الصافي، وبين الحق، وصدع به، والصحابة أخذوا بقوله، فكان في ذلك عز الإسلام، وصلاح المسلمين، لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يُرسل معاذا إلى اليمن استشار أناس من الصحابة، فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وأسيد بن حضير، فتكلم كل إنسان برأيه، ثم قال عليه الصلاة والسلام: "ما ترى يا معاذ"؟؟ قلت: آرى ماقال أبو بكر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يكره فوق سمائه أن يخطأ أبو بكر".


الحمد لله على إحسانه ...
أجمع أهل السنة أن أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نخير بين الناس في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر، ثم عمر، ثم عثمان، فيعلم بذلك النبيي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره، وعن محمد بن علي بن الحنفية قال: قلت لأبي أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر، قلت ثم من؟ قال: عمر، وخشيت أن يقول عثمان، فقلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلميين. بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة بل أعالي الجنان فعن ابي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أهل الدرجات العلى، ليراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع في افق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم" وهو أول من يدخل الجنة قال علية الصلاة والسلام: "أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي" بل جاء أنه ممن يدخل الجنة من أبوابها الثمانية كلها،

أبو بكر نطقت بفضلة الأخبار، واجتمع على بيعتة المهاجرين والأنصار، أثنى الله عليه، بقول: ثاني اثنين إذ هما في الغار، دُعيى إلى الإسلام فما تلعثم ولا أبى، وسار على الحُجة فما زلَّ ولا كبا، وأكثر من الإنفاق حتى تخلَلَ بالعبا، تالله لقد زاد على السبك من كل دينار دينار، ثاني اثنين إذ هما في الغار، من كان قرين النبي صلى الله عليه وسلم في شبابه؟ من الذي سبق إلى الإيمان من أصحابه؟ من الذي أفتى بحضرته سريعا في جوابه؟ من أول صلى معه؟ ومن آخر من صلى به؟ من الذي ضاجعه بعد الموت في ترابه؟ إنه أبو بكر فاعرفوا حق الجار، نهض يوم الردة بفهم واستيقاظ، وأبانا من نص الكتاب معنى دق عن حديد الألحاظ، فالمحب يفرح بفضائله، والمبغض يغتاظ، أبو بكر كم وقى النبي صلى الله عليه وسلم بالمال والنفس؟ وكان أخص أصحابه في حياته، وهو ضجيعه في الرمس، فضائله جلية، وهي خلية عن اللبس، فيا عجبا ممن يُغطي ضوء الشمس، دخل أبو بكر يوم الهجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غارا لا يسكنه لابث، فاستوحش الصديق من خوف الحوادث، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: "يا أبا بكر ماظنك باثنين والله الثالث"، حبه والله رأس الحنيفية، وبغضه يدل على خبث الطوية، فهو خير الصحابة والحجة على ذلك قوية، ولولا صحة إمامته ما قال محمد بن علي بن الحنيفية: والله ماحببناه لهَوانا، ولا نعتقد في غيره هَوَانا، ولكن أخذنا بقول علي رضي الله عنه وكفانا، رضيك رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا أفلا نرضاك لدنيانا.
تولى الخلافة فكان يُصلي بالناس الفجر، ثم ينسل بين الصفوف ويخرج، لا يدرى إلى أين؟ فقال عمر: والله إن لأبي بكر خبئيا من عمل صالح، لا يريدنا أن نراه فيه، أو نطلع عليه، فلما صلى الفجر يوما تبعه عمر، وقال: والله لأرمُقنَّه فلا أريَّن ماذا يصنع؟ فخرج أبو بكر الى أطراف المدينة، حتى دخل بيت شعر قديم، كاد أن يسقط من البِلى على رؤؤس أصحابه، وجلس عمر خلف صخرة ساعة ينتظره، فإذا أبي بكر يخرج من البيت ويذهب إلى المدينة، فتبعه عمر ودخل على البيت، فإذا هو بعجوز هرمة مقعدة عمياء، فقال لها عمر: من أنت؟ ومن هذا الرجل الذي يأتيك كل نهار؟ فقالت: أنا أمة من إماء الله، وهذا رجل من المسلمين، يأتيني كل صباح، يقُمُّ بيتي، ويعجن خبزي، ويحلب شاتي، ويقوم على مصالحي، ويدفع عني الأذى ويذهب، والله ما أعرفه!! والله إنه خير من أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم!! فضرب عمر كفا بكف، وقال أتعبت الخلفاء بعدك يا أبابكر.
من لي بسيرك المدلل* تمشي رويدا وتجيء الأول
كان سبقا إلى الخيرات، مشمرا لفعل الطاعات، صلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبح، ثم أقبل على الناس، فقال: "من أصبح اليوم منكم صائما"؟ قفال عمر: يا رسول الله لم أحدث نفسي بالصوم البارحة فأصبحت مفطرا، فقال: أبو بكر لكني حدثت نفسي بالصوم البارحة فأصبحت صائما، فقال: "هل أحد منكم اليوم عاد مريضا"؟ فقال عمر: لم نبرح فكيف نعود المريض؟ فقال أبو بكر بلغني أن أخي عبد الرحمن بن عوف شاك -أي مريض- فجعلت طريقي عليه لأنظر كيف أصبح، فقال: "من منكم اليوم أطعم مسكينا"؟ فقال عمر: صلينا يا رسول الله ثم لم نبرح، فقال: أبو بكر دخلت المسجد فإذا بسائل، فوجدت كسرة من خبز الشعير في يد إبني عبد الرحمن فأخذتها ودفعتها إليه. أبو بكر من الفجر يسابق إلى الخيرات، ويسارع في الصالحات، بل قبل الفجر عن ابن مسعود قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، وهو بين أبي بكر وعمر وأنا أصلي وأدعوا، فقال النبي صلى اله عليه وسلم: "سل تعطه، سل تعطه" ثم قال لصاحبيه: "من سره أن يقرأ القرآن غضا كما نزل فليقرآه بقراءة ابن أم عبد" ورجع النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فقال عمر بعد الفجر أبشر ابن مسعود بقول الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن أبو بكر لم ينتظر الفجر، بل رجع إلى ابن مسعود مباشرة، وقال ما سالت الله البارحة؟ قال قلت: اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد، ومرافقة محمد في أعلى جنات الخلد، فبشره بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما جاء عمر ليبشره، قال: أن أبا بكر سبقك، قال: يرحمك الله يا أبابكر ما سابقتك لخير قط، إلا سبقتني. فيا لله العجب من قوة إيمانه، وتمام يقينه، وصدقه مع ربه.
هذا نزر يسير، وخبر قليل، من سيرة هذا الصحابي الجليل، وما لم تسمعوا أكثر وأكبر، وعلى المسلمين أن يتدارسوا سيرته، ويحذوا حذوه، و يقتدوا به، ويربوا على محبته وتعظيمه أبنائهم، فقد قال ابن الجوزي يرحمه الله: كان السلف يعلمون أولادهم حب أبو بكر وعمر كما يعلمونهم السورة من القرآن.
المشاهدات 3297 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا أخي المفضال، ما أعظمها من سيرة، وما أجلها من سريرة، على كثرة ترداد سيرة أبي بكر علي إلا أنك في كل مرة تشتاق نفسك لهذا الرجل، ولا غرو فهو من اختاره الله لصحبة نبينا صلى الله عليه وسلم.