آية و معنى

[font="] آيــة و معنــى
[/font]

[font="]
[/font]

[font="] بسم الله الرّحمان الرّحيم[/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="]قول الله تبارك و تعالى: " يا أيُّها الّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلاَّ و أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَ لاَ تَفَرَّقُوا و اذْكُرُوا نعمتَ اللهِ عليْكُمْ إذْ كُنْتُمْ أَعْداءَ فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا و كنتُم على شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فأَنْقَذَكُمْ مِنْها كذلك يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ ءَاياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ". [/font]
[font="] ( سورة آل عمران الآيتان: 102/103 )[font="].[/font][/font]

[font="][/font]
[font="]يا أيّها المؤمنون، يا من آمن و صدّق بالله و اتّبع رسوله صلى الله عليه و سلم، يا من رضيتم بالله ربّا، و بالإسلام دينا، و بمحمّد صلى الله عليه و سلم نبيّا و رسولا، عليكم بتقوى الله تعالى، بفعل المأمور و اجتناب المحظور، و عبادته حقّ العبادة..[/font]
[font="]و التقوى هي أن يطاع فلا يعصى، و أن يذكر فلا ينسى، و أن يشكر فلا يكفر..
[/font]
[font="] قال ابن عبّاس رضي الله عنهما ذاكرا سبب النّزول: كان بين الأوس و الخزرج شرّ في الجاهليّة، فذكروا ما بينهم، فثار بعضهم إلى بعض بالسّيوف. فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلّم فذكر ذلك له، فذهب إليهم، فنزلت هذه الآية: " و كيف تكفرون و أنتم تتلى عليكم ءاياتُ اللهِ و فيكم رَسُولُهُ .." [font="]( سورة آل عمران جزء من الآية: 101 )[/font][font="].[/font][/font]
[font="]نادى الله سبحانه عباده المؤمنين من هذه الأمّة المرحومة بإذن الله تعالى، أمّة الحمد و الخير و البركة. نادى العبد بعنوان الإيمان، لأنّ المؤمن حيٌّ حياة روحي, و جسديّة، فهو قادر على تلقّي النداء.. و فهم النّداء.. و تنفيذ ما جاء فيه بسرعة المستسلم الصّادق الواثق من نتيجة التّنفيذ العاجلة أو الآجلة.. بمعنى فهو قادر على النّهوض بالتكاليف الشرعيّة، قادر على البذل و العطاء، كما هو قادر على الترك و الامتناع حتّى من أحبّ الأشياء إلى نفسه..[/font]
[font="]يا مؤمن إذا سمعت الله عزّ و جل يقول: " يا أيُّها الّذينَ آمَنُوا "، فأعرها سمعك فإنّه خيرٌ تُؤمر، شرٌّ تُنهى.. وهو أن تعمل بأمرٍ من الله على نورٍ من الله ترجو ثواب الله، و أن تترك معصية الله على نورٍ من الله تخاف عقاب الله.. [/font]
[font="]في الآية الأولى نادى المؤمنين فأمرهم بتقواه، و تقوى الله تعالى سبب سعادة الدّنيا و الآخرة معا، إنّها - التّقوى – الخوف من عذاب الله سبحانه يحمل على طاعة الله بفعل ما يأمر به، و كلّ أوامره و أوامر رسوله صلى الله عليه و سلّم دعوة إلى الأخذ بالأسباب التي تزحزح المؤمن عن النّار.. و على طاعة الله بترك ما نهى الله عنه و نهى عنه رسوله صلى الله عليه و سلّم وهو كلّ ما يهلك و يؤذي و يضرّ و يجلب الشقّاء و الشرّ.. [/font]
[font="]قوله عزّ و جلّ: " حَقَّ تُقَاتِهِ " يعني: حقّ خوفه، أن يطاع فلا يُعصى، و أن يشكر فلا يكفر، و أن يذكر فلا يكثر. و قيل: هي آية محكمة غير منسوخة. و قيل: نسختها: " فاتّقُوا اللهَ ما اسْتَطَعْتُم ". [font="]( سورة التغابن جزء من الآية: 16 )[/font][font="].[/font][/font]
[font="]و قوله سبحانه: " وَ لا تَمُوتُنَّ إِلاَّ و أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " أي: نهاهم عن الموت على غير دين الإسلام، إذ من مات على غير الدّين الخاتم خسر أبدا.. و قيل: اثبتوا على الإسلام حتّى يوافيكم الموت و أنتم عليه، و الإسلام: هو المعنى الجامع للتصديق في القلب و أداء الأعمال، وهو الدّين عند الله، وهو الذي بني على خمسٍ معروفة.. [/font]
[font="]و قوله تعالى: " وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا " يعني: أمرهم بالاعتصام بحبله المتين، ألا وهو دينه القويم و صراطه المستقيم، لأنّ ذلك هو سلّم رقيّهم و سعادتهم و نجاتهم.. و قيل: الاعتصام بأمان الله. و قيل: بتوحيد الله تعالى. و قيل " حبل الله ": الجماعة..[/font]
[font="]و قيل: قد كان العرب الجاهليون في حروب مستمرّة و عداوات و أحقاد، و بخاصّة قبيلتي الأوس و الخزرج فلمّا جاء الإسلام، انتزع من قلوبهم الحقد، و طهّرهم من العداوة، و أصبحوا بنعمة الله إخوانا متحابين متعاطفين متلاحمين يؤثرون إخوانهم على أنفسهم، و لو كان بهم خصاصة، و كانوا على وشك الوقوع في النّار بسبب شركهم و وثنيتهم إذا ماتوا، فأنقذهم الله تعالى بالإسلام و التّوحيد، و الإيمان و الطّاعة..[/font]
[font="]و قيل بعد توحيد العقيدة و العمل، أمر الحقّ تبارك و تعالى بالتمسّك بكتاب الله و عهده و إتباع سنّة نبيّه، و هذا هو حبل الله، و تسمّى العهود و المواثيق حبالا، و حبل الله الذي أمر بإتّباعه: هو القرآن العظيم، أخرج ابن أبي شيبة و ابن جرير عن أبي سعيد الخدري أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلّم قال: " كتاب الله: هو حبل الله الممدود من السّماء إلى الأرض ".. [/font]
[font="]و قوله تبارك و تعالى: " وَ لاَ تَفَرَّقُوا "، لا تخرجوا عن الجماعة و الائتلاف، و إنّما يأمر الله تعالى خير الأمم أن تكون كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضا.. و قيل: نهاهم عن التفرّق في دينهم و دنياهم، لأنّ التفرّق يضعف قواهم الرّوحيّة و الذّاتيّة، فيضعفوا و يهلكوا كما هلكت الأمم قبلهم..[/font]
[font="]و قيل: الجامع بين المسلمين هو المبدأ العظيم في القرآن الكريم: " إنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ".[font="] ( سورة الحجرات الآية: 10 )[/font][font="]. و الحديث النبوي الشريف الذي أخرجه أحمد في المسند و مسلم في صحيحه: " مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسّهر و الحمّى ". إنّ عزّة المسلمين تتطلّب منهم قبل كلّ شيء الاستغناء عن غيرهم في كلّ شيء، لأنّ الحاجة تقتضي المذلّة و الهوان، و سبيل تحقيق وحدة الصفّ لهذه الأمّة: هو الحفاظ على شخصيتها المتماسكة، و تميّزها الذاتي، و رفض تبعتها لغيرها من الأمم التي لا تهدف لها إلاّ الشرّ. و ينبغي أن تكون لنا خطّتنا الخاصّة و تفكيرنا الواعي بحقيقة واقعنا، فلا نطمئنّ لمشورة غيرنا حتّى لا نقع كما وقعنا كثيرا في شَرَكِ خداعهم الذي لا ينتهي..[/font][/font]

[font="][/font]
[font="] لم يعد لنا مزيد و غدا إن شاء الله هناك جديد[/font]

[font="][/font]

[font="][/font]
[font="] الشيخ محمّد الشّاذلي شلبي
[/font]
[font="]
[/font]
المشاهدات 2426 | التعليقات 0