آية و معنــى - 3 -

[font="] آية و معنــى - 3 -[/font]

[font="][/font]
[font="] بسم الله الرّحمان الرّحيم
[/font]
[font="]
[/font]
[font="] قول الحقّ تبارك و تعالى: " قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللهِ إنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَ أَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَاْتِيَكُمُ العَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ".[/font]
[font="] [/font][font="]( سورة الزُمر الآيتان: 53/54 )[/font][font="].[/font]
[font="]
[/font]
[font="] [/font]
[font="] قوله تبارك و تعالى: " قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللهِ "، الآية... هذه الآية نزلت في أناس من أهل الشّرك، كانوا يكثروا في كلّ شيء، إذا قتلوا يكثروا القتل، و إذا زنوا أكثروا، و إذا سرقوا أكثروا كذلك و بطشوا. فأتوا النّبي صلّى الله عليه و سلّم فقالوا: إنّ الذي تقول و تدعوا إليه لَحَسَنٌ لو تخبرنا أنّ لِما عمِلْنا كفّارة ؟ فنزل: " و الذين لا يدعون مع اللهِ إلهًا آخَرَ و لا يَقْتُلُون النّفس التي حرّم اللهُ إِلاَّ بِالحَقِّ و لا يَزْنُونَ ". [/font]
[font="] قال ابن عبّاس رضي الله عنهما في سبب نزول هذا الجزء من الآية: نزلت في أهل مكّة، قالوا: يزعم محمّد أنّ من عبد الأوثان و قتل النّفس التي حرّم الله لم يغفر له، فكيف نهاجر و نسلم و قد عبدنا مع الله إلها آخر، و قتلنا النّفس التي حرّم الله ؟.. فأنزل الحقّ تبارك و تعالى هذه الآية العظيمة..[/font]
[font="] و قال ابن عمر رضي الله عنهما: نزلت هذه الآية في عياش بن ربيعة و الوليد بن الوليد، و نفر من المسلمين كانوا أسلموا.. ثمّ فتنوا و عذّبوا فافتتنوا، و كنّا نقول: لا يقبل الله من هؤلاء صرفا و لا عدلا أبدا.. قوم أسلموا ثم تركوا دينهم بعذابٍ عذّبوا به ؟.. فنزلت هذه الآية، و كان عمر كاتبا، فكتبها إلى عياش بن أبي ربيعة و الوليد بن الوليد، و أولئك النفر، فأسلموا و هاجروا..[/font]
[font="] و حدّث سعيد ابن جبير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما: أنّ ناسا من أهل الشّرك كانوا قد قتلوا فأكثروا، ثمّ أتوا رسول الله صلى الله عليه و سلّم، فقالوا: إنّ الذي تدعوا إليه لَحَسَنٌ إن تُخبرنا لما عملناه كفّارة. فنزلت هذه الآية: " قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ".[/font][font="] [/font][font="]( أخرجه البخاري عن ابن جريج )[/font][font="].[/font][font="][/font]
[font="] و يروى أنّ هذه الآية نزلت في وحشيّ قاتل حمزة بن عبد المطلّب سيّد الشّهداء رحمة الله عليه و رضوانه. و هذا مذكور في آخر سورة الفرقان حيث جاء عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: أنّ وحشيّ أتى إلى النبيء صلى الله عليه و سلّم فقال: يا محمّد، أتيتك مستجيرا، فأجرني حتّى أسمع كلام الله، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلّم: " قد كنت أحبّ أن أراك على غير جوار، فأمّا إذ أتيتني مستجيرا فأنت في جواري حتّى تسمع كلام الله ". قال: فإنّي أشركت بالله، و قتلت النّفس الّتي حرّم الله تعالى، و زنيت، هل يقبل الله منّي توبة ؟.. فصمت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم حتّى نزل: " و الّذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النّفس الّتي حرّم الله إلاّ بالحقّ ولا يزنون ". ( سورة الفرقان جزء من الآية: 68 ) فتلاها عليه، فقال: أرى شرطا، فلعلّي لا أعمل صالحا، أنا في جوارك حتّى أسمع كلام الله. فنزلت الآية العظيمة: " إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء "، فدعا به فتلاها عليه، فقال: و لعلِّي ممّن لا يشاء، أنا في جوارك حتّى أسمع كلام الله. فنزلت أعظم آية مبشّرة في القرآن الكريم: " قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللهِ إنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ ". فقال: نعم لا أرى شرطا، فأسلم.. [/font]
[font="] و قوله سبحانه تقدّست أسماؤه: " قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا "، أمر رسول الله صلى الله عليه و سلّم أن يُبلّغهم عن الله تعالى، و لم ينادهم الله لعدم أهليتهم لذلك، بسبب تلوّث أنفسهم بأوضار الشرك و المعاصي.. " قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا على أنفسهم"، بكثرة ما أفرغوا عليها من أوساخ الجرائم و الموبقات.. " لاَ تَقْنَطُوا "، أي لا تيأسوا من رحمة الله إن أنتم تبتم، فإنّه سبحانه " يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا "، لا يعجزه ذنب من الذنوب مهما كان كبيرا، كالشرك و القتل و الزنا.. إنّه هو تبارك و عظم سلطانه الغفور لعباده التّائبين إليه الرّحيم بهم فلا يُقنطهم و لا يُيِئسهم من رحمته..[/font]
[font="] و قوله تبارك و تعالى: " وَ أَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا "، هذا من جملة ما أمر الحقّ سبحانه رسوله أن يبلّغه لأولئك السّائلين، الذين يريدون أن يرجعوا إلى ربّهم بالإيمان و التّوحيد، و أن يسلموا لله وجوههم و قلوبهم و أرواحهم و ليعجلوا قبل أن تمضي فيهم كلمة العذاب، ثمّ لا يجدون من يغيثهم و يجيرهم و ينصرهم.. [/font]
[font="] و عن ابن عمر أنّه قال: لمّا اجتمعنا إلى الهجرة انبعثت أنا و عياش بن أبي ربيعة و هشام بن العاص بن وائل، فقلنا: الميعاد بيننا المناصف ميقات بني غفار، فمن حبس منكم لراياتها فقد حبس، فليمض صاحبه. فأصبحت عندها أنا و عياش و حبس عنّا هشام، و فتن و افتتن، فقدمنا المدينة. فكنّا نقول: ما الله بقابل من هؤلاء توبة، قوم عرفوا الله و رسوله، ثمّ رجعوا عن ذلك لبلاءٍ أصابهم من الدّنيا. فأنزل الحقّ تبارك و تعالى: " يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا " إلى قوله سبحانه: " أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوَى لِلْمُتَكَبِّرِينَ "، قال ابن عمر رضي الله عنهما: فكتبتها بيدي، ثمّ بعثت بها، فقال هشام: فلمّا قَدِمَتْ عليّ خرجت بها إلى ذي طوى، فقلت: اللّهمّ فهمنيها، فعرفت أنّها أُنْزِلت فينا، فرجعت فجلست على بعيري، فلحقت رسول الله صلى الله عليه و سلّم. و معنى فجلست على بعيري، ركبت و أخذت الطّريق إلى المدينة المنوّرة..[/font]

[font="][/font]
[font="]
[/font]
[font="] و الله أعلم[/font]

[font="][/font]

[font="][/font]
[font="] لم يعد لنا مزيد و غدا إن شاء الله هناك جديد[/font]
[font="][/font]

[font="][/font]
[font="] الشيخ محمّد الشّاذلي شلبي[/font]
[font="] الإمام الخطيب
[/font]
المشاهدات 2383 | التعليقات 0