آفة التدخين
طلال شنيف الصبحي
1442/10/22 - 2021/06/03 21:13PM
التدخين 23 / 10 / 1442
(منتقاة من عدة خطب بتصرف)
الحَمْدُ لِلَّهِ سَابِـغِ النِّعَمِ وَالْآلَاءِ وَالْخَيْرَاتِ؛ الَّذِي أَحَلَّ الطَّيِّبَاتِ وَحَرَّمَ الْخَبَائِثَ وَالْمُنْكَرَاتِ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، تَنَزَّهُ سُبْحَانَهُ فِي الْأَفْعَالِ وَالْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمُؤَيَّدُ بِالدَّلَائِلِ وَالْمُعْجِزَاتِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ مَا دَامَتِ الْأَرْضُ وَالسَّمَوَاتُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأَوْصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتقوى اللهِ؛ ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُون) عِبَادَ اللهِ: إِنَّهُ ما مِن شيءٍ يَنفعُكُم إلاَّ أبَاحَهُ اللهُ لَكُم فضلاً مِنْهُ وإحْسَاناً، وما مِن شيءٍ يضرُّكم إلاَّ حرَّمَهُ عليكُم رَحمةً منه وامتِنَاناً، قال تعالى (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ) فكَما أنَّ للهِ النِّعمةُ عليكُم، - بِمَا أبَاحَهُ لَكُم مِن الطَّيبَاتِ، فلَهُ النِّعمَةَ أيضَاً، بِمَا حَرَّمهُ عليكُم من الخَبَائِثِ والمُضِراتِ. عباد الله: مما هو معلوم ضرره، ومجمع على تصنيفه في زمرة الخبائث، تفشى في مجتمعات المسلمين، حتى استمرأ الناس مرارته، واستعرف الخلق نكارته، فلا تجد بيتا إلا ما ندر ممن رحم رب البشر، يخلوا من رائحته الكريهة، ولا تجد بقالة ولا تموينات، إلا وهو يتصدر رفوفها، ولا تمر في طريق إلا وترى أعقابه يمنة ويسره، إنه الدخان ياعباد الله، إنه العادة المدمرة، والآفة المشمرة، إنه الآفة التي بدأ العالم جميعا بمحاربته، أظهرت دراسة سعودية لأمين عام جمعيات مكافحة التدخين بالمملكة وجود 6 ملايين مدخن في المملكة، بمعدل 35% من البالغين، وأكثر من 40% من المراهقين، بينما تراوحت مع الأسف الشديد نسبة المدخنات بين 6 و10% من النساء في المملكة.
وأشارت الدراسة إلى أن 34% من الطلاب و11% من الطالبات في المرحلتين المتوسطة والثانوية هم من المدخنين، بينما لا يُعرف عدد المدخنين في المرحلة الجامعية. وقدم أمين عام الجمعية عرضاً عن أضرار التدخين بيّن فيه ان التدخين سبب في:
78 %من حالات اصابة جلطة القلب. 70% من حالات اصابة الذبحة الصدرية. 68%من حالات اصابة سرطان الرئة. 60% من حالات اصابة سرطان الفم وأن آخر إحصائية للمدخنين على مستوى العالم تجاوزت ملياراً و200 مليون مدخن، 84 % منهم في الدول النامية أي الفقيرة، وأعظم الناس تضررا من وباء كورونا هم المدخنين، وأضاف أن الدخان يقتل سنوياً 5 ملايين شخصا بمعدل شخص واحد كل 9 ثوانٍ، شيء مذهل، ومنذر جلل، وكارثة عظيمة، فكم تَعَالَتِ الأصوَاتُ في إِنكَارِ شُربِ الدُّخَانِ، وكم صَدَرَتْ التَّحذِيراتُ الطِّبِيةُ عن إضرارِه وأضرَارِهِ، وكم صَدَرَ من الفَتاوى الشَّرعِيَّةِ بِتَحرِيمِهِ، وكمْ أُلِّفَ من الكُتُبِ والرَّسَائِلِ بِبيانِ مخاطره وكثرة مَفَاسِدِهِ،
أيها الأباء ويا أيها الإخوة العقلاء: إنَّ هُناكَ أُناساً يتأسونَ بكم، وشباباً يَقتدونَ بتصرفاتكم، فاتقوا الله فيهم، حتى الأطفالَ الصغارُ، يتلقفونَ أعقابَ ما يرمى من السَجائرِ، ظنا منهم، أنها رمز للرجولة، ومؤشر للنضج، يفعلون كما أنت تفعل، ثمَّ يَألَفَونَ شُربَها .. وَيقَعَونَ في فَخِّهَا .. وبعد ذلك، ينْضَمَّونَ إلى صُفُوفِ المُدَخِنِينَ، فتنهَدِمُ أجِسامُهُم، وتفَسُدُ أخَلاقُهم، ولربما سلكوا سبلا معوجة، ليحصلوا على هذا الأذى، ولربما كان هذا الأذى، وهذا الدخان، هو البوابة الأولى لعالم المخدرات، فاتقوا الله، واستتروا حتى يعصمَكم الله، وقد قالَ النبي صلى الله عليه وسلم {كلُّ أمتي معافى إلا المجاهرينَ} أقول قولي هذا
الخطبة الثانية
عباد الله: إنَّ المسلمَ الحصيفَ، ليتألَّمُ أشدَّ الألمِ من حالِ المسلمينَ، وإني لأعلَمُ أنَّ المسلمَ المبتلى بالتدخينِ، غيرُ راضٍ عِنْ نفسِهِ، ومتأففٌ غايةَ التأفُفِ من وضعِهِ، فهو في حرجٍ مِنْ شربه، لكنَّ هذهِ العادةَ السيئةَ، صارتْ كالنَّفَسِ الذي يسلُكُ رئتَيْه، وهو في قرارة نفسه يتمنى اليوم الذي يأتي ويتخلص فيه من آفة التدخين.
فيا أيها الأحبةُ في الله، يامن بليتم بهذه الآفة: اليومُ يوُمُ الجمعةِ، وفي آخرِ اليومِ ساعةٌ من أوقاتِ استجابةِ الدعوةِ، فاصْدُقِ العزيمةَ من هذا المكانِ، واسألَ اللهَ في هذه الساعةِ، أن يعْصِمَكَ الله من التدخينِ،
فالإِقْلاعُ عَنِ التدخين، لَيْسَ بَأَمْرٍ مُسْتَحِيْل، إِنَّمَا يَحْتَاجُ إلى قُوَّةِ عَزِيْمَة، وقَرَارٍ شُجَاع، واسْتِعَانةٍ بِالله، وتَضَرُّعٍ بَيْنَ يَديه، وَمَنْ صَدَقَ مَعَ الله؛ أَعَانَهُ الله ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾.
وَلَذَّةُ الانْتِصَارِ على النَّفْسِ والهَوَى؛ أَعْظَمُ مِنْ لَذَّةٍ الاستمرار على الخطأ! يقولُ ابْنُ القَيِّم: (إِنَّمَا يَجِدُ الْمَشَقَّة فِي تَرْكِ المألوفاتِ والعوائِد: مَنْ تَرَكَهَا لغيرِ الله، فَأَمَّا مَنْ تَرَكَهَا صَادِقًا مُخْلِصِاً مِنْ قَلْبِهِ لله؛ فَإِنَّهُ لا يَجِدُ فِي تَرْكِهَا مَشَقَّةً إِلَّا فِي أَوَّلِ وَهْلَة؛ ليُمْتَحَنْ أَصَادِقٌ هُوَ فِي تَرْكِهَا أَمْ كَاذِب؛ فَإِنْ صَبَرَ على تِلْكَ الْمَشَقَّة قَلِيلًا؛ اسْتَحَالَتْ لَذَّة!).
فَعَلَى الْعُقَلَاءِ أَنْ يُقْلِعُوا عَنْهُ صَادِقِينَ، وَأَنْ يَسْتَعِينُوا بِاللهِ تَعَالَى ثُمَّ بِالْإِرَادَةِ الْقَوِيَّةِ وَالْعَزِيمَةِ الْفَتِيَّةِ وَالصَّبْرِ وَالْيَقِينِ؛ لِلتَّخَلُّصِ مِنْ هَذِهِ الْآفَةِ الْخَطِيرَةِ، وقد أقامت حكومة بلادنا المباركة المراكز المتخصصة المجانية للمساعدة على الإقلاع والعلاج من هذه الآفة، ومن هذه المراكز الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات (كفى)، فعلى كل من ابتلي بآفة التدخين أن يتوجه إليها وسيجد ما يعينه على تركها والتخلص منها بإذن الله تعالى.
هذا وصلوا وسلموا
أَمَّا بَعْدُ: فَأَوْصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتقوى اللهِ؛ ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُون) عِبَادَ اللهِ: إِنَّهُ ما مِن شيءٍ يَنفعُكُم إلاَّ أبَاحَهُ اللهُ لَكُم فضلاً مِنْهُ وإحْسَاناً، وما مِن شيءٍ يضرُّكم إلاَّ حرَّمَهُ عليكُم رَحمةً منه وامتِنَاناً، قال تعالى (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ) فكَما أنَّ للهِ النِّعمةُ عليكُم، - بِمَا أبَاحَهُ لَكُم مِن الطَّيبَاتِ، فلَهُ النِّعمَةَ أيضَاً، بِمَا حَرَّمهُ عليكُم من الخَبَائِثِ والمُضِراتِ. عباد الله: مما هو معلوم ضرره، ومجمع على تصنيفه في زمرة الخبائث، تفشى في مجتمعات المسلمين، حتى استمرأ الناس مرارته، واستعرف الخلق نكارته، فلا تجد بيتا إلا ما ندر ممن رحم رب البشر، يخلوا من رائحته الكريهة، ولا تجد بقالة ولا تموينات، إلا وهو يتصدر رفوفها، ولا تمر في طريق إلا وترى أعقابه يمنة ويسره، إنه الدخان ياعباد الله، إنه العادة المدمرة، والآفة المشمرة، إنه الآفة التي بدأ العالم جميعا بمحاربته، أظهرت دراسة سعودية لأمين عام جمعيات مكافحة التدخين بالمملكة وجود 6 ملايين مدخن في المملكة، بمعدل 35% من البالغين، وأكثر من 40% من المراهقين، بينما تراوحت مع الأسف الشديد نسبة المدخنات بين 6 و10% من النساء في المملكة.
وأشارت الدراسة إلى أن 34% من الطلاب و11% من الطالبات في المرحلتين المتوسطة والثانوية هم من المدخنين، بينما لا يُعرف عدد المدخنين في المرحلة الجامعية. وقدم أمين عام الجمعية عرضاً عن أضرار التدخين بيّن فيه ان التدخين سبب في:
78 %من حالات اصابة جلطة القلب. 70% من حالات اصابة الذبحة الصدرية. 68%من حالات اصابة سرطان الرئة. 60% من حالات اصابة سرطان الفم وأن آخر إحصائية للمدخنين على مستوى العالم تجاوزت ملياراً و200 مليون مدخن، 84 % منهم في الدول النامية أي الفقيرة، وأعظم الناس تضررا من وباء كورونا هم المدخنين، وأضاف أن الدخان يقتل سنوياً 5 ملايين شخصا بمعدل شخص واحد كل 9 ثوانٍ، شيء مذهل، ومنذر جلل، وكارثة عظيمة، فكم تَعَالَتِ الأصوَاتُ في إِنكَارِ شُربِ الدُّخَانِ، وكم صَدَرَتْ التَّحذِيراتُ الطِّبِيةُ عن إضرارِه وأضرَارِهِ، وكم صَدَرَ من الفَتاوى الشَّرعِيَّةِ بِتَحرِيمِهِ، وكمْ أُلِّفَ من الكُتُبِ والرَّسَائِلِ بِبيانِ مخاطره وكثرة مَفَاسِدِهِ،
أيها الأباء ويا أيها الإخوة العقلاء: إنَّ هُناكَ أُناساً يتأسونَ بكم، وشباباً يَقتدونَ بتصرفاتكم، فاتقوا الله فيهم، حتى الأطفالَ الصغارُ، يتلقفونَ أعقابَ ما يرمى من السَجائرِ، ظنا منهم، أنها رمز للرجولة، ومؤشر للنضج، يفعلون كما أنت تفعل، ثمَّ يَألَفَونَ شُربَها .. وَيقَعَونَ في فَخِّهَا .. وبعد ذلك، ينْضَمَّونَ إلى صُفُوفِ المُدَخِنِينَ، فتنهَدِمُ أجِسامُهُم، وتفَسُدُ أخَلاقُهم، ولربما سلكوا سبلا معوجة، ليحصلوا على هذا الأذى، ولربما كان هذا الأذى، وهذا الدخان، هو البوابة الأولى لعالم المخدرات، فاتقوا الله، واستتروا حتى يعصمَكم الله، وقد قالَ النبي صلى الله عليه وسلم {كلُّ أمتي معافى إلا المجاهرينَ} أقول قولي هذا
الخطبة الثانية
عباد الله: إنَّ المسلمَ الحصيفَ، ليتألَّمُ أشدَّ الألمِ من حالِ المسلمينَ، وإني لأعلَمُ أنَّ المسلمَ المبتلى بالتدخينِ، غيرُ راضٍ عِنْ نفسِهِ، ومتأففٌ غايةَ التأفُفِ من وضعِهِ، فهو في حرجٍ مِنْ شربه، لكنَّ هذهِ العادةَ السيئةَ، صارتْ كالنَّفَسِ الذي يسلُكُ رئتَيْه، وهو في قرارة نفسه يتمنى اليوم الذي يأتي ويتخلص فيه من آفة التدخين.
فيا أيها الأحبةُ في الله، يامن بليتم بهذه الآفة: اليومُ يوُمُ الجمعةِ، وفي آخرِ اليومِ ساعةٌ من أوقاتِ استجابةِ الدعوةِ، فاصْدُقِ العزيمةَ من هذا المكانِ، واسألَ اللهَ في هذه الساعةِ، أن يعْصِمَكَ الله من التدخينِ،
فالإِقْلاعُ عَنِ التدخين، لَيْسَ بَأَمْرٍ مُسْتَحِيْل، إِنَّمَا يَحْتَاجُ إلى قُوَّةِ عَزِيْمَة، وقَرَارٍ شُجَاع، واسْتِعَانةٍ بِالله، وتَضَرُّعٍ بَيْنَ يَديه، وَمَنْ صَدَقَ مَعَ الله؛ أَعَانَهُ الله ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾.
وَلَذَّةُ الانْتِصَارِ على النَّفْسِ والهَوَى؛ أَعْظَمُ مِنْ لَذَّةٍ الاستمرار على الخطأ! يقولُ ابْنُ القَيِّم: (إِنَّمَا يَجِدُ الْمَشَقَّة فِي تَرْكِ المألوفاتِ والعوائِد: مَنْ تَرَكَهَا لغيرِ الله، فَأَمَّا مَنْ تَرَكَهَا صَادِقًا مُخْلِصِاً مِنْ قَلْبِهِ لله؛ فَإِنَّهُ لا يَجِدُ فِي تَرْكِهَا مَشَقَّةً إِلَّا فِي أَوَّلِ وَهْلَة؛ ليُمْتَحَنْ أَصَادِقٌ هُوَ فِي تَرْكِهَا أَمْ كَاذِب؛ فَإِنْ صَبَرَ على تِلْكَ الْمَشَقَّة قَلِيلًا؛ اسْتَحَالَتْ لَذَّة!).
فَعَلَى الْعُقَلَاءِ أَنْ يُقْلِعُوا عَنْهُ صَادِقِينَ، وَأَنْ يَسْتَعِينُوا بِاللهِ تَعَالَى ثُمَّ بِالْإِرَادَةِ الْقَوِيَّةِ وَالْعَزِيمَةِ الْفَتِيَّةِ وَالصَّبْرِ وَالْيَقِينِ؛ لِلتَّخَلُّصِ مِنْ هَذِهِ الْآفَةِ الْخَطِيرَةِ، وقد أقامت حكومة بلادنا المباركة المراكز المتخصصة المجانية للمساعدة على الإقلاع والعلاج من هذه الآفة، ومن هذه المراكز الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات (كفى)، فعلى كل من ابتلي بآفة التدخين أن يتوجه إليها وسيجد ما يعينه على تركها والتخلص منها بإذن الله تعالى.
هذا وصلوا وسلموا