آخرُ الزمانِ بينَ التبشيرِ والتخيبِ
عنان عنان
1436/06/05 - 2015/03/25 13:09PM
معاشِرَ المؤمنينَ، من مساوئِ آخرِ الزمانِ، موتُ الصلاةِ عندَ النَّاسِ، والإنغماسُ في الدنيا، وتركُ الأخرةِ، يقولُ اللهُ-تبارك وتعالى-: " يايها الذين آمنوا لا تلهكم أموالُكم ولا أولادُكم عن ذِكرِ اللهِ ومن يفعلْ ذلكَ فأولئكَ همُ الخاسرونَ ". تأملتُ في هذه الأيةِ، وفي واقعِ النَّاسِ اليومِ، فقلتُ: إذا كانَ اللهُ يقولُ: " لا تلهكم أموالُكم ولا أولادُكم عن ذِكر اللهِ " فكيفَ بالذين الهتهُم أموالُهم وتجارتُهم وشرِكاتُهم وإستثمارتُهم عن الصلاةِ والعباداتِ؟ أنظرْ إلى حالِ النَّاسِ عندما يقولُ المؤذنُ: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، تراهم في الطُرقاتِ والمجعاتِ والأسواقِ يغدونَ ويرحونَ، كأنَّ الأمرَ لا يعنيهم، هناكَ طائفةٌ من النَّاسِ تراهم في وقتِ صلاةِ الجمُعةِ، يغدونَ ويرحونَ ويلعبونَ ويبيعونَ ويُتاجرونَ، واللهُ-عزَّ وجلَّ- يقولُ لهم: " وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضُّوا إليها وتركوكَ قائماً قلْ ما عندَ اللهِ خيرٌ من اللهوِ ومن التجارةِ واللهُ خيرُ الرَّازقينَ ". أي ما عندَ اللهِ خيرٌ من اللهوِ ومن التجارةِ، لأنَّك إذا صليتَ وقرءاتَ بعدَ الصلاةِ أيةَ الكرسيِ، لم يمنعْكَ من دخولِ الجنَّةِ إلَّا الموتُ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " من قرأَ أيةَ الكُرسي دُبُرَ كُلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ، لمْ يمنعْهُ من دخولِ الجنَّةِ إلَّا الموتُ " [صححه ابنُ حبانَ والمنذري]. قالَ لي أحدُهم: " كانَ هناكَ مهرجانُ غِناءٍ مليئٌ بالنَّاسِ، وبجانبِ هذا المهرجانِ مسجدٌ، فدخلنا المسجدَ فوجدنا الإمامَ يُصلي لوحدِه " فلا إله إلا اللهُ، حربٌ على اللهِ ورسولِهِ.
ومن مساوئِ آخرِ الزمانِ، انتشارُ مواقعِ التواصلِ الإجتماعي في بيوتِ المسلمينَ، وعندما فشتْ مواقعُ التواصلِ الأجتماعي عندَ النَّاسِ، أفسدتْ كثيراً منَ الشبابِ والبناتِ الصالحينَ، ودمرتْ رجالاً ونِساءً متزوجينَ، قالتْ لي أحدُهم: " دخلتُ بيتَ جارتي، فوجدتُها على الهاتفِ، وزوجَها على الهاتفِ، وأبنائَها على الهاتفِ، وبناتِها على الهاتفِ، كُلٌّ منهم في زوايةٍ، فقلتُ لهم: السلامُ عليكم نلتقي في يومٍ آخرَ، فهذه المواقعُ أهدمت أُسراً وفرَّقتها عن بعضِها البعضِ، وعندما فشتْ مواقعُ التواصلِ، لمْ يعدْ للبيوتِ أسرارٌ، وعندما فشتْ مواقعُ التواصلِ الإجتماعي، أورثتْ للشبابِ والبناتِ ذنوباً في الخلواتِ، وذنوبُ الخلواتِ من أعظمِ أسبابِ الإنتكاساتِ، قالَ ابنُ القيمِ-رحمه الله-: " ذنوبُ الخلواتِ أعظمُ أسبابِ الإنتكاساتِ ". وذنوبُ الخلواتِ، محبطةٌ للأعمالِ، ولو صليتَ، ولوْ صُمتَ، ولوْ صليتَ قيامَ الليلِ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " ليأتينَّ من أُمتي أقوامٌ يومَ القيامةِ، بحسناتٍ أمثالِ جبالِ تِهامةَ بيضاءَ، فيجعلُها اللهُ هباءً منثوراً، فخافوا الصحابةُ-رضي الله عنهم- طارتْ أفئدتُهم وجلتْ قلوبُهم، قالوا: صفهم لنا؟ جلِّهم لنا يا رسول اللهِ؟ الأ نكونَ ونحنُ لا نعلمُ قالَ: " هم منكم ومن أمتكم ويأخذون بالليلِ كما تأخذونَ، ولكنَّهم قومٌ إذا خلوا بمحارمِ اللهِ انتهكوها " [رواه ابنُ ماجه وأحمد]. أنظروا إلى بيوتِ المُسلمينَ، سترونَ أنَّ القنواتِ الفضائيةِ عششتْ بها، وخلا منها ذِكرُ اللهِ، وقراءةُ القرءانِ، والصلاةُ، ورسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-يقول: " لا تجعلوا بيوتَكم مقابرَ، فإنَّ الشيطانَ يفرُّ من البيتِ الذي تُقرأُ فيهِ سورةُ البقرةِ ". وقال-صلى الله عليه وسلم-: " صلوا في بيوتِكم-أي صلاةَ السنُةِ-ولا تجعلوها قُبوراً ". إذا خلت البيوتُ من ذِكرِ اللهِ، عششتْ فيها الشياطينُ، وهربتْ منها الملائكةُ، وضاقَتْ على أهلهِا، وقلتْ بركتُها.
ومن مساوئِ آخرِ الزمانِ، حُبُّ الدنيا، وكراهيةُ الموتِ، وهذا ما يُسببُ ضِعفَ الأمةِ، والتخلُّفَ عن الجهادِ في سبيلِ اللهِ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " يُوشِكُ أن تداعى عليكمُ الأممُ من كُلِّ أُفُقٍ، كما تتداعى الأكلةُ على قصعتِها، قالوا: من قلةٍ بنا يومئذٍ؟ قالَ: لا بلْ أنتمْ يومئذٍ كثيرٌ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغثاءِ السيلِ، ينزَعُ اللهُ المهابةَ من قلوبِ عدوِّكم، ويجعلُ في قلوبِكمُ الوَهَنَ، قيلَ: وما الوَهَنُ؟ قالَ: حُبُّ الدنيا وكراهيةُ الموتِ " [رواه أبو داواد].
نادى سُليمانُ ابنُ عبدِ الملكِ وهو أحدُ الخلفاءِ الأموينَ أبا حازمٍ الأعرجِ، فقالَ له: " يا أبا حازمٍ يرحمُك اللهُ مالنا نُحبُّ الدنيا ونكرهُ الموتَ؟ فقالَ له أبو حازمٍ؟ لأنَّكم عمَّرتمُ الدنيا وخرَّبتمُ الأخرةَ، فكرهتم أن تنتقلوا من دارِ عِمرانٍ إلى دارِ خرابٍ، فقالَ لهُ: أينَ مصيرُنا يومَ القيامةِ؟ فقالَ: التمسْ ذاكَ في كتابِ اللهِ، فقالَ: وأينَ ذاكَ؟ قالَ: يقولُ اللهُ-تعالى-: " إنَّ الأبرارَ لفي نعيمٍ، وإنَّ الفجارَ لفي جحيمٍ، إنْ كنتَ باراً فاعلم أنكَ في نعيمٍ، وإنْ كنتَ من أهلِ الفجورِ، فاعلم أنكَ في جحيمٍ، فقالَ: وأينَ رحمةُ اللهِ؟ قالَ: إنَّ رحمةَ اللهِ قريبٌ من المحسنينَ، فقالَ: وكيفَ القدومُ غداً على اللهِ، قالَ: أمَّا المُحسِنُ فالكغائبِ يرجِعُ إلى أهلهِ، تأملْ إنساناً غابَ عن أهلِه عِشرينَ سنةً كيفَ يستقبلُهُ أهلُهُ؟ وأمَّا المُسيءُ كالعبدِ الأبقِ يرجِعُ إلى سيدهِ، أيْ العبدِ الذي فرَّ من سيده.
ومن مساوئِ آخرِ الزمانِ، أن ترى داعياً أو خطيباً يأمرُ النَّاسَ بالبرِّ والخيرِ والمعروفِ، وينسى نفسَهُ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " رأيتُ ليلةَ أُسريَ بي رجالاً تُقرضُ شفاهُهم بمقاريضَ من نارٍ، فقلتُ من هؤلاءِ يا جبريلُ؟ قال: هؤلاءِ خُطباءُ أمتكَ، يأمرونَ النَّاسَ بالبرِّ وينسوْنَ أنفسَهم، وهم يتلونَ الكتابَ أفلا يعقلون! " [رواه أحمد].
ومن مساوئِ آخرِ الزمانِ، غِلاءُ المهورِ وتعسيرُ الزواجِ، فمن أينَ يأتي الشبابُ بمهرٍ طائلٍ في ظلِّ هذهِ الظروفِ الصعبةِ التي نعيشُ بها، وهذا مما يؤدي إلى الفتنةِ والفسادِ في المجتمعِ، وكثرةِ الزنا، والعيشِ بكَمدٍ وحُزنٍ، جعلَ اللهُ غريزةً في الرجلِ والمرأةِ، فطرةُ الرجلِ تسدُّها المرأةُ، وفطرةُ المرأةِ يسدُّها الرجلُ، إن لمْ تُسدْ هذه الغريزةُ بما شرعَ اللهُ، سيلجاُ ضِعافُ الإيمانِ إلى سدِّها بالحرامِ، رُويَ أنَّ اللهَ-عزَّ وجلَّ-" لما خلقَ سيدَنا أدمَ وأدخله الجنَّةَ، بقيَ سيدُنا أدمُ كمداً كيئيباً، وتأملْ معي فهيَ جنةٌ فيها ما تشتهي نفسُه وتلذُّ عينُه، ولكنْ لا يُوجدُ فيها نِساءٌ، فخلقَ اللهُ-عزَّ وجلَّ- حواءَ وأدخلها معهُ في الجنَّةِ، فئتنسَ بها سيدُنا أدمُ، فآنستُه وأمتعتُه ".
ومن مساوئِ آخرِ الزمانِ، أن يذهبَ الصالحونَ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " يذهبُ الصالحونَ الأوَّلُ فالأوَّلُ، ويبقى حُفالةٌ كحفالةِ الشعيرِ أو التمرِ، لا يُباليهم اللهُ بالةً-أي لا يعبأُ بهم-" [رواه البخاري]. أي يفسقونَ ويفجرونَ ولا يعرفون صلاةً ولا صياماً ولا زكاةً، يعيشون من أجلِ شهواتِ الفروجِ والبطونِ، كالأنعامِ بلْ هم أضلُ، لأنَّ الأنعامَ تذكرُ اللهَ وتسبحه وتمجده، " وإن من شيءٍ إلَّا يُسبحُ بحمدِه ولكنْ لا تفقهونَ تسبيحَهم ". ومع ذلك لا يعبأ الله بهم أي يرزقُهم ويُطعمُهم ويوسعُ الدنيا عليهم، ومن مساوئِ أخرِ الزمانِ، أنْ يقلَّ الخيرُ عندَ النَّاسِ، قالَ رسولُ الله-صلى الله عليه وسلم-: لا تقومُ الساعةُ إلَّا على شِرارِ الخلقِ " [رواه البخاري]. فالدنيا صارتْ غابةً، يأكلُ القويُّ الضعيفَ، وأصبحتِ النَّاسُ تعيشُ أجساداً بلا أرواحٍ، قالَ سُفيانُ الثوريُّ-رحمه الله-: " سيأتي على النَّاسِ زمانٌ تموتُ فيهِ القلوبُ، وتحيى به الأبدانُ ".
ومن مساوئِ آخرِ الزمانِ، أنْ يُرفعَ العلمُ، ويفشوَ الجهلُ، وينتشرَ الزنا، ويُستحلَّ الغِناءُ،ويَكثُرَ شربُ الخمرِ، وينتشرَ الربا والرُشا، ويقلَّ الرجالُ، وتكثرَ النساءُ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " إنَّ من أشراطِ الساعةِ، أنْ يُرفعَ العلمُ، ويَكثرَ الجهلُ، ويكثرَ الزنا، ويَكثُرَ شربُ الخمرِ، ويقلَّ الرجالُ، وتكثُرَ النساءُ حتى يكونَ لِخمسينَ امرأةً قيَّمٌ واحدٌ " [متفق عليه]. ومن مساوئِ آخرِ الزمانِ، أن ينتشرَ الزنا في الشوارعِ وهذا حدثَ في بلدِنا والانَ يزدادُ بكثرةٍ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: لا تفنى هذه الأمةُ، حتى يقومَ الرجلُ على المرأةِ فيفترشُها في الطريقِ، فيكونُ خيارُهم يومئذٍ من يقولُ: لو واريتَها وراءَ هذا الحائطِ " [صححه الألباني-رحمه الله-] ومن مساوئِ آخرِ الزمانِ، موتُ العلماءِ والتماسُ العلمِ عندَ الأصاغرِ والجُهَّالِ، ولقدْ رأيتموهم في هذا الزمنِ، دعاةُ فتنةٍ على منابرِ الإفتاءِ، فيفتونَ بفتوى ما أنزلَ اللهُ بها من سُلطانٍ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " إنَّ اللهَ لا يَقبِضُ العلمَ إنتزاعاً ينتزعُه من النَّاسِ، ولكنْ يُقبضُ العلمُ بقبضِ العلماءِ، حتى إذا لم يترُكْ عالماً، اتخذَ النَّاسُ رؤوساً جُهَّالاً فسُئلوا فأفتوا بغيرٍ علمٍ، فضلوا وأضلوا " [رواه مسلم].
ومن مساوئِ آخرِ الزمانِ، إنتشارُ الحسدِ، فأصبحتِ النَّاسُ تنظرُ إلى بينَ أيدي الأخرينَ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " لا يزالُ النَّاسُ بخيرٍ، ما لمْ يتحاسدوا " [رواه الطبراني]. وأصبحت لا تُحبُّ الخيرَ إلَّا لنفسِها إلَّا ما رحمَ اللهُ ورسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم- يقولُ: " لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيهِ ما يُحبُّ لنفسِه " [متفقٌ عليه]. قالَ حاتمُ الاصمُ-رحمه الله- تأملتُ في قولِه تعالى " نحنُ قسمنا بينهم معيشتَهم في الحياةِ الدنيا " فما حسدتُ أحداً بعدها ".
" الخُطبةُ الثانية "
معاشرَ المؤمنين، كما هناكَ مساوئُ في آخرِ الزمانِ، ولكنْ يُوجدُ مُبشِراتٌ في آخرِ الزمانِ، ومن مبشراتِ آخرِ الزمانِ نصرُ الدينِ وإنتشارُه في جميعِ البلادِ رغمَ أُنوفُ الكافرينَ والمنافقينَ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " ليبلُغنَّ هذا الأمرُ ما بلغَ الليلُ والنَّهارُ، ولا يَترِكُ اللهُ بيتَ مدرٍ ولا وبرٍ إلَّا وأدخلهُ اللهُ هذا الدينَ، بعزِّ عزيزٍ، أو بذلِّ ذليلٍ، عِزَّاً يُعزُّ اللهُ به الإسلامَ، وذلاً يُذِّلُ اللهُ به الكُفرَ " [صححه الألباني].
ومن مبشراتِ آخرِ الزمانِ، انتصارُ المسلمينَ في الملحمةِ الكبرى التي تكونُ بينَ المسلمينَ والرومِ في الشامِ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " لا تقومُ الساعةُ حتى ينزلَ الرومُ بالأعماقِ أو بدابقٍ-موضعانِ قريبانِ من حلبٍ-فيصطفون، فيقولُ الرومُ: خلُّوا بيننا وبينَ الذينَ سُبوا منَّا-أي الذين أسلموا منَّا- فيقولُ المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبينَ إخواننا، فيقتتلونَ، فينهزمٌ ثُلُثٌ لا يتوبُ اللهُ عليهم-لأنَّهم يفروا من المعركةِ ومنهم ينضَمُ إلى صفوفِ الرومِ من هول المعركةِ والفتنةِ- ويقتتلُ ثُلُثٌ هم أفضلُ الشُهداءِ عندَ اللهِ، وثُلُثُ لا يُفتنونَ أبداً " [رواه الحاكم].
ومن مبشراتِ آخرِ الزمانِ، أنَّ الرومَ الذين يعيشون الانَ في أوربا يسلمونَ في آخرِ الزمانِ بكثرةٍ، عن المُستوردِ القُرشي عن عمرِو بنِ العاصِ قال: قالَ سمعتُ رسولَ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " تقومُ الساعةُ والرومُ أكثرُ النَّاسِ، فقالَ له عمرُو بنُ العاصِ: أبصرْ ما تقولُ، قالَ: أقولُ: ما سمعتُ من رسولِ اللهِ، قالَ لئنْ قلتَ ذلكَ لفيهم خِصالاً أربعاً، إنَّهم لأحلمُ النَّاسِ عندَ فتنةٍ، وأسرعُهم إفاقةً بعدَ مُصيبةٍ، وأوشكُهم كرةً بعدَ فرَّةٍ، وخيرُهم ليتيمٍ ومسكينٍ وضعيفٍ، وخامسةٌ حسنةٌ جميلةٌ، وأمنعُهم من ظلمِ الملوكِ " [رواه مسلم]. استنبطَ العلماءُ من هذا الحديثِ، أنَّ الرومَ يُسلمونَ في آخرِ الزمانِ.
ومن مُبشراتِ آخرِ الزمانِ، خِلافةٌ تكونُ على منهاجِ النُّبوةِ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " تكونُ النبوةُ فيكم ما شاءَ اللهُ أن تكونَ، ثُمَّ يرفعُها اللهُ ما شاءَ أن يرفعَها، ثُمَّ تكونُ خِلافةً على منهاجِ النُّبوةِ، ثُمَّ يرفعُها ما شاءَ أن يرفعَها، ثُمَّ تكونُ مُلكاً عاضاً،ما شاءَ اللهُ أن تكونَ، ثُمَّ يرفعُها إذا شاءَ أن يرفعَها، ثُمَّ تكونُ مُلكاً جِبرياً، ما شاءَ اللهُ أن تكونَ، ثُمَّ يرفعُها إذا شاءَ أن يرفعَها، ثُمَّ تكونُ على منهاجِ النُّبوةِ ثُمَّ سكتَ " [صحيح].
ومن مُبشراتِ آخرِ الزمانِ، إنتصارُ المسلمينَ على اليهودِ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " لا تقومُ الساعةُ حتى يُقاتِلَ المسلمونَ اليهودَ، فيقتلُهم المسلمونَ، حتى يختبئَ اليهوديُّ من وراءِ الحجرِ والشجرِ، فيقولُ الحجرُ والشجرُ: يا مسلمُ يا عبدَ اللهِ، هذا يهوديٌّ خلفي تعالَ فاقتلْهُ، إلَّا الغرقدُ فإنَّه من شجرِ اليهودِ " [رواه مسلم].
ومن مبشراتِ آخرِ الزمانِ، أن يعمَّ الخيرُ والبركاتُ، ويعيشَ النَّاسُ برغدٍ ومتاعٍ، قلوبُهم صافيةٌ لا تباغضَ ولا تحاسدَ ولا تشاحنَ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " طوبى لعيشٍ بعدَ المسيحِ، طوبى لعيشٍ بعدَ المسيحِ، يُؤذَنُ للسماءِ في القطرِ، ويُؤذَنُ للأرضِ في النباتِ، ولوْ بذرتَ حبَّكَ على الصَّفا لَنبتَ، فلا تشَاحٍ ولا تحاسدٌ ولا تباغُضٌ " [صححه الألباني].
وصلِّ اللهمَّ وباركْ على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وأصحابِه وسلِّم.
ومن مساوئِ آخرِ الزمانِ، انتشارُ مواقعِ التواصلِ الإجتماعي في بيوتِ المسلمينَ، وعندما فشتْ مواقعُ التواصلِ الأجتماعي عندَ النَّاسِ، أفسدتْ كثيراً منَ الشبابِ والبناتِ الصالحينَ، ودمرتْ رجالاً ونِساءً متزوجينَ، قالتْ لي أحدُهم: " دخلتُ بيتَ جارتي، فوجدتُها على الهاتفِ، وزوجَها على الهاتفِ، وأبنائَها على الهاتفِ، وبناتِها على الهاتفِ، كُلٌّ منهم في زوايةٍ، فقلتُ لهم: السلامُ عليكم نلتقي في يومٍ آخرَ، فهذه المواقعُ أهدمت أُسراً وفرَّقتها عن بعضِها البعضِ، وعندما فشتْ مواقعُ التواصلِ، لمْ يعدْ للبيوتِ أسرارٌ، وعندما فشتْ مواقعُ التواصلِ الإجتماعي، أورثتْ للشبابِ والبناتِ ذنوباً في الخلواتِ، وذنوبُ الخلواتِ من أعظمِ أسبابِ الإنتكاساتِ، قالَ ابنُ القيمِ-رحمه الله-: " ذنوبُ الخلواتِ أعظمُ أسبابِ الإنتكاساتِ ". وذنوبُ الخلواتِ، محبطةٌ للأعمالِ، ولو صليتَ، ولوْ صُمتَ، ولوْ صليتَ قيامَ الليلِ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " ليأتينَّ من أُمتي أقوامٌ يومَ القيامةِ، بحسناتٍ أمثالِ جبالِ تِهامةَ بيضاءَ، فيجعلُها اللهُ هباءً منثوراً، فخافوا الصحابةُ-رضي الله عنهم- طارتْ أفئدتُهم وجلتْ قلوبُهم، قالوا: صفهم لنا؟ جلِّهم لنا يا رسول اللهِ؟ الأ نكونَ ونحنُ لا نعلمُ قالَ: " هم منكم ومن أمتكم ويأخذون بالليلِ كما تأخذونَ، ولكنَّهم قومٌ إذا خلوا بمحارمِ اللهِ انتهكوها " [رواه ابنُ ماجه وأحمد]. أنظروا إلى بيوتِ المُسلمينَ، سترونَ أنَّ القنواتِ الفضائيةِ عششتْ بها، وخلا منها ذِكرُ اللهِ، وقراءةُ القرءانِ، والصلاةُ، ورسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-يقول: " لا تجعلوا بيوتَكم مقابرَ، فإنَّ الشيطانَ يفرُّ من البيتِ الذي تُقرأُ فيهِ سورةُ البقرةِ ". وقال-صلى الله عليه وسلم-: " صلوا في بيوتِكم-أي صلاةَ السنُةِ-ولا تجعلوها قُبوراً ". إذا خلت البيوتُ من ذِكرِ اللهِ، عششتْ فيها الشياطينُ، وهربتْ منها الملائكةُ، وضاقَتْ على أهلهِا، وقلتْ بركتُها.
ومن مساوئِ آخرِ الزمانِ، حُبُّ الدنيا، وكراهيةُ الموتِ، وهذا ما يُسببُ ضِعفَ الأمةِ، والتخلُّفَ عن الجهادِ في سبيلِ اللهِ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " يُوشِكُ أن تداعى عليكمُ الأممُ من كُلِّ أُفُقٍ، كما تتداعى الأكلةُ على قصعتِها، قالوا: من قلةٍ بنا يومئذٍ؟ قالَ: لا بلْ أنتمْ يومئذٍ كثيرٌ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغثاءِ السيلِ، ينزَعُ اللهُ المهابةَ من قلوبِ عدوِّكم، ويجعلُ في قلوبِكمُ الوَهَنَ، قيلَ: وما الوَهَنُ؟ قالَ: حُبُّ الدنيا وكراهيةُ الموتِ " [رواه أبو داواد].
نادى سُليمانُ ابنُ عبدِ الملكِ وهو أحدُ الخلفاءِ الأموينَ أبا حازمٍ الأعرجِ، فقالَ له: " يا أبا حازمٍ يرحمُك اللهُ مالنا نُحبُّ الدنيا ونكرهُ الموتَ؟ فقالَ له أبو حازمٍ؟ لأنَّكم عمَّرتمُ الدنيا وخرَّبتمُ الأخرةَ، فكرهتم أن تنتقلوا من دارِ عِمرانٍ إلى دارِ خرابٍ، فقالَ لهُ: أينَ مصيرُنا يومَ القيامةِ؟ فقالَ: التمسْ ذاكَ في كتابِ اللهِ، فقالَ: وأينَ ذاكَ؟ قالَ: يقولُ اللهُ-تعالى-: " إنَّ الأبرارَ لفي نعيمٍ، وإنَّ الفجارَ لفي جحيمٍ، إنْ كنتَ باراً فاعلم أنكَ في نعيمٍ، وإنْ كنتَ من أهلِ الفجورِ، فاعلم أنكَ في جحيمٍ، فقالَ: وأينَ رحمةُ اللهِ؟ قالَ: إنَّ رحمةَ اللهِ قريبٌ من المحسنينَ، فقالَ: وكيفَ القدومُ غداً على اللهِ، قالَ: أمَّا المُحسِنُ فالكغائبِ يرجِعُ إلى أهلهِ، تأملْ إنساناً غابَ عن أهلِه عِشرينَ سنةً كيفَ يستقبلُهُ أهلُهُ؟ وأمَّا المُسيءُ كالعبدِ الأبقِ يرجِعُ إلى سيدهِ، أيْ العبدِ الذي فرَّ من سيده.
ومن مساوئِ آخرِ الزمانِ، أن ترى داعياً أو خطيباً يأمرُ النَّاسَ بالبرِّ والخيرِ والمعروفِ، وينسى نفسَهُ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " رأيتُ ليلةَ أُسريَ بي رجالاً تُقرضُ شفاهُهم بمقاريضَ من نارٍ، فقلتُ من هؤلاءِ يا جبريلُ؟ قال: هؤلاءِ خُطباءُ أمتكَ، يأمرونَ النَّاسَ بالبرِّ وينسوْنَ أنفسَهم، وهم يتلونَ الكتابَ أفلا يعقلون! " [رواه أحمد].
ومن مساوئِ آخرِ الزمانِ، غِلاءُ المهورِ وتعسيرُ الزواجِ، فمن أينَ يأتي الشبابُ بمهرٍ طائلٍ في ظلِّ هذهِ الظروفِ الصعبةِ التي نعيشُ بها، وهذا مما يؤدي إلى الفتنةِ والفسادِ في المجتمعِ، وكثرةِ الزنا، والعيشِ بكَمدٍ وحُزنٍ، جعلَ اللهُ غريزةً في الرجلِ والمرأةِ، فطرةُ الرجلِ تسدُّها المرأةُ، وفطرةُ المرأةِ يسدُّها الرجلُ، إن لمْ تُسدْ هذه الغريزةُ بما شرعَ اللهُ، سيلجاُ ضِعافُ الإيمانِ إلى سدِّها بالحرامِ، رُويَ أنَّ اللهَ-عزَّ وجلَّ-" لما خلقَ سيدَنا أدمَ وأدخله الجنَّةَ، بقيَ سيدُنا أدمُ كمداً كيئيباً، وتأملْ معي فهيَ جنةٌ فيها ما تشتهي نفسُه وتلذُّ عينُه، ولكنْ لا يُوجدُ فيها نِساءٌ، فخلقَ اللهُ-عزَّ وجلَّ- حواءَ وأدخلها معهُ في الجنَّةِ، فئتنسَ بها سيدُنا أدمُ، فآنستُه وأمتعتُه ".
ومن مساوئِ آخرِ الزمانِ، أن يذهبَ الصالحونَ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " يذهبُ الصالحونَ الأوَّلُ فالأوَّلُ، ويبقى حُفالةٌ كحفالةِ الشعيرِ أو التمرِ، لا يُباليهم اللهُ بالةً-أي لا يعبأُ بهم-" [رواه البخاري]. أي يفسقونَ ويفجرونَ ولا يعرفون صلاةً ولا صياماً ولا زكاةً، يعيشون من أجلِ شهواتِ الفروجِ والبطونِ، كالأنعامِ بلْ هم أضلُ، لأنَّ الأنعامَ تذكرُ اللهَ وتسبحه وتمجده، " وإن من شيءٍ إلَّا يُسبحُ بحمدِه ولكنْ لا تفقهونَ تسبيحَهم ". ومع ذلك لا يعبأ الله بهم أي يرزقُهم ويُطعمُهم ويوسعُ الدنيا عليهم، ومن مساوئِ أخرِ الزمانِ، أنْ يقلَّ الخيرُ عندَ النَّاسِ، قالَ رسولُ الله-صلى الله عليه وسلم-: لا تقومُ الساعةُ إلَّا على شِرارِ الخلقِ " [رواه البخاري]. فالدنيا صارتْ غابةً، يأكلُ القويُّ الضعيفَ، وأصبحتِ النَّاسُ تعيشُ أجساداً بلا أرواحٍ، قالَ سُفيانُ الثوريُّ-رحمه الله-: " سيأتي على النَّاسِ زمانٌ تموتُ فيهِ القلوبُ، وتحيى به الأبدانُ ".
ومن مساوئِ آخرِ الزمانِ، أنْ يُرفعَ العلمُ، ويفشوَ الجهلُ، وينتشرَ الزنا، ويُستحلَّ الغِناءُ،ويَكثُرَ شربُ الخمرِ، وينتشرَ الربا والرُشا، ويقلَّ الرجالُ، وتكثرَ النساءُ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " إنَّ من أشراطِ الساعةِ، أنْ يُرفعَ العلمُ، ويَكثرَ الجهلُ، ويكثرَ الزنا، ويَكثُرَ شربُ الخمرِ، ويقلَّ الرجالُ، وتكثُرَ النساءُ حتى يكونَ لِخمسينَ امرأةً قيَّمٌ واحدٌ " [متفق عليه]. ومن مساوئِ آخرِ الزمانِ، أن ينتشرَ الزنا في الشوارعِ وهذا حدثَ في بلدِنا والانَ يزدادُ بكثرةٍ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: لا تفنى هذه الأمةُ، حتى يقومَ الرجلُ على المرأةِ فيفترشُها في الطريقِ، فيكونُ خيارُهم يومئذٍ من يقولُ: لو واريتَها وراءَ هذا الحائطِ " [صححه الألباني-رحمه الله-] ومن مساوئِ آخرِ الزمانِ، موتُ العلماءِ والتماسُ العلمِ عندَ الأصاغرِ والجُهَّالِ، ولقدْ رأيتموهم في هذا الزمنِ، دعاةُ فتنةٍ على منابرِ الإفتاءِ، فيفتونَ بفتوى ما أنزلَ اللهُ بها من سُلطانٍ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " إنَّ اللهَ لا يَقبِضُ العلمَ إنتزاعاً ينتزعُه من النَّاسِ، ولكنْ يُقبضُ العلمُ بقبضِ العلماءِ، حتى إذا لم يترُكْ عالماً، اتخذَ النَّاسُ رؤوساً جُهَّالاً فسُئلوا فأفتوا بغيرٍ علمٍ، فضلوا وأضلوا " [رواه مسلم].
ومن مساوئِ آخرِ الزمانِ، إنتشارُ الحسدِ، فأصبحتِ النَّاسُ تنظرُ إلى بينَ أيدي الأخرينَ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " لا يزالُ النَّاسُ بخيرٍ، ما لمْ يتحاسدوا " [رواه الطبراني]. وأصبحت لا تُحبُّ الخيرَ إلَّا لنفسِها إلَّا ما رحمَ اللهُ ورسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم- يقولُ: " لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيهِ ما يُحبُّ لنفسِه " [متفقٌ عليه]. قالَ حاتمُ الاصمُ-رحمه الله- تأملتُ في قولِه تعالى " نحنُ قسمنا بينهم معيشتَهم في الحياةِ الدنيا " فما حسدتُ أحداً بعدها ".
" الخُطبةُ الثانية "
معاشرَ المؤمنين، كما هناكَ مساوئُ في آخرِ الزمانِ، ولكنْ يُوجدُ مُبشِراتٌ في آخرِ الزمانِ، ومن مبشراتِ آخرِ الزمانِ نصرُ الدينِ وإنتشارُه في جميعِ البلادِ رغمَ أُنوفُ الكافرينَ والمنافقينَ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " ليبلُغنَّ هذا الأمرُ ما بلغَ الليلُ والنَّهارُ، ولا يَترِكُ اللهُ بيتَ مدرٍ ولا وبرٍ إلَّا وأدخلهُ اللهُ هذا الدينَ، بعزِّ عزيزٍ، أو بذلِّ ذليلٍ، عِزَّاً يُعزُّ اللهُ به الإسلامَ، وذلاً يُذِّلُ اللهُ به الكُفرَ " [صححه الألباني].
ومن مبشراتِ آخرِ الزمانِ، انتصارُ المسلمينَ في الملحمةِ الكبرى التي تكونُ بينَ المسلمينَ والرومِ في الشامِ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " لا تقومُ الساعةُ حتى ينزلَ الرومُ بالأعماقِ أو بدابقٍ-موضعانِ قريبانِ من حلبٍ-فيصطفون، فيقولُ الرومُ: خلُّوا بيننا وبينَ الذينَ سُبوا منَّا-أي الذين أسلموا منَّا- فيقولُ المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبينَ إخواننا، فيقتتلونَ، فينهزمٌ ثُلُثٌ لا يتوبُ اللهُ عليهم-لأنَّهم يفروا من المعركةِ ومنهم ينضَمُ إلى صفوفِ الرومِ من هول المعركةِ والفتنةِ- ويقتتلُ ثُلُثٌ هم أفضلُ الشُهداءِ عندَ اللهِ، وثُلُثُ لا يُفتنونَ أبداً " [رواه الحاكم].
ومن مبشراتِ آخرِ الزمانِ، أنَّ الرومَ الذين يعيشون الانَ في أوربا يسلمونَ في آخرِ الزمانِ بكثرةٍ، عن المُستوردِ القُرشي عن عمرِو بنِ العاصِ قال: قالَ سمعتُ رسولَ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " تقومُ الساعةُ والرومُ أكثرُ النَّاسِ، فقالَ له عمرُو بنُ العاصِ: أبصرْ ما تقولُ، قالَ: أقولُ: ما سمعتُ من رسولِ اللهِ، قالَ لئنْ قلتَ ذلكَ لفيهم خِصالاً أربعاً، إنَّهم لأحلمُ النَّاسِ عندَ فتنةٍ، وأسرعُهم إفاقةً بعدَ مُصيبةٍ، وأوشكُهم كرةً بعدَ فرَّةٍ، وخيرُهم ليتيمٍ ومسكينٍ وضعيفٍ، وخامسةٌ حسنةٌ جميلةٌ، وأمنعُهم من ظلمِ الملوكِ " [رواه مسلم]. استنبطَ العلماءُ من هذا الحديثِ، أنَّ الرومَ يُسلمونَ في آخرِ الزمانِ.
ومن مُبشراتِ آخرِ الزمانِ، خِلافةٌ تكونُ على منهاجِ النُّبوةِ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " تكونُ النبوةُ فيكم ما شاءَ اللهُ أن تكونَ، ثُمَّ يرفعُها اللهُ ما شاءَ أن يرفعَها، ثُمَّ تكونُ خِلافةً على منهاجِ النُّبوةِ، ثُمَّ يرفعُها ما شاءَ أن يرفعَها، ثُمَّ تكونُ مُلكاً عاضاً،ما شاءَ اللهُ أن تكونَ، ثُمَّ يرفعُها إذا شاءَ أن يرفعَها، ثُمَّ تكونُ مُلكاً جِبرياً، ما شاءَ اللهُ أن تكونَ، ثُمَّ يرفعُها إذا شاءَ أن يرفعَها، ثُمَّ تكونُ على منهاجِ النُّبوةِ ثُمَّ سكتَ " [صحيح].
ومن مُبشراتِ آخرِ الزمانِ، إنتصارُ المسلمينَ على اليهودِ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " لا تقومُ الساعةُ حتى يُقاتِلَ المسلمونَ اليهودَ، فيقتلُهم المسلمونَ، حتى يختبئَ اليهوديُّ من وراءِ الحجرِ والشجرِ، فيقولُ الحجرُ والشجرُ: يا مسلمُ يا عبدَ اللهِ، هذا يهوديٌّ خلفي تعالَ فاقتلْهُ، إلَّا الغرقدُ فإنَّه من شجرِ اليهودِ " [رواه مسلم].
ومن مبشراتِ آخرِ الزمانِ، أن يعمَّ الخيرُ والبركاتُ، ويعيشَ النَّاسُ برغدٍ ومتاعٍ، قلوبُهم صافيةٌ لا تباغضَ ولا تحاسدَ ولا تشاحنَ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " طوبى لعيشٍ بعدَ المسيحِ، طوبى لعيشٍ بعدَ المسيحِ، يُؤذَنُ للسماءِ في القطرِ، ويُؤذَنُ للأرضِ في النباتِ، ولوْ بذرتَ حبَّكَ على الصَّفا لَنبتَ، فلا تشَاحٍ ولا تحاسدٌ ولا تباغُضٌ " [صححه الألباني].
وصلِّ اللهمَّ وباركْ على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وأصحابِه وسلِّم.