يوم عبد من عبيد الله

ناصر بن محمد الأحمد

2015-01-31 - 1436/04/11
عناصر الخطبة
1/برنامج مختصر للمسلم في ليله ونهاره 2/بعض واجبات المسلم تجاه أهله وأولاده 3/بعض واجبات المسلم تجاه مجتمعه 4/واجب المسلم تجاه نفسه 5/أداء المسلم لفريضة الحج

اقتباس

أيها المسلمون: راقب حياة يوم كامل لأحد الأشخاص من حولك، إما قريب أو صديق، أو أحد الجيران، أو حتى راقب حياة يوم كامل من أيامك أنت، وكن منصفاً في ذلك هل من أول ما تستيقظ من نومك، حتى تعود إلى فراشك مرة أخرى وأنت أو صديقك الذي لاحظته تعيش يوماً إسلامياً كاملاً، أو شبه كامل؟هل...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله...

 

أما بعد:

 

أيها المسلمون: راقب حياة يوم كامل لأحد الأشخاص من حولك، إما قريب أو صديق، أو أحد الجيران، أو حتى راقب حياة يوم كامل من أيامك أنت، وكن منصفاً في ذلك.

 

هل من أول ما تستيقظ من نومك، حتى تعود إلى فراشك مرة أخرى وأنت أو صديقك الذي لاحظته تعيش يوماً إسلامياً كاملاً، أو شبه كامل؟!

 

هل أيامك كأيام من سبقونا من المسلمين؟ أم أن المادية المعاصرة، والمدنية قد فرضت نفسها حتى على بيوت المسلمين، وأنت أصبحت تسير معها بدلاً من أن تُسيّرها؟!

 

هل يومك هذا الذي راقبته يوم إسلامي، بمعنى أن كل ما تفعله شرعي لا مخالفة فيه، ولا تفريط فيه ولا تقصير! أم أن التقصير تعدى المستحبات ووصل إلى الواجبات؟!

 

أيها الأخ الكريم: لا أطيل معك بهذه المقدمة، ولا أزيد في العتاب أكثر من هذا، لكني لأسرد لك برنامجاً عملياً ليومٍ من يوميات عبدٍ مسلم، يفترض في كل مسلم أن يأتي بهاكاملاً، فإن لم يأتي بها كاملاً، فعلى أقل تقدير يأتي بأغلبها، فإن هناك الكثير والكثير من السنن والأدعية المأثورة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صارت منسية في حياتنا -والله المستعان-.

 

مضى الثلث الأول من الليل، فقام عبد الله فتوضأ، ثم صلى بعدها ركعتين، ثم ذهب إلى فراشه لينام، فوضع جنبه الأيمن على الفراش، وهو يدعو، ويقول: "باسمك اللهم وضعت جنبي، وبك أرفعه، اللهم إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين، اللهم إني أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك، رهبةً ورغبةً إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت".

 

ثم قرأ آية الكرسي وسورة الكافرون والإخلاص، والفلق والناس، ثم راح في نومه مطمئن القلب، هادئ النفس.

 

وتمضي ساعات قليلة، فيدق جرس المنبه، فيتململ -عبد الله- في فراشه، تململ السليم على صوت لا يميّزه، أهو في حُلمٍ أم في يقظة؟!

 

(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)[السجدة: 16].

 

(قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا)[المزمل: 2-3].

 

(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا)[الإسراء: 79].

 

(كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)[الذاريات: 17-18].

 

فيهب عبد الله من فراشه قائلاً: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. سبحان الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النشور".

 

فتنفك عنه عقدة عقدها الشيطان، ثم يقوم فيتوضأ فتنحل العقدة الثانية، ثم يقول فيصلى ركعتين خفيفتين يفتتح بهما قيامه لتلك الليلة مقتدياً بهدي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فتنحل العقدة الثالثة، ثم يصلي من الليل ما شاء الله له أن يصلي، فما أحلى الصلاة في جوف الليل والناس نيام.

 

عن عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أيها الناس، أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام".

 

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا، أو صلى ركعتين جميعاً، كتبا في الذاكرين والذاكرات".

 

إن عبد الله يعرف فضل قيام الليل، وهو ليس من الذين لا يعرفون الصلاة بالليل إلا في رمضان، ويعلم عبد الله أن زاده وقوته ونشاطه في النهار، إنما يستمده من صلاته بالليل.

 

ثم جلس عبد الله في مكانه يستغفر ربه، ويسبح ويهلل، فإذا بصوت المؤذن، يشق ظلام الليل ينادي لصلاة الفجر، الصلاة خير من النوم.

 

فيقوم عبد الله، ويخرج من منزله متوجهاً إلى المنزل، فيفتح بابه، وهو يقول: "بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أسألك خير المخرج وخير المولج، بسم الله خرجنا، وبسم الله ولجنا، أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا شريك له وإليه النشور، أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين".

 

ويأتي عبد الله المسجد فيدخله برجله اليمنى، ويقول: "بسم الله، اللهم صلعلى محمد، اللهم افتح لي أبواب رحمتك، فيصلي ركعتي الفجر الراتبة، فيقرأ في الأولى ب"الكافرون" والثانية ب"لإخلاص".

 

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- على شيءٍ من النوافل أشد تعاهداً منه على ركعتي الفجر"[متفق عليه].

 

وفي صحيح مسلم عنها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها".

 

وفي رواية: "لهما أحبّ إليّ من الدنيا جميعاً".

 

ثم يجلس عبد الله، ويتلو كتاب الله، حتى تقام الصلاة، فيؤديها مع الإمام جماعة، ثم يجلس بعد الصلاة ليقرأ وِرده.

 

ثم يقوم عبد الله ويخرج من المسجد مقدماً رجله اليسرى، ويقول: "بسم الله، اللهم صل على محمد، اللهم إني أسألك من فضلك".

 

ويعود عبد الله إلى بيته مطمئن النفس، منشرح الصدر قرير العين، لقد اغتسل في محطة التطهير الأولى في يومه، لقد كفرت صلاته ما اقترف قبلها من صغار الذنوب، هكذا عَلم من حديث رسول الله، كما أنه نجح في الاختبار، وخرج من زمرة المنافقين، إذ ليس أشد على المنافقين من صلاة الفجر وصلاة العشاء ولو يعلمون ما فيهما من خير لأتوهما ولو حبواً.

 

ثم يرتاح عبد الله قليلاً، فيقوم بعدها، ليخرج إلى عمله.

 

فإذا كنت -يا عبد الله- أميراً، فتذكر قول الله -تبارك وتعالى-: (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)[ص: 26].

 

وتذكر قول رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".

 

وأن أول السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: "الإمام العادل".

 

وإذا كنت -يا عبد الله- قاضياً، فتذكر قول الله -تبارك وتعالى-: (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)[المائدة: 8].

 

وتذكر أن القضاة ثلاثة: قاضيان في النار، وواحد في الجنة، فاحرص على أن تكون الثالث.

 

وإذا كنت -يا عبد الله- تاجراً، فتذكر قول الله -جل وعلا-: (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ)[النور: 37].

 

وقوله سبحانه: (وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ)[الرحمن: 6-9].

 

وتذكر: أن الدين النصيحة لله ولرسوله وخاصة المسلمين وعامتهم، وتذكر أن "من غشنا فليس منا".

 

وإذا كنت -يا عبد الله- موظفاً تقوم على مصالح المسلمين في المستشفى، أو الجامعة، أو المدرسة، أو الوزارة، اعلم -يا عبد الله- أنك مسئول أمام الله قبل الناس عما استرعاك الله، وأن من أخذ الأجر حاسبه الله على العمل، وعملك أمانة فأدّ الأمانة إلى أهلها، وأن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه.

 

يا عبد الله: استر عورات المسلمين، فمن ستر عورة مسلم ستر الله عورته يوم القيامة.

 

وإذا كنت -يا عبد الله- عاملاً، فتذكر قول الله -جل وعز-: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)[الملك: 15].

 

وقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "ما أكل أحد طعاماً خيراً من عمل يده، وأن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده".

 

وكن متوكلاً على الله يرزقك الله كما يرزق الطير تغدو خماصاً، وتروح بطاناً.

 

ثم إن عبد الله يقتنص دقائق من وقته في العمل، فيصلي فيها سنة الضحى.

 

وهكذا تمضي فترة العمل اليومي يقضيها عبد الله مراقباً لله في كل أمر من أموره.

 

ويحين وقت الظهر، فيؤدي صلاته جماعة في المسجد، وكذلك العصر والمغرب والعشاء، فهو يحب كثرة الخطى إلى المساجد، فهي كفارات الذنوب، ويعلم أن كل صلاة محطة تطهير لما سبقتها من صغائر الذنوب، ويعلم أن ممن يظلهم الله في ظل عرشه: "رجلاً قلبه معلق في المساجد".

 

ويمضي عبد الله بقية يومه وأمسيته، يعود مريضاً، ويزور أخاً له في الله، ويتفقد يتيماً أو أرملة، ويقضي حاجةً لأخيه المسلم.

 

ثم إن عبد الله يهتم بحلقات العلم، فما أن يسمع بمحاضرة هنا أو هناك، إلا ورتَّب أموره، ورتب أوقاته لحضور هذه المحاضرات في المساجد؛ لأنه يدرك أهميتها، وفي الغالب ما يحرص أن يأخذ أهله معه إلى هذه المحاضرات، ليستفيدوا هم أيضاً، كما يستفيد هو، ولو حالت ظروف الأهل من عدم تمكنهم لحضور هذه المحاضرات والدروس العلمية في المساجد، فإن عبد الله، يحملها إليهم، وكذلك إلى أقاربه وأصحابه، فيجلس بين أبنائه يعلمهم أمور دينهم، ويقص عليهم من سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وسير أصحابه الكرام، ويرشدهم إلى ما ينفع وينهاهم عن اللهو والمفاسد.

 

ثم إن عبد الله يتفقد أولاده كل ليلة قبل نومهم، هل حلَوّا دروسهم، وقضوا واجباتهم، فيجلس معهم بعض الوقت، ويساعدهم فيما أشكل عليهم، ثم يتوجه الصغار إلى منامهم.

 

وقبل أن ينام عبد الله يدخل مكتبته الصغيرة في بيته والتي أعدها ووضع بها بعض الكتب النافعة، فيتناول كتاباً فيقرأ فيه بعض الوقت، يتزود منه بعلمٍ ينفع به نفسه، والناس من حوله.

 

فيوماً يفتح كتاباً في التفسير، فيطلع على معاني كلام الله، وتفسير بعض الآيات التي يحفظها.

 

ويوماً يطلع على كتاب في الفقه يتعلم حكماً جديداً، أو يبحث في مسألة أشكلت عليه.

 

ويوماً يقرأ في التاريخ، وربما تناول بعض الأشرطة النافعة، فاستمع إلى كلام طيب لأحد العلماء قبل نومه.

 

ثم يدعو عبد الله بعد ذلك بدعاء النوم وينام.

 

أمضيت يوماً في طاعة الله يا عبد الله، فهنيئاً لك فأنت إن شاء الله من الصالحين الأخيار.

 

أقول قولي هذا...

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على...

 

أما بعد:

 

قبل عدة أيام دخل عبد الله لبيت من بيوت الله ليؤدي أحد الصلوات، وبعد ما صلى ما كتب الله له أن يصلي، تناولاً مصحفاً ليقرأ فيه قبل أن تقام الصلاة، ففتح المصحف وصار يقرأ بعض الآيات من سورة آل عمران، فقرأ قوله تعالى: (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)[آل عمران: 97].

 

فتحركت مشاعره لحج بيت الله الحرام، وعبد الله قد حج من قبل، وأدَّى فريضة الله، لكنه تذكر قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد".

 

فعزم عبد الله على أن يحج هذا العام.

 

ومازال في الوقت متسع، فهو الآن في منتصف شهر ذي القعدة، وهناك وقت كافٍ لترتيب الأمور، وتهيئة الأسباب، لقد تحركت مشاعر عبد الله، واشتاقت نفسه بالطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة، تحركت مشاعر عبد الله، وصار يتخيل نفسه وهو يتنقل بين المشاعر، فتارةً واقف بعرفه، وتارةً واقف بمزدلفة، وتارةً يرمي الجمار، محيياً لسنة أبينا إبراهيم -عليه السلام- وسنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.

 

تذكَّرَ عبد الله التقصير الذي حصل منه طوال العام، تذكَّرَ عبد الله ما اقترفت جوارحه من المعاصي، فأراد أن يغسل هذا كله، وأن يقف بعرفه ثم ينفر مع الحجيج، عسى الله أن يجعله من المقبولين فيرجع كيوم ولدته أمه.

 

استخار عبد الله، وهذه الاستخارة لا تعود إلى الحج نفسه، فإنه خير لا شك فيه، وإنما تعود إلى الوقت والرفيق والراحلة.

 

سوف يبحث عبد الله عن رفقة صالحة طيبة ليخرج معهم في حج هذا العام.

 

فنسأل الله -جل وعلا- أن ييسر أمر عبد الله، وأمر كل من يريد الحج هذا العام، وأن لا يواجهوا الصعوبات والمشاكل، وإقفال الطرقات أمامهم، والتي واجهت وحصلت للبعض فيما مضى. وأن يتمكنوا من دخول عرفه إنه سميع مجيب.

 

قال الله تعالى: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ * ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)[الحـج: 27-30].

 

وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من حجّ فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه"[رواه البخاري ومسلم].

 

أما والذي حج المحبون بيته *** ولبسوا له عند المهل وأحرموا

وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعاً *** لعزة من تعنو الوجوه وتُسلم

يهلون بالبيداء لبيك ربنا *** لك الملك والحمد الذي أنت تعلم

دعاهم فلبوه رضاً ومحبة *** فلما دعوه كان أقرب منهم

وراحوا إلى التعريف يرجون رحمة *** ومغفرة ممن يجود ويُكرم

فلله ذاك الموقف الأعظم الذي *** كموقف يوم العرض بل ذاك أعظم

ويدنو به الجبار جل جلاله *** يباهي بهم أملاكه فهو أكرم

يقول عبادي قد أتوني محبة *** وأنى بهم برٌ أجود وأرحم

فأشهدكم أني غفرت ذنوبهم *** وأعطيتهم ما أملوه وأنعم

فبشراكم يا أهل ذا الموقف الذي *** به يغفر الله الذنوب ويرحم

 

 

 

 

المرفقات

عبد من عبيد الله

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات