يا ابن آدم إنما أنت أيام

حمزة المجالي

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ أهم شيء في حياة الإنسان هو الوقت والزمان 2/ قيمة الوقت في شريعة الإسلام 3/ دلالات عناية القرآن بذكر الأوقات والأزمان 4/ الموفق في اغتنام عمره والمغبون من خسره 5/ أهمية اغتنام الوقت والأعمار 6/ تضييع الناس لأوقاتهم أزمان الثلوج.

اقتباس

كل لحظة تمر منا وعلينا فنحن نسير إلى قبورنا؛ الآجال مقدَّرة، والأعمار مكتوبة، والساعات معلومة، فليس من أحد يعيش دهر الداهرين، ولن يأخذ أحد عُمراً أو عمرين من غيره، هي أيام وساعات، فكلما مضى جزء من الثانية، فأنت تسير إلى منيتك وإلى قبرك جزء من الثانية، ولكن -للأسف واعذروني- قل العقلاء اليوم. ما أبدعنا في ملء أوقاتنا بأهوائنا وشهواتنا، بل ما أبدعنا في ملء أوقاتنا أحيانًا فيما لا يرضي الله وعصيانه.

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

 

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

أحبتي في الله.. اللهم إنا نسألك بمنّك وكرمك ولطفك، ونسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى والعظمى أن تغفر لنا ذنوبنا، وأن تكفّر عنا سيئاتنا، وأن تتولانا برحمتك وأنت أرحم الراحمين.

 

كما سألت ربي في الثلجة الماضية أسأله الآن وأدعوه وأتوسل إليه يا رب أسألك برحمتك التي ملأت أرضنا وسمائنا كما بيَّضت الأرض من حولنا أن تبيض قلوبنا ووجوهنا وصحافنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [آل عمران: 105]، متى؟ (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) [آل عمران:106]، اللهم اجعلنا ممن تبيض وجوههم برحمتك وفضلك وأنت أرحم الراحمين.

 

أحبتي في الله: لو سألنا الناس اليوم ما هو أهم شيء في حياة الإنسان لتنوعت إجاباتهم، وتغيرت آراؤهم، وتغيرت وجهات أنظارهم؛ كلٌّ على حسب اهتمامه، ولكن أجمع عقلاء الدنيا مسلموهم ومؤمنوهم وكافروهم أن أعظم شيء، وأثمن شيء في حياة الإنسان، وأهم شيء في حياة الإنسان؛ هو الوقت والزمان.

 

ولذلك لو أردنا أن نعرف الإنسان اليوم لا يصح تعريف المناطقة الذين يقولون: الإنسان حيوان ناطق، وتنوعت تعريفات الناس والعلماء على اختلاف علومهم للإنسان ما بين معرِّف له بحيوان، وغير ذلك، والصحيح إنما الإنسان وقت وزمان.

 

رحم الله السلف لما قال الحسن البصري كما روى عنه أبو نعيم في حلية الأولياء قال: "ابن آدم إنما أنت أيام؛ فإن ذهب يوم ذهب بعضك".

 

ورضي الله عن أبي الدرداء الذي قال فيما رواه عنه البيهقي في شعب الإيمان بإسناد فيه مقال قال -رضي الله عنه وأرضاه-: "ابن آدم طأ الأرض كما تشاء، فما تزول حتى تكون قبراً لك، ابن آدم إنما أنت أيام إذا ذهب يوم ذهب بعضك، يا ابن آدم إنما أنت زمان فإن ذهبت ثانية أو جزء من الثانية إنما ذهب بعضك".

 

ولذا عباد الله أقسم الله بالزمان قال (وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى) [الضحى: 1- 2]، (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [الفجر: 1- 2]، وأقسم الله بأعظم قسم فقال: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [العصر: 1- 3].

 

أقسم الله -عز وجل- بالليل: (وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) [التكوير: 17- 18]، (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى) [الليل: 1- 2].

 

لِمَ يقسم الله بالزمان؟ بل ذكر الله الوقت والزمان على سبيل الامتنان، فلما ذكر الله أصول النعم والنعم تنقسم إلى أصول وفروع، فَلِمَ عدَّ الله أصول النعم في سورة إبراهيم قال (وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) [إبراهيم:33]، فسخر الشمس والقمر والليل والنهار على سبيل الامتنان، ثم قال بعد ذلك: (وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) [إبراهيم:34].

 

الوقت والزمان يا ابن آدم لا يعرف قيمتهما إلا من جاءته ساعة الموعد، وعلم قيمة الوقت والزمان، وإننا اليوم نرى بني آدم أعظم ما يجتهدون فيه، وأخلص ما يقدمون هو الزهد في الوقت، وإشغال الوقت فيما ليس من ورائه نفع.

 

والله إنا موتى، ولكن المسألة مسألة وقت وزمان، فالموفَّق مَن اغتنم زمانه وعمره فيما يرضي الله، والمغبون كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث ابن عباس الذي رواه البخاري في صحيحه قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "نعمتان مغبون" أي: خاسر "مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ".

 

والغبن هو أن يبيع البائع سلعته ببخس وخسارة، ولا يلتفت إلى رأيه في ذلك، قال ابن الجوزي -رحمه الله-: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس"، أي: مغبون في اجتماعهما"؛ فكثير من الناس أوتي صحة، ولكنه لم يؤتَ فراغًا، ولذا تراه ينشغل في جمع دنياه، وكثير من الناس أوتي مالاً ومغنمًا وتراه في نعمة، ولكنه ما أوتي صحة فلا يغتنم المال فيما أتاه الله في نعمه، ولكن قلَّ مِن الناس مَن جمع الله له الصحة والفراغ، ومع هذا مَن جمع الله له الصحة والفراغ ترى كثيرًا منهم يغتنمها، بل يستغلها فيما ليس فيه نفعه.

 

ولذلك قال عمر بن عبدالعزيز -رضي الله عنه وأرضاه- قال: "ابن آدم إن الأيام تعمل فيك فاسبقها واعمل فيها".

 

عباد الله: كل لحظة تمر منا وعلينا فنحن نسير إلى قبورنا؛ الآجال مقدَّرة، والأعمار مكتوبة، والساعات معلومة، فليس من أحد يعيش دهر الداهرين، ولن يأخذ أحد عُمراً أو عمرين من غيره، هي أيام وساعات، فكلما مضى جزء من الثانية، فأنت تسير إلى منيتك وإلى قبرك جزء من الثانية، ولكن -للأسف واعذروني- قل العقلاء اليوم.

 

ما أبدعنا في ملء أوقاتنا بأهوائنا وشهواتنا، بل ما أبدعنا في ملء أوقاتنا أحيانًا فيما لا يرضي الله وعصيانه.

 

لما أدخل الله أهل النارِ النارَ، وأخبرهم أنهم لا يُقضَى عليهم فيها، فلا يموتون، وأنه لن يُخفَّف عنها من عذابها، فلما علموا بأبديتهم في النار وخُلدهم، وعلموا أنهم لن يُقضَى عليهم فيموتوا؛ جاء أهل النار يصطرخون (رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ) بماذا وبخهم الله؟ قال الله سائلاً إياهم استفهامًا وإنكارًا قال: (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ) [فاطر: 37]، أولم نعمركم أعمارًا وسنينًا طولاً ما تكفي حتى يتذكر فيها المتذكر، ويعتبر فيها المعتبر، ويؤمن فيها الكافر، فوبَّخَهم الله على عدم اغتنام الأعمار، ولذا قال قتادة: "من بلغ الأربعين فلا يأمن الله، فإنما يأمن الله القوم الخاسرون".

 

ولذلك اختلف العلماء في قول الله (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم) على أيّ عمر أو سنة من سني العمر يريدها الله، قال ابن عباس: "من بلغ ستين سنة فقد قطع العذر عنده من الله".

 

ولذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أعذر الله –أي: انقطع العذر من عند الله- أعذر الله المرء يبلغه ستين سنة" والحديث أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة.

 

ليس له حجة، هذه أعماركم وأيامكم تُعَدُّ وتُحْصَى علينا وعليكم، فالموفق من اغتنم عمره فيما يرضي ربه -جل في علاه-، ورحم الله ابن القيم لما ذكر أن تفويت العمر بتضييع عشرة أشياء، ومن هذه الأشياء العشرة التي تضيع قال: "وقت معطل -عن ماذا؟ قال عن استدراك فارط أي أمر فات وفرَّط فيه العبد- عن استدراك فارط واغتنام بر وقربة".

 

ثم بعد أن عد ابن القيم العشرة أشياء المضيعة للوقت، قال -رحمه الله ونور الله عليه قبره وضريحه وعلى شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية- قال: "وأعظم الإضاعات" أي: أعظم ما يضيع العبد في حياته "وأعظم الإضاعات إضاعتان: إضاعة القلب وإضاعة الوقت".

 

يا جماعة! والله ترى الرجل يبلغ خمسين سنة، والله فكره لا يتجاوز التفاهات وحياته لا تتجاوز اللهو والترفيهات، وعمره يتقلب ما بين ألوان الملاذ والشهوات، خمسين سنة ولا يدري أين تكون نجاته وستين سنة وهو يركض على الدنيا كأنه يريد أن يحوشها كلها ولا يعلم أنه لن يأخذ معه شيء إلا كفنًا وعملاً صالحاً.

 

قال: "أعظم الإضاعات إضاعتان؛ إضاعة الوقت وإضاعة القلب"، ما الذي يضيع القلب يا ابن القيم؟ قال: "والذي يضيع القلب اثنان: إيثار الدنيا على الآخرة، أي اتباع الهوى، والذي يضيع الوقت ضياع القلب في إيثار الدنيا على الآخرة قال: "طول الأمل"، فقال ابن القيم: "واجتماع الفساد كله في اتباع الفساد وطول الأمل واجتماع الخير كله في اتباع الهدى والاستعداد إلى لقاء الله".

 

الخير كله في اتباع الهدى والاستعداد إلى لقاء الله، بعض الناس عطّال بطّال ليس عنده من الدنيا قيمة إلا بقدر ما يجمع من المال، أو بقدر ما يريد من شهوته، لا يا أخي الله أمرك أن تنجيها وحثَّك الله على السعي فيما يرضي الله فيها، اغتنام الوقت والأعمار.

 

لذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث معاذ وأبي برزة الأسلمي وغيرهم قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع أو خمس"، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "عن عمره فيما أفناه" وقت وزمان "وعن شبابه فيما أبلاه" وقت وزمان "وعن علمه ماذا عمل فيه" وقت وزمان، العمل أين محله إلا الأوقات والأعمار والزمان "وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه".

 

إذا سيُسأل العبد عن عمره، سيسأل العبد عن حياته، والله سيسأل عن الثانية، ألم يقل النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي يرويه جماعة من الصحابة يقول النبي: "ما من مجلس يجلس فيه قوم لا يذكرون الله فيه إلا وقاموا عن مثل جيفة حمار"، وفي لفظ "إلا وكانوا عليهم ترة أو حسرة يوم القيامة".

 

مجلس لم يُذكر الله فيه، إذًا لا بد من التفكير والتدبير وإدارة الوقت والعمر من جديد والتأمل للحياة حتى يخرج العبد منها ناجيًا.

 

اللهم نجنا بما يرضيك، اللهم بلغنا محبتك ومراضيك، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم وأبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

 

ولعل سائل يسأل ما مناسبة الكلام عن الوقت في ظل هذه الرحمات والبركات والخيرات، أسأل الله أن يبارك لنا ولكم في الأعمار والأوقات.

 

أقول مناسبتها أننا إذا نزل الثلج بحثنا عن أنواع الشراب والطعام والمكسرات والحلويات، وجلسنا على الشاشات نتنقل بين المسلسلات والمسرحيات، وإذا ملَّ ينتقل إلى الأخبار، وإذا ملَّ يبحث عن لعبة أو طاولة زهر حتى يضيع وقته، رجل مسكين محبوس ملل، فلماذا لا يملأ وقته بشيء ينال به سعادة الدنيا والآخرة.

 

لماذا أتكلم عن اغتنام الأوقات؛ لأن القنوات الفضائية والإعلام اليوم لما ينزل الثلج ويُحبَس الناس في بيوتهم لا يفكر أن يبث خيرًا ولو نصف ساعة ولو عشر دقائق مساكين الناس حتى نزيل عنهم الملل كيف؟ مسرحية وراء مسرحية، وبعض الناس الله يهديه يجلس فيتتبع القنوات قناةً قناة حتى يجد ما يشغله في وقته، ويأنس بزوجه وولده في وقت الثلج يوم ويومين وثلاثة وساعات، ثم بعد ذلك يخرج الثلج عليه -والحمد لله- زاد ثلاث أربع كيلو من المكسرات والحلويات ومن الجلوس على الشاشات والفضائيات، ثم إذا خرج من بعد ذلك رجع إلى حياته.

 

أنت الآن في فراغ لا يوجد شاغل يشغلك نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والحمد لله موجودة، والفراغ والآن أنت في فراغ، ولذلك اتق الله في هذه الأيام وهذه الساعات لا يعني ذلك أن نمنع الترفيه أبداً، حنظلة جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم قال يا رسول الله نافق حنظلة، نافق حنظلة، قال النبي: "وما ذاك يا حنظلة؟" قال: يا رسول الله إذا جلسنا معك فأخبرتنا عن الجنة والنار كأنا نراها رأي العين فإذا عافسنا الأولاد والزوجات والضيعات نسينا الجنة والنار، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده لو أنكم تدومون على حالكم عندي في الذكر أو لو أنكم تبقون كما أنتم عندي، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، إنما يا حنظلة ساعة وساعة، ساعة وساعة، ساعة وساعة"، أي ساعة لله وساعة لنفسك.

 

اغتنام الأعمار كما يقول ابن القيم "أن يملأ عمره بما يرضي الله، قال: وليس معنى ذلك الانقطاع عن الملاذ والشهوات، معاذ الله، لكن الموفق موفَّق مسدَّد معان من الله من جعل وقته دائمًا معمورًا بما يرضي الله عملاً وقصدًا ونية.

 

ولذلك اجلس مع ولدك ومع زوجتك وتلاطف معهم، ورحم الله ابن مفلح الذي يقول في الآداب الشرعية بعد أن تكلم عن أدب العقل وحماية العقل قال: "إذا جاء الرجل فخلا بزوجه وولده فلجعل العقل في زاوية" ما يسمح أن يكون في بيته بعقله مع الناس، ولكن حوَّل ذلك إلى عبادة في مجرد النية والقصد وتجنب الحرام، من النظر إلى مسلسلات وأفلام وأغاني وكلام فاضي إلى نساء وتبرج وسفور، حرام في سماع الغناء والموسيقي حرام في إلهائك وإشغالك عن الله حرام في أخذ وقتك والقيام بمسئولياتك حرام يجتمع عليك من الجهات.

 

الله الله في أوقاتكم التي أسأله أن يبارك فيها، وفي أعمارك فيها وبعدها إلى أن يقضي الله الأجل.

 

يا رب ارزقنا الهمة في عبادتك ما أحييتنا، واملأ أعمارنا بما يرضيك، اللهم اجعل أسعد لحظاتنا ساعة فراق الدنيا إلى لقائك والنظر إلى وجهك..

 

المرفقات

يا ابن آدم إنما أنت أيام

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات
عضو نشط
محمد المشرفي
07-03-2020

كويس

عضو نشط
محمد المشرفي
07-03-2020

الحمدلله

عضو نشط
زائر
14-03-2021

جزاكم الله خيرا و احسن الجزء