ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون

خالد بن سعد الخشلان

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات: أحوال القلوب
عناصر الخطبة
1/ منزلة التقوى في حياة المسلم 2/ حكم اليأس والقنوط 3/ حِكَم الابتلاء 4/ موقف الإسلام من اليأس والقنوط 5/ التدافع بين الحق والباطل سنة ماضية 6/ الثقة بنصر الله للمؤمنين

اقتباس

اليأس والقنوط مرضان خطيران يقعدان عن العمل، ويصيبان النفس بالزجر، ويملأن القلب بالغم والحزن تتكدر مع اليأس والقنوط الحياة، وتضيق معهما الدنيا على سعتها ورحابتها. ولهذا كان موقف الإسلام من اليأس والقنوط موقفًا حاسمًا.. إن سنة الابتلاء بكافة ألوانه وأشكاله ماضية إلى قيام الساعة يبتلي الله عز وجل عباده المؤمنين، يبتليهم بالكفار والفجار، وقد يطول البلاء وتشتد المعاناة ويعظم الخطب ثم يتنزل نصر الله على عباده الصابرين ..

 

 

 

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله، فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أما بعد: فأوصي نفسي وإياكم -أيها الإخوة المسلمون- بتقوى الله عز وجل، فإنها وصية الله لعباده الأولين والآخرين منذ أن خلق الله الخليقة، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء: 131]، وما ذاك إلا لعظم شأن هذه الوصية الخالدة، وشمولها لجميع أبواب الخير والتحذير من كل أبواب الشر، ألا فاتقوا الله عباد الله، اتقوا الله بأقوالكم، اتقوا الله بأفعالكم، اتقوا الله بجميع تصرفاتكم ..

ولتكن التقوى شعاركم في حياتكم كلها، ومن أجل تقوى الله تقولون وتنطقون، وبتقوى الله تحبون وتوالون وتبغضون، اجعلوا تقوى ربكم عز وجل نصب أعينكم قبل كل حركة تتحركونها، ولفظة تنطقونها، وموقف تتخذونه على ضوء تقوى الله تقدمون نحو كل عمل وتصرف وكلام وموقف، إن كان ذلك كله من التقوى أو تحجمون وتمتنعون عنه إن كان هذا العمل أو الموقف ليس من تقوى الله عز وجل في شيء.

إن الحياة عندئذ متى ما كانت التقوى تسير حياة المسلم، فإن الحياة عندئذ تطيب والعيش يهنأ متى عمرت القلوب بتقوى الله عز وجل، بل وتزول الشحناء والبغضاء ويتلاشى الحقد والحسد ويوم تقوم العلاقة بين أفراد المجتمع على تقوى الله عز وجل ومحبته وطاعته.

ولهذا تكاثرت نصوص القرآن والسنة في الحث على هذا الوصف الجميل والخلق الجليل تقوى الله عز وجل. فنسأل الله عز وجل أن يكتبنا من عباده المتقين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، نسأله سبحانه وتعالى أن ينفعنا في هذه الوصية التي تطرق آذاننا في كل أسبوع أكثر من مرة.

أيها الإخوة المسلمون: إن اليأس والقنوط من تنزُّل نصر الله وفرجه بعد العسر وبعد الشدة كبيرة من الكبائر: (وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ) [الحجر: 56]، (وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87].

ويزداد الأمر سوءًا وخطورة يوم يتعدى ضرر اليأس والقنوط الإنسان في خاصة نفسه إلى الآخرين فينشر اليأس بينهم ويشيع القنوط في صفوفهم، ولهذا قيل: "شر الناس الذين يقنّطون الناس من رحمة الله" أي يؤيسونهم من رحمة الله عز وجل. وفي الحديث: "من قال هلك الناس فهو أهلكهم".

أيها الإخوة المسلمون: إن من الناس -والعياذ بالله- من استولى اليأس والقنوط على قلبه فتراه يتلفظ بألفاظ ينبأ عن مدى ما هو عليه من إحباط ويأس واستبعاد للفرج والنصر ويأس من الرحمة، وهذه كلها ليست من أخلاق المؤمنين الموحدين ..

إن جميع ما يحصل في الكون من شدة وبلاء عامًّا كان أو خاصًّا، وتسلط الكفار والفجار على المسلمين كل ذلك بتقدير العزيز الحكيم، وابتلاء للخلق حتى يراجعوا دينهم ويصححوا مسيرتهم، (وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ * أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [الروم: 36- 37].

وقال تعالى: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ * وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ * وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ * وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى: 27- 30].

إن اليأس والقنوط مرضان خطيران يقعدان عن العمل، ويصيبان النفس بالزجر، ويملأن القلب بالغم والحزن تتكدر مع اليأس والقنوط الحياة، وتضيق معهما الدنيا على سعتها ورحابتها. ولهذا كان موقف الإسلام من اليأس والقنوط موقفًا حاسمًا كما مر في الآيات السابقة، وأما الأحاديث النبوية فإن النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد المتفائلين في أحلك الظروف وأقسى الأحوال كان يربّي أصحابه رضي الله عنهم على الحذر من اليأس والقنوط وينفّرهم من هذين الخُلقين الذميمين .. سأله رجل فقال يا رسول الله ما الكبائر؟ قال: «الشرك بالله واليأس من روح الله والقنوط من رحمة الله».

وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: «ثَلاثَةٌ لا تَسْأَلْ عَنْهُمْ: رَجُلٌ يُنَازِعُ اللَّهَ رِدَاءَهُ، فَإِنَّ رِدَاءَهُ الْكِبْرِيَاءُ وَإِزَارَهُ الْعِزَّةُ، وَرَجُلٌ شَكَّ فِي أَمْرِ اللَّهِ، وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ».

وعن حَبَّةَ وَسَوَاءٍ ابْنَيْ خَالِدٍ قالا رضي الله عنهما: دخلنا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعالج شيئًا فأعناه عليه،فقال :" لا تيأسا من الرزق ما اهتزت رءوسكما، فإن الإنسان تلده أمه أحمر ليس عليه قشر ثم يرزقه الله عز وجل".

أيها الإخوة في الله: كم تطيب الحياة وتسر يوم يشع الفأل والأمل، وكم هي الحياة مبهجة يوم يعيش العبد فيها محسن الظن بخالقه منتظرًا فرج الله ورحمته ونصره وتيسيره ولطفه. لقد كان المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يعجبه الفأل الحسن وكان يقول: «لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل».

الكلمة الحسنة سمة طيبة، لقد عاش صلى الله عليه وسلم حياته كلها متفائلاً لم يعرف اليأس والقنوط إلى قلبه سبيلاً في جميع الأحوال والأهوال التي أحاطت به، يبلغ الأذى وتعذيب الكفار لأصحابه ما يبلغ وهم في خوف وضعف، ثم يبشرهم صلى الله عليه وسلم بقرب الفرج فيقول لهم: «والله ليتمن الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون».

يحيط به الكفار في غار ثور يريدون قتله، ويقفون على رأس الغار ليذبوا الخوف إلى قلب الصديق رضي الله عنه ويقول: يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى موضع قدميه لأبصرنا، فيجيبه الرسول صلى الله عليه وسلم بلغة كلها ثقة بربه وتفاؤل بنصر خالقه وثقة بقرب الفرج من الله: «ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما».

تحيطه الأحزاب بالمدينة من كل جانب ويبلغ الخوف بأصحابه مبلغًا عظيمًا، فيبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح المدائن ..

إنه التفاؤل الحق المقرون بحسن العمل وبذل المستطاع من الأسباب، ألا فلنشع التفاؤل بيننا ولنطرد اليأس والقنوط من حياتنا، إن أمسكت السماء واشتد الجدب أمّلنا بربنا خيرًا وانتظرنا الفرج منه وقرب رحمته سبحانه وتعالى ..

إذا ضاقت أمور الرزق والمعيشة بأحدنا لم ينقطع رجاءه بالكريم الرزاق أبدًا الذي يرزق الحيتان في قعر البحار والوحوش في القفار والطيور في مهامه الصحراء والوديان والجبال. إذا ساءك خُلق أبنائك وتصرفاتهم تفاءل خيرًا بمن بيديه قلوب العباد يقربها كيف يشاء وألح بالدعاء إليه فإنه سميع قريب مجيب .

إذا اشتد بك المرض وطال بك السقم وتوالت عليك الأوجاع فتذكر نبي الله أيوب عليه السلام وقوله: (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [الأنبياء: 83] فأعقب هذا الدعاء بقوله (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) [الأنبياء: 84].

إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ *** وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ
وأوطنت المكارهُ واستقرت *** وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ
ولم ترَ لانكشاف الضرِّ وجهاً *** ولا أغنى بحيلته الأريبُ
أتاكَ على قنوطٍ منك غوثُ *** يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ
وكلُّ الحادثاتِ إذا تناهتْ *** فَمَوْصُولٌ بِهَا فَرَجٌ قَرْيَبُ

نسأل الله عز وجل أن يملأ قلوبنا ثقة به، ثقة بنصره ووعده وإحسان ظن به ولطفه وكرمه، وأن يعمر حياتنا بالتفاؤل، إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم .. (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، أحمده سبحانه له في جميع ما يفعل ويصنع الحكمة البالغة، لا رادّ لحكمه وقضائه وهو العزيز الحكيم، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين..

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعات المسلمين، فإن يد الله مع جماعة المسلمين ومن شذ عنهم شذ في النار.

أيها الإخوة المسلمون: لا شك أن كل مؤمن ومؤمنة يعتصر قلبه ألما وغمًّا وحزنا لما يجري في سوريا وما يتعرض له المسلمون من قتل وتدمير وإبادة، تعرض يوميا على شاشات القنوات والمحطات التليفزيونية والمواقع الإلكترونية، ولكن ذلك كله لا يغير من الحقائق الشرعية والسنن الكونية شيئًا ..

فسنة التدافع بين الحق والباطل ماضية إلى يوم الساعة، تسفك في هذه المعركة الدماء ويسقط فيها العديد من الشهداء، ولكن الغلبة في النهاية للحق وأهله والإيمان وجنده (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) [البقرة: 214].

لقد تألم الأحزاب وتجمعوا لقتال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه في غزوة الخندق، وأحاطوا بالمدينة من كل جانب وبلغ الخوف بالمسلمين ما بلغ (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا) [الأحزاب: 10- 11].

ثم كان ماذا ؟ ثم أتى نصر الله وفرجه فسلط الله على الأحزاب جندًا من جنده (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) [المدثر: 31]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) [الأحزاب: 9].

فانقلب الأحزاب على أعقابه خاسرين خائبين لم ينالوا من المؤمنين شيئًا وكان ذلك مؤذنا بنهاية قوة قريش، وعندها قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اليوم نغزوهم ولا يغزوننا»، (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا) [الأحزاب: 25].

ثم إن سنة الابتلاء بكافة ألوانه وأشكاله ماضية إلى قيام الساعة يبتلي الله عز وجل عباده المؤمنين، يبتليهم بالكفار والفجار في نفوسهم وأموالهم، وقد يطول البلاء وتشتد المعاناة ويعظم الخطب ثم يتنزل نصر الله على عباده الصابرين (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: 155- 157].

لقد جرت سنة الله عز وجل الذي أن الابتلاء يعقبه التمكين، وأن الصبر يتلوه الفرج والنصر والظفر .. إنهم وإن صالت دولة الباطل وجالت وظلمت واعتدت لكن نهايتها إلى زوال وهزيمة، فدولة الباطل مهما عظمت ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج: 40].

فنسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعجّل نصره لإخواننا في سوريا .. هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على نبيكم محمد بن عبد الله، فقد أمركم ربكم عز وجل في كتابه فقال عز من قائل (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].

اللهم صلّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد ..

 

 

 

المرفقات

يقنط من رحمة ربه إلا الضالون

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات