ومن الناس

عبد الملك بن محمد القاسم

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ أدعياء في محبة النبي صلى الله عليه وسلم 2/ أقسام المحبة وحكم كل قسم 3/ المحبة عبادة قلبية 4/ الأدلة على وجوب محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم 5/ نعم الله تدعو إلى محبة الله 6/ أهمية المحبة 7/ بعض ثمرات محبة الله 8/ ذم الحب والبغض من أجل الدنيا 9/ أسباب نيل محبة الله

اقتباس

المحبة -عباد الله- تنشأ من الإِحسان ومطلعة الآلاء والنعم؛ فإن القلوب جُبلت على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها، ولا أحد
أعظم إحسانًا من الله -سبحانه-، فإن إحسانه على عبده في كل
نفس ولحظة، وهو يتقلب في إحسانه في جميع أحواله، ولا سبيل له إلى ضبط أجناس هذا الإِحسان، فضلاً عن أنواعه أو أفراده، ويكفي أن من..

 

 

 

 

الخطبة الأولى

 

الحمد لله الذي جعل المحبة إلى الظفر سبيلاً، وصرَّف عليها القلوب كما يشاء، وصرفها أنواعًا وأقسامًا بين بريته، وفصلها تفصيلاً، وفضل أهل محبته ومحبة كتابه على سائر المحبين تفضيلاً، وهو الحكيم صاحب الفضل على من شاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يخلق ما يشاء ويختار، واشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، أرسله للإِيمان مناديًا، وإلى الجنة داعيًا، وبكل معروف آمرًا، وعن كل منكر ناهيًا، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وكل من تبعه داعيًا، وفي مرضاة ربه ومحابه ساعيًا.

 

أما بعد:

 

فاتقوا الله -عباد الله-، وأخلصوا له العبادة، تفلحوا وتسعدوا.

 

أيها المسلمون: خلقنا الله -سبحانه- وأوجدنا من العدم، وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، هو أهلٌ أن يُحبّ ويُعظّم، ويُجلّ ويُطاع، وليس للقلوب سرور ولا لذة إلا في محبته سبحانه، والتقرب إليه بما يُحبه، والشوق إلى لقائه، إذ هي أصل كل خير في الدنيا والآخرة، وقد ادَّعى أقوام أنَّهم يحبون الله؛ فأنزل سبحانه هذه الآية محنة لهم: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ) [آل عمران: 31].

 

وقد سمى بعض العلماء هذه الآية: آية الاختبار.

 

فكل مَنْ ادَّعى محبة الله ولم يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كاذب في دعواه.

 

مَنْ زعم أنَّه مُحب لله وهو واقع في الشرك فهو كاذب في دعواه.

 

ومن زعم أنَّه مُحب لله وهو متهاون في الصلاة فهو كاذب في دعواه.

 

محبة الله المطلوبة ليست محبة عاطفة قلبية فقط، ولا كلمات تردد وأشعار تُقال، ولكنَّها عمل واتباع.

 

وتنقسم المحبة إلى نوعين: محبة خاصة لا تصلح إلا لله: وهي محبة العبودية المستلزمة للذل والخضوع، وكمال الطاعة وإيثاره على غيره.

 

ومحبة عامة: وهي محبة جائزة؛ كمحبة الوالد لولده، والجائع للطعام ونحوها، وهذه ليست من العبودية في شيء؛ إلا إذا اقترن بها ما يقتضي التعبد صارت عبادة، فالإِنسان يحب والديه محبة إجلال وتعظيم، وإذا اقترن بها أن يتعبد لله بهذا الحب من أجل أن يقوم ببر والديه صارت عبادة، وهكذا إذا قصد بالأكل والشرب الاستعانة والتقوي بها على العبادات.

 

عباد الله: قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ).

 

محبة الله -سبحانه -عبادة قلبية من أجل العبادات التي يجب إخلاصها لله، وقد أخبر الله عن المشركين -ذمًا لهم وتحذيرًا من فعلهم -أنهم يحبون الله ولم يدخلهم ذلك في الإِسلام؛ لأنهم أشركوا معه في المحبة غيره، وهذا هو الذي اعترف به المشركون وهم بين أطباق الجحيم؛ بأنهم صاروا في الجحيم بسببه، حيث قالوا: (تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [الشعراء: 97 – 98] ومن المعلوم أنَّهم لم يساووا آلهتهم بالله في الخلق والرزق والتدبير، وإنَّما ساووهم بالله في هذه المحبة الخاصة.

 

فكل من اتخذ ندًا لله، يحبه كحبه لله؛ فقد وقع في الشرك الأكبر.

 

وقال -سبحانه وتعالى-: (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [التوبة: 24].

 

في الآية وعيد شديد لمن أحب الأصناف الثمانية؛ فآثرها أو بعضها على حب الله ورسوله، والقيام بما أوجب الله عليه من الأعمال كالهجرة والجهاد ونحو ذلك فلينتظر العقوبة.

 

وهذه الآية دليل على وجوب محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى تقديمها على محبة كل شيء.

 

وقد نزلت الآية في المسلمين الذين بمكة، لما أُمروا بالهجرة قالوا: إن نحن هاجرنا ضاعت أموالنا، وذهبت تجارتنا، وخربت ديارنا وقطعنا أرحامنا، وكان منهم من يتعلق به أهله وولده، ويقولون: ننشدك بالله ألا تضيعنا؛ فيرق لهم ويدع الهجرة، فبدأ الله بالآباء والأبناء والإِخوان، وكذا الأصدقاء ونحوهم، وزهدهم فيه، ثم قطع علائقهم عن زخارف الدنيا.

 

فذكر -سبحانه- الأموال والتجارة والمساكن إن كان كل ذلك أحب إليكم: (مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) أي: انتظروا ماذا يحل بكم من عقابه؟!

 

والمحبة -عباد الله -تنشأ من الإِحسان ومطلعة الآلاء والنعم؛ فإن القلوب جُبلت على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها، ولا أحد أعظم إحسانًا من الله -سبحانه-، فإن إحسانه على عبده في كل نفس ولحظة، وهو يتقلب في إحسانه في جميع أحواله، ولا سبيل له إلى ضبط أجناس هذا الإِحسان، فضلاً عن أنواعه أو أفراده، ويكفي أن من بعض أنواعه نعمة النفس التي لا تكاد تخطر ببال العبد، له عليه في كل ويوم وليـلة أربعة وعشرون ألف نعمة، فإنه يتنفس في اليوم والليلة أربعة وعشرون ألف نفس، فما الظن بما فوق ذلك وأعظم منه: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا)[إبراهيم: 34].

 

هذا غير ما يصرف عنه من المضرات وأنواع الأذى التي تقصده، وعلها توازن النعم في الكثرة، والعبد لا شعور له بأكثرها: (قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ) [الأنبياء: 42].

 

عباد الله: في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم؛ عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين".

 

بيَّن صلى الله عليه وسلم أن العبد لا يؤمن الإِيمان الواجب، والمراد كماله، حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه: "من ولده ووالده والناس أجمعين".

 

لأن بسببه صلى الله عليه وسلم الحياة الأبدية، والإِنقاذ من الضلال إلى الهدى، بل ولا يحصل هذا الكمال إلا بأن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه، كما في قصة عمر -رضي الله عنه -لما قال له: لأنت أحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال: "والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك" قال له عمر: فإنك الآن أحب إلي من نفسي، فقال: "الآن يا عمر" [رواه البخاري].

 

ومحبته صلى الله عليه وسلم تقتضي طاعته واتباع ما أمر به، وتقديم قوله دون من سواه.

 

والرسول -عباد الله -هو المُبلِّغ عن الله -سبحانه -شرعه، دل الناس على طريق السعادة في الدنيا والآخرة، وحذرهم من طريق الضلالة والغواية، وتحمل في ذلك المشاق العظيمة، فهو أهلٌّ أن يُحب -صلوات الله وسلامه عليه-، ومحبته تقتضي اتباع أوامره واجتناب نواهيه، وتعظيم سنته والدفاع عنها، وتقديم قوله صلى الله عليه وسلم على قول كل أحد.

 

وللبخاري ومسلم، عن أنس -رضي الله عنه -قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كنَّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يُحب المرء لا يُحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار".

 

وحلاوة الإِيمان حلاوة محسوسة، يجدها أهل الإِيمان في قلوبهم، فيستلذ الطاعات، ويتحمل المشقات في رضي الله، ويحبه بفعل طاعته وترك مخالفته، من وجدن فيه تامة ذاق حلاوة الإِيمان، فوجد في نفسه وقلبه الطمأنينة والراحة والنعيم والسرور.

 

وفي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ثلاث خصال جالبة لحلاوة الإِيمان:

 

وأول هذه الخصال: محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم محبة تقتضي تقديمها على محبة ما سواهما من أهل ومال، ومحبة العبد لربه تستلزم محبة طاعته وذلك بالقيام بالأعمال الصالحة والأقوال الطيبة وبغض ما يبغضه الله -سبحانه وتعالى -من الشرك والمعاصي وغير ذلك.

 

ثاني الخصال الجالبة لحلاوة الإِيمان: المحبة في الله، وهي محبة عباد الصالحين من أجل صلاحهم وتقواهم، لا لغرض دنيوي: كمعروف، أو قرابة.

 

وكان الصحابة يؤثر بعضهم بعضًا على نفسه؛ محبة في الله ولله وتقربًا إليه، قال سبحانه عنهم: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)[الحشر: 9].

 

ومن لازم محبة الله محبة أهل طاعته، كمحبة أنبيائه ورسله والصالحين من عباده، ومحبة الله ومحبة من يُحبه الله من كمال الإِيمان؛ وحقيقة الحب في الله ألا ينقص بالجفاء ولا يزيد بالبر.

 

والخصلة الثالثة: كراهة العودة إلى الكفر كراهة متناهية بحـيث يستوي عنده الرجوع إليه وقذفه في النار.

 

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما -قال: "من أحب في الله، وأبغض في الله، والي في الله، وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد طعم الإِيمان -وإن كثرت صلاته وصومه -حتى يكون كذلك، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يُجدي على أهله شيئًا" [رواه ابن جرير].

 

بين ابن عباس -رضي الله عنهما -أعمال القلوب التي يظهر فيها الولاء والبراء واضحًا جليًا، وهي:

 

أولاً: من أحب في الله؛ أي أحب المؤمنين من أجل صلاحهم وتقواهم، لا لِعَرض الدنيا.

 

ثانيًا: وأبغض في الله: أي: أبغض الكفار لكفرهم والعصاة؛ لمخالفتهم ربهم، فالمسلم العاصي؛ يُحبُّ ويوالى لما فيه من الإِيمان، ويُبغْضُ ويُعَادَى لما فيه من المعصية.

 

ثالثًا: وعادى في الله: أي: أظهر العداوة للكفار بالفعل، بجهادهم والبراءة منهم.

 

وكلما قويت محبة العبد لله، قويت هذه الأعمال المترتبة عليها، وبكمالها يكمل توحيد العبد، وبضعفها يضعف.

 

وثمرة تحقيق أعمال القلوب الأربعة السابقة: أنَّ الله يتولى عبده بالمحبة والنصرة، ولن يتذوق حلاوة الإِيمان ويتلذذ بطعمه من لا يتصف بذلك وإن كثرت عبادته.

 

أيها المسلمون: ورد ذم الحب والبغض من أجل الدنيا وسوء عاقبته، فإذا ضعف الإيمان في قلب العبد، أحب الدنيا وأحب لها وآخى لأجلها، وهذا هو الغالب على كثير من الناس، وقد رآه ابن عباس -رضي الله عنهما- في أهل زمانه، فكيف بزماننا هذا؟! فتجد الشخص قد يُعادي أهل الخير والصلاح، ويوالي الفسقة من أهل الربا والطرب والغناء، بل وصل الحال عند بعضهم إلى موالاة أهل الكفر والطغيان، وكل ذلك لا ينفع يوم القيامة حينما تزول الدنيا وما فيها، ولا يبقى إلا ما قدم المرء من العمل الصالح، في ذلك اليوم تنقلب المحبة الدنيوية إلى عداوة، بخلاف المحبة والتآخي في طاعة الله، قال تعالى: (الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ) [الزخرف: 67].

 

فالواجب على كل مسلم أن يكون قلبه مملوءًا بمحبة الله ومحبة أوليائه؛ ليفوز بالبشارة العظيمة الواردة في الحديث القدسي: "المُتَحابُّونَ في جلالي لَهُمْ مَنَابُر منْ نُور يَغْبطُهُمْ النَّبيُّون والشهداء" [رواه الترمذي].

 

كما يجب عليه أن يكون مبغضًا لأعداء الله الكافرين، إذ لا يجتمع حب الله مع حب أعداء الله.

 

والمحبة لأجل الدنيا لا تنفعهم بل تضرهم؛ كما قال -تعالى-؛ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (الإَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ).

 

بارك الله لي ولكم.

 

 

الخطبة الثانية

 

الحمد لله حمدًا كثيرًا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أما بعد:

 

قال ابن عباس في قوله تعالى: (وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ) [البقرة: 166] قال المودة، أي: الوصلة التي كانت بينهم في الدنيا، يتواصلون بها ويتحابون بها، تقطعت بهم، خانتهم أحوج ما كانوا إليها، وصارت عداوة يوم القيامة، وتبرأ بعضهم من بعض، ولعن بعضهم بعضًا، كما قال تعالى: (إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ) [العنكبوت: 25] وأول الآية: (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ) [البقرة: 166].

 

ومن الأسباب التي ينال بها العبد محبة خالقه ومولاه: قراءة القرآن بالتدبر، والعمل بما فيه، والإِكثار من ذكره -سبحانه-، والتقرب إليه -جل وعلا -بالنوافل بعد الفرائض، وانكسار القلب بكليته بين يدي الله -تعالى-، والخلوة به وقت النزول الإِلهي لمناجاته وتلاوة كلامه، وتجنب ما يصرف القلب عن الله من المحرمات المسموعة والمرئية وغيرها، وكذلك مجالسة أهل الخير والصلاح.

 

وقد ذكر ابن تيمية -رحمه الله -أن الذي يحرك القلوب إلى المحبة أمران:

 

الأول: كثرة ذكر الله -عز وجل-، لأن كثرة الذكر تُعلق القلوب بالله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) [الأحزاب: 42].

 

الثاني: مطالعة آلائه ونعمائه، قال تعالى: (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً) [لقمان: 20].

 

ثم قال -رحمه الله-: والذنوب تُنقص من محبة الله بقدر ذلك ولكن لا تُزيل المحبة لله ورسوله إذا كانت ثابتة في القلب ولم تكن الذنوب عن نفاق.

 

وقال بعض السلف: إذا رأيت من يعصي الله فذلك دليل على نقصان محبة الله في قلبه؛ فإن من علامة محبة الله أن تتلذذ بالطاعة وأن تثقل عليك المعصية.

 

قال شيخ الإِسلام: من كان مؤمنًا تقيًا كان لله وليًا. والولاية من الله لعبده المؤمن هي النصرة والتأييد والإِعانة.

 

جعلني الله وإياكم من المؤمنين المتقين.

 

هذا، وصلوا وسلموا...

 

 

 

 

المرفقات

الناس

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات